الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


- شيمان ديه دام - جماليات المعتاد و سطوة التجريب

طلال سيف
كاتب و روائي. عضو اتحاد كتاب مصر.

(Talal Seif)

2017 / 7 / 6
الادب والفن


" شيمان ديه دام "
جماليات المعتاد و سطوة التجريب
مجموعة قصصية فى مجملها تعد من الأعمال الموجبة للوقوف عليها ، لسببين رئيسيين
أولهما : جرأة القاص فى التجريب المبني على لي عنق النص لاستخراج ما بداخله فى جرأة يحسد عليها ، حتى و إن كان هذا النمط من الكتابة يؤخذ ضد القاص ، لكونه لا يخلق فضاءً رحبا للقارئ الذي يسير مع السرد الجبري فى طريق أحادي . لكن تمكن خالد ثابت فى خلق المفردة و من ثم الجملة ، يأخذك رغما عنك إلى استكمال العمل حتى نهايته . لا أعرف تحديدا إن كنت أظلم الكاتب بتلك البداية المستفزة ، لكنني فى ذات الوقت أحييه على التجريب الجرئ فى تكسير التابوهات المتعارف عليها فى فنون القصة القصيرة .
ثانيهما : حينما تقف عند أطروحات خالد ثابت القصصية الخالية من التجريب ، تجده يلتقط نقطة رأسية تشكل العمود الفقري للقصة كما جاء فى بعض قصص المجموعة مثل " نسرين أكرم . كاتب حنين . على هامش جرافتي . جمعة ماهر ... " فأنت أمام قاص مختلف تماما عن ذلك المجرب الجرئ . اقتناص لقطات إنسانية فى غاية الروعة . سرد بلا فرضيات من السارد . مساحات رحبة بين القاص و القارئ يمنحك خلالها تساؤلات عديدة حول الجملة الواحدة أو الصورة الذهنية التي خلقتها الجملة ، بلا تحيز لوجهة نظره كقاص و محترما لعقلية القارئ فى تأويل النص طبقا لمعطياته الثقافية و مكوناته المعرفية . فلنأخذ على سبيل المثال قصة على هامش جرافتي و شخصية إسماعيل الفنان الذي هو نحن بأي حال من الأحوال . الإنسان التواق إلى الحرية . المكبل بأغلال العادات و التقاليد . المجنون من وجهة نظر المتواريين خلف أقنعة العقل . ينقلك خالد بحرفية رائعة من بين الجدران المغلقة إلى فضاء الشوارع الأكثر استغلاقا من الغرفة التي يقطنها إبراهيم البطل الموازي فى العمل . حتى يتداخل الوعي لديك كقارئ و تسأل ذاتك السؤال المحير : هل أنا إسماعيل المقهور أم إبراهيم القاهر ؟ عالم مشوه بفعل خاتم الماس التي تلعب به السيدة فى نهاية القصة . متعة حقيقية فى طرح الأفكار و ترك الفراغات التساؤلية .
حينما يبتعد خالد ثابت عن النص التجريبي أراه قاصا من العيار الثقيل ، وفى ذات الوقت لا يمكنني القول بأن الأعمال التجريبية لم تعجبني . لكن طبقا لذائقتي التي تربت على تشيكوف و إدريس و غيرهما من الأقدمين أجدني منحازا للنصوص التقليدية أو ربما مبهورا به كقاص مختلف . يمتلك أدوات الكتابة جملة و تفصيلا . حقيقة أحتاج إلى قراءة المجموعة عدة مرات لأنني أشعر بظلم شديد أوقعته على خالد ثابت فيما تنافى مع ذائقتى التقليدية " شيمان ديه دام " عمل يستحق القراءة و أعتقد أنه سيعيش طويلا فى ذاكرة الأدب العربي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الموسيقي طارق عبدالله ضيف مراسي - الخميس 18 نيسان/ أبريل 202


.. فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024




.. السجن 18 شهراً على مسؤولة الأسلحة في فيلم -راست-


.. وكالة مكافحة التجسس الصينية تكشف تفاصيل أبرز قضاياها في فيلم




.. فيلم شقو يحافظ على تصدره قائمة الإيراد اليومي ويحصد أمس 4.3