الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفيليون ,البحث عن الهوية والدور المتوقع ج2

سعيد ياسين موسى

2017 / 8 / 10
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


من المهم جدا بعد العرض في الجزء الاول ضمن سلسلة قصيرة من المقالات لمعالجة الوضع الكوردي الفيلي ,طبعا استلمت ردود مشجعة من المتابعين والمهتمين كي استمر في طرح ما اراه كناشط مدني في ادارة الحكم والحكم الرشيد بالاضافة الى جانب حقوق الانسان كما لست طرفا في الحراك السياسي الان ومستقبلا وانا زاهد فيها لصالح الشباب ولبناء جيل جديد كأمل للمستقبل,ولكن لتقديم المشورة لاصحاب القرار والمتصدين لا اكثر.
اولا علينا الالتفات ان الكورد الفيلون لهم خصوصية ولذلك أطرح صيغة مكون اجتماعي لهذه الخصوصية ,فالقاطنين في وسط وجنوب العراق هم مكون لهم خصوصيتهم القومية في وسط اجتماعي عربي ,وفي كردستان لهم خصوصية دينية مذهبية في وسط قومي كوردي,كما من الملح الالتفات الى وجودهم التاريخي على طول تاريخ العراق قبل الميلاد ولهم ممالكهم المستقلة في شرق دجلة كشعب اصيل,اي بمعنى من الضرورة الملحة ان يكون لهم وجود قانوني يدافع ويرعى خصوصيتهم وفق القانون والتعاهدات الدولية ومن يمثلهم في مؤسسات وهيئات الدولة,لازالة اثار جريمة الابادة الجماعية الجينو سايد بحقهم والحقوق المترتبة على الدولة.
قبل سقوط الظام الدكتاتوري,كان للفيليون اسهامات مباشرة وواضحة في الحركة الوطنية العراقية وبكل الاتجاهات القومية والدينية واليسارية ,بل وصل الامر الى ان يكونوا مؤسسين وداعمين اساسيين لهذه الاتجاهات لما يتمعون به من وسطية والتزام وتنوير فكري تعددي وحرية في الاختيار ,مما يجعلهم من المستهدفين كأقلية (حايط نصيص) لضرب جميع الاتجاهات والحركات والاحزاب السياسية ,ومنذ ثورة العشرين والى اليوم تعرضوا الى جريمة التهجير والتهميش والقتل ,وتنبه لهم ادارات الحكم المتتابعة اليهم بعد ترشيح احد رجالاتهم الى كرسي عرش العراق بعد ثورة العشرين.
بعد سقوط الدكتاتورية تنفس الفيليون الصعداء, املا في وطن ودولة تنصفهم,وانخرطوا في العملية السياسية بكل قوة وايضا مع العديد من الاتجاهات السياسية الا فريق واحد نزلوا في قائمة واحدة بشكل مستقل وهي قائمة الائتلاف الفيلي الموحد ,دون اللجوء الى الاحزاب السياسية الاخرى ,ولم تفلح هذه القائمة الانتخابية من تجاوز العتبة الانتخابية,كما نال الفيليون ولدورتين على حقيبة الهجرة والمهجرين ,كما قبلها مقاعد في الجمعية الوطنية ومجلس النواب ,باسماء اتجاهات سياسية مختلفة ومتنوعة مع الاعلان عن هويتهم الفيلية بشكل واضح ولكن دون استثمار التعاطف السياسي والمجتمعي بشكل ممنهج واقتصرت على عدد من الوظائف لكبار الموظفين والسفراء ضمن حصة الاحزاب الفائزة وفق النظام المحصصاتي السائد وهذه الاحزاب مشكورة لموافقهم هذه,وايضا كانت من الفرص الذهبية لعرض نزاهتهم ومقدرتهم ومهنيتهم وكفاءتهم المشهودة,ولكن دون اعتماد حق التمثيل المستقل ,وكانت هنا الاخفاقة الكبيرة.
كما اود الاشارة ان الفيليون انخرطوا في قوائم شيعية وكوردية كبيرة في الانتخابات السابقة 2009,2014,ولكن دون نتيجة تذكر الا في تجيير الاصوات لهذه القوائم الكبيرة,وعلى القارئ ان يتوقف للحظة لمراجعة الفترة السابقة ,ويضع تحليله الشخصي ويقوم بممارسة مسؤوليته كمواطن وكفيلي.
الان ما العمل ,من الضرورات الملحة بعد اربعة عشر سنة من سقوط الدكتاتورية والتصدي لبناء النظام الديمقراطي الاتحادي مغيب فيها رسميا الكورد الفيليون,الا بتمثيل مقعد واحد في مجلس محافظة بغداد ومثله في مجلس محافظة واسط.
بعد الحرب القاسية على الارهاب الداعشي المجرم ,هل ستبقى نفس طبيعة ادارة الحكم ,ام تتم المراجعة العلمية للفترة السابقة واحقاق الحقوق لبناء دولة المواطنة ,ومؤكد حسب الاشارات السياسية بالانحياز واضح لدولة المواطنة ,هنا اين الاقلية الفيلية وحقوهم في دولة المواطنة واليات ازالة اثار جريمة الابادة الجماعية ,ولكن المخرجات لحد الان لا اتلمس شيئ يذكر سوى الخطابات الرنانة ,فها هو قانون انتخابات مجالس المحافظات دون تغيير يذكر سوى الاستقواء بقاسم انتخابي ظالم في احتساب الاصوات والاقتصار على نفس المقعدين اليتيمين في بغداد وواسط,ولازلة اثار التهميش ارجو مراعة ورقتي التي طرحتها سابقا,وارى ان مجلس النواب سيكون كما هو.
أمام الاتجاهات السياسية المختلفة في الوسط الفيلي ان يوحدوا ارادتهم في كيان تنسيقي يتمثل فيه جميع الاطراف السياسية والعشائرية والاجتماعية والمهنية من اكاديميون ,داخل وخارج العراق ويتوجهوا للمجتمع والوسط السياسي بمشروع واحد ويقدموا انفسهم بشكل مستقل ,ليكونوا محل اهتمام وتلبية لمتطلباتهم الملحة لازالة اثار الظلم والتهميش والنسيان,والله تعالى الموفق.
بغداد في 10/8/2017
سعيد ياسين موسى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اضطرابات في حركة الطيران بفرنسا مع إلغاء نحو 60 بالمئة من ال


.. -قصة غريبة-.. مدمن يشتكي للشرطة في الكويت، ما السبب؟




.. الذكرى 109 للإبادة الأرمينية: أرمن لبنان.. بين الحفاظ على ال


.. ماذا حدث مع طالبة لبنانية شاركت في مظاهرات بجامعة كولومبيا ا




.. الاتحاد الأوروبي يطالب بتحقيق بشأن المقابر الجماعية في مستشف