الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الذاكرة السياسية الحلقة الخامسة

محمد أحمد الزعبي

2017 / 8 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


بعد أن تم نشرالحلقات الأربع التي أجراها معي الأخ طاهربركة في برنامج " الذاكرة السياسية " في موقع " العربية " ، قام بعض الإخوة من بعثيي حركة 23 شباط 1966 ، بتوجيه نقد (أعتبره من جهتي ليس موضوعياً) لي بسبب ماأوردته في بعض هذه الحلقات من الوقائع التي تتعلق ببعض " الرفاق " في هذه الحركة . وأجد الآن أن من حقهم علي أن أوضح بعض النقاط التي كانت موضع نقدهم لما ورد في هذه الحلقات ، بما هم أصدقاء ، وبما أن بعضهم قد قضى مايزيد على العقدين في سجون حافظ الأسد ، وبما أنهم مجموعة من المناضلين الشرفاء ، وبالتالي فمن غير العدل ومن غير الصحيح تجاهل موقفهم وما كتبوه .

1. لابد من الإشارة بداية ، الى أن من حق صاحب أية قناعة أن يدافع عن قناعته ، ومن الطبيعي هنا أن تتضارب القناعات ، ولكن البعد الخلقي لابد أن يكون حاضرا هنا ، وأن يكون هو الفيصل بين هذه القناعات المتباينة . إن مقولة أن الخلاف في الرأي يجب ألاّيفسد للود قضية ، يجب تكون دائمة الحضور في مسألة اختلاف القناعات ، ولا سيما الأيديولوجية منها . ومن جهتي فما زلت أرى فيمن انتقدني أخا وصديقا ورفيقا سواء أكان نقده محقا أوغير محق .
2. إذا كان من حق الإخوة عليّ أن لاأقول مايمس بعض شهداء حركة 23 شباط 1966 ممن قتلهم حافظ داخل سجن المزة العسكري وخارجه ، بعد أن قضوا في سجنه قرابة ربع القرن ( وخاصة الرفيقن نور الدين الأتاسي وصلاح جديد ) ، فجوابي لهم هو أن حقهم هذا يجب ألا يكون لا عندي ولا عندهم على حساب الوطن الذي جعله أدعياء اليسار ( حافظ وبشار ) مسرحا لكل ما ومن هب ودب ، ولا على حساب شهداء حماة 1982، ولا على حساب المليون شهيد والعشرة ملايين مهجر الذين قتلهم وهجرهم الإبن الوريث لوزير الدفاع صاحب البلاغ 66 الذي ماتزال آثاره في هضبة الجولان تفقأ العيون . ولا أيضاً على حسلب من قتلتهم مخابرات القوى الجوية عام 1969 .
إن الإختلاف اللاحق لهزيمة 1967 مع حافظالاسد ( والذي أعرف أبعاده وأسبابه) لايلغي حقيقة آن حافظ كان الابن الشرعي لحركة 23 شباط 1966 ، والاب الشرعي لبشار الأسد الذي نرى بأم أعيننا ماذا فعل ويفعل هو وشركاؤه في الجريمة ، ببلدنا العزيز سوريا بشراً وحجراً،هذه الأيام ، ومع الأسف فما يزال هذا المجرم الطائفي ( بشار حافظ الأسد ) يختبئ خلف حركة ٢٣ شباط وخلف مقولة اليمين واليسار"المبتدعة" في الحزب (والتي طاب لبعض" الرفاق " ركوبها ) حتى يومنا هذا . نعم إنه في أحزاب الدنيا كلها يوجد يمين ويسار ووسط ، ويوجد قناعات مختلفة ومتباينة داخل هذه الأحزاب ، ولكن الاستعانة بالدبابة والطائرة والمدفع على العزل من الرفاق المدنيين ، كان هو الفخ المختلف الذي أوقعنا فيه حافظ الأسد جميعا ، والذي مازالت سوريا إن لم أقل الأمة العربية كلها ، نحصد نتائجه المؤلمة والمؤسفة حتى هذه الساعة .
3. لقد أشرت في مطلع الحلقة الأولى من " الذاكرة السياسية " ، إلى أن عاملي الزمان ( العمر الثمانيني ، والبعد الزمني عن الأحداث والوقائع الذي يصل إلى مايزيد عن الأربعة عقود) والمكان ( مغادرتي سوريا في ٢٩/١٠/١٩٧٤ بصورة نهائية ) يسمحان لي بالقول ، أنني فيما سآتي على ذكره من وقائع و أحداث ، يمكن أن أخطئ ، ويمكن أن أنسى ( ولاسيما في التواريخ والتفاصيل الصغيرة ) ، ولكنني لايمكن بحال ان أكذب . إن من يعرف ( محمدالصغير/ أبو عقلين) جيدا يعرف آنه مصاب بمرض الصدق الذي أحمد الله عليه وأتمنى عدم الشفاء منه .
