الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ميرا نايير: سينما الهند في هوليود

محمد عبيدو

2017 / 8 / 7
الادب والفن


ولدت الممثلة و المخرجة والمنتجة ميرا نايير Mira Nair في 15 أكتوبر 1957 في مدينة روركيلا الهند, تلقت تعليمها في جامعة دلهي وثم جامعة هارفارد . حازت عن فيلمها الروائي الطويل الأول «سلام بومباي» جائزة الكاميرا الذهبية بمهرجان كان عام 1988، و رشح الفيلم للأوسكار أحسن فيلم أجنبي. وهو فيلم اعتمدت فيه المخرجة على عدد كبير من الأطفال الذين ليست لهم أي علاقة بالتمثيل ، لذا ، جاءت التجربة مليئة بالصدق والحيوية ، كما جاء مختلفاً عن الأفلام الهندية التجارية التقليدية المليئة بالفواجع والتناقضات ، والمليودراما الفاقعة ، وكما كتب رؤوف توفيق أن المخرجة اعتمدت على شهادات وتجارب أطفال الشوارع المشردين في بومباي ، ثم نفذت الفيلم على الطبيعة وبدون اللجوء إلى الاستوديوهات ، أو إلى الممثلين المحترفين ، حملت الكاميرا ووقفت على الأرصفة وبين الخرابات ، وصناديق القمامة لتنقل الواقع الحي بكل مرارته وصدقه . وقد استفادت فيه من تجاربها السابقة في الفيلم التسجيلي أو (سينما الحقيقة) مثل «بعيدا جداً عن الوطن»، و«كباريه الهند»، حيث تناولت مشاكل الحياة اليومية ومعاناة أطفال الشوارع وتجار الدعارة في بومباي، واعتبر الفيلم مثالاً لسينما العالم الثالث.أما في فيلمها «ميسيبسي مسالا» 1991 بطولة دنزل اشنطن وروشان سيث ،الذي انجزته بعد استقرارها في الولايات المتحدة الأميركية فخصصته لمناقشة التفرقة العنصرية في جنوب الولايات المتحدة من خلال أسرة هندية هاجرت من أوغندا وما دار من صراعات الحب والكراهية في مجتمع مختلط هندي أميركي أفريقي ثم عادت لموضوع التناقض الاجتماعي بين الأجناس «ورهان» مع الكوبيين حول الهجرة إلى أميركا، في فيلم «أسرة بيرنر» الذي لم يحقق نجاح فيلمها الأول.
أما فيلمها الثالث «كاما سوترا» تعرض للمنع من قبل السلطات الهندية لفترة، لما احتواه من مشاهد جنسية وإن كانت تتعلق بأساطير وحكايات هندية تراثية مازالت متجسدة في محتويات بعض المعابد، ثم تحولت في فيلم «بلدي أنا» 1998 إلى جانب آخر هو مرضى الإيدز من خلال تجربة طبيب هندي في بلدة صغيرة في تنيسي، وتضطر إلى أن ترجئ مشروعها الطموح لإخراج فيلم عن حياة بوذا، حيث يستثيرها مشهد مسيرة «الفي» امرأة من مختلف الطبقات والديانات نحو الشاطئ يمارسن الضحك بصوت عال لمدة 40 دقيقة، كل صباح لاعتقادهن في القيمة العلاجية للضحك.
ثم يأتي فيلمها المهم الذي صورته بالديجيتال زفاف مونسون أو «زواج في موسم عاصف» إشارة إلى رياح المنسون العاصفة في الهند وقد حصل على الاسد الذهبي لمهرجان فينيسيا السينمائي و رُشِّحَ أيضًا لجائزة أفضل فيلم أجنبيّ في الكرات الذّهبيّة واختارته مجلة «تايم» كأحد أحسن خمسة أفلام عرضت عام 2002، الفيلم يقدم تغييرا في المنظور الثابت لبنية الفيلم الهندي السائد، ويمثّل استكشافاً سينمائياً لبيئة الطّبقة الوسطى في نيودلهي الّتي مخرجة الفيلم نفسها هي منها. والفيلم الفني بحبكته الدرامية وما يطرحه من قضايا، يحمل أكثر من قصة تتشابك أحداثها، دراما عائليّة مبتهجة قدمت ثقافة ميرا نايير البنجابية ، حيث يتّحد التّقليد القديم