الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما زال ناصر حتى اليوم الممثل الشرعي والوحيد ..للأمة

خورشيد الحسين

2017 / 7 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


في خطابه التاريخي الذي ألقاه القائد عقب النكسة ,خطاب التنحي ,أو بالأحرى والأصدق توصيفا هو تسميته (بخطاب المبايعة الكبرى)الذي أعلنه على الملأ من المحيط إلى الخليج,حيث وقف شامخا بهامة القائد الذي يتحمل المسؤولية ولا يتهرب منها ليلقيها على غيره متنصلا منها ومن تبعاتها,يومها خاطب القائد الأمة العربية كلها وليس المصريين فقط ,ليقول لهم (قد قررت أن أتنحى تماما ونهائيا عن أي منصب رسمي وأي دور سياسي، وأن أعود إلى صفوف الجماهير، أؤدي واجبي معها كأي مواطن آخر).
وبرغم مرارة النكسة والحسرة التي أشعلت قلوب الملايين من المحيط إللى الخليج ,إلا أن الحس الشعبي وفطرته السليمة أبت عليه نكسة أُخرى ,لأن الإيمان بمصداقية القائد وعنفوان القائد وحقيقة التصاقه بقضايا الجماهير والعمل لأجلها لم ينفذ ولم يتبدد,فخرجت الملايين الى الشوارع رافضة التنحي .ملايين القبضات ارتفعت غاضبة تقسم يمين الولاء وتبايع القائد ,لقد تمت المبايعة من الجماهير مباشرة وبلا ترتيبات ولا صناديق اقتراع بإشراف شياطين الضغط القسري ولا أجهزة أمنية تفرض رعبها ورؤيتها,فرضت الجماعير العربية إرادتها على القائد ليبقى في منصبه ويحقق معجزة النصر,نصر الإستنزاف ونصر بناء الجيش ونصر بناء المصانع والمدارس والجامعات والجوامع نصر جمع جماهير الأمة على كلمة واحدة ونصر أكتوبر المسروق والذي باعه السادات في سوق المقايضات الدولية الرخيصة,هذا النصر فاق رد الإعتبار فقط,ليشكل نموذجا ونهجا ومدرسة في الإيمان والصبر والعمل والإنتصار.
رحل ناصر وترك في عنق الأمة أمانتين,أمانة البيعة في الحفاظ على المبادىء التي أرسى قواعدها بدمه ودم الأمة والتي ما زالت حتى اليوم في أعناق الشرفاء إرثا يتوارثونه طالما أن الأمة ما زالت تعاني من الظلم والإجحاف والتآمر والإستعمار والتخريب,والأمانة الأخرى في أعناق الحكام والسلاطين والملوك والأمراء العرب في الحفاظ على لاءات الخرطوم الثلات ,التي يبدو ,أنهم أقروها رغم أنفوهم حينذاك,وقبل أن يجف دمه في قبره كانت هذه ال لاءات قد سقطت عبر القنوات السرية للسيد الصهيوني والأمريكي .متبرئين من خطيئة ناصر العظمى في رسم ملامح وإرساء قواعد مشروع النهضة العربية في الوحدة والحرية وصناعة مجد أمة تستحق مكانا رائدا وقائدا بين الأمم.
منذ نصف قرن ونيف على رحيله,ما زال يمثل في الواقع وفي الوجدان شرعية تمثيل الأمة, منذ خمسين ونيف وما زالت معاول الهدم والتزوير والتشويه من أصحاب العقول العفنة والأقلام المأجورة ومثقفي النفط والكامبات ومروجي الإستسلام والأوسلووات العلنية والسرية ووادي عربة والحدائق الخلفية في البيت الأبيض والطائرات التي تحط سرا في (تل أبيب) وخدم الغرف السوداء وعشرات العشرات من الكتب والألاف من المقالات والبرامج التلفيزيونية ومئات المواقع الإكترونية تعمل تدميرا ونهشا وتشويها في تاريخ الرجل_الأمة ..دون جدوى.
