الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أزمة الخليج المفتعلة والهرولة إلى واشنطن

محمد أحمد الزعبي

2017 / 7 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


الأزمة الخليجية المفتعلة
والهرولة إلى واشنطن
الدكتور محمد أحمد الزعبي
28.07.2017
بعد بضعة أيام من اندلاع أزمة الخليج ، سألني أحدهم : متى برأيك سوف تنتهي هذه الأزمة بين الأشقاء ؟ . أجبته على الفور ، عندما يقرر ذلك من تسبب باندلاعها ؟ وكنت اعني بطبيعة الحال السيد ترامب . إن ماأوصلني إلى هذا الاستنتاج هو بصورة أساسية مايلي :
1. اندلاع هذه الأزمة مباشرة بعد زيارة ترامب للمملكة العربية السعودية ،
2. الأدوار التي اتخذتها إدارة ترامب من هذه الآزمة ، بحيث وقف بعضهم مع قطر ،
بينما وقف بعضهم الآخر مع السعودية ،
3. هرولة طرفي الآزمة ( المتهم والمتهم / بالفتح والكسر ) إلى واشنطن وذلك لمعرفتهما بأنها
هي المرجعية الأساسية المعنية بكل من الربط والحل في هذه الأزمة .
4. معرفتي بأن أمن " اسرائيل " هو من يقف وراء تهمة الإرهاب التي دأبت الإدارة الأمريكية
السابقة واللاحقة على إلصاقها بكل من حاول و يحاول تعطيل عملية التطبيع العربي مع الكيان الصهيوني المحتل لفلسطين ،

ومن جهة أخرى فإن إطلاقنا صفة " المفتعلة " على هذه الأزمة بين المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين ومصر السيسي ، من جهة ، و قطر من جهة أخرى ، إنما يعود لأن الكاتب قد رأى وسمع بأم عينيه وأذنيه كيف أن حكومة ترامب تلعب بهما " الكورة " ، من حيث إطلاقها اليوم تصريحا من أحد المسؤولين يؤيد فيه موقف قطر في عدم دعمها للإرهاب ، وتكافؤه قطر على هذا التصريح المريح والداعم لموقفها ، بشرائها ٧٢ طائرة أمريكية (ف15) بقيمة 12 مليار دولار، بينما يطلق في اليوم التالي ، أو ربما في اليوم نفسه ، مسؤول أمريكي آخر تصريحا يؤيد فيه موقف المملكة العربية السعودية في اتهامها لقطر بدعم الإرهاب ، كونها قد دفعت ثمن هذا التصريح سلفا عند زيارة ترامب لها بشرائها أسلحة أمريكية بقيمة 110 مليارات دولار.

إن من يتابع كلا من فضائيتي " الجزيرة " و " العربية " هذه الأيام ، سوف يأخذه العجب العجاب وهو يرى كيف يهرول اصحاب هذين الموقعين الإخباريين وراء ولي أمرهم في واشنطن ، وكيف يتصيّد كل طرف منهما بعض التصريحات الهادفة والمقصودة من هذا المسؤول الأمريكي أو ذاك ، والتي تدعم موقفه ضد أخيه في العروبة والاسلام ، وأيضاً شريكه في مجلس التعاون الخليجي . إن ماتهدف إليه واشنطن ( ترامب ومن قبل ترامب ) في علاقاتها العربية كلها ، ـ من وجهة نظرنا ـ هو أن تفكك العروة الوثقى بين العروبة والاسلام ، عبر شيطنتها لكل من هذين الطرفين ممثلين بالفكر القومي العربي من جهة ، وبالدين الإسلامي ( الإخوان المسلمون وحماس خاصة ) من جهة أخرى ، وأن توظف هذه العملية في صالح الكيان الصهيوني ، وبالذات في صالح الاعتراف ب (إسرائيل كدولة يهودية غير محتلّة ) والتطبيع معها على هذا الأساس .

إن الموقف العربي الرسمي ، المتفرج والساكت ( إن لم نقل أكثر) على حصار اسرائيل للمسجد الأقصى المبارك قرابة الاسبوعين ، حيث ظل ينام أبطال فلسطين من الرجال والنساء والأطفال أمام جدرانه في العراء ، بسبب منع إسرائيل لهم من دخول المسجد للصلاة فيه إلاّ عبر البوابات الإلكترونية ، الأمر الذي كان مرفوضاً من قبل هؤلاء الأبطال . أقول ، إن هذا الموقف العربي الرسمي المؤسف والمحزن ، وبشقيه الخليجي وغير الخليجي (وبمن فيهم السيدين شهاب الدين وأخيه ) يعتبر بحد ذاته كافيا لإدانة هؤلاء المهرولين إلى واشنطن ، بحثا وتنقيباً وشراءً لجملة عابرة أوهادفة ، قالها مسؤول أمريكي في إدارة ترامب تؤيد موقفه وتعارض موقف أخيه .

لقد كان الموقف الأشد مأساوية في هذا الموضوع ( الصمت العربي على حصار الأقصى ) أنه بعد نجاح الأبطال الفلسطينيين في إرغام العدو الصهيوني على رفع الحواجز الالكترونية وفك الحصار ، بدأ الزعماء العرب وعلى رأسهم دول " أزمة الخليج" يرفعون رؤوسهم على استحياء ويزعمون أن تدخلهم ( غير المرئي ) هو من فك الحصارعن المسجد الأقصى المبارك (!!) .
كم كنا نتمنى ياإخوتنا الحكام العرب ، أن يكون هذا صحيحا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا نعرف عن انفجارات أصفهان حتى الآن؟


.. دوي انفجارات في إيران والإعلام الأمريكي يتحدث عن ضربة إسرائي




.. الهند: نحو مليار ناخب وأكثر من مليون مركز اقتراع.. انتخابات


.. غموض يكتنف طبيعة الرد الإسرائيلي على إيران




.. شرطة نيويورك تقتحم حرم جامعة كولومبيا وتعتقل طلابا محتجين عل