الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الديمقراطية ثقافة قطيع !! وما البديل؟؟

لينا صلاح الدين
كاتبة

(Lena Saladin)

2017 / 7 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


لطالما قمت بوصف الديمقراطية بـ(الآثمة)، وذلك بسبب تقديسها الأجوف للعدد ؛ إنها تستهزىء برأيك كفرد مهما بلغ سموك المعرفي في سبيل إرضاء الزُمْرَة، بلا تفحص دقيق لمطالب ذلك اللفيف ومطابقتها للمنطق ولا حتى إمكانية تحقيقها للمصلحة المشتركة، فهي لا تتجاوز كونها مسايرة غميقة وتقديس للقطيع.
   عندما تم نقد الديمقراطية منذ آلاف السنين على يد فلاسفة الإغريق، تم نقدها لأنها لم تك تمثل بالنسبة إليهم سوى محاولة نَقِيرة لإشراك كافة أطراف المجتمع -بلا إعتبار لخلفيتها الفكرية ووعيها السياسي العملي- في تحديد المصير الجماعي المشترك. فلا يبدو ذلك كفعل مطابق لمتطلبات المنطق، وتبدو فكرة المساواة المطلقة بين أفراد المجتمع -في الجانب الفكري- كفكرة سيريالية بحتة تتنافى والطبيعة البشرية التي الأصل فيها هو الإختلاف.
  إن الديمقراطية قد خلقت تناقضا في دعوتها لمنح الحرية المطلقة، وفي نفس الوقت تجاهلها لما تبتغيه بقية الفئات المختلفة مع مبتغى العامة. فتتحول هنا من كونها حرية الشعب إلى إستبداد الأغلبية. كما أنها لم تخلق بديلا لتعويض الأقلية عما فرضته عليها الفئة الأعظم.
   أما حل الأزمة فيتمثل في غربلة العامة  ومن ثم تولية قضية الإختيار إلى الخِيرَة من المجتمع، وهذه الصفوة إنما يتم تحديدها بناء على إعتبارات فكرية بحتة. وذلك لأن عملية إختيار الجمهرة لمصيرها السياسي، تبدو لوهلة إنتصار للفضيلة والعدالة، ولكن في صميمها فهي لا تخلو من كونها مجرد تنظير عقيم. خاصة وأن السياسة يحكمها النتاج العملي من غير إعطاء إعتبارات للقيمة أو كل ماورائي. وهذا النتاج لا يمكن للجمهرة بإختلافها المعهود أن تستبقه حتى تتنبأ بمعطياته. وأن من يمكنه القيام بهذا الفعل هم قلة من الملمين بالسياسة ودواهيها، وهنا يكمن الحل.
    أما ترك الأمر كما هو عليه الآن يفسر التضارب المتكرر ما بين الصورة التي كانت مرتقبة وتم بناء عليها الإختيار، وما بين تبعيات هذا الإختيار ونتاجه العملي. ومن هنا فشلت الديمقراطية العملية في نقطتين : الأولى حينما تعارضت المقاصد مع الواقع، والثانية حينما خلقت تناقضا في ذاتها حينما ظلمت الأقلية وعملت على اِكْتِبَال حريتها وحرمتها البديل، خاصة مع أهمية الأخذ في الإعتبار بأن الفارق الرقمي ما بين الفئة الأعظم والأقلية قد يكون ضئيلا جدا.
وتبقى الديمقراطية في نهاية المطاف (ثقافـة قطيـع!!).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة- إسرائيل: هل بات اجتياح رفح قريباً؟ • فرانس 24 / FRANCE


.. عاصفة رملية شديدة تحول سماء مدينة ليبية إلى اللون الأصفر




.. -يجب عليكم أن تخجلوا من أنفسكم- #حماس تنشر فيديو لرهينة ينتق


.. أنصار الله: نفذنا 3 عمليات إحداها ضد مدمرة أمريكية




.. ??حديث إسرائيلي عن قرب تنفيذ عملية في رفح