و عصريّة دوت-كوم في تناسق فريد و ممتاز كنزول أمطار الرّيح الموسميّة الرّومانسيّ،، ويدور في إطار مجتمع من الطبقة الوسطى حيث يدبر الأب الذي يؤدي دوره نصر الدين شاه لزفاف ابنته الوحيدة نجمة البوب، من مهندس هندي شاب قادم من أميركا و تجتمع عائلة فيرما الممتدّة من أقطاب الأرض لزواج مرتّب في آخر لحظة في نيودلهي وتتداخل مواقف كوميدية طريفة بقصص الحب المختلفة والمواقف المؤلمة والجارحة . هذا الفيلم ممتع جدًّا بسبب لون و حيويّة القصّة و شخصيّاتها، و نبراتها الثّقافيّة المميّزة .
تبرع نايير والكاتب، سبرينا دوان، في تقديم فيلم مشوق متنوع الشخصيات، متدفق الأحداث، يرسم صورة للمجتمع الهندي الحديث والمعاصر بشكل لم نعهده سابقا على الشاشة. يربط القديم و الحديث، الرومانسية و التحررالجنسيّ في دلهي اليوم المعولمة . الكاميرا اليدويّة الخاصّة تضع المشاهد في حياة الشّخصيّات و في الثّقافة البنجابية الخاصّة لناير - قويّة، مادّيةّ و ممتلئة بالحياة . الجمهور ينْدفع في الصّخب الماجن للكباب، الويسكي و موسيقى بوليوود.
منذ البداية تزجنا المخرجة مباشرة في قلب هذا العالم حيث الطبقة المتوسّطة الحديثة للهند، وحيث يختلط أسلوب الحياة الغربيّ و الاتّصالات السّلكيّة واللاسلكيّة بالتّقاليد القديمة، و كلّ الأقارب من كلتا العائلتين، البعض من الأماكن البعيدة مثل أستراليا، يقدمون إلى نيودلهي لحضور العرس . التّرتيبات لمدّة أربعة أيّام ..آمال العائلة، القلق و الأسرار المتحفّظة منذ فترة طويلة تظهر وسط ترتيبات العرس الهستيريّة، و يُقَابل ذلك تقاطعات مونتاجية على دلهي الواقعيّة . حرارة الصيف القاسية تعكس شدّة القلق الداخلي للشخصيات بينما تتوقّع المدينة سيل الأمطار الباردة وعندما يجيء المطر، السّيل المطهّر يجلب الرّومانسيّة، الاعتراف و التّحرير .
بشكل قاس ومؤلم أعمال عنف العائلة القديمة تعود للطّفو،أب العروسة لليت فيرما ( 50 ) و زوجته بيمي ( 45 )، قد تحمّلوا تقلّبات زواج تقليديّ نوعاً ما لسنوات ، بينما تعدّ ابنتهم للزّواج و الاستقلال عن البيت، يمدّون إلى بعضهم البعض مرّة أخرى، محاولة إيجاد الرّاحة العميقة في التّاريخ الّذي قد تقاسموه .
العروسة، أديتي ( فاسندارا داس ) في حالة إحباط من علاقة غراميّة مجهضة مع رئيسها السّابق المتزوج منتج التلفزيون، توافق على زواج هيمانت ( 32 )، المهندس المقيم في هيوستن بأمريكا، أديتي تعود لزيارة عشيقها قبل العرس بيوم واحد، وتلقي مستقبلها في الاضطراب فهي لا تعرف أن زيارتها في هذه السّاعة المتأخّرة - ستغيّر حياتها للأبد ..
الفيلم أيضاً يتضمّن عدّة حبكات فرعيّة وحكايات اخرى لشخصيات مشبعة بالقهر والاسى . نائب جمهوريّ عن ولاية أيوا ( شيفالي شيتي) ابنة عم العروسة، قد اعتدي عليها وهي صغيرة من قبل صديق عجوز للعائلة موثوق و تتدخّل لمنعه من الاعتداء على فتاة صغيرة أخرى في العائلة . مقاول العرس بي . كيه . دبي ( فيجاي راز ) يحبّ خادمة العائلة، اليس (تيلوتاما شوم ) أخت العروسة، عايشة، أصغر قريبة في سنّ الزّواج للعروسة، تغازل راهول القريب الّذي قد عاد توًّا من ملبورن .
و الاحتفالات ستتعرض للكثير من الأخطار لتصل إلى النهاية السّعيدة للعرس، كثير من الموسيقى و حتّى رومانسيّة جديدة لدبي متعهد تنظيم العرس مع اليس الخادمة .