لم يغب القائد عن سدة تمثيله الشرعي لمظلومية أمة تُنتهك من حكامها ومن أعدائها بالتكافل والتضامن ...وبالحديد وبالنار,فما زال في كل مفصل تحضر صورته ويحضر موقفه وتخرج من بين الركام صيحاته المرعبة لجموع الخونة وباعة الأوطان وسماسرة التاريخ ,فيتلطون زورا وبهتانا خلف ظله ..ولا عزاء لهم.
ما زال القائد الممثل الشرعي والوحيد ,يحضر بكل عنفوان الأمة التي تجسد بمبادءه وثوابته ومواقفه وإنجازاته,فالعالم العربي الذي قادته مصر في تلك الحقبة بدأ يشعر بالإستقلالية حين انحاز ناصر للفقراء فكان الإصلاح الزراعي وآمن بالقدرات الوطنية وبأن الإستقلال لا يكتمل بالتبعية مهما كان شكلها ونوعها ,فكانت المصانع من الطائرة ..حتى علبة حليب الأطفال,وكانت بالموقف الثابت الجريء المؤمن بالأمة وبإمكاناتها وبقدراتها وبجماهيرها ,فتحدى العالم ولم يرضخ ولم يساوم وأطلق قنبلة ال لاءات الثلاث النووية العربية التي تشكل في جوهرها اليوم الحاجز الصلب الذي يقف بين المنهزمين والمستسلمين وأربابهم وبين جماهيرتتمسك بها كعروة وثقى للإنتماء القومي العربي الأصيل.
لا أتكلم عاطفيا عندما أقول أن جمال عبد الناصر هو الممثل الشرعي الوحيد حتى اليوم للأمة ,فبعد غياب نصف قرن كان القائد هو الحاضر الأكبر في حراك الشباب العربي وثورته على الواقع ومحاولة تغييره (تحويل الثورات واستثمارها في ربيع مدمر وفوضى تآمرية موضوع آخر). حضور القائد في معظم .بل في كل فعاليات حراك عربي لا يحتاج إلى إثبات ,فكله موثق بالصوت والصورة كما هو موثق في العقل والوجدان,من المحيط الى الخليج ,وفي القلب فلسطين ,ترتفع صورة ناصر في الملمات ويحضر صوته مجلجلا واثقا محرضا لا تشوبه رجفة الحسابات الضيقة ولا توهمه قوة عدو وجبروته ولا ترهبه هزيمة لأن الثقة هي النصر,فلا يمكن لأي إنسان عاقل منصف أن يتجاهل هذا الحضور لصورة القائد وخطاباته في كل التظاهرات العربية الثائرة كما حضرت ,وفي حالة لا تفسير لها.في جهة من هم في الضفة الأخرى, الكل يجدد بيعته لناصر ,لأنه كان وما زال رمزا لكل هذه القيم والمفاهيم من الحرية إلى الوحدة إلى المقاومة إلى الإحساس بالكرامة إلى الشعور بالأمان الذي نفتقده اليوم حيث الأمة على كف العفريت الصهيو_أمريكي وأعوانهم .هذه القيم المفعمة بالعزة والكبرياء التي يشتاق اليها الشارع العربي مند رحيله في 28 ايلول (سبتمبر) 1970، بل إن حضوره شكّل حاجة ضرورية للشعب العربي وإنقاذ الإنسان العربي من حال الضياع.
من المحيط إلى الخليج ,ما زال ناصر .حتى لأجيال لم تعرفه ولم تعاصره بل قرأت وفهمت ووعت أن لا شرعية لكل المدعين ...إلا شرعية عبد الناصر بمشروعه النهضوي القومي العربي الذي استطاع أن يصهر في بوتقته ويوحد كل أمال الجماهير العربية في إطار واحد وهدف واحد فلا طائفية ولا مذهبية ولا قطرية ولا إقليمية ....هو ناصر ...الممثل الشرعي والوحيد لأمة واحدة من المحيط إلى الخليج .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس تواصلت مع دولتين على الأقل بالمنطقة حول انتقال قادتها ا


.. وسائل إعلام أميركية ترجح قيام إسرائيل بقصف -قاعدة كالسو- الت




.. من يقف خلف انفجار قاعدة كالسو العسكرية في بابل؟


.. إسرائيل والولايات المتحدة تنفيان أي علاقة لهما بانفجار بابل




.. مراسل العربية: غارة إسرائيلية على عيتا الشعب جنوبي لبنان