4. لقد ذكرت في إحدى حلقات " الذاكرة السياسية " أن المرحومين عبد الكريم الجندي ومحمد عيد عشاوي قد اقتراحا على المرحوم صلاح جديد ( ابو أسامة ) الإستعانة بخبرة الضباط القدامى في معركة هضبة الجولان ، ولكن إجابة المرحوم صلاح جديد كانت أن أي ملازم أول في الجيش يعرف أكثر من هؤلاء عسكريا .
إنني أعترف هنا أنه كان علي أن أضيف ، بعد أن ذكرت تلك المعلومة كشاهد عيان ، إمكانية أن يكون اللواء صلاح جديد محقا في هذه المسألة ، وذلك من حيث أن يكون البعد الزمني لهؤلاء الضباط القدامى عن الممارسة العسكرية ، قد أضعف فعلاً معلوماتهم العسكرية بصورة كبيرة ، بغض النظر عن معرفتهم الأكيدة بمداخل ومخارج هضبة الجولان ، ربما أكثر من ذلك الملازم الأول الذي أشار إليه المرحوم الرفيق صلاح جديد .
هذا مع العلم أن المرحوم " أبو أسامة " كان من أبرز ضحايا المجرم حافظ الأسد ، وهو من بين من ارتفع حافظ بداية على أكتافهم ولاحقاً على جماجمهم ، وصولا إلى حركته التضليلية وبالتالي إلى ديكتاتور سوريا الأوحد عام 1970 .
5. فيما يخص المرحوم الدكتور نور الدين الأتاسي ، علمت من متابعتي للصراع الًذي كان دائرا بين القيادة القطرية لحركة 23 شباط ، ووزير الدفاع حافظ الأسد بعد هزيمة 1967، أن مجموعة من الضباط الحزبيين قد زاروا الدكتور نور الدين الآتاسي في بيته بعد قرار المؤتمر القطري لحركة 23 شباط بتنحية حافظ الآسد من وزارة الدفاع ، وطلبوا منه ، التعاون مع حافظ الأسد ، ولكنه وبّخهم ، وأبلغهم أن عليهم هم أيضاً أن يلتزموا بقرار المؤتمر القطري للحزب بتنحية حافظ الأسد من وزارة الدفاع .
أعترف هنا أيضاً ، أنه كان علي أن آذكر هذه المعلومة التي رواها لي أحد الأصدقاء الثقاة ، عن الرفيق نور الدين الأتاسي والذي هو أبرزضحايا المجرم الكبير حافظ الأسد ، إلى جانب المرحومين اللوائين صلاح جديد ومحمد عمران . فليرحمهم الله جميعاً .
6. لقد بعث لي أحدهم بالورقة التي كتبها بعض " الرفاق " رداً على بعض ماأوردته عن بعض من ذكرتهم في الحلقات الأربع التي نشرها موقع العربية قبيل بداية شهر رمضان المبارك لهذا العام . وبالرغم من أنني لم أقرأالورقة جيداً ، فقد علمت من هنا وهناك مضمونها . إن جوابي الوحيد على ماأورده هؤلاء الرفاق في ورقتهم هو أنه من حقهم بل من واجبهم الدفاع عن قناعاتهم ( أعني هنا حركة 23 شباط 1966 )، وهو أمر أراه صحيحاً ، غير أني أسمح لنفسي ، وأرجو أن يكون مسموحاً لي من قبل هؤلاء الرفاق أيضا أن أقول : إن ماورد في ورقتكم حولي وحول ماورد في حلقات " الذاكرة السياسية " الأربع ، أيها " الرفاق " الأعزاء ، كان أقله صواباً وأغلبه قد جانب الصواب . فليسامحكم الله على أية حال .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تقارير عن ضربة إسرائيلية ضد إيران وغموض حول التفاصيل | الأخب


.. إيران وإسرائيل .. توتر ثم تصعيد-محسوب- • فرانس 24 / FRANCE 2




.. بعد هجوم أصفهان: هل انتهت جولة -المواجهة المباشرة- الحالية ب


.. لحظة الهجوم الإسرائيلي داخل إيران.. فيديو يظهر ما حدث قرب قا




.. نار بين #إيران و #إسرائيل..فهل تزود #واشنطن إسرائيل بالقنبلة