الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النبي العربي والتجربة الدانماركية

أديب حسن محمد

2006 / 2 / 9
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بعض النقاط التي لا بد من وضعها على الحروف حول التجربة الدانماركية بعد كل هذا اللغط والهستيريا التي اجتاحت العالم
ـ يجب في البداية التنويه إلى خطأ هذه الإساءات المقصودة إلى الرموز الدينية التي تثير البلبلة وتجرح معتقدات الملايين من الناس
وهي دعوة مفتوحة إلى نوع من الحرية المنضبطة فإذا كانوا في الغرب يحفظون حقوق الشواذ والمثليين فلا أقل من أن يحافظوا على كرامة أتباع دين معين.
ـ في محاولة لفهم ردود الأفعال غير المنضبطة في الشارع الإسلامي نجد أنها في مجملها ردود فعل عاطفية
تفتقد إلى أدنى درجات التعقل والحلم الذي ميز عمالقة الإسلام في فجره،
ويكفي أن يدرك المؤمنون إن كان لهم في رسول الله أسوة حسنة أن يتذكروا حادثة الطائف
وهي نقطة مفصلية في سيرة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم..
.وملخصها أنه ضاق ذرعاً بعناد أهل مكة فقرر أن يتوجه بدعوته الجديدة إلى أهل الطائف
وهناك سلط عليه أهلها غلمانهم وصبيانهم ليرشقوه بالحجارة كما يفعلون مع المعتوهين والمجانين
حتى شج رأس النبي وأدميت قدمه الشريفة،وعندها التجأ إلى حائط بستان وهو ينزف ويلملم جراحاته
فنزل عليه جبريل ومعه ملك الجبال وقال له :يا محمد لو شئت لأطبقت الأخشبين(أي الجبلين الذين يحيطان بالطائف)على أهلها..
فماذا كان جواب الرسول صلى الله عليه وسلم؟؟
هل قال:نعم ياجبريل أطبق عليها الجبلين وسأستمتع بمنظر القتلى وهم يئنون؟؟
أم قال:انتقم لي منهم يا جبريل لقد ضربوني وأدموني وسبوني؟؟
لم يقل هذا ولم يقل ذاك بل قال:لا يا جبريل..فربما خرج من أصلابهم شخص يوحّد الله!!
هذا هو رسول الله نبي الرحمة الذي قال عن نفسه :إنما بعثت رحمة للعالمين،
ولم يقل أنه بعث لذبح العالمين ونحرهم على شاشات الفضائيات،
ولم يقل أنه بعث لحرق الكنائس وترويع عباد الله الآمنين.
ـ يسترعي الانتباه تعامل بعض وسائل الإعلام العربية بطابع عنصري مع المسألة
وكأنهم يحتكرون الرسول لأنفسهم فيكررون في كل نشرة أخبار:
ردأً على الإساءة إلى النبي العربي،ودفاعاً عن النبي العربي،واحتجاجاً على نشر رسوم مسيئة للنبي العربي..!!
فهل كان النبي حكراً للعرب..!!
وهل كانت رسالته رسالة قومية شوفينية حتى يتباكى عليها النازيون القومجيون تجار الشعارات وبيّاعي القيم والمبادئ الذين لا يعرفون من الدين سوى إلهاء الناس عن دمائهم المسروقة وكدهم المستباح جهاراً نهاراً وتحت شعارات براقة خادعة.
ـ ولنا في النهاية أن نتساءل هل هذه هي الرسالة التي أدمي من أجلها محمد صلى الله عليه وسلم ؟؟
هل بُعِثَ ليتمم مكارم الأخلاق،أم ليزرع الرعب والقتل والتدمير في أنحاء المعمورة؟؟
وأخيراً وليس آخراً :أليس هو القائل لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى والعمل الصالح.
فهل ما يجري اليوم هو من الأعمال الصالحة؟؟
أم من الأعمال التي تستغل اسم النبي الكريم لتمرر عفونتها ونياتها الدكتاتورية الخبيثة تحت يافطة الدفاع عن الرسول ..
هذا الرسول الذي كان يقول لصاحبه وجموع المشركين على بعد خطوة من قتلهما:
لا تحزن إن الله معنا..!!
ومن كان الله معه لا يستطيع رسام أحمق أن يهز من مكانته قيد أنملة.
ــــــــــــــــــــــــ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت


.. #shorts - Baqarah-53




.. عرب ويهود ينددون بتصدير الأسلحة لإسرائيل في مظاهرات بلندن


.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص




.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح