الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في تفسير الاله: آلهي لماذا تخليت عني

مالوم ابو رغيف

2017 / 7 / 16
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


جاء في الكتاب المقدس (في آخر أيام الخليقة، قال الله "لنصنع الأنسان علي صورتنا، كشبهنا" (تكوين 26:1)
ونعتقد ان الحديث النبوي الاسلامي الذي يقول ان الله خلق ادم(الانسان) على صورته، والذي نقله صحيح البخاري ومسلم هو صدى لآية الكتاب المقدس اعلاه.
اختلف المفسرون حول تفسير الحديث النبوي، وللخلاص من التناقض بين صورة الاله(الذي لا يشبهه شيء) وصورة الانسان قال بعضهم بان الهاء المتصلة في (صورته) متعلقه بآدم، فالكون والانسان كان فكرتان في ذهن الاله ثم خلقهما واقعا ملموسا وهذا معنى في البدأ كانت الكلمة او الفكرة.
لكن مثل هذا التأويل ينتقص من صفات الله المطلقة، اذ يجعله كينونة مفكرة، والتفكير عملية حسابات ذهنية تحتمل التصحيح والتبديل والتصويب والمقارنة والتفضيل. ان هذا يعني بان الله خلق الكون والانسان بالتجربة الذهنية، وليس بالارادة الاهية التي لا تخضع لتفضيلات التجربة ( قل للشيء كن فيكون).
واذا كان الله قد خلق الانسان على صورته، فان الانسان ضعيف فاني، محدود القوى فزع جزع، وهذا يتعارض منطقيا مع صورة الاله الموجودة في اذهان المؤمنين عنه بانه الجبار اللانهائي، الرحيم، الرازق، المذل، المعز الى بقية الاسماء التي يعدها المؤمنون بمئة اسم وكما تغنيها فرقة الانشاد الدينية
https://www.youtube.com/watch?v=C5Xd0CEQsRg
لكن ماذا لو كان العكس هو الصحيح، اي لو ان الانسان هو الذي خلق الاله على صورته، فكيف نفهم الفرق بين الكينونة الانسانية الضعيفة وبين الكينونة الالهية الجبارة المهيمنة القوية؟
يجيب على هذا السؤال الفيلسوف الالماني المادي فويرباخ فيقول بان الاله ليس سوى احلال مجموع رغبات الانسان الطامحة في السعادة والكمال والمساواة والخلود، والتي لا يتعرف عليها(الانسان) في نفسه فيضعها في صورة الاله لتكون صورة (الانا الطامحة) في الـ هو (الله)
فالانسان آثم بينما الاله غير اثم
والانسان ظالم بينما الاله عادل
الانسان فان والاله خالد
الانسان له نهاية والاله لانهائي
الانسان محدود القوى والله مطلق القوى
اي ان الاله هو افتراض يتكون من رغبات الانسان هو صورة (الانا) التي تبحث عن الخلود والسعادة والكمال والمساواة والجبروت فلا تجده في نفسها فتضعه في كيان اخر.
ولكي يأمن الانسان من اعتدائات الاخرين حول رغباته (المتجسدة في الاله) الى نظام اعلى يفرض الالتزام والخضوع على الجميع، لكن خلال عملية التحول هذا فقد الانسان سمات ذاته في النظام واصبحت تلك الرغبات مثل الاله غريبة عنه.
نتسائل هنا اذا كانت المسيحية ارادت انهاء حالة الاغتراب بين الانسان وبين رغباته المتحققة في الاله فكان ابن الانسان(المسيح) محاولة ناجحة للخلاص من الاغتراب الانساني عن رغباته المتحققة في الاله.
فابن الانسان اله يمشي على الارض لكنه يشعر بما يشعر به الانسان، ويتعرض للبطش والتعذيب كما الانسان ويرغب ويحب كما الانسان لكنه لا يحقد ولا يكره فهو قيمة عامة وليس نظاما مفروضا.
لذلك احتل ابن الانسان(الاله) المظلوم المكانة الاولى في اذهان المؤمنين وتراجع الاله الكلي القدرة الى حد الاهمال ولم يعد يُذكر الا بانسابه الى ابن الانسان.
آلا يعني هذا ان فكرة ابن الانسان هي ردة فعل الانسان على حالة الاغتراب الذي يعيشها بعد ان تحول الدين الى سلطة تسلب منه حريته الشخصية وتفرض عليه التزامات الطاعة دون ان تمنحه اي امان.
نعتقد ان فكرة ابن الانسان هي محاولة آنسنة الاله وذلك بسلب جميع الصفات السلطوية التي جعلته غريبا عن الانسان( والذي ما يزال يحتفظ بها الاله اليهودي والاله الاسلامي) ذلك بارجاع الاله ضعيفا يستنجد بالاله الصامت
الهي لماذا تخليت عني
ليتحد الانسان والاله الانسان في سموفونية العذاب.
My God, my God, why have you forsaken me
الاهي الاهي لماذا تخليت عني تقريعا للاله؟
الا تعتبر هذه الصرخة تقريعا انسانيا للاله وكشفا واضحا لحقيقة اغتراب الانسان عنه؟
قال فردريك نيتشة
Der gott ist tot. Gott bleibt tot! Und wir haben ihn getoetet
لقد مات الاله. وسيقى الاله ميتا نحن قتلناه. هل قال نيتشه هذه الجمل الثلاث بحزن واسى واسف على موت الاله ام قالها تاكيدا على ضرورة موت الاله؟
الا يعني ان نيتشه يريد بالاصرار على ابقاء الاله ميتا
Gott bleibt tot! الاله سيظل ميتا
الا يعني ذلك ان الانسان قتل صورة الاله الجبار المتكبر المهيمن المفروضة بقوة السلطة الدينية وان الانسان هو الذي حطمها
Wir haben ihn getoetet! نحن الذين قتل الاله
الا تعني دعوته الى الـ Superman السوبرمان الى احلال الانسان محل الاله الطاغي المتكبر العنيف وبنفس الوقت التخلص من حالة الاغتراب التي نتجت عندما تحولت طموحات الانسان الى دين سلطوي؟
الا تعتبر دعوته الى السوبرمان دعوة للتخلص من الايمان الذي يخلق الضعفاء والمترددين الذين يبحثون عن السعادة بعد الموت عن طريق الانصياع لشروط الاله؟
يقول نيتشة على لسان المجذوب الذي يحمل مشعلا في وضح النهار ويطوف في الاسواق ويسأل:ـ
اين الاله؟
اود ان اقول لكم اننا قتلناه ، انا وانتم، نحن جميعا قد قتلناه، لكن كيف قتلناه؟ كيف قدرنا على شرب جميع مياه البحر. من اعطانا الاسفنجة لكي نمسح الافق باكلمه؟ ما ظننا فاعلون عندما فككنا قيود الارض من شمسها، والى اين تزيح الارض نفسها؟ ونحن الى اين ننأى بانفسنا؟ هل نذهب بعيدا عن جميع الشموس؟...
لقد مات الاله، تحطمت صورته التي رسمها الدين، نيشته افترض ان الاله كان في وقت ما حيا ثم قتلناه، لكن هذا الحدث الجلل(موت الاله) لم يطرق اذان ولا اذهان الناس.
ان نيتشة يتحدث عن موت الاله بنفس المعنى الذي يتحدث عنه فويرباخ بأ ن اعتقاد الناس بدأ بالزوال وان الايمان فقد مصداقيته.


















التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هذا خلط بين فلسفتين
nasha ( 2017 / 7 / 16 - 07:00 )
ما هكذا تورد الإبل يا استاذ مالوم !!! المواضيع الفلسفية لا تقرأ بسطحية بهذا الشكل.
انت تقرأ وتفسر أفكار فلسفية روحية قراءة وتفسيرا ماديا حسيا وهذا غير صحيح .
لا تعتقد أن الذي كتب الكلام الذي تقرأه ساذج ومغفل ويكتب دون منطق .هذا ما يظهر لك عندما تقرأ النصوص قرائة مادية حسية لا قراءة روحية لامادية.
نرجع للأساس ونضع الخطوات الأولى لمنطقية هذه النصوص وكيف تفهم:
الوجود مكون من ثلاثة مفاهيم أساسية وهي
1- (المادة بما فيها جسم الإنسان وعقله( كمادة
2_ الزمان الممتد من الأزل إلى الأزل
3- المكان الممتد في كل الاتجاهات
هذه المفاهيم الثلاثة مترابطة مع بعضها أي يستحيل وجود كل مفهوم لوحده.
عندما يتحدث المثالي أو الروحي يتحدث عن مفاهيم خارج هذه المفاهيم الثلاثة ولذلك لا تستقيم وتكون غير منطقية عند استعمال الحواس أو عند تحديد التفكير ضمن العالم المادي فقط
مفهوم الله والأبدية في هذه النصوص يا استاذ مالوم لا تنتمي الى العالم المادي المحسوس
هذه مفاهيم روحية مثالية لامادية أنها مفاهيم ثابتة لا تتغير مع الزمن ولا تأخذ حيزا في الفراغ أنها مفاهيم عقلية روحية ولا علاقة لها بالتفسير المادي.
بانتظار ردة فعلك.


2 - ولادة الإله
بارباروسا آكيم ( 2017 / 7 / 16 - 09:32 )
تحية طيبة ..
نعم يازميل رغبة الإنسان بالمساواة والسعادة خلقت صورة الله

صورة الله الواحد (( في الأَديان التوحيدية )) إِبتدأت مع أَخناتون
وكانت مجلة دير شبيكل الأَلمانية قد نشرت مقالة عن الموضوع بعنوان ولادة التوحيد

وهناك من يزعم بأَن موسى نفسه كان من تلامذة أَخناتون

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=516143&nm=1

وفكرة أَخناتون كانت هذه (( إِله واحد لكل البشر )) وكانت هذه الفكرة في زمانها فكرة ثورية الهدف منها القضاء على نفوذ الكهنة ، وأَيضاً رفض الإتجار بالدين والضحك على عقول البسطاء
يقول سيريل دريد :(( كان اخناتون مثالا للطهر والأمانة والصدق في حياته الخاصة ، فلم يرضه اتجار كهنة امون بالسحر والرقى واستخدامهم نبوءات الههم للضغط على الأفكار بأسم الدين ونشر الفساد السياسي وقال في هذا - أن أقوال الكهنة لأشد اثما من كل ماسمعت - . واعلن في شجاعة أن هاتيك الالهة وجميع مافي الدين من احتفالات وطقوس وثنية . وأن ليس للعالم الا اله واحد هو اتون ))

سيريل الدريد ، ص 6 ، ترجمة : احمد زهير امين ، مراجعة : د.محمود طه ، الهيئة المصرية العامة للكتاب 1992 القاهرة


3 - الإنسان السوبر مان
بارباروسا آكيم ( 2017 / 7 / 16 - 10:00 )
أَخي العزيز

قد تبدو فكرة الإنسان السوبر مان .. فكرة نبيلة
ولكن كل الجرائم في التاريخ أُرتكبت لهدف نبيل من وجهة نظر مرتكبيها

النازيين مثلاً كانوا معجبين جداً بفكرة نيتشة ( الإنسان السوبر مان )

أَمَّا نيتشة فهو لم يفترض وجود إِله حي ثم مات .. بل كان يتكلم عن الناس الذين يسألون : (( أَيْن هو الله ))

