الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عفوا ..السقوط : سقوط نظام لاسقوط دولة !

حسين عبد المعبود

2017 / 8 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


عفوًا .. السقوط : سقوط نظام لا سقوط دولة !
نعيش بروبجندة إعلامية كاذبة لصناعة ما يسمى : فوبيا إسقاط الدولة ،وهي في الحقيقة خوفا من سقوط النظام ، لا سقوط الدولة ، لأننا لا نعرف دولة بلا نظام ، وأداء النظام المتردي هو الذي يؤدي إلى ذبوله ويقوده إلى السقوط ، ليحل محله نظام أخر ، فالدول باقية والنظم متغيرة ،وسقوط النظام يقال عنه كذبا وافتراءً سقوط الدولة .
والتعريف الاصطلاحي للدولة : بأنها شعب مستقر على إقليم معين ، وخاضع لسلطة سياسية معينة .
وهناك كثير من النظريات لتعريف الدولة أشهرها :
النظرية الأولى تقول : أن الدولة هي النظام القانوني الذي يربط فئات المجتمع المختلفة ترابطا سياسيا .
والنظرية الثانية تقول : أن الدولة هي القوة العليا التي تملكها طبقة معينة تدير شئون الحكم .
والنظرية الثالثة تقول : أن الدولة تنظيم يساعد المجتمع على تحقيق أهدافه العامة .
أي أن لفظ الدولة يستخدم للدلالة على الحكومة أو النظام ، لا للدلالة على الشعب والإقليم ، وقد جاء في كلام الجاحظ ما يؤيد هذا الكلام بقوله : ( وقد يجب أن نذكر بعض ما انتهى إلينا من كلام خلفائنا ولد العباس ، ولو أن دولتهم عجمية خرسانية ، ودولة بني مروان عربية أعربية ) . ففي هذا النص نجد الجاحظ يستعمل لفظ الدولة بمعنى الحكومة أو النظام السياسي .
والسوابق التاريخية جميعها تثبت أن السقوط .. سقوط نظام الحكم ، لا سقوط الدولة ، فسقوط الدولة الأموية يعني سقوط حكم بني أمية ، وسقوط الدولة العباسية يعني سقوط حكم بني العباس ، وسقوط الدولة الفاطمية يعني سقوط حكم الفاطميين ، وذلك ينطبق تماما على الدولة الأيوبية ، ودولة المماليك ، والدولة العثمانية ، وكل الممالك التي زالت .
فالسقوط سقوط نظام ، لا سقوط دولة ، صحيح أن هناك دول محترمة ودول فاشلة ، ولكن ذلك يرجع للسلطة أو النظام القائم وقدرته على الإنجاز وفق خطة متكاملة ، ناتجة عن رؤية مجتمعية شاملة ، لا عن عشوائية فنكوشية ، كما يرجع إلى موقف النظام من الفساد ، والحريات .
ومن طبيعة النظم الفاشية والاستبدادية صناعة عدو وهمي وتسويقه إعلاميا بأنه : عدو كل إصلاح ، وأس كل فساد ، ورأس كل رزيلة ، تغطية للفشل السياسي والاقتصادي ، وتبريرا للقمع والاستبداد وتكبيل الحريات .
فعندما يروج إعلام العار لفوبيا إسقاط الدولة فاعلم جيدا أن ذلك ما يملى عليهم من حكام يخشون من فقد السلطة وزوال السلطان ، وسقوط النظام الذي يحميهم من المحاكمات ، وإعلام العار يقوم بدور كاذب الزفة للتشهير والتبرير .
وخوفا على النظام من السقوط يضللون ويزعمون : أن هناك مخطط لإسقاط الدولة ، وذلك يعني : الفوضى ، والإجرام ، والبلاء ، وقطاع الطرق ، ولا مؤسسات ، ولا دواوين ، ونسوا أن ذلك من مسئوليات النظام وصميم التزاماته ، فهو الذي يدير شئون الدولة ، ويجب عليه رعاية المصالح ، وتوفيرالأمن والأمان : بالعدل الاجتماعي ، وإطلاق الحريات ، والفصل بين السلطات ، وسيادة القانون . بذلك ينجو النظام من السقوط ، ولا نضطر للكذب ونقول عن سقوط النظام أنه سقوط الدولة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حزب الله اللبناني يوسع عملياته داخل إسرائيل ويستهدف قواعد عس


.. حزب الله يعلن استهداف -مقر قيادة لواء غولاني- الإسرائيلي شما




.. تونس.. شبان ضحايا لوعود وهمية للعمل في السوق الأوروبية


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية.. وطلاب معهد




.. #الأوروبيون يستفزون #بوتين.. فكيف سيرد وأين قد يدور النزال ا