الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بوح في جدليات – 27 - بعضُ خواطري -6.

نضال الربضي

2017 / 8 / 20
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


بوح في جدليات – 27 - بعضُ خواطري -6.

17
جُنون ٌ ما في الطبيعة ِ البشرية. ثمّـَـة َ قُوَّة ٌ عمياء في قاع ِ الوعي الإنساني، تركة ٌ و ميراث من الحيوان ِ السلف الذي يعيش في الجينات و يجري في الدم. سلاسة ٌ غريبة يمضي فيها الفعل ُ غير ُ المُحتكِم ِ إلى العقل حتى يبلغ تمامه، ثم يعقبُهُ فجأة ً ذُعر ٌ شديد، حين يستيقظ ُ العقل على وعي الاحتساب الذي يفرضُه الفعل. بين السلاسة ِ و الذُّعر يكمنُ مفتاحُ فهم الإنسان.

من السلاسة نتعلَّمُ انسجام الإنسان مع فعله، على اعتبار نشوئه عن الطبيعة، نتاجا ً مباشرا ً منها و تمثيلا ً لها. من الذُّعر نتعلم أن الأحكام و القوانين و الأخلاق هي نتاجٌ عن العقل البشري الذي يتعارضُ مع الطبيعة، حتى مع كونه هو نتاجا ً بيولوجيا ً لها. هنا علينا أن نتوقف مليَّـاً لنفحصَ كيفَ يُمكن ُ أن ينتجَ شئ ٌ ثانٍ عن شئ ٍ أوَّل، بحيث يعارُض الثاني الأوَّل. هل هذا مُمكن؟

إن َّ الفحص الدقيق لأحكام العقل على الأفعال التلقائية، و إدراك تعارضها مع تلك الأفعال سيقودنا بالضرورة لإدراك المقدرة العقلية على اتخاذ الأحكام (و في هذا انسجام ٌ مع الطبيعة كون تلك المقدرة ناشئة عن صفة الوعي الدماغية)، ثم لإدراك أن تلك الأحكام في جوهرها ما هي إلا تلبية لمنفعة ٍ ما (حفظ نظام مجتمع، حفظ تماسك مجموعة، استدامة عقيدة، استدامة أيديولوجيا، التمكين لمجموعة بشرية حتى لو كانت عدوَّة ً لصاحب الحكم أو مُتحكِّمة ً به)،،،

،،، هي (أي المنفعة) في حدِّ ذاتها مُنسجمة مع غريزة البقاء لشخص أو مجموعة.

ننظر ُ هنا إذا ً و بكل ِّ اطمئنان إلى انسجام ٍ للبشريِّ مع عقله و حيوانيته بتصالح ٍ غريب، أشبه بخليط وعي لا معادلة رياضية أو تجربة كيميائية لاتحاد عناصر و جُزئيات.

يا تُرى هل نستطيعُ في غمرة ٍ من اندفاعِ عقل ٍ يريدُ أن يلجم العاطفة أو الاندفاع اللاشعوي (على تعارضهما شكلا ً و التقائهما مضموناً) أن نرى امتلاكا ً كاملا ً للإنسان العاقل من قِبلِ إرادة ٍ ما، للمضيِّ في طريق ٍ مرسوم بعناية، و بحسب ِ مُخطَّط ٍ دقيقٍ للوصول إلى أهداف ٍ على مراحل، يتمثَّلُ في نهايتها الإنسان ككائنٍ سامٍ فوق الغريزة التي يُتركُ لها فقط و ضمن ضوابط َ لا على إطلاقها أمورٌ كالأكل و الشرب ِ و المُتعةِ و التكاثر؟

إن َّ الوهم الذي ابتناه النظام الأخلاقي العام، و الذي يُراد له أن يرسم للفرد و المجموعة حياة ً أخلاقية ً ما، تضمنُ للقائمين عليهما (أي الفرد و المجموعة) سيطرة ً تحفظ النظام و القانون، و تستديم سيادتهم (أي القائمين) على قطعان ٍ منهكمة بالمأكل و المشرب و الملبس و المحيا، لسوف يقودنا بالضرورة إلى أن نعتقد بوجود: الحرِّية ِ المُطلقة و المسؤولية ِ التَّامة، عن الأفعال، و بالتالي لننطلق َ نحو الإدانة ِ الضميرية ثم القانونية للجُناة بكل ِّ ثقة ٍ و راحة ٍ و اندفاع، على اعتبارِ استحقاقِهم لما ينتج ُ عن أفعالهم من أنواع ِ العقاب ِ و الإقصاء.

هذا الضمير الذي تمَّ اختراعُه، تحديدا ً من أجل إبرازِ: جُناة، هو الأداة القاتمة التي ما فتـِـئَـت تنخرُ في عقول ُ أفراد القطيع لكي تمنع عنهم أي َّ انفتاح ٍ على مقدرتهم العقلية التي كانت ستقرعُ بشدَّة ٍ طالبة ً حقَّها في تحديد ِ ما هو صائبٌ لها بحسب طبيعتها البشرية، و بحسب ِ ما تُحسُّ أنها قادرة عليه، بل وواجب ٌ عليها، من جهة ِ أنَّهُ حقُّها بالولادة، بالطبيعة، بالجينات، بالإنسانية، بما هو ماهيَّتُها،،،

،،، لكن قبل أن يتمَّ تغريبُها لصالح منظومةِ: ضمير *.

18
معادلة التشويه الأعظم للوعي:
منظومة أخلاق و قوانين + طاعة تامة + لا تساؤل = إنسان فاضل + رضى إلهي + حياة أبدية في ملكوت و جِنان.


19
صناعة الإنسان الواعي **:
عين فاحصة جريئة + يد مُفكِّكة + إرادة اقتدار = الإنسان الأعلى.

20
"سمعتُ صوتك َ في الجنَّة فخشيت، لأني عريانٌ فاختبأت"
(آدم التوراني يبرر اختباءه من الرب، للرب، سفر التكوين الفصل الثالث الآية: 10)

بدايةُ الموت ِ الإنساني، في الإحساس بالذنب و العار، حين انكشاف ِ الحقيقة أمام عينيه، و استسلامِه إلى حتمية الاختباء من المفارق الألهي كوسيلة لرفض الواقع و العيش ضمن منظومة أحكام مُفارقة و مُتعارضة بالضرورة مع طبيعته. الاختباء من الُعري، بعد انكشافه، هو إصرارُ عين ِ البصيرة على إغلاق ِ جفنها عن الضوء بعد صعودها من الكهف المُظلم إلى الحديقة الجميلة. العُريُّ هنا هو عار، يُتَّخذ كحكم و مُبرِّر للاختباء عن الواقع، في حيلة ٍ تسلكُ بحسبها النفس تجعل ُ من الواقع (العُريِّ) سببا ً ضد َّ قبول ِ نفسه، لأنَّها لا تستطيع ُ أن تتعامل مع الغمرِ العارمِ لانكشاف ِ الحقيقة، و استحقاقاتها على منظومة القيم و الأحكام ِ الموروثة.

غيابُ الكبرياء الإنساني، انعدامُ قبول ِ الذات، عدمية ُ الاعتزاز ِ بالإمكانِ العام، الجهلُ بالمستطاع ِ الأعظم للكينونة البشرية، الهربُ من استحقاق ِ تفاعُل ِ الجندرين، تضيِعُ زخم ِ فعل المعرفة للجندرين، الهروبُ من مسؤولية الانكشاف، الجُبن أمام َ ذُعرِ الانكشاف ِ المبدئي و الهربُ منه بإلقاء ِ المسؤولية على الجندر الآخر،،،

،،، بواعثٌ للفشل المُتجسِّد في الجملة الآدمية: "المرأة ُ التي جعلتها معي هي أعطتني من الشجرة ِ فأكلت" (سفر التكوين ف 3 آ 12)

الخوف من الأصالة ِ الأنثوية، الرضوخُ المذعور لإرادة الرجل، فقدانُ مُستحقَّات الانكشاف، تتمثَّلُ في تنكُّر ِ المرأة ِ لإنجازها، و انتكاسها نحو الطبيعة ِ البشرية على مستواها البوهيمي الغريزي في شكل الحيَّة، نسمعُ هنا صدى انهزامها أمام شريكها الخائفِ "الحيَّـة غرَّتني فأكلت" (سفر التكوين ف 3 آ 13)

أنهزامُ الرجل و المرأة أمام نفسيهما، و خوف ُ كل ٍّ منهما من استتباعات فعل ِ المعرفة، كان لا بُدَّ أن يأتي بالنتيجة ِ الحتمية التي ردَّد الإله التوراني لعنتها عليهما: "بعرق جبينك تأكل خبزك حتى تعود إلى الأرض التي أُخذت منها"(سفر التكوين ف 3 آ 19)


الخوف منعهما من الأكل من شجرة الحياة التي كانت في ذات ِ البُستان و قريبة ً من شجرة ِ المعرفة، و إلا كانا سيحييان ِ للأبد (أية 22)، و كان الرب ُّ التوراتي سيُفسحُ لهما مكانا ً على مائدته راضيا ً أو ساخطا ً يرضى حينما يُسقط في يده، أو كانا سيهجرانه ليعيشا دون الاعتماد عليه.