فأجابهم ( بلسان الحال )
وَدّعوه .. نحن قتلنا الإله

Der tolle Mensch springt mitten unter sie und durchbohrte sie mit seinen Blicken: Wohin ist Gott? Rief er, ich will es euch sagen! Wir haben ihn getö-;-tet, - ihr und ich! Wir alle sind seine Mö-;-rder

تحياتي وتقديري


4 - النص والمتلقي
مالوم ابو رغيف ( 2017 / 7 / 16 - 10:37 )
الزميل العزيز ناشا
تحياتي
تقول
(مفهوم الله والأبدية في هذه النصوص يا استاذ مالوم لا تنتمي الى العالم المادي المحسوس.ـ)
النصوص الدينية هي نصوص انسانية، وضعت لكي يقراها ويتأثر بها الانسان.ـ
النصوص الدينية تكون قريبة للانسان عندما يفهما فهما انسانيا وليس فهم العبيد لأومر السيد، او فهم الوضيع للرفيع. كما هو الحال عندما يقرأ المؤمنون كتبهم المقدسة.ـ.
ان هذه النصوص ستكون بعيده عن الانسان كلما تصور انها نصوص مقدسة او ان لها طقوسها الروحية الخاصة
ان البعد بين النص وبين القاريء المتلقي هي حالة اغتراب المتلقي عن النص
كلما زاد البعد كلما اشتدت حالة الاغتراب عند الانسان.ـ



5 - الشفاء
Almousawi A.S ( 2017 / 7 / 16 - 10:54 )
استاذي الجميل ابو رغيف
هذه الرؤيا تكون صحيحة اذا ما اتفقنا مع سلطة الدين
بأن الألاه هو الفطره الانسانية الطفوليه البريئه
ولكي لا نمر بكثرة تعليقات مناقشة مع الزميل نعيم ايليا
903
عدا
متمنيا له الشفاء
اسئلكم الاتي
هل كانت العبار الأهي ام ابي لماذا تخليت عني
ثم كيف تم تحول هذة الفكرة الى سلطة تدمر مبتكرها
واسمح لي اخيرا بسؤال شخصي
هل تخلى ربك او ابيك يوما عنك
مع شديد تقديري لطرح هذة العقد
التي تشغل بال الكثيرين


6 - عن الاله والتوحيد
مالوم ابو رغيف ( 2017 / 7 / 16 - 11:13 )
الزميل بارباروسا آكيم
تحياتي
كل الديانات اكانت توحيدية او غير توحيدية تؤمن بفكرة واحد موحدة هي فكرة وجود خالق لهذا العالم
بالنسبة لي كل الديانات لا تختلف عن بعضها البعض سوى بـ لأي اله ينبغي الخضوع.ـ
فرويد تناول الموضوع في كتابه موسى والتوحيد، وقال بان موسى كان قائدا مصريا من اتباع اخناتون او امنحوتب الرابع الذي جعل اله الشمس (اتون) هو الاله الوحيد الذي ييتوجه اليه الناس بالعبادة
انا اعتقد كذلك ان فهم الانسان لاله قد تغير
فالانسان القديم كان لا يجد تفسيرا مناسبا للظواهر الطبيعة الفتاكة لذلك نظر اليها كسر من اسرار الالهة، فكانت الهة العواصف والهة المطر واله الخصب.ـ
بعد ذلك اختلف مفهوم الاله بعد ان زاد شقاء الانسان ووجد نفسه مهددا بالاستعباد والخنوع للسلطات، فاصبح الاله صرخة المظلوم الذي لا يجد حلا سوى ايهام النفس بان الرحمة قادمة من الاله في الحياة على الارض او بعد ذلك في الحياة الثانية.ـ
انا اعتقد ايضا ان الحياة الثانية هي عزاء للانسان عن شقاءه على الارض
المشكلة هي ان الدين نفسه اصبح سلطويا ولم يعد سلوى للانسان فكان الاغتراب عن الدين والذي عبر عنه نيتشه بـ نحن قتلنا الاله


7 - لم أكن انتظر هكذا رد
nasha ( 2017 / 7 / 16 - 11:14 )
انت تشهد وتصدق أن العالم المادي هو الوجود حصرا ولا وجود خارج الإحساس بالمادة اطلاقا أليس كذلك؟
إذا كنت هذا ما تشهد له فهل لك ان تعرف المفاهيم الثلاثة التالية
1_ المادة : ما هي المادة وما جوهرها وما هو الفارق بين الإحساس بها وجوهرها
2_ الزمان: ما هو الزمان هل هو شيئ محسوس مثل المادة ؟
3_ المكان :ما هو المكان أو( الفراغ) هل هو شيئ محسوس مثل المادة؟
أرجو أن تجاوب بوضوح وبدقة
نحن نبحث عن حقيقة الوجود وعليه أرجو أن تهمل (حالة الاغتراب) لدى الإنسان لأن هذا موضوع آخر لا علاقة له بموضوعنا حاليا سنتناوله بعدما ننتهي من نقاش حقيقة الوجود.
تحياتي


8 - مبدأ قتل الإله
نضال الربضي ( 2017 / 7 / 16 - 11:15 )
تحية طيبة أستاذ مالوم،

مبدأ قتل الإله فلسفيا ً هو مجرد تعبير يُقصد به ما يلي:

- استطاع الإنسان الحديث أن يفهم أصل فكرة الإله و دوافعها الشعورية و الحاجات النفسية التي تلبيها.

- ثم قام َ بفك ِّ الارتباط بين تلك الدوافع و الحاجات و بين فكرة وجود كائن نوعه: إله، و له أسماء متعددة.

- و بعدها وجد إشباعها بطرق أخرى أكثر التصاقا ً بالواقع و استجابة ًلما تفرضه طبيعته البشرية و بعيدا ً عن الميتافيزيقيا.

لذلك فعلياً موت الإله هو عبارة عن نضوج الإنسان و قدرته على استثمار إمكانياته الفكرية بطريقة صحيحة عملية مُنتجة.

و كمنتج جانبي: اختفى الإله من الساحة، و أقول أن المنتج جانبي و ليس رئيسي كون موضوع الفعل هو: الإنسان، و الفاعل أيضاً: الإنسان، و الناتج: فهم علمي سليم للدوافع النفسية.

من هنا أرى أن حاجة المجتمعات هي أن تبني فوق أساس المنتج الرئيسي، فوق الرؤيا العلمية و المناهج و الأساليب البشرية البحتة، و ألا تنشغل في فحص المنتج الجانبي (سوى بقدر ما تحتاج بحسب ما تفرض جدلية الواقع و الإنسان) كونه سيكون مُعطَّلا ً عن الإرتقاء و مُستدعيا ً للفهم القديم مُنتهي الصلاحية.

مع الاحترام الجزيل.


9 - السوبرمان
مالوم ابو رغيف ( 2017 / 7 / 16 - 13:27 )
الزميل بارباروسا آكيم
تحياتي
اتفق معك، بان النازيين فهموا فكرة الرجل الخارق بانه تعني التفوق العرقي، فكان يعتقدون تفوق الجنس الأري على بقية الاجناس
لكن نظرية السوبرمان تنطلق من رفض مبدأ( عليك ان تفعل) الى مبدأ (انا اريد)
الحقيقة ان مجتمعاتنا الشرقية مبنية على مبدأ (عليك ان تفعل) فارادة الدين وارادة المجتمع هي المتغلبة بينما ارادة الانسان هي المتنحية، ولو نظرت الى الحياة الشرقية لوجدت الجميع يوجهون انظارهم الى السماء لمساعدتهم
ان السبب في ذلك هو ان الانسان الحاضر لا يتمتع بجرأة التحدي وبجراة الكفاح فهو متردد خائر العزيمة وربما يجد في الدين تشجيعا على العزوف عن المقاومة والاتكال على الاله لاخذ بيده ومساعدته للخروج من ورطته.
لذا كانت نظرية خلق الانسان الخارق والتخلص من الانسان الضعيف كما انه يجد الرحمة والدعوة الى المساواة والعدالة الاجتماعية قيم تحطم ارادة الصراع عند الاقوياء


10 - دع عنك الإله
طارق زنوبه ( 2017 / 7 / 16 - 13:34 )
معلش يا استاذ دع عنك كينونة أو حقيقة الإله عندنا نحن أهل السنة
ما رأيك بنعيم الجنة الذي يشترك بالمسميات مع مسميات حياتنا هذه ونؤمن باختلاف الكينونة شكلا ومضمونا ومادة ؟؟؟
الخمر والعسل ولحم الطير والحرير والاستبرق واليباج والذهب والمسك والعنبر والثمار والفواكه و... إلخ


11 - اقتل الاله تهب الحياة للانسان
مالوم ابو رغيف ( 2017 / 7 / 16 - 13:47 )
الزميل الموسوي
تحياتي
الدين ليس فكرة بريئة او انها فكرة الفطرة
لا نتحدث هنا عن بدايات الدين، او عن سبب نشأته، بل عن مسيرة تطوره
اذ كف ان يكون محاولات انسانية لتفسير اسرار الطبيعة واصبح ثقافة سائدة مفروضة
بقوة السلطة او بقوة المجتمع في البلدان الشرقية
مشكلة الانسان الشرقي هو الاله
فالاله نفسه، فالانسان الشرقي متكل كليا على ان الاله الحي سينتقم له وسيرزقه وسيحفظ له عائلته وسيصون شرفه ويحمي عرضه ويعوضه عن خسارته ويضمن له السعادة لكما زاد اتكاله عليه والقول المأثور هو( تكولنا على الله)
اقتل الاله تهب المجتمع الحياة
ليس مع فلسفة نيتشة لكن افهم تماما لماذا اعلن موت الاله
اعلم لماذ قال بان قيم النضال خير من قيم الاتكال
اعرف لماذا قال بان الاله قد مات لكن ظله سيقى الاف السنين ساكن في اذهان الناس الضعفاء
عزيزي الموسوي
الهي لماذا تخليت عني ليس بالضرورة ان يكون المسيح هو الذي قالها
انا افسرها بانها صرخة انسانية بوجه الصمت على العذاب وعلى الشقاء الذي يتعرض له الانسان
تحياتي


12 - الى الزميل ناشا مع التحية
مالوم ابو رغيف ( 2017 / 7 / 16 - 13:58 )
الزميل العزيز ناشا
نحن هنا نناقش فكرة الاله
ما هو
من الذي خلقه
تناقضاته
هل ما يزال على قيد الحياة ام انه مات كما اعلن نيتشه موته؟
هنا لا نناقش المادة ولا الزمان ولا المكان، فالاله فكرة عقلية
وليس وجود مادي لكي نربطه بزمان او مكان؟
تحياتي