يكمن نجاح هذا الفيلم في تكامل مفرداته السينمائية التي بدت مترابطة ، فهناك السيناريو المتقن حتى في ما يتعلق بالتفاصيل الصغيرة، ساهمت الكاميرا الساحرة كثيراً في الإفصاح عن أجوائه النفسية والحسية واللونية إلى حد كبير وبجمالية اقرب ما تكون إلى روح الغناء، وهناك المونتاج الدقيق والاداء الساحر للممثلين . زفاف مونسون فيلم ممتع ومشغول بحرفية بصرية لافتة بقوة تعبيرها وبجرأتها و يستحق التقدير الذي حظي به.
يأخذنا فيلم ” سوق الغرور ” المأخوذ عن رواية للكاتب البريطاني ويليام ناكراي إلى القرن التاسع عشر وفي لندن بالتحديد ليسلط الأضواء على بيكي شارب (ريس ويذرسبون) التي تتمنى أن تترك حياة الفقر والتشرد اللتان تعيشهما وتتسلق السلم الاجتماعي مهما كان الثمن, ولأجل تحقيق غايتها تصادق اميليا(رومولا غاري) ابنة التاجر الثري, وتحصل عن طريقها على عمل لدى اللورد(بوب هاسكينز) كمربية للأطفال حيث تلتقي هناك بألايس(جايمس بيورفوي) والذي يساعدها على تحقيق ما تتمناه.
وفي فيلم” تشابه أسماء ” عام 2006 تؤكد المخرجة ميرا ناير مرة أخرى أنها أفضل من يعالج مواضيع الهجرة والغربة بمنتهى التعمق والأحاسيس المرهفة.
فيلم "اميليا " قدمته ميرا ناير للسينما العالمية وهو بطولة هيلاري سوانك وريتشارد جير والنجم البريطاني ايون ماكجريجير.. يتناول حياة رائدة الطيران الأمريكية في العشرينات اميليا ايرهارت التي كانت حديث الصحف في تلك الفترة واعلن عن اختفائها في أثناء رحلتها بالطائرة حول العالم عام 1937 عندما فقد أثرها قبل نهاية الرحلة وأثناء طيرانها فوق المحيط الهادي. لقد كانت اميليا ايرهارت مثالا للتمرد علي النمط التقليدي للمرأة فقد كانت تمثل اختراقا لمجال احتكره الرجال في بدايته, هذا علي الجانب الاجتماعي أما علي الجانب الشخصي فملابسها وشكلها كانا مخالفين للشكل التقليدي للمرأة الأمريكية في تلك الفترة وربما لأنها عرفت للجمهور من خلال الصحافة بملابس الطيران الذكورية. و أكد الفيلم شخصيتها القوية وعقليتها المغامرة من خلال عدد من المشاهد .
في تعليق حول فيلمها "الأصولي المتردد"، أعلنت ميرا نايير أنّ: "والدي ولد ونشأ بمدينة لاهور قبل التقسيم ما بين الهند وباكستان. وقد راودتني فكرة صناعة فيلم معاصر عن باكستان، خاصة في هذا الوقت الذي يشهد شقاقاً يزداد يوماً بعد يوم ما بين الإسلاميين والغرب. بالنسبة لي كان من المهم جدا الحصول على شريك يشاطرني الأفكار ويؤمن بأهمية هذه القصة وقدرتها على إحداث التغيير. ولقد قدمت المؤسسة كل الدعم المطلوب منذ البداية وإنها لهبة حقيقية أن أحظى بالحرية الإبداعية للقيام بفيلم سياسي ذي أبعاد متعددة في مثل هذا الوقت". وفي اخر افلامها "ملكة كاتوي" تستلهم قصة بطلة الشطرنج الاوغندية فيونا موتسي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أول ظهور للفنان أحمد عبد العزيز مع شاب ذوى الهمم صاحب واقعة


.. منهم رانيا يوسف وناهد السباعي.. أفلام من قلب غزة تُبــ ــكي




.. اومرحبا يعيد إحياء الموروث الموسيقي الصحراوي بحلة معاصرة


.. فيلم -شقو- بطولة عمرو يوسف يحصد 916 ألف جنيه آخر ليلة عرض با




.. شراكة أميركية جزائرية لتعليم اللغة الإنجليزية