اسأل نفسك: إذا شاهدت نفسك َ عارياً هل ستركضُ لتختبئ؟ أم ستأكلُ من شجرة ِ الحياة؟

----------------------------------
* يُراجع في موضوع الضمير كتاب: في جنيالوجيا الأخلاق، لفريدريك نيتشه، الترجمة العربية: فتحي المسكيني، مراجعة: محمد محجوب، منشورات دار سناترا – المركز الوطني للترجمة - تونس، للعام 2010، نسخة إلكترونية:
http://www.sooqukaz.com/index.php/فكر-وفلسفـة/الفلسفة-الغربية/نيتشه/4271-نيتشه-في-جنيالوجيا-الأخلاق/download


** روح و مُلخَّص فكر نيتشه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أعظم عمل في التاريخ: وقوع آدم وحواء في الخطيئة
ليندا كبرييل ( 2017 / 8 / 21 - 09:18 )
الأستاذ نضال الربضي المحترم

بعد التحية والسلام، وانحناءة للعقل الفلسفي
أقول
بفضل أمي حواء بدأ التاريخ
شكرا لأشجع عمل في التاريخ بدأتْه امرأة

لو لم تدفع أبي آدم لأكل التفاحة لما أضافت شيئا إلى نفسها ولما بدأ التاريخ

أثبت الاثنان حضورهما البديع عندما نزعا إلى عصيان أمر الله وتمتّعا بأكل تفاحة من شجرة المعرفة
فكسرا حاجز الخوف وأصبحا عارفين الخير والشر
وإلا كانا سيحييان في جنة مملة لوحدهما،نازلين بالأكل والشرب من خيرات الفردوس؛ لا من عمار ولا اختراع ولا مشاركات مع الآخر ولا شيطان المعرفة
ولا يتردد في أنحاء الجنة سوى صوتهما يكرران نفس الكلام ببلاهة، إذ أن العقل سابح في الجهل، وسيسمعان أناشيد ملائكية مهما كانت بديعة فلن ترتقي إلى ما فعله أحفاد آدم وحواء من موزارت وبيتهوفن ...

ما أحلى الخطيئة،بعدها تلد المعرفة والحضور
وما أحلى العري، بعده يدرك الإنسان معنى الحياة

عاش الاثنان في سلاسة الجهل والاستلاب إلى أن صدمتهما لحظة الذعر فدار السؤال في ذهنهما وولّد القانون والأحكام

أحفادهما، زرعوا العالم بأشجار الحياة
صحيح أن هناك من يزرع الشر،لكن النصر لا يُكتَب إلا للخير

تفضل التقدير والاحترام


2 - الفاضل المتفضل نضال الربضي
عبد الرضا حمد جاسم ( 2017 / 8 / 21 - 18:07 )
محبة تعرفها و سلام
اشعر انك تقدم شيء هنا.اتمنى ان يشاركني هذا الشعور ولو البعض
اعتقد انك تقدم عُصارة بوضوح ودقة ورقة.لكن كما تعلم من يتذوق ذلك قلة...معذورين لاسباب ربما انت كنت يوماً منها
تقول عزيزي
ننظر ُهنا إذا ًوبكل ِّ اطمئنان إلى انسجام ٍ للبشريِّ مع عقله وحيوانيته بتصالح ٍغريب، أشبه بخليط وعي لا معادلة رياضية أوتجربة كيميائية لاتحاد عناصروجُزئيات.أنتهى
اعتقد انه صراع حاد مطمور تطفح منه بهجة الشعور بالانتصار غيرالواضح
فلا تصالح انما كبت و رياء يخاف ان يُعلن عنه كلٍ منا
تطرقت في هامشها الى نيتشه...هنا لي رأي اواضب عليه ويأسرني وهو ان نيتشه ومن سبقة انبياء اواوصياء اواسوياء اومعوقين قالوا ما قالوا ومن بعده من فلاسفة واصحاب وغيرهم مضوا.قالوا ومضوا ولم اجد رغم قلة قرأتي لهم ولغيرهم ان احد منهم قال ان تنقلوا عني اشيروا اليَّ
قالوا ومضوا ان اقتنعنا بعبارة منهم اصبحت ملك لنا لا نحتاج الى موافقتهم.عليه لم يكن نيتشه وغيره ممن سبقوك وسبقوني افضل منك.عليه اتمنى ان نغادرهذا الضعف وعدم الثقة
لم اجد ممن يكتب في الغرب من يشير الى ما نشير اليه عندما-نستعير-
فلنكف عن ذلك اتمنى ذلك لطفاً
شكراً


3 - الاخ نضال الربضي المحترم
وليد يوسف عطو ( 2017 / 8 / 21 - 18:26 )
اسعدت مساء اخي نضال

احببت ان اطل عليك طلة مسائية

هنالك في الانسان صراع بين الغرائز الحيوانية البدائية المحفورة في جيناته وبين العقلانية..

