الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السياسيون والملاذات غير الامنة

جواد البياتي

2017 / 8 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


السياسيون والملاذات غير الآمنة
المشهد السياسي في العراق يبدو كوميديا هذه الايام ، فالكل يتربص بالكل والكل يمارس لعبة الشطرنج السياسي مع الاخرين ليبعد اكبر عدد من العقبات او ما يعرف بالعبوات السياسية عن طريقه من اجل الفوز بمقعد وفير يطلق من خلاله صوته النشاز ، مدعيا الدفاع عن الناس وحقوقهم .
ان هؤلاء يدركون ان لا قيمة لهم اصلا بين الناس وربما حتى بين اهلهم وعشيرتهم ، فمنهم الاقطاعي المنحدر من سلالة القهر الذي كانت تمارسه تلك العائلة على فلاحي الوسط والجنوب ، او ينزلق من مشيخة كاذبة تمارس سلطتها على الفقراء والبسطاء والفلاحين تحت دعوى الدفاع عنهم في الحالات التي يتطلبها الموقف ، وبعضهم وهم الاغلب ممن لا زالوا يقتاتون على اشنات حكاياتهم الروزخونية لحدث اسطوري تاريخي مفترض مر على عشيرته او احد ابنائها .
هذا مختزل التاريخ المفترض لمن يريد اقتحام السياسة والبرلمان والوزارة وما تحمله لهم من امنيات تحقيق طموحاتهم ومبتغاهم في مجتمع مثل مجتمعنا لا ينظر الى الشخص الاّ من خلال منصبه ونفوذه ، وبالتالي هو الرابح في كل الحالات. وقبل ان يأتي موعد الانتخابات بفرعيها " مجالس المحافظات و النيابية " اذعن مجلس النواب لمناقشة تعديل النظام الانتخابي بعد الاعتراضات السياسية والشعبية عليه ، والذي جعل الكثير من الكتل و الاحزاب الصغيرة طعما لذيذا تتغذى به الكتل الكبيرة وتفوز بكل الاشواط
. سانت ليغو ، نظام انتخابي اعتمد المبادئ الرياضية في حسابات النتائج ، يحاول البرلمانيون اليوم التوصل الى صيغة تضمن حقوق الكتل غير الدينية في النتائج الانتخابية دون ان تذهب اصوات ناخبيها لتعزيز فوز الكتل الكبيرة ، فالحديث والجدال داخل قبة البرلمان على ( 1.9) وبوينت 7 و 5 ووووو ماهي سوى فذلكات لا يفهمها البسطاء ، ولكنه صراع حقيقي من اجل الفوز بالقطعة الاكبر من " كيكة المولد للبرلمان الجديد " .
انتهت الآن فترة الركود السياسي التي تمدد فيها النواب بجنسيهم الذكوري والانثوي وتغريداتهم الكريهة التي يبك كل منهم فيها على ليلاه الميتة منذ مئات السنين ، واستيقظوا الان على صوت مطرقة رئيس البرلمان معلنة مناقشة سانت ليغو بعد ان عجزوا عن التحرش بالمفوضية وزحزحتها ، وان تأجيل مناقشة النظام الانتخابي القديم عدة مرات لا يعني سوى الصراع على المكاسب التي يبتغيها الكبار من تفاصيل هذا النظام ، وان اي تغيير في هذا النظام سيعرضها للخطر ، ولذلك بادرت لسلوك جادة الانشطارات او دعوة بعض " الامعات " لتأسيس احزاب مدارية تلتئم معها في نتائج الانتخابات وحسابات الدمج النهائية .
ومع كل مايمنحه الدستور والحياة الديمقراطية الجديدة لمثل هذه الممارسات السياسية ، يلاحظ ان هؤلاء السياسيون يحاولون البحث عن ملاذات آمنة لضمان النجاح السياسي حتى ولو كان ذلك وفق مبدأ الواسطة في تبرير الهدف الذي جاء به الفلورنسي دي ماكيافيلي صاحب ما سمي بالتنظير الواقعي قبل اكثر من 500 عام ، لكن ذلك لم يمنع في حالة الفشل ان يحمل حقيبته ناشدا الرحيل بعيدا ، مع يقينه ان ليس له ملاذ آمن في مكان كانت تحيط به الاجهزة المدرعة كخدمات وظائفية عليا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من هي نعمت شفيق؟ ولماذا اتهمت بتأجيج الأوضاع في الجامعات الأ


.. لماذا تحارب الدول التطبيق الأكثر فرفشة وشبابًا؟ | ببساطة مع




.. سهرات ومعارض ثقافية.. المدينة القديمة في طرابلس الليبية تعود


.. لبنان وإسرائيل.. نقطة اللاعودة؟ | #الظهيرة




.. الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف بنى تحتية لحزب الله جنوبي لبنا