13 - الاله الشرقي
مالوم ابو رغيف ( 2017 / 7 / 16 - 14:25 )
الزميل نضال الربضي
تحياتي
اتفق تماما مع ما جاء في مشاركتك بقدر ما يتعلق الامر بالغرب او بالدول الصناعية والديمقراطية.
في الدول الصناعية المتقدمة فلم يعد يهمهم خفايا الاله بل ركزوا كل اهتماهم على خفايا الانسان، القدرات والطاقات والمهارات
اما في الدول الشرقية فان الاله ليس منتجا جانبيا، بل المادة التي تصنع منها الافكار والاخلاق والاداب والتربية والازياء والطقوس والعوائل والحروب
نحن يا صديقي ما زلنا نتعقد ان الاله يسمع ويراقب وينتقم ويعز ويذل ويميت ويحيي.ـ
الاله في الشرق يا صديقي ليس منتجا بل هو صانع الانتاج كله
لقد تحولت رغبات الانسان في الحرية والانعتاق التي نادى بها النبي محمد في اول دعوته الاسلامية حيث التحق العبيد والفقراء والمغلوبون على امرهم بحركته الدينية ، تحولت الى غول من العنف والعسف والسيطرة.ـ
لقد مات الاله في الغرب وشبع موت اما اله الشرق فباق ينشر الخراب والدمار
لقد اصبح صورة مشوهه لتطلعات الانسان نحو الاحسن
انا اعتقد اننا في الشرق نحتاج الى انسنة الاله فهو في اذهان المؤمنين وحش متمرد يحث على العنف
تحياتي


14 - حلم الجنة
مالوم ابو رغيف ( 2017 / 7 / 16 - 14:39 )
الزميل طارق
لو ان القرآن كان مكتوبا للاغنياء هل تعتقد بانه سيحتوى على آيات توصف العنب والرمان وبقية الفواكه.؟
لو كان موجه للاثرياء هل تعتقد ان سيكون متضمنا لوصف النساء الجميلات الناهدات الممتلئات البضات؟
ولانه كان يداعب حلم الفقراء ، فالاغنياء عندهم في الدنيا ما يفوق على احلام الاخرة، بينما الفقراء لا يعرفون ما معنى برتقالة، او تفاحة او موزة ☺-;-ـ
الجنة هي حلم حياة الفقراء في حياة سعيدة تلك التي لا يجدونها على الارض وبالطبع لن يجدونها في السماء
تحياتي


15 - الاستاذ مالوم ابو رغيف
nasha ( 2017 / 7 / 16 - 14:52 )
وماذا عن المادة أليست أيضا فكرة في العقل؟
إذا كانت المادة حقيقة لماذا لا تعرف ما هو جوهرها؟ ما المانع من ذلك أليست المادة بين يديك وتتحسسها بحواسك الخمسة لماذا لا تعرف ما هو جوهرها؟
عرف ماهو جوهر المادة التي في متناول احاسيسك وقريبة منك اولا وبعدها أسأل وناقش ماهي اللامادة وما هو الوعي وما هي الروح وما هو الله . عندها فقط من حقك أن تقول لا وجود الا للمادة.
انا متأكد انك لم تجاوب لأن لا جواب لك.
ردك رقم 12 طريقة للتخلص من أسئلتي في تعليق رقم 7
على راحتك.
تحياتي


16 - أنسنة الإله- لا أرى فائدتها.
نضال الربضي ( 2017 / 7 / 16 - 14:57 )
شكرا ً لردك الجميل أخي مالوم.

أنسنة الإله باعتباره صانع الإنتاج كما وصفتها، معناها استمراره كمحور حياة بالنسبة للشعب المؤمن به، لكن هذه الفكرة الجميلة بقدر ما ستكون مفيدة سيأتيك ضررها على شكل تعميق لجذر المشكلة و استدامة لأرومتها و استحالة انصراف المؤمنين إلى شكل آخر،،،

،،، و الحل برأي البدء بزراعة قيم العلمانية، بالتركيز عليها، و بابتعاد تام عن ربطها بالإله و الدين، و هكذا يُعاد توجيه الطاقات إلى القناة المُفيدة بدل أن يستمر تزويد قناة الميتافيزيقيا لكن عبر طريق آخر.

دع المؤمن إن شاء أن يأخذ العلمانية و قيمها ليدرجها في نظامه الفكري يفعلها براحته و كما يريد، و لا يجب أن يكون لنا شأن بهذا، لسنا نحن من يجب أن يجدد له تفسير دينه و نظرته لإلهه، هذه مهمته هو إن شاء، أما مهمتنا فهي تبيان سمو قيم العلمانية و قدرتها على حل مشاكل المجتمع دون أن نتدخل في الدين أو نتحدث فيه مع المؤمن، عندها فقط و حين يتبين المؤمن جدوى ما لدينا سننجح، و بعدها ستبدأ العلمانية تكونُ صانعة الإنتاج.

احترامي الفائق.


17 - الزميل ناشا مع التحية
مالوم ابو رغيف ( 2017 / 7 / 16 - 16:29 )
الزميل ناشا
تحياتي
ليس لاني لا اريد ان اجيب على السؤال
بل لان الموضوع هنا ليس عن المادة
ولا عن جوهرها
بل عن الاله، عن انسنة الاله
ربما انك ما تزال تعيش في اجواء نقاشنا السابق عن المادة وماهيتها
ليس انا من يقول مات الاله
انه نيتشة
وليس انا من يقول ان احلام وتمنيات الانسان في العدالة والمساواة والحرية هي التي صنعت
الاله انه الفيلسوف فويرباخ في كتابه اصل الدين اطلق على هذه العملية اسم
projection theory
ان هذه النظرية تنفي شخصية ولا تعتبره روحا ولا مادة بل كينونة تطلعات الانسان التي تجسدت في الاله كنظام اعلى لكنها اي اناس خلال ذلك فقدت سماتها الذاتية فيه فاصبح الاله غريبا عنها
تحياتي


