الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دفاعاً عن حق تقرير المصير والإستقلال للشعب الريفي

سائس ابراهيم
باحث في الأديان

(Saiss Brahim)

2017 / 6 / 30
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


سيقول قوم أن ما أكتبه اليوم بدعة : من مقدمة كتاب "طبائع الإستبداد" لعبد الرحمان الكواكبي

مقتطف من البيان الأول الذي أعلن به عبد الكريم الخطابي تأسيس جمهوريته الريفية : ه
"نحن حكومة جمهورية الريف، المؤسسة في يوليوز 1921 نعلن ونُشعر الدول المشتركة في معاهدة الجزيرة الخضراء عام 1906، بأن المطامح العليا التي أدت إلى تلك المعاهدة لا يمكن أن تتحقق قط، الأمر الذي أثبته تاريخ الأيام الماضية، وذلك بسبب الخطيئة البدئية القائلة أن بلادنا، الريف، تشكل جزءً من المغرب، إن بلادنا تشكل جغرافيا جزءً من افريقيا… كذلك تختلف لغتنا بصورة بينة عن اللغات الأخرى، المغربية أو الإفريقية أو سواها. فنحن الريفيين لسنا مغاربة البتة…".. ه
بمساهمتي هذه في التعريف بالشعب الريفي وقضيته العادلة، أثبث أن نضال الماركسيين اللينينيين المغاربة لحق تقرير المصير سواء أكان ذلك للشعب الصحراوي بالأمس أو للشعب الريفي اليوم قناعة أممية ثابثة وليس انبهاراً بمقاتلي البوليزاريو ولا بالهبة الريفية، ولا نوبة صرع يسارية أصابتني كما يحلو لكل الرجعيين والمرتدين والشوفينيين أن يَسِمُوننا. ورغم استشهاد قياديين وأطر من منظمة إلى الأمام تحت التعذيب (سعيدة المنبهي، عبد اللطيف زروال، أمين التهاني...)، ما زلت والشيب يكلل هامتي صامداً في قناعاتي المبدئية تماشياً مع المبدأ اللينيني في حق الأمم والشعوب في تقرير المصير والاستقلال. ه
كانت المنظمة الماركسية اللينينية المغربية "إلى الأمام" سباقة في السبعينات إلى تأييد حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره بنفسه والحق في الإستقلال وتكوين دولته، وقبل تأسيس البوليزاريو رسمياً وإعلان الجمهورية الصحراوية، كان المقال الشهير المنشور بمجلة "أنفاس المغربية" : "فلسطين جديدة في أرض الصحراء"، ينبئ ويسطر الموقف الماركسي اللينيني الصحيح. وها أنذ أسير على نفس المنهج الثوري الأمامي بمقالي هذا. واعياً تمام الوعي أن جماهير الريف هي الوحيدة القادرة على تحويل سيرورتها المنتفضة الحالية إلى سيرورة ثورية تساهم في تطوير الوعي الجنيني الحالي وتحويل الإرهاصات الحالية إلي مسار تَشَكُّل وَعْيٍ أَسْمَى يَسْتَحْضِرُ التاريخ المضىء للشعب الريفي عبر إحياء تجربته الرائدة على مستوى العالم الثالث. تاريخ الجمهورية الريفية وقائدها الفذ الأمير عبد الكريم الخطابي، هذه التجربة الملهمة للعديد من الشعوب التي بحثت منذ العشرينات عن الحرية والإستقلال. ه

