الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثاني من آب :هل تراجع دولة الكويت الشنيقة نفسها؟

كاظم الحناوي

2017 / 8 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


الثاني من آب :هل تراجع دولة الكويت الشنيقة نفسها؟
كاظم الحناوي
في الثاني من آب عام 1990 دخل صدام الكويت وقد فتح ذلك الباب على مصراعيه لسقي بذرة الكراهية من دول الخليج للعراق واستدامتها اعتقادا من تلك الدول ان الكراهية وسيلة ذكية وناجعة لصناعة عازل او مانع للتواصل على غرار اقامة الكويت لسور شائك داخل العراق، والسعودية باقامتها خندق ايضا على الحدود ، والسؤال الان لماذا لاتعيد تلك الدول النظر في ذلك التاريخ باعادة النظر في ظروفه وملابساته وأسبابه، مما يقود الى نظرة جديدة خاصة وهم يعلمون قبل غيرهم ان الشعب العراقي كان ضحية كما كانت الكويت ضحية.
ان دخول الكويت يشكل في ذاكرة الخليجيين والعرب، مكاناً مملوءاً بصور مفزعة ، وقد تأصلت هذه الصور واتسعت من خلال فترة الحصار على نظام صدام لاسقاطه طوال اثنا عشر عاما ، ونتساءل الان: هل يمكن ان يتحول فعل مخابرتي غربي عربي إلى إرث أبدي لا يبدده عدد الضحايا العراقيين ولاتبدل الحكومات ؟
هل يجوز أن تبنى مواقف الخليجيين على ذاكرة صنعت لاسقاط نظام صدام ؟ هل يجوز أن يكون ذلك الموقف هو موقف عرب الخليج اليوم ، وقد فتحت تلك الدول الباب على مصراعيه لانواع القواعد العسكرية يدخل منها الى بلاده الامريكي والتركي والفرنسي والبريطاني والباكستاني والاندنوسي، وأقيمت على ارضها عشرات المنشآت العسكرية الاجنبية واقيمت بجانب هذه المنشآت المدارس الاجنبية لعوائل العاملين الاجانب ودور العبادة لانواع مختلفة من الاديان ، ويبشر اعلامهم بافكار تلك الدول ويدافع عن مصالحهم ، وتهدر هذه الحكومات دم مواطنيها اذا ما تعرضوا لتلك الدول ودعوا الى اخراجها ، وتصبح حياتهم مهددة، أو يحاربوا في رزقهم ، أو يفصلوا من عملهم ،اذا ما نبسوا ببنت شفة. ؟!
إن احتلال الكويت ليست حالة شاذة ولاحدث فريد خصت به العلاقات بين الدول في تاريخ الشعوب والمجتمعات ، فالمنازعات والاقتتال على طول التاريخ العربي هو المتصدر وما غيره ياتي بالدرجة الثانية وفي التاريخ القريب كانت غزوات السعودية لاحتلال الكويت في بداية القرن الماضي علامة واضحة على طبيعة العلاقة بين العرب والكويت تعتبر معركة الجهراء اهم معركة في تاريخ الكويت وكانت تفاخر بها، ابعدتها الان عن مناهجها لكي تمسح صفحة الصراع في العلاقة مع السعودية، ويجب أن نتذكر أن الحروب بين العرب ليست حالة طارئة او فعل مستهجن، لقد وقعت بين القبيلة الواحدة والعشيرة الواحدة من العرب ، وليس خطًأ أن نعرف كل ذلك ونتذكره ، لكن الخطأ أن نجعل ذلك هو الأرض الوحيدة الصالحة لبناء علاقتنا مع الآخر، مع معرفتنا بظروف وملابسات تلك الحرب.
لقد جعل الكويتيون من دخول صدام مسمار جحا الذي يعلقون عليه فشلهم ، ولم يتوقفوا لحضة ليتسائلوا : هل الخمسين مليار التي استلموها من قوت الشعب العراقي المحاصر غير كافية كتعويضات ؟ هل تلك الاموال جائت بقوة امريكا ام نتيجة لضعف العرب والمسلمين ؟ ويجيب احدهم قائلاً : صدام هو (الفيروس) الذي أصاب الجسم بعد أن فقد عوامل المناعة!!.
فإذا رحلت امريكا غدا من هو البديل الذي ستبحث عنه ليؤدي خدمة حمايتها، هل ستستولد محتل جديد ، بعد ان جعلت
من العراق علة لا ستمرار هذا الوضع، ام عليها بناء علاقة وتكوين صورة جديدة بعيدة عن التآمر على العراق وشعبه.
