الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أهمية التعليم لتمكين الفتيات النازحات

زوزان خلف

2017 / 7 / 14
التربية والتعليم والبحث العلمي


يعتبر التعليم من أهم السبل التي يتم من خلالها تحقيق الاستقرار في البلدان التي تعيش في حالة حرب، ويعيد الأمل والمرونة للنازحين الذين فقدوا بيوتهم وممتلكاتهم، ويساعدهم في توفير الأدوات الضرورية اللازمة لبناء مجتمع أكثر أمناً وعدالة، و التعليم المقدم للنازحين يختلف عن التعليم المقدم في أوقات السلم حيث يجب أن يكون جزءاً أساسياً من عملية وضع البرامج والخطط للتعامل مع النازحين، ويجب بذل كل جهد ممكن لإنشاء البرامج التعليمية ففي الفترة الأولى من النزوح يمكن أن يكون التعليم المقدم نوعاً من اللعب المنظم بحيث يعطي الأطفال إحساساً بالانتظام والروتين اليومي، ويمكن استغلال أي مأوى متاح كفصل مؤقت وذلك لإشغال الطفل وإشراكه في الأنشطة المنظمة، لتنظيم الأطفال ومتابعة وضعهم ضماناً لمراعاة حقوقهم فالنزوح يصعب من الحصول على المعلومات الخاصة بمدى حصول الأطفال على الخدمات الأساسية أو العكس، ويساعد التعليم أيضاً على حماية الأطفال من التجنيد كمحاربين عن طريق المناهج التي تعلمهم حل الصراعات دون اللجوء إلى العنف وتشجعهم على بناء السلام إلا أنه يجب الحذر فالمدارس نفسها قد تكون أهدافاً محتملة لأنشطة التجنيد التي تقوم بها الجماعات المسلحة لذلك يجب اتخاذ التدابير اللازمة لمنع تسييس التعليم.
وتأخذ مشكلة النزوح صورة أكثر تعقيداً بالنسبة للفتيات حيث تتسبب في ابتعاد الكثير من الفتيات عن التعليم بشكل يحولهن إلى أميات لا يعرفن حتى المبادئ الأساسية للقراءة والكتابة ولا مهارات الحياة الأساسية، ولأن التوترات والضغوط السائدة في مخيمات اللاجئين تزيد من احتمالات تعرضهن للعنف الأسري، وقد تضطر الفتيات اللاتي فقدن آباءهن إلى رعاية إخوتهن الصغار وإعالتهم وقد يضطرهن الفقر الشديد وقلة الفرص الاقتصادية إلى العمل بالدعارة ويجعلهن معرضات للانتهاك حتى على أيدي المسؤولين عن حمايتهم، لذلك لابد من التعامل مع هذه القضية بوضع البرامج والخطط التعليمية وتوفير خدمات محو الامية والمهارات الأساسية للحياة من أجل النساء والفتيات الصغيرات في المخيمات ، وجدير بالذكر أن التعليم يمكن أن يمنح الفتيات قدراً كبيراً من الثقة والاعتزاز بالنفس، كما يكسبهن المعرفة العلمية بشأن الصحة العامة والرعاية الصحية ويزيد من فرصتهن في السعي لاكتساب الرزق، بينما يقلل من إمكانية تعرضهن للاستغلال، وبالرغم من أهمية التعليم إلا أن فتاة واحدة فقط من كل عشر فتيات لاجئات تلتحق بالتعليم، وهو معدل أقل بكثير من معدل التحاق الفتية بالتعليم، فغالباً ما تظل الفتيات في المنزل للقيام بالأعباء المنزلية، وقد يخشى آباؤهن على سلامتهن في سيرهن إلى الفصل الدراسي والعودة منه، وإذا لم يكن الآباء قادرين على إرسال كل أبنائهم إلى المدرسة فالاحتمال الأكبر هو استبعاد الفتيات عن التعليم، كما أن بعض الممارسات الثقافية مثل الزواج المبكر قد تقف عقبة في طريق تعليم الفتيات، ففي سوريا مثلاً تم تزويج فتيات لا تتجاوز أعمارهن 12 عاماً في مخيم اللاجئين، وقد تلقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان بلاغات عن أكثر من 4000 حالة اغتصاب بين الفتيات الصغيرات.
كيف يمكن أن تلعب الفتيات النازحات أدواراً إيجابية وفاعلة في الواقع الراهن، بالرغم من الألم والمعاناة والقهر والعنف والتشريد والظروف القاسية التي تجتاح بلدانها لتحسين واقع بلادهنّ وتحقيق السلام فيها ..؟
يجب أن تتعاون الجمعيات والمنظمات الدولية والمحلية المهتمة بحقوق الطفل والهادفة لحماية المرأة لوضع برامج تعليمية تتعامل مع ما يمكن أن تتعرض له الفتيات النازحات من استغلال وانتهاك وحرمان وجميع الأمور الباعثة للقلق، وخلق بيئة تشجع على مشاركة الفتيات في الأنشطة التي توعيهن بحقوقهن، وتمكنها من بناء قدراتها المعرفية والعلمية لتعزيز دورها الفاعل في بناء المجتمع لتتمكن من مساعدة نفسها وغيرها من النازحين وترفع الوعي بخصوص آثار العنف والسلاح في مجتمعهنّ، حيث أن معظم الفتيات هن صانعات سلام وبُناة سلام بطبيعتهن، لكونهن يمتلكن فطرياً عاطفة الأمومة التي تفيض بقِيَم المحبة والعطاء والسلام والتسامح، ولأنهن من جانبٍ آخر الأكثر تضرّراً من أثر ونتائج الحروب والصراعات، وهذا يجعلهنّ أكثر ميلاً في تحقيق ونشر السلام. وقد أكدت بعض الدراسات والأبحاث بأن المجتمعات تميل أكثر للسلام بازدياد نسبة تمثيل الإناث القياديات في مواقع صنع القرار.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمطار غزيرة تضرب منطقة الخليج وتغرق الإمارات والبحرين وعمان


.. حمم ملتهبة وصواعق برق اخترقت سحبا سوداء.. شاهد لحظة ثوران بر




.. لبنان يشير إلى تورط الموساد في قتل محمد سرور المعاقب أميركيا


.. تركيا تعلن موافقة حماس على حل جناحها العسكري حال إقامة دولة




.. مندوب إسرائيل بمجلس الأمن: بحث عضوية فلسطين الكاملة بالمجلس