الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحرير الموصل، مؤتمر السنة، ما بعد داعش، الحرب ضد قطر

ضياء رحيم محسن

2017 / 7 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


كثيرة هي الأحداث التي مرت خلال أسبوع العيد، بعضها كان داخليا، والأخر إقليميا، أما دوليا يبقى الوضع ساكنا مع تواري مواقف الرئيس الأمريكي عن واجهة الصحف، باستثناء الموقف الفرنسي المتناغم مع الموقف الأمريكي، حول ضرب سوريا لشبهة محاولة إستخدام الكيماوي لاحقا.
تحرير الموصل كان نقطة الإرتكاز هذا الأسبوع، والذي تصادف تقريبا مع إحتلالها من قبل تنظيم داعش، عملية التحرير هذه قد تكون جاءت بالضد من إرادة بعض القوى الدتخلية والخارجية، خاصة تلك التي لديها إرتباطات بمشروع أردوغان، ونقصد بذلك الإخوة النجيفي، اللذين حاولا بشتى السبل إطالة مدة بقاء هذا التنظيم في المحافظة، لترتيب أوضاعهما بما يتلائم والدعم الذي يتلقيانه من تركيا، ناهيك عن الدور الذي يلعبه مسعود البرزاني في تأزيم الموقف، خاصة الشطر الذي يتعلق بمشاركة الحشد الشعبي بعملية تحرير الموصل.
قد يتصور بعض المتابعين بأن تحرير الموصل سوف يخفف من لهجة كلا من الإخوة النجيفي والبرزاني، فيما يتعلق بالحشد والوحدة الوطنية، ذلك لأننا أخذنا نسمع كلام عن ضرورة عدم إقتراب الحشد الشعبي من تلعفر هذه المرة.
نجد أن السيد مسعود البرزاني يحاول أن يلعب لعبة خطيرة في هذا الجانب، مستغلا إقامة بعض القيادات السُنية المتواجدة في الإقليم، لضمها الى صفه، وهذا الأمر سوف يشكل نقطة ليست في صالح هؤلاء، إذا ما وافقوا على أن يكونوا ضمن دائرة السيد البرزاني، ما يتعلق بالإخوة النجيفي، فهم الأن متورطين لا يستطيعون أن يفعلوا شيئا، خاصة مع الموقف التركي الذي يقف بالضد من تطلعات الإقليم في الإنفصال، من هنا بات عليهم التفكير في كيفية إحداث توازن بين الموقف التركي والموقف الكردي المتناقضين تماما.
إستفتاء الإقليم يبدو أنه يخسر شيئا فشيئا المرتكزات التي كان يظن أن يقف عليها، فبعد موقف الإتحاد الوربي والذي تلاه الموقف البريطاني، والموقفين التركي والإيراني المعارضين بشدة لإقامة كيان كردي في شمال العراق، يأتي الموقف الأمريكي الصارم هذه المرة، في عدم الموافقة على الإستفتاء، ولا ننسى موقف الأمم المتحدة؛ والتي تنصلت من أي دور لها في تنظيم هذا الإستفتاء، بما يجعل قادة الإقليم بدون غطاء شرعي دولي، عدا موقف إسرائيل المساند لتنظيم الإستفتاء وإقامة دولة كردية.
الضربة التي تلقاها الإقليم هذا الأسبوع، والتي تمثلت بقطع إيران لمياه الزاب عن الإقليم، تمثل قرصة أذن صغيرة، بعدم التفكير في المضي قدما في الإستفتاء، ومع الجعجعة التي نسمعها في الإقليم حول مضيهم قدما في تنظيم هذا الإستفتاء، وتصريحاتهم بعدم المساس بالحدود الحالية مع كل من إيران وتركيا! وإلزامية هذا الإستفتاء، نجد أن قادة الإقليم سيفكرون أكثر من مرة، قبل الإقدام على الإنفصال عن العراق، خاصة فيما يتعلق بحسابات الربح والخسارة إقتصاديا وأمنيا وإجتماعيا حتى.
داخليا ايضا نجد أن حمى الإنقسام بدأت تطال الأحزاب الشيعية شيئا فشيئا، بدءاُ من حزب الدعوة بشخص رئيس الوزراء، مروراً بالتيار الصدري، وليس إنتهاءاً بالمجلس الأعلى؛ الذي خرجت منه ثلاث شخصيات تمثل أعمدة لتاريخ هذا المجلس منذ أيام النظال ضد نظام صدام، فنجد أن باقر الزبيدي والشيخ جلال الصغير وعادل عبد المهدي، لها ثقل جماهيري كبير في الشارع، حتى بعيدا عن هالة السيد الحكيم التي يتوارثها عن زعيم الطائفة الشيعية السيد محسن الحكيم، حزب الدعوة أيضا من الواضح أن السيد العبادي قد عقد العزم على الترشيح مرة ثانية، بعد أن كان صرح أنه لن يرشح لرئاسة الوزراء، مستفيدا من النصر الذي حققه على تنظيم داعش وإستعادة الأراضي التي كان يحتلها أيام السيد المالكي.