واليك هذه العبارات التي تعاد كل عام وكل لحظة يحاول البعض خلق وعي كويتي جديد ، العبارات التالية ثابته:
((رغم الاحتفالات بيوم تحرير الكويت الذي تم قبل ... الا ان هناك كثير من الاسر الكويتية منذ ذلك الوقت حتي الان ما زالت تذرف الدمع ...)).
هذه الكلمات تكفي لسقي بذرة الكراهية واستدامتها لأن الدمع اكثر الاسلحة تدميرا من ناحية ،ومن ناحية أخرى، عدم وجود رغبة لإعادة النظر في ذلك التاريخ وظروفه وملابساته وأسبابه قد تقود الى نظرة جديدة.على الكويت بمناسبة مرور اكثر من ربع قرن على دخول صدام اليها تحليل وتفكيك ثقافة الكراهية ، لانها تصب في خانة الخلط بين شعب ودكتاتور وهذا الخلط سوف تدفع ثمنه الكويت قبل غيرها، اذا لم تعيد النظر عبر مراجعة سليمة لتلك الاحداث .
فالكويت ليست الدولة الوحيدة التي عانت من اخطاء الدكتاتورية ، فالعديد من شعوب الارض تعاني وتشكو من مظالم ، وهذه طبيعة الصراعات الدولية بين الاقوياء والضعفاء منذ أن خلق الله البشر إلى أن يرث الارض بما عليها ، بل أن هناك شعوباً ضربت بالقنابل الذرية ودمرت ونكل بها شر تنكيل كالصين واليابان وفيتنام ، وما أصابها، لا يقارن بما أصاب الكويت ، ولكن تلك الشعوب لا تحرض أبناءها بمعاداة تلك الدول ، ولاتشحنهم بثقافة الكراهية .
والان يتبادر السؤال التالي ، ماعلاقة الشنيق بالكويت ؟
من صفات الشنيق التكبر والغرور ، وعدم احترام الاخرين ومعرفة منازلهم ثم احتقارهم وجحد حقوقهم . قال الأحنف بن قيس : عجبت لمن جرى في مجرى البول مرتين كيف يتكبر ؟!
فالشنيق صفاته كثيرة منهاسوء النية والخبث و رد الحق واحتقار الناس و تعمد مخالفة الناس ترفعاً ،التقليل من شأن العلماء ورجال التاريخ والتصدربدون مؤهلات حتى يظن أنه ينجو بكثرة ماله وأنه مغفور له ، ويتخيل أن جميع الخلق له موالٍ وعبيد! .
تقول صحفية خليجية من الدولة الشنيقة صديقتي تعامل غير الخليجييات بمنتهى الاستهزاء والاستخفاف، وكأنهن جاريات اشترتهم من سوق النخاسين ، فتكلمهم بطريقة قبيحة، وتجعل التعامل معهن فكاهة بل وباب عظيم للضحك هي ومن حولها من أفراد العائلة.أما عن الخليجيين تقول عندما يرى جنسية اخرى يبدأ يتفلسف، ويحاول استعراض عضلاته التي لا يستطيع استعراضها في العمل أو في البيت أو حتى بين صحبه، فيتهم الاخرين بالغباء ، ويهددهم بالتسفير، ويبدأ يدخل مداخل الفلسفة والسفسطة، ويستخدم أحباله الصوتية جميعها دون اقتصاد!…هذا نموذج شنيق وشنيقة من الخليج.. .
لذلك لا عجب ان تتهرب الكويت من الرد على الطلب العراقي باسقاط ما تبقى من ديون وهي اربعة مليارات دولار لاعمار الموصل وما نتج عن الحرب على الارهاب من دمار بالمدينة عبر الالتفاف بدعوة الدول الاخرى الى مؤتمر في الكويت لتجميع المنح للعراق !!..
لذلك نتمنى على الدولة الشنيقة مراجعة كل شيء من المناهج الى الاعلام الى طريقة التعامل في البحر والبر والمطارات وعدم اجابة الدعوة بدعوة !!..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استقالة المبعوث الأممي إلى ليبيا، أي تداعيات لها؟| المسائية


.. الاتحاد الأوروبي يقرر فرض عقوبات جديدة على إيران




.. لماذا أجلت إسرائيل ردها على الهجوم الإيراني؟ • فرانس 24


.. مواطن يهاجم رئيسة المفوضية الأوروبية: دماء أطفال غزة على يدك




.. الجيش الإسرائيلي: طائراتنا الحربية أغارت على بنى تحتية ومبان