الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوافدة الصامتة / قصة قصيرة

عبد المجيد طعام

2017 / 8 / 18
الادب والفن


فشلنا في ثوراتنا الاجتماعية لأننا لم نعترف بعد بجدوى التربية الجنسية....آن الأوان.
الدخول إلى حي "اللمبا" بعد غروب الشمس مغامرة حقيقية لأن الظلام يفرض عنفه...بحي "اللمبا" أضحت الشموع عملة التبادل اليومي عوض الدرهم وبجانبه الشرقي استقرت " الخربة" ، منزل طيني مهجور يتحول نهارا إلى فضاء للعب الأطفال أما ليلا فيمسي ملكا للمخمورين و المحششين.
في صباح يوم أغبر دخلت الحي وافدة جديدة استقرت "بالخربة" فأشتعل فتيل الرغبة في الأجساد العطاش.. وقت الظهيرة و الشمس حارقة مارس المراهقون أمام أنظار الأطفال شبقا متكررا عنيفا على الوافدة الصامتة ... كان الغروب إيذانا بانسحاب كل الأطفال و المراهقين ليَخْلُوَ المكان للمخمورين و المحششين .. كانوا يحملون معهم شموعهم و كؤوسهم لقضاء ليلة حمراء تدور فيها كؤوس الخمر و لفائف الحشيش و الجنس الكثيف .
بعد أن لعبت الخمر بعقليهما قال "بوشلاغم" لنديمه:" من أين أتت هذه الجميلة ؟...لقد فتنتني بعينيها..لازالت صغيرة ..أتظن أنها قادرة على الحمل ؟ يجب أن نحتاط...." سرعان ما غابت الحيطة و تداول عليها كل المخمورين و المحششين إلى أن أنهكهم الخمر و الجنس و التعب فاتجهت الوافدة الصامتة إلى ركن من أركان الخربة و خلدت إلى نوم شقي...
استبد العشق بالجميع و استمر اسبوعا كاملا إلى أن أصابها الهزال و ذبل بريق عينيها....في اليوم الثامن ضج الحي من جديد و اعترض الأطفال و المراهقون و المخمورون و المحششون طريق رجل غريب كان يجر الوافدة الصامتة بعد أن لف على عنقها حبلا . وقف أمامه " بوشلاغم" و بنبرة غاضبة صاح في وجهه:" أين أنت ذاهب بها ؟ إنها لنا ...ألفناها و ألفتنا.." فرد الغريب قائلا :" هذه الجحشة ملكي ..منذ أن تاهت عن الإصطبل رفضت أمها أن تجر العربة ...فضاع رزقي ...أرجوكم أتركوني أعود بالجحشة إلى أمها." على مضض انفض جزء من الجمع تاركا مسلكا ضيقا مر عبره الرجل الغريب فقاد الجحشة خارج الحي تاركا الرغبات الجنسية معلقة إلى حين وصول وافدة جديدة قد تدخل " الخربة" يوم ما.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال


.. االموت يغيب الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81




.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد


.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه




.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما