الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ام سوادي ... مذكرات مدينة

حازم فرحان

2017 / 8 / 10
الادب والفن


حين تشرق شمس الصباح على وجه مدينتي الديوانية الجميلة فتعانق خيوطها الذهبية حقول الأرز وحدائق الاعناب واشجار النخيل وتطل على الأنهار ومسطحات المياه العذبة قادتني مخيلتي الى شخصية دائما مااتذكرها واتذكر ارتفاع صيحاتها و صراخها على المارة حينما يغيضونها ببعض العبارات النابية انها ام سوادي .
ام سوادي امراة عرفت قديما وهي واحدة من أهالي مدينة الديوانية هذه المراة التي كنا كثيرا مانسمع ضجيج صوتها قرب جسر الديوانية المقابل لسوق التجار مركز المحافظة حين تثار بكلمات يعرفها الأكثر قربا منها فيطلقون كلمة ( سوادي باع العرصة ) لتستشيط غضبا وترمق المارة بنظرات حادة فيرتفع صوت معاناتها وصرخاتها مدافعة بكل شراسة نافية تلك الاقاويل الكاذبة فسوادي لايمكن ان يبيع العرصة لانها تعبت في تربيته ولايمكن ان يكون ضمن قائمة الفاسدين الذين عاثوا في الأرض فسادا .
فيضحك كل من حولها بسب حرقة قلبها الذي كان جل همه العيش بسلام هي وسوادي ليستظلوا معا بكل محبة ووئام .
كان نهر الفرات هو الشاهد الأول على معاناتها او لربما شاركها همها هو الاخر لانه كان يسمع هدير صوتها ويشعر مدى حزنها والامها التي كانت تعرض امام تدفق جريانه كل يوم ام سوادي كانت تحلم الحصول على قطعة ارض لكن مبتغاها لم يشا له ان يتحقق قال لي ماجد البصري صاحب مكتبة ماجد العلمية انها موظفة في بلدية الديوانية كانت تعيش هي وزوجها فقط ولربما سبب معانتها وفاة اختها التي كانت تحبها بجنون قد تكون هي سبب صدمة ام سوادي "
كانت ام سوادي ترغب كثيرا ان تعيش بسلام وتنعم بخيرات وطنها حرة كريمة قبل ان يوافيها الاجل كان صوتها يخاطب الشرفاء وأصحاب المبادئ والذين لديهم قرار لكن اغلبهم لم يشعروا بها ولم يعيروها أي اهتمام بل ظلت محطة يقف عندها الجميع لترتسم البسمة على شفاههم ليس الا او ذكرى اليمة من ذكريات مدينة فارقتها ام سوادي دون عودة لتحصل على مبتغاها الذي لم تستطع بلوغه في عالم اصبح فيه البقاء للاقوى وليس لام سوادي او اشباهها .
لكن موضع البحث والتحري لم يقف عند هذا الحد بل استمر البحث في قضية نصب على جانب الجسر الاخر المجاور لجسر ام سوادي وهو عبارة عن نصب لامراة تصب الماء في اوعية فخارية يطلق عليها سكان مدينة الديوانية ام سوادي أيضا .
وقد اخبرني الفنان حسن الفؤادي ان هذا النصب هو للفنان رمزي كاظم رحمه الله وقد اطلق عليه اسم الملاية ( ملاية الماء ) والأهالي يسمونه ام سوادي خطأ فلاعلاقة له بها"
امنية في النفس لااظن انها تتحقق ففي عالمنا اليوم تتكرر كثيرا حالة ام سوادي أتمنى ان يبنى دار كبير يضم حدائق واماكن ترفيهية لامثال ام سوادي ومعالجة من يمكن علاجه وعدهم تركهم رهينة الأرصفة والطرقات حتى يفارقوا الحياة أتمنى ان تردع قصة ام سوادي أصحاب الضمائر الميتة او تردع اطماعهم او تعالج انسانيتهم الميتة التي ماعاد ينفع فيها أي علاج .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد


.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه




.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما


.. فنان بولندي يعيد تصميم إعلانات لشركات تدعم إسرائيل لنصرة غزة




.. أكشن ولا كوميدي والست النكدية ولا اللي دمها تقيل؟.. ردود غير