مبدأ تقرير المصير : ه
مبدأ تقرير المصير في قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة : "لجميع الشعوب الحق في تقرير مصيرها بحرية وإرادة واستقلال وفقاً لمْا تريدهُ، بعيداً عن أية قوة أو تدخل أجنبي". ه
بَيْنَ كتاب لينين (حق الأمم في تقرير مصيرها)، والتطوير الخلاق للرفيق ستالين للينينية، تظهر لنا بشكل واضح الصفات التي تجعل من مجتمع معين أمة أو قومية كالأرض المشتركة واللغة المشتركة والتاريخ المشترك وغيرها وضع شعاره بان من حق كل امة (قومية) تقرير مصيرها بما في ذلك حق الانفصال وتكوين دولة مستقلة. ه
إن حق الانفصال لا يعني الانفصال بالضرورة بل إنه حق من الحقوق الممكنة لتقرير المصير. إن تقرير المصير أعم وأشمل من حق الإنفصال لأن حق الانفصال هو أحد صور تقرير المصير. فتقرير المصير قد يكون النضال من أجل الحصول على حقوق متساوية مع القومية المسيطرة. وقد يعني تقرير المصير النضال من أجل الحصول على استقلال ذاتي تضمن فيه حقوق القومية التي تشكل أقلية في مجتمع معين. إن مطاليب نضال القوميات تختلف باختلاف الظروف. ولكن الكثيرين ممن يعترفون بحق تقرير المصير ينسون ذلك حين تطالب امة بالانفصال وتكوين دولتها المستقلة. اما الماركسيين فانهم يؤكدون دائما على هذا الحق دائماً وأبداً. ه
حين يكون الماركسيون خارج سلطة الدولة، أي حين يناضلون في ظل نظام طبقي لا يكون بوسعهم منح هدف تقرير المصير لأية قومية. ولكن دورهم يكون في تثقيف الطبقة العاملة وحلفائها بحقوقهم وتوعيتهم وقيادة نضالهم من أجل تحقيق تلك الحقوق ومن ضمنها حق تقرير المصير بالشكل الذي يرونه مناسباً لظروف المرحلة التي يجري فيها النضال. ه
كانت الاوساط الأمبريالية وكذلك الأوساط الإنتهازية تتحدث عن اضطهاد القوميات في الإتحاد السوفياتي وخضوعها قسراً للدكتاتورية الروسية ودكتاتورية ستالين. وكان الأمبرياليون ومن ضمنهم هتلر يعتقدون أن الهجوم على الإتحاد السوفياتي سيؤدي حتماً إلى انتفاض جميع هذه القوميات للتخلص من "ظلم" دكتاتورية البروليتاريا. ولكن ما حدث عند اجتياح النازيين الألمان للإتحاد السوفياتي كان عكس ذلك تماماً. فإن جميع قوميات الإتحاد السوفياتي وقفت وقفة رجل واحد تحت قيادة الحزب البلشفي وعلى رأسه ستالين للدفاع عن هذا الوطن الإشتراكي وكأنهم قومية واحدة. لم يشهد التاريخ حادثاً تفانت به شعوب بلد متعدد القوميات للدفاع عن وطنها كما شهدته مقاومة الشعوب السوفياتية في الحرب ضد الغزاة النازيين. ه
إن منح كل هذه القوميات حق تقرير مصيرها بما في ذلك حق الانفصال وتكوين دول مستقلة لم يؤد إلى الإنفصال بل أدى إلى أعظم وأثبت اتحاد عرفه تاريخ البشرية. ه
المكونات الأساسية لسيرورة تكون الشعب الريفي : ه
التاريخ المشترك : شكل الريفيون من خلال مواجهتهم الأسطورية للإستعمارين الفرنسي والإسباني ولحليفهما المحلي العميل المتمثل في النظام الطبقي المغربي نواة الإحساس الوطني كشعب متميز، وأسسوا بقيادة الأمير عبد الكريم الخطابي إحدى أول الجمهوريات المستقلة بقوة السلاح. ه
اللغة المشتركة : تشكل اللهجة الريفية المختلفة تماماً عن اللغة العربية لاحماً موحداً للشعب الريفي ومشروعاً لتحولها إلى لغة مستقبلاً. ه
زيادة على : الأرض المشتركة، والعادات والتقاليد والهوية الريفية المتميزة. ه

إن سيرورة وتشكل واستقلال الريف شديدة الصعوبة وطويلة وتتطلب تضحيات جساماً ونضالاً مستميتاً ضد الشوفينة المَرَضِيَة المغربية وضد النظام الطبقي العميل وضد حماته الأمبرياليين وضد كل الأتباع والخونة والأزلام المحليين. ه
ومن أجل تحقيق النصر النهائي يجب البداية ببرنامج أولي يهيئ الشروط الذاتية والموضوعية للنصر عبر برنامج الثورة الوطنية الديموقراطية التي ستحيل الحراك الريفي إلى ثورة منتصرة مبشرة بالإستقلال وبغد أفضل للشعب الريفي بقيادة طبقاته المسحوقة وعلى رأسها الطبقة العاملة الريفية. ه

