الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التشظي والرذاذ

جواد البياتي

2017 / 7 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


التشظي والرذاذ
ليس بالضرورة ان تكون للاصوات التي ارتفعت مع الانتصارات المزلزلة لأبطالنا في معارك التحرير الاخيرة او قبيلها صدى مخيف ، وليس بالضرورة ان تكون عدوانية ، فالعدوانية ذات الصدى المخيف تتريث بعد كل هزيمة شنعاء وتحتاج الى بعض الوقت للملمة اشتاتها والتفكير والتخطيط بما يستوجبه الرد على مثل هذه الاندحار مستقبلا .
وهذا الظرف يكون مناسبا من جهة اخرى لأعادة تنظيم بعض الكتل والتيارات التي ساهمت بالدفاع عن وجودها اثناء معارك التحرير عن طريق دعم المقاتلين الابطال وتعزيز انتصاراتهم ماديا ومعنويا واعلاميا ، كما انها مناسبة لغربلة بعض الوجوه التي سُجّلت حولها بعض الملاحظات ، او استثمار هذا النصر الكبير لتعزيز موقعها السياسي والانتقام او التخلص من خصومها .
ولم بكن ذلك غريبا ، فما ان لاحت بشائر النصر المبين في نهايات العام الماضي ، حتى بدأت بوادر الامتعاض والغضب تعلو وجوه وسلوك بعض القوى والشخصيات التي لا يروق لها هذا المسار ، فراحت تتحرك باتجاهات مشبوهة مثل التحذير من انتهاك حقوق الانسان ، او تثير الريبة على الاقل من بعض الفصائل الوطنية او تعمد لتشكيل بعض الميليشيات الطائفية وارتداء ملابس القتال ، كما تعالت بعض الاصوات المنكرة تدعوا الى منع بعض فصائل المقاتلين من الاشتراك بتحرير بعض المناطق او دخولها بحجج مضحكة ، الاّ ان كل ذلك ذهب مع الريح رغم كل المؤتمرات الكرفانية المتنقلة في محيط العراق وعلى ارضه احيانا ولكن بعيدا عن سلطته الاتحادية .
ومن سوء حظ قادة الكتل والتيارات والاحزاب التي تلطخت سمعتها بالوحل نتيجة الفساد الذي طال سلوك الجميع ( الاّ من رحم ربي ) ان تكون الانتخابات على الابواب ، فأوجسوا منها ريبة ، بل انهم شعروا ان وجودهم السياسي اصبح مهددا ، فلم يبق يبنهم وبين مكبات النفايات سوى بضع شهور فبدأوا يحاولون تغيير جلودهم ، وايهام الناس بأنهم يحاولون التجديد ، فمنهم من اتجه الى تأسيس حزب جديد حتى ان عدد الاحزاب بلغ 350 حزبا ، وبعضهم من انسلخ من حزبه القديم ليؤسس لكيان جديد ساحبا معه بعض الوجوه التي ادعى بانها تعشق التجديد ، بعد انقسامات عميقة في الرؤى للعبور الى مراحل ما بعد حرب التحرير ، وهي خطوة قد تكون صحيحة اولا للتخلص من عار الفساد الذي التصق بها نتيجة وجود بعض السياسيين سيئوا الصيت ، وثانيا لضمان حقه التقليدي من تقسيم كيكة الانتخابات .
ما يغيظ الناس في هذا البلد اللا امين ان كل السياسيين الذين عملوا فيه سيئوا الصيت والسمعة لأن المجتمع اعرف بهم ( ونحن ولد الكرية ، كلمن يعرف اخيّه ) فكلهم يتحدثون عن حب الوطن والشعب والنزاهة ، ويتغاضون عن بعض تفاصيل ماضيهم المشبوه ليلصقوا بأنفسهم مزايا الانبياء ، ومن كان منهم نزيها بصدق يغرد خارج السرب .
يعرف هؤلاء ان وجودهم خارج اسوار السلطة يعني الاهمال واللفظ في المكبات ولذلك فهم يستميتون من اجل البقاء داخل تلك الاسوار ، وستفرز لنا الفترة المتبقية للانتخابات ان هناك سباقا ماراثونيا واسع الخطى نحوها ، وستكون هناك مزيدا من الانشطارات والتكتلات والتحالفات للفوز بالبريمو السياسي الذي يضمن اربعة سنوات فساد اخرى لتدمير ما تبقى من البنية العراقية ، كما سيكون هناك الكثير من الرذاذ المتطاير من جراء تلك الانشطارات .
كرسي السلطة له وجاهة خاصة تحمل في طياتها اطنان الامتيازات التي قد تدفع الى القتل في احيان كثيرة . فلا حكمة تنفع ولا حكيم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئاسيات موريتانيا: ما هي حظوظ الرئيس في الفوز بولاية ثانية؟


.. ليبيا: خطوة إلى الوراء بعد اجتماع تونس الثلاثي المغاربي؟




.. تونس: ما دواعي قرار منع تغطية قضية أمن الدولة؟


.. بيرام الداه اعبيد: ترشّح الغزواني لرئاسيات موريتانيا -ترشّح




.. بعد هدوء استمر لأيام.. الحوثيون يعودون لاستهداف خطوط الملاحة