18 - الزميل نضال الربضي مع التحية
مالوم ابو رغيف ( 2017 / 7 / 16 - 16:45 )
الزميل نضال الربضي
تحياتي وشكرى على مواصلة النقاش البناء
اتفق معك تماما على ضرورة نشر قيم العلمانية في الديمقراطية والحرية بما فيها حرية ابداء الرأي وحرية الاعتقاد وحرية الارتباطات العاطفية
المشكلة هي ان كل مفهوم من مفاهيم العلمانية والحرية مرتبط بوحدة تناقض مع ضده المقابل
ان هذا يثير تصادما من الصراعات الفكرية والنظرية والاجتماعية والثقافية والدينية واعتقد انكم في مصر مثلما عندنا في العراق تشهدون احتدام هذا الصراع، وربما في مصر اكثر حدة مما في العراق.ـ
في العراق اليوم تثار حملة شعواء ضد العلمانية وضد عدم الايمان وضد التجديد في الفكر،.ـ
الحقيقة يا صديقي العزيز ان الطرف الاخر هو الذي لا يدعك تنشر مفاهيم الحرية والعلمانية، وهو الذي يشوه المفاهيم، وهو الذي يكيل الشتائم والسباب، وهو الذي يستخدم العنف بنوعيه السلطوي والفكري.ـ
انا اعتقد ان شعوبنا يجب ان تشهد صراعا فكريا وان لا تبقي على تابو او محرم دون ان تضعه على بساط البحث والنقاش من خلال الكتابات والتعليقات واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة لهذا الغرض.ـ
اكرر التحية


19 - اللانهائى
كامل حرب ( 2017 / 7 / 16 - 17:06 )
الاستاذ مالوم ابو رغيف , تحيه وتقدير , هذا المقال يضرب على الوتر الحساس بقوه لذلك فأننى ارى ىنسبه كبيره من المعلقين لاتحب تحليلك فى هذه القضيه الشائكه , قضيه الخلق هذه بدون جدال قضيه معقده وغامضه ويوجد بها الكثير من اللغط والخيال الانسانى الواسع والاسطوره والاكاذيب , انا ارى انا قضيه الخلق بهذه البساطه مضحكه بل وساذجه وسبب انتشارها هو توارثها عبر القرون وتقديسها وعدم السماح ابدا بنقدها او تفنيدها وتحليلها , من الصعب بل ومن المستحيل الايمان بخرافه ادم وحواء ووضعهم فى الجنه يتمتعوا بها , لم ينسى الله ايضا ان يخلق الشيطان ويضعه فى الجنه لكى يغوى ادم وحبيبته بأن يفعلوا الخطيئه ويأكلوا من التفاحه ؟؟ اذن المدان هنا هو الله نفسه لانه هو من وضع الشيطان ويتم نسج هذه القصه الخرافيه البدائيه الساذجه , نحن لانزال فى اول الطريق فى اكتشاف هذا الوجود الغامض المعقد اللانهائى , من المؤكد ان المستقبل يحمل العديد من الافكار والاكتشافات والاستنتاجات


20 - الدين جاء ليربّت على أحلام المحرومين والمظلومين1
ليندا كبرييل ( 2017 / 7 / 16 - 19:38 )
تحياتي أستاذنا القدير مالوم أبو رغيف

في شخصية الحاكم يمتزج رجل الدين المشّرع، بالسياسي الجلّاد، بالقاضي ماسك ميزان العدالة المائل
فإذا كان المثقف الذي على عاتقه ستقوم عملية التنوير ملزما بالتقيّد برؤية الحاكم، فكيف ستتاح له فرصة التغيير وهو لا يتنفس إلا بأمر السلطة القابضة؟

في مجتمع أبناؤه لا يعرف الوعي سبيلا إلى عقولهم، لا يمكن تطبيق العلمانية القائمة بالأساس على الديموقراطية التي هي القدرة على الاختيار الحر

وإذا كان البناء الذهني للأمة يقوم على فكر منقرض يعتني بأموات أعطبوا العقول، فكيف يتأنْسن الدين في مثل هذه الحالة الحرجة؟

خوف الإنسان من المجهول صنع الآلهة والجنة والنار والشياطين والجان، وجيشاً من المبشرين والوعاظ وموظفي الدين المرتزقين، والخرافة هي التي أضفت على كل هؤلاء المظاهر التي يخرّ أمامها الإنسان إجلالا ورهبة

استطاع العقل الأول القاصر إبداع فكرة الإله، وإسناد كل ما عجز عن تفسيره إلى هذه الشخصية الوهمية
ثم اخترع موظفو الأديان فكرة العالم الآخر النقي، حيث البقاء والخلود بلا حرمان ولا ظلم لإلهاء المحروم عن حاضره الجهنمي

يتبع لطفا


21 - الدين جاء ليربّت على أحلام المحرومين والمظلومين2
ليندا كبرييل ( 2017 / 7 / 16 - 19:41 )
لكننا وصلنا إلى درجة عالية من النمو العقلي، الذي توصلنا من خلاله لمعرفة تاريخ الآلهة والكتب المقدسة، والكثير من الألغاز التي أعجزتنا فدفعتنا إلى تصديق الغيب

ليس إلا الصراع بين الوهم والعلم ما سيؤدي بالضرورة إلى خلق إنسان متنوّر حر جديد، يضع حداً للفقر والخرافة والموت المجاني

لم نعد نقتنع بسذاجات العقل الأول الذي اخترع لنا أساطير متلاطمة متضاربة
فرضتها مصالح طائفة قوية

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تألقتم أستاذنا العزيز في حواركم الممتع مع الأستاذ القدير نعيم إيليا

لقد أبدعتم حقا في طرح الأفكار وشرحها ونقضها وتفنيدها والإتيان في كل خطوة بجديد جعل القارئ يُعمِل فكره في المطروح، وينشدّ تماما لهذا النقاش الرائع

كان حواركم الراقي وسيلة حضارية، شارك فيها إضاءات الأساتذة المتداخلين، ليشكّل المقال مادة دسمة قلّ أن نجد نظيرا لها في هذا الموقع الكريم