اقتراحات حول البرنامج المرحلي : ه
الفرض وليس المطالبة بإطلاق سراح المعتقلين الريفيين أساساً والمعتقلين على خلفية الحراك الريفي في باقي أنحاء المغرب. ه
فرض التوقيف الفوري للقمع البوليسي وللمتابعات. ه
فرض متابعة ومحاكمة الجلادين ومسؤوليهم السياسيين. ه
فرض متابعة ومحاكمة ناهبي المال الريفي العام. ه
فرض رفع العسكرة فوراً وبدون أية شروط. ه
فرض إدارة ذاتية محلية للريف وإقامة انتخابات حرة ونزيهة مستقلة عن مراكز القرار الرباطية الطبقية. ه
فرض تكوين أجهزة أمنية وقضائية محلية غير خاضعة لمركز القرار في عاصمة دولة الزوجة المطيعة للأمبرالية "محمد السادس". ه
فرض تعليم اللغة الريفية في كل أسلاك التعليم. ه
فرض الاستجابة للمطالب الاقتصادية والاجتماعية المرفوعة منذ أزيد من سبعة أشهر كمرحلة أولى في إطار سيرورة الحكم الذاتي وانتهاءً بتقرير المصير والإستقلال السياسي والحق في الإنفصال. ه
إن القضاء النهائي على ممارساة التعريب والأسلمة القهريين يمثل الخطوة الأولى من رحلة الألف ميل في سبيل عالم خال من الإستغلال والقهر العروبي البدوي الجلف. ه

ملاحظة : إحدى الفقرات المتعلقة بتقرير المصير مأخوذة من مقال المنظر اللامع حسقيل قوجمان في مقاله المنشور بالحوار المتمدن المعنون بِـ "حق تقرير المصير بالمفهوم الماركسي". ه








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مايسمى بجمهورية الريف لم يكن معترفا بها
عبد الله اغونان ( 2017 / 6 / 30 - 11:20 )

محمد عبد الكريم الخطابي كان مقاوما الاستعمار الاسباني

ولم يشكل جمهورية معترفا بها فهل كان له سفراء وعلاقات خارجية وعملة ؟

لم تكن له موارد وجيش نظامي مستقر

عندما انهزم اتحه الى القومية المصرية وتوقفت مقاومته حتى السياسية

وظل أبناؤه بمصر وعاشوا كمصريين لايعرفون حتى الدارجة المغربية فضلا عن اللهجة الريفية

ودفن هناك بمصر

الريف لاتشكل شعبا اذ في تلك المناطق أخلاظ وعرقيات كما أن مواردها في السياحة والصيد والهجرة

لاتكفي لتأسيس كيان

بينما تتحد الأمم نرى شطحات تدعو الى تقسيمات عرقية متخلفة أقرب الى القبلية الجاهلية


2 - نظام الدوله
على سالم ( 2017 / 6 / 30 - 17:46 )
استاذ سائس انا اعتقد ان النظم الملكيه بل والنظم الجمهوريه فاسده تماما وعفنه وبالذات النظام الملكى والذى يعتبر الملك نفسه اله للشعب , لقد حان الوقت لتصحيح هذه الاوضاع الفاسده المقلوبه


3 - السيد علي سالم
سائس ابراهيم ( 2017 / 6 / 30 - 20:43 )
أتفق معك تمام الاتفاق أيها الصديق العزيز
تحياتي
ابراهيم

اخر الافلام

.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي


.. تصريح الأمين العام عقب الاجتماع السابع للجنة المركزية لحزب ا




.. يونس سراج ضيف برنامج -شباب في الواجهة- - حلقة 16 أبريل 2024


.. Support For Zionism - To Your Left: Palestine | الدعم غير ال




.. كلام ستات | أسس نجاح العلاقات بين الزوجين | الثلاثاء 16 أبري