الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عصف ذهني في محاولة لا تمل لفهم ما يجري ؟؟

مسَلم الكساسبة

2017 / 6 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


هذا أو قريبا منه بالضبط ما يحصل لنا اليوم كعرب ..

.... الية واستراتيجية توليد سلسلة من المشاكل والتداعيات عن مشكلة اصلية إما بشكل ممنهج ومتعمد او بسبب سوء التعاطي مع تلك المشكلة أصلا ، وبحيث ينشغل صاحب المشكلة الاصلية بالتداعيات الحادثة وينسى ويتنازل عن المشكلة الاصلية .. لا بل ربما يصل الامر حد ان يستعين بمن تسببوا بالمشكلة الاصلية لحل المشكلات المتولدة والناتجة عنها وعن سوء التعاطي معها..فتفرغ المشكلة الأصلية من مضمونها ويغدو كل هم صاحب المشكلة حل المشاكل الناتجة والمتولدة عنها .. وهكذا في تراتبية متصاعدة باستمرار .. هذا بالضبط ما يحصل لنا اليوم كعرب ..

وكل ذلك او جله هو بسبب رداءة وسوء التعاطي مع تلك المشكلة فولدت وأنتجت مشكلات اخرى وكرست حالة جديدة حتى اصبحت المشكلة الاصلية مهملة وهي الاسهل نسبة لما ولدت من مشكلات ، لا بل وغدت حتى بلا مضمون نسبة للمشكلات والتداعيات الناشئة عنها ؟

نحن كعرب اليوم نمر بهذه الحالة بالضبط وان لم نفهم ذلك سنبقى ننحدر ونتردى الى ما لا نعرف له مستقرا ومآلا ؟

---------------------------------

من الملاحظ جدا ان المشكلة ليس في ازماتنا وإخفاقاتنا بحد ذاتها وان كانت مشكلة بالفعل ..

بل في شكل تعاطينا معها وبالتالي تبعاتها وتداعياتها علينا وعلى علاقاتنا البينية وعلى مواقفنا من غيرها من قضايانا ، فقد كان دوما تعاطيا سقيما وبالشكل الذي يعمق تبعاتها وتداعياتها ويجعلها هي ذاتها -اي التداعيات - تصبح هي المشكلة ، وآلية لخلق وتوليد الازمات اوتوماتيكيا
الى حد ننشغل بتداعيات المشكلة او القضية عن القضية ذاتها ، وهكذا في سلسلة تراكمية يبدو انها ستطول ان لم نقف ونستدر بشكل صائب .

اذ انه من الملاحظ ان كل ازمة او نكسة او اخفاق نمر به ينتج ويكرس حالة جديدة من الرداءة والتردي تجعلنا نصبح امة اخرى ولا نعود نحن كما كنا قبلها ، ونقبل ونتحدث بأمور كان مجرد تصورها او تصور طرحها قبل ذلك امرا شبه مستحيل ..

فمنذ ال 48 لليوم وكل نكسة تتحول الى آلة لخلق الازمات والنكسات اوتوماتيكيا ، وتخلق حالة جديدة من التردي والفرقة بحيث لا نعود بعدها كما كنا قبلها .. فتغدو مشكلتنا هي تداعيات الازمة وما حبلت وولدت لنا .. وننسى الازمة التي ولدتها وهكذا ،،

لا بل وتهيئنا لكي نقبل ونتحدث بطريقة كان الواحد منا يخجل ان يتحدث بها وعنها في الحمام بينه وبين نفسه بتلك الطريقة ,, الى ان نجحت تلك الحالة في النهاية بتصدير الازمة الى الداخل والبيت العربي ذاته وصرنا ننتج ازماتنا بأنفسنا .. الى حد صار الضد ذاته الذي عنه تولدت تلك الازمات اصلا حليفا وعونا لنا على تجاوز الازمات الناشئة ..وجزء من الحل يعتمده بعضنا حليفا ضد بعض ..!!

.... اي بمعنى اصبحنا نحن نخلق وننتج ازماتنا بأنفسنا آليا ، او بمعنى اخر ازماتنا ذاتها التي لا نواجهها بايجابية وطريقة صائبة ولا نتعاطى معها ومع نتائجها كما يجب تتحول هي ذاتها إلى آلة لإنتاج غيرها من الازمات اونوماتيكيا .. فتشغلنا عن ازماتنا الحقيقية بنتائج تلك الازمات وتداعياتها !!

انها الية واستراتيجية توليد سلسلة من المشاكل والتداعيات عن مشكلة اصلية بحيث ينشغل صاحب المشكلة الاصلية بالتداعيات الحادثة وينسى ويتنازل عن القضية والمشكلة الاصلية .. الى حد ربما يستعين بمن تسببوا بها لحل المشكلات المتولدة والناتجة عنها مقدما لهم الشكر والامتنان.

وكل ذلك بسبب رداءة وسوء التعاطي مع تلك المشكلة فولدت وأنتجت مشكلات اخرى حتى اصبحت المشكلة الاصلية بلا مضمون وشبه قضية مقضية نسبة لتلك المشكلات التي حبلت بها وولدتها.

والى حد من الرداءة بحيث لو اننا تنازلنا عن المشكلة الاصلية مقابل توفير وتجنب التداعيات التي نشأت عنها نكون نحن الرابحون ، فعلى الاقل ان لم نحل تلك المشكلة كنا سلمنا من تداعياتها.