تحية وسلاما لكل من ساهم في مقالكم القمة، أنتم مثلنا العليا ومناراتنا التي نهتدي بها

أتمنى عودة سليمة لأستاذنا نعيم إيليا وعليك العافية أيها العزيز

تفضل أستاذ مالوم خالص تقديري وإعجابي


22 - الأخ طارق تحدث عن الكينونة المختلفة
عايش أبو رغد ( 2017 / 7 / 16 - 20:28 )
مش عن المخاطبة بما يعرفه السامع وقت البعثة
يا
استاذ


23 - العزيز مالوم ابو رغيف المحترم
عبد الرضا حمد جاسم ( 2017 / 7 / 16 - 20:32 )
تحية و تقدير
في التالي صورة مموسقة عن قصة ادم ...
قصة ادم ورد ذكرها في التعليقات او المقالات
لتلطيف الجو الذي اتمنى ان لا يتكهرب اقدم التالي تحت عنوان قصة ادم
...............................ززز
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=233212


24 - ابعاد الدين عن الثقافة وعن السياسة
مالوم ابو رغيف ( 2017 / 7 / 16 - 23:28 )
الزميل طارق حرب
تحياتي
اشاركك الرأي بان نظرية الخلق الدينية نظرية غاية في السذاجة، اذ انها تفترض ان الله خلق الانسان كاملا جسدا وعقلا، بينما تدل الاكتشافات على ان الانسان تطور عبر ملايين السنين جسدا وعقلا.ـ
كذلك لا يمكن تصور ان الله الذي خلق الانسان تخلى عنه لمجرد خطيئة واحدة ورماه بعيدا عنه بملايين السنوات الضوئية في كون لا نهائي ليكون على كوكب الارض ثم ليموت بعد سنوات ويعود الى الله مرة اخرى. اليس هذا نوع من العبث الالهي؟
لكن من يبقى على هذه الاساطير في ذهن الانسان ويحافظ عليها كمقدسات لا ينبغي دحضها؟
انهم حراس الخرافة!ـ
ومن هم حراس الخرافة؟
انهم رجال الدين؟
لا ضرر من هذه الاساطير اذا كان الانسان يتنعم بحرية الاختيار، بحرية النقد وابداء الرأي، بحرية اختيار الثقافة كما هو الحال في البلدان المتطورة، لكن الضرر ياتي عندما تكون هذه الاساطير هي اساس التربية واساس الثقافة واساس الوعي واساس الحقيقة كما في البلدان الاسلامية.ـ
اعتقد ان ابعاد الدين عن السياسة وعن الثقافة ايضا اساسا لانشاء مجتمع عقلاني متقدم
لاحظ ان انتكاسات المجتمعات العلمانية كان بسبب تسرب الدين الى الثقافة العامة.ـ


25 - الثقافة العامة والسياسة
nasha ( 2017 / 7 / 17 - 01:49 )
(ربما انك ما تزال تعيش في اجواء نقاشنا السابق عن المادة وماهيتها)
فعلا انا لازلت في ذلك الجو ... ما علينا
دعني ابدأ من جديد في الاجواء الجديدة لمقالك الجديد
تقول في تعليق رقم ٢-;-٥-;-
(اعتقد ان ابعاد الدين عن السياسة وعن الثقافة ايضا اساسا لانشاء مجتمع عقلاني متقدم)
اولا شكرا لاستعمال كلمة اعتقد
ثانيا انا اعتقد ان ابعاد الدين عن السياسة صحيح تماما ولكن لا اعتقد ان ابعاد الدين عن الثقافة كافي لانشاء مجتمع عقلاني متقدم.
كان من المفروض ان تقول :(اعتقد ان ابعاد الدين عن السياسة وتغيير الثقافة الى{ ثقافة الحرية الفكرية والتسامح وقبول الاخر} اساسا لانشاء مجتمع عقلاني متقدم)
مشكلة الشرق الاوسط ليست السياسة والثقافة بحد ذاتيهما وانما نوع السياسة والثقافة.
لايمكن بناء مجتمع عقلاني متقدم دون ثقافة ديناميكية لا تقييد الحرية الفكرية في كل الاتجاهات دون تحديد الاتجاه .
الفكر او الثقافة الوحيدة التي يجب ان تٌحرّم هي ثقافة الكراهية والعنصرية وعدم التسامح وعدم قبول المختلف من اي اتجاه فكري دون تحديد مصادر تلك الثقافة.
تحياتي


26 - الزميلة ليندا كبرييل : عن الثقافة والدين
مالوم ابو رغيف ( 2017 / 7 / 17 - 10:42 )
الزميلة العزيزة ليندا كبرييل
تحياتي واحترامي
لقد اصبحت الثقافة والصحافة بضاعة تعرض كما تعرض السلع في مزادات علنية، فهناك جائزة فلان وجائزة علان، ليس الهدف من هذه الجوائز مكافاءة المبدعين والمتفوقيين، انما هدفها تسيير الثقافة بالوجهة التي يريدها الحاكم، سعدي يوسف الشاعر العراقي المعروف منح جائزة العويس، لكن وبعد مقال وصف به الحاكم بالسخيف، سحبت منه الجائزة
هذا يعني ان من يُمنح هذه الجائزة او تلك عليه ان يبلع لسانه
حتى على مصاف اشهر جائزة عالمية (نوبل) كانت اتجاه البوصلة السياسة هي المحدد لمنح الجوائز خاصة في المجالات الانسانية. فمثلا تُمنح للاخوانجية توكل كرمان جائزة نوبل وتحرم منها نوال السعداوي المراة الجريئة والشجاعة والمناضلة
لقد تحول طموح المثقفين الى سعي محموم لنيل الجوائز والتملق لهذا او ذاك للحصول على دعوة حضور الى مهرجان او الى فعالية. ان هذا يعني ان الثقافة فقدت حسها الثوري التحرري وتحولت الى ثقافة مهادنة ان لم نقل مسايرة
يتبع