حظوظ السيد المالكي ليست قوية بما فيه الكفاية، للعودة الى رئاسة الوزراء، ومع هذا فهو بدأ يتناغم مع بعض الكتل التي تكن له العداء وتتقاطع معه في كل شيء، ونقصد هنا الحزب الديمقراطي الكردستاني والمجلس الأعلى بزعامة عمار الحكيم، لكن حزب السيد مسعود يشترط تقديم المالكي إعتذار للتحالف الكردستاني عن كل ما حصل في ولايته من تصرفات ضد الكورد.
مؤتمر السُنة يبدو أن لا أحد يرعاه، حتى الأمم المتحدة لا تفكر برعاية هذا المؤتمر، الذي قد يكون فخ لبعض القيادات السُنية المطلوبة للقضاء، وحتى في حالة عدم تسليمها للقضاء، فمن غير المستبعد أن تتم تصفيتها بطريقة أو بأخرى، وهو ما قد يؤدي الى عودة الشد الطائفي الى الشارع العراقي بصور أشد هذه المرة.
السيد الجبوري والذي يستعجل على لم شتات السُنة في مؤتمر جامع في بغداد وأربيل، يبدو أن حسابات الحقل عنده سوف لن تتطابق مع حسابات البيدر، فجميع من سيحضر المؤتمر منبوذين من قبل وسطهم الذي خرجوا منه الى الساحة السياسية، بالتالي كان الأولى به عدم الإعتماد على هذه الشخصيات، بل كان المفترض به وهو رجل القانون الحصيف، أن بحث عمن لديه حظوة في الشارع السُني اليوم، ويداه ليست ملطختان، لا بدماء السُنة، ولا ممن تحوم عليه شبهات الفساد المالي، وهم كُثر بين من سيحضر المؤتمر!
اقليميا، نجد أن الأزمة القطرية بدأت تأخذ مديات أوسع من بدايتها، خاصة مع الرفض القطري للشروط التي وضعتها السعودية والإمارات والبحرين، من أجل فك الحصار عن قطر، ما يُنذر بالوصول الى صراع عسكري، قد تتدخل به مصر لصالح الدول المقاطعة، وهو الأمر الذي رفضته جميع الدول؛ بما فيها الولايات المتحدة، الأمر الذي يشير الى أن الأخيرة دفعت بهذه الدول للمواجهة ثم تنصلت عنهم، لكي تتدخل عسكريا في منطقة الخليج العربي بقوة، مع إحتفاظها بقواعد قريبة من إيران، على أن تتعهد هذه الدول بالإنفاق على هذه القوات.
إقليميا أيضا نجد أن الرئيس بشار الأسد أقوى مما كان عليه في بداية الأزمة، خاصة أن الولايات المتحدة اثبتت فشلها في إدارة الصراع في هذه المنطقة القريبة من إسرائيل، ونجاح الدب الروسي في إدامة زخم القوات السورية ضد تنظيم داعش والجماعات المسلحة التي تقاتل نظام بشار الأسد، لكن الملاحظ دخول فرنسا على خط الأزمة الأخيرة بين الولايات المتحدة وسوريا، خاصة بعد إسقاط طائرات مسيرة، وتهديدها لسورية بضربة جوية، فيما يتعلق بالأنباء المتعلقة بوجود نية لدى سوريا بإستخدام الكيماوي، وهو الأمر الذي اتخذته فرنسا ذريعة في محاولة للتدخل العسكري ضد نظام بشار.
دوليا، ما تخشاه الدول الأوربية أن يدخل داعش الى حدودها، بعد ان بات يخسر مواقعه في العراق وسوريا، لذا فهي تحاول إدامة الحرب ففي هاتين الدولتين بشتى السبل، لتتخلص من مواطنيها الذين التحقوا بداعش، عن طريق قتلهم من خلال الطلعات الجوية التي يقوم بها التحالف الدولي في العراق وسوريا، ومع ذلك نلاحظ أن هناك نشاط لتنظيم داعش في عدد غير قليل من هذه الدول، وإن كان بوتيرة بطيئة، وهو الأمر الذي يثير قلقا لدى مواطني هذه الدول.
إقتصاديا، نجد أن العراق تجاوز أزمته الإقتصادية، حتى مع بقاء سعر برميل النفط عند مستوى دون الخمسين دولار، بإعتماده على ضغط النفقات، والذي هو ليس جيدا في جميع الحالات، على واضعي السياسة الإقتصادية التفكير جديا في إستثمار الأموال الموجودة لدى المصارف العراقية، خاصة مصرفي الرشيد والرافدين الحكوميين، واللذين تبلغ الودائع فيهما عشرات المليارات من الدولارات، بدون فائدة تذكر، من خلال ضخهما في سوق العمل، وإقامة مشاريع تنموية بالمشاركة مع هذين المصرفين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن يوقع حزم المساعدات الخارجية.. فهل ستمثل دفعة سياسية له


.. شهيد برصاص الاحتلال الإسرائيلي بعد اقتحامها مدينة رام الله ف




.. بايدن يسخر من ترمب ومن -صبغ شعره- خلال حفل انتخابي


.. أب يبكي بحرقة في وداع طفلته التي قتلها القصف الإسرائيلي




.. -الأسوأ في العالم-.. مرض مهاجم أتليتيكو مدريد ألفارو موراتا