اما ان تبقى المشكلة كما هي وتتعمق ونبقى نحن بدورنا اسرى تداعياتها وخلافاتنا بسببها الى حد نتحول نحن بحد ذاتنا الى قضية عويصة جديدة فهذه حالة نادرة من التعاطي مع المشكلات ومحاولة حلحلتها ؟

كانت مشكلتنا فلسطين .. نحن اليوم اصبحنا في وضع اكثر بؤسا من فلسطين ذاتها الى حد تستطيع ان تقول فلسطين بخير نسبة لما وصلت اليه حالنا ..وأنها لو نطقت لترحمت على ما وصلنا اليه .. ودعتنا الى ان نحل مشاكلنا وربما عرضت علينا المساعدة

-----------------------------

من تكسه 67 دعونا نطبق الفكرة السابقة هنا ونستعرض كيف تسير الامور وتتدحرج المشكلات والأزمات ..فلنستعرض أهم المحطات والاحداث والأزمات :

- نكسة 67 بسبب عدم فهم العرب وتقديرهم للموقف وركونهم للحماسات الجوفاء ..وهي نكسة شنيعة ومذلة كان من شأنها ان تحدث هزات ارتدادية كالتي حدثت وما زالت تحدث .

- تمرد الفدائيين على الحكومة الاردنية قادت الى حرب داخلية مؤلمة.

- كامب ديفد وزيارة السادات للكنيست ..

- مقاطعة العرب لمصر في قمة عربية عقدت لبحث تداعيات الحدث ..

- حرب صدام مع ايران (الاستدارة شرقا واختراع مصطلح البوابة الشرقية ) والتي اطلق عليها صدام نفسه اسم " قادسية صدام " .

- استدارة صدام من جديد هذه المرة باتجاه الكويت وغزوها وإصراره على عدم الخروج الا بحرب اطلق عليها صدام نفسه "ام المعارك ، دُمر بها الجيش العراقي واهلك .

- خروج صدام وتوقيع العراق على شروط الخروج في خيمة شوارتسكوف ودخول العرب في حالة من الفوضى وتردي العلاقات العربية وتعميق حالة الشعور بالهزائم والنكسات والتمحور والكفر بالعروبة والأخوة واتجاههم كل طرف الى وجهة هو موليها ...ومن كان يفعل ذلك سرا فيما قبل صار يفعله في العلن ..الخ.

- ادى ذلك في النهاية الى جلب اساطيل الامم ووضع المنطقة العربية في حالة من التوهان والضغط السياسي والاقتصادي والنفسي وشل النظام العربي.

- حرب الخليج الثالثة والاطاحة بنظام صدام وتحويل العراق لدولة فاشلة ..

- حالة من الفوضى والانقسام والتفكك تتعمق اكثر وأكثر .. وإيران التي حاربها صدام لحماية " البوابة الشرقية" تتمدد وتضع يدها على العراق ببركات عبقرية صدام وكيد بعض العرب ومن هم في خلف معهم .

- مؤتمرات السلام من مدريد وامشي والتي جلبت كل شيء يمكن تصوره والحديث عنه الا السلام ذاته ؟

- تململ الشعوب ومن ثم ثورات ما عرف بالربيع العربي ودخول المنطقة في فوضى عارمة .. وركوب بعض التيارات السياسية الموجة لخلو الساحة من البدائل المقبولة ..

- دخول دول غنية معروفة على الخط لتوجيه ذلك الربيع لما يخدم توجهاتها وسيتساتها ومصادرة حق ملكيته الفكرية (ولا زلنا في الخليج )

- الاطاحة ببعض الانظمة وتغييرها بالقوة احيانا ، ومن ثم قيام ثورات مضادة للعودة للمربع الاول.

- حرب في سوريا واليمن مع بقاء العراق في شيه فوضى ...وتدفق مجموعات مجهولة الاصل والأهداف لتكوين ما عرف بدولة العراق والشام (داعش) وقيامها بفظائع مقززة شملت البشر والحجر والأوابد ..الخ.

- انقسام خليجي خليحي وخلافات تحت السطح على خلفية كل ذلك..طفرت للسطح اولى مظاهره في ( 2014)

- تحالف دولي ضد داعش بقيادة امريكا ..

- والمحطة الاخيرة تفاقم الخلافات الخليجية الخليجية وظهورها للسطح في ازمة داخلية مع قطر باتهامها ان لها صلة بدعم تلك المجموعات المتطرفة وانتهاج سياسات وتحالفات من شانها الإضرار بمصالح تلك الدول وهي اخر فصل من فصول الازمة والمشكل العربي وصلنا اليه .


فالذي نلاحظه ان كل حالة او ازمة نمر بها ولا نتعاطى معها كما يجب تلد وتنتج لنا ازمات اخرى أشأم منها فننتقل لها دون حل الازمة الاصلية التي ولدتها ونشأت عنها وهكذا ؟؟

لكن لا احد يستطيع ان يتكهن بما هو الفيز الجديد الذي سننتقل اليه او ستنتقل وتتطور اليه الازمة ذاتها وحلقات هذا المسلسل الصعب والطويل ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شولتز: المساعدات الأميركية لا تعفي الدول الأوروبية من الاستم


.. رغم التهديدات.. حراك طلابي متصاعد في جامعات أمريكية رفضا للح




.. لدفاعه عن إسرائيل.. ناشطة مؤيدة لفلسطين توبّخ عمدة نيويورك ع


.. فايز الدويري: كتيبة بيت حانون مازالت قادرة على القتال شمال ق




.. التصعيد الإقليمي.. شبح حرب يوليو 2006 | #التاسعة