27 - الزميلة ليندا كبرييل : عن الثقافة والدين 2
مالوم ابو رغيف ( 2017 / 7 / 17 - 10:45 )
وهذا بالضبط ما تفضلت بالتعبير عنه بتشخيصك الدقيق:ـ
(فإذا كان المثقف الذي على عاتقه ستقوم عملية التنوير ملزما بالتقيّد برؤية الحاكم، فكيف ستتاح له فرصة التغيير وهو لا يتنفس إلا بأمر السلطة القابضة؟)
اعتقد اننا نعيش في حالة من الرتابة الثقافية، من الركود العقلي الذي ينذر بضمور الفكر، وهذه هي النتائج الخطيرة لسيطرة الدين على الثقافة، اذ لا يمر اي موضوع الى من خلال فلتر الدين، الاخطر ان المثقف نفسه اصبح رقيب على قلمه، يقيس نتاجه بمقياس الربح والخسارة وليس بمقياس الصواب والخطأ، او بمقياس الحقيقة والزيف.
فلتر الدين لا يسمح بمرور الا ما يتلائم وينسجم معه اكان ثقافة او سلوك او سياسة او فكر. لقد اصبح الدين هو الثقافة الشعبية السائدة بل وحتى ثقافة النخبة... ذلك ان النفعية والدين اصبحا تؤامان متلازمان
يقول ماركس ان نقد الدين هو اساس كل نقد
ويقول ايضا
ان نقد الدين يدمر أوهام الإنسان ،لكي يفكر ، يفعل , يكيف واقعه بصفته إنسانا تخلص من الأوهام وبلغ سن الرشد ، لكي يدور حول نفسه، أي حول شمسه الواقعية . فالدين شمس وهمية تدور حول الإنسان مادام الإنسان لا يدور حول نفسه.
اكرر التحية والشكر


28 - الزميل عبد الرضا حمد جاسم مع التحية
مالوم ابو رغيف ( 2017 / 7 / 17 - 13:05 )
الزميل عبد الرضا حمد جاسم
تحياتي
تناول شعري جميل وطريف لحكاية ادم وحواء
من وجهة نظر جديدة تنظر الى المعصية الدينية
كجراة وشجاعة
واستعداد لتحمل العواقب من اجل الحب ومن اجل الحرية


29 - الدين ايديلوجيا مغلقة
مالوم ابو رغيف ( 2017 / 7 / 17 - 13:36 )

الزميل ناشا
تحياتي
الدين ايديلوجيا مغلقة، ليس فيها افق للتطور، فهي قالب واحد لكل الناس مهما اختلفوا، هدفها الاساس اخضاع الناس لارادة اله والايمان بمسلمات الدين، انها اقرب الى ثقافة الـ
big brother
حيث الالتزام والتنفيذ
بينما الثقافة افق مفتوح لا شيء فيه يفترض الصحة الكلية، ليس فيها مسلمات، وليس فيه اخضاع لارادة اله او ارادة فكرة، الثقافة حالة من التغيير اليومي الحر الخالي من القوالب
الدين اذا تسلل الى الثقافة فسيسعى الى قولبتها، الى تحجيمها، الى فرض الأوامر والهيمنة عليها
الدين له قيمه العبادية والاخلاقية المختلفة عن الثقافة الانسانية بآفاقها الواسعة المتنوعة.ـ
ملاحظة صغيرة جدا
الا تلاحظ هناك تناقض بين اطرائك على لـ عبارة(انا اعتقد) ثم استخدامك (يجب) كما ورد في جملتك التي تقول فيها(كان من المفروض ان تقول)


30 - الاستاذ مالوم ابو رغيف
nasha ( 2017 / 7 / 17 - 14:45 )
اشكرك على ملاحظتك حول استعمال كلمة أعتقد.
المفروض أيضا نوع من الاعتقاد لأن كلمة المفروض أيضا غير إلزامية لأن هنالك فرق بين الفروض من الفرض أو الاجبار المفردة الإسلامية وبين المفروض من الاختيار في اللغة العادية
الفروض إلزامية قطعية صادرة عن جهة سلطوية بينما المفروض هو قرار شخصي اختياري.
بالحقيقة انا قصدت لفت انتباهك إلى كلمة اعتقد لانها تعبر عن التسامح وعن عدم الاستبداد بالرأي .
وبالمناسبة كلمة أعتقد هي مرادفة لكلمة اتيقن أو اؤمن والتي يتضايق منها الملحدون .
الاعتقاد أو الإيمان أو اليقين كلمات تستعمل للمفاهيم التي لا يمكن البت والتأكد من حقيقة وجودها وهي مفردات لا تعني الاستبداد بالرأي بعكس ما يفهمه الملحدون.
أما كلمة اصادق أو أشهد أو احلف أو اقسم فهي التي تعني الاستبداد بالرأي والتعنت.
شكرا على التواصل


اخر الافلام

.. القناة 12 الإسرائيلية: اجتماع أمني تشهده وزارة الدفاع حاليا


.. القسام تعلن تفجير فتحتي نفقين في قوات الهندسة الإسرائيلية




.. وكالة إيرانية: الدفاع الجوي أسقط ثلاث مسيرات صغيرة في أجواء


.. لقطات درون تظهر أدخنة متصادة من غابات موريلوس بعد اشتعال الن




.. موقع Flightradar24 يظهر تحويل الطائرات لمسارها بعيداً عن إير