الاخلاق صناعة بشرية

الاخلاق موجودة قبل الدين

بدون الدين هنالطك الاخلاق

الانسان انتقل من عري الافكار الى تغطية العقل والجسد معا

نلتقيك على ىصباحات اجمل ..

تقبل وافر مودتي ..


4 - العزيزة ليندا كبرييل
نضال الربضي ( 2017 / 8 / 21 - 18:39 )
تحية مسائية طيبة كاتبتنا الجميلة!

تعليقُك ِِ مُتَّسق مع فهم الطبيعة البشرية و مُتطلباتها التي تحجب ُ فهمّها المنظومة الدينية المفارقة للإنسان و الأرض و اللحظة.

من حواء َ و آدم نفهم الإنسان، من كليهما نعود ُ إلى أُصولنا لنستطيع أن نرتقي في الوعي إلى أقصى الممكن، إلى أعظم المُستطاع.

الخطيئة شئ اخترعوه ليقتلوا الإنسان بداخلنا.

إن ما في داخلنا لما يفوق في عطائه كل ما يستطيع ُ المفارق ُ أن يُقدِّمه،،،

،،، نحن الفن، الأدب، العلوم، الاختراعات، التعاون، الانسجام الإنساني، الارتقاء الأخلاقي،،،

،،، نحنُ كل ُّ شئ!

أحيِّك ِ فتقبلي الاحترام و المودَّة!


5 - الاخ عبد الرضا حمد جاسم المحترم
وليد يوسف عطو ( 2017 / 8 / 21 - 18:40 )
اتمنى ان تكون بخير اخي ابوعلي في هذه الطلة المسائية

يكتب عالم النفس الاجتماعي غوستاف لوبون ان الغرائز الحيوانية للانسان تظهر عند الانقلابات الكبرى في التاريخ عن طريق القطيع الذي يفقد عقلانيته ويتجه لاعمال العنف والقتل والتخريب والسرقة

عند غضب الانسان في لحظة معينة يفقد اتزانه وعقلانيته وتنبعث الغرائز الحيوانية لديه ..ختاما سلامي من خلالك ومن خلال الاخ نضال الربضي الى العزيزة ليندا ولكل المعلقات والمعلقين الاعزاء...

دمتم بخير دوما ..


6 - العزيز عبد الرضا حمد جاسم - 1
نضال الربضي ( 2017 / 8 / 21 - 18:48 )
نحية الأخوة و الصداقة و المودة أيها الشاعر المُرهف!

نقاط ٌ مهمَّة أثرتها في تعليقك الثري فاسمح لي بالتالي:

- بالنَّظر إلى إشاراتي إلى نيتشه أو غيره فهي تخدم أغراضا ً عدة: أولها أنني أزرع في القارئ بسلاسة و دون إملاء ٍ مباشر قيم: الاعتراف بفضل من يقدمون الفكر ليكون هو أو تكون هي يوما ً ما ممن يقدمون محتوى ً يشيرون به إلى مصدرهم لنبني في النهاية منظومة ً مُتكاملة علمانية ً علمية،،،

،،، و ثانيها أنني أصدق القرَّاء في نسبة الفضل لأهله حين ينبغي،،،

،،، و ثالثها: أنني أقدم لهم نموذجا ً عما يجب أن يكون عليه الإنسان من حيث ُ حرِّية التفكير و الانطلاق حرَّا ً، و ذلك عندما يلاحظ القارئ الكريم كيف أقتبس بحرِّية حين أريد، و كيف أعلِّق برأي الخاص و رؤيتي الشخصية، و هما الغالبتان على مقالاتي حيث أن ما أكتب ليس ما كتب نيتشه أو ما قدم إنما ما أرى بنفسي و إن كنت أستفيد مما كتب و غيره و قدم و قدموا،،،

،،، لا بد َّ و أنك تلاحظ حين تشرفني بالقراءة أنني أُعطي عصارة فكري أنا و قيمي التي أستمدها من نفسي (متأثرا ً بنيتشه لا كمعلم لكن كمصدر، و لا كنموذج لكن كسابق في منظومة الفكر، لا كمقدس لكن كمفكر)

يتبع


7 - العزيز عبد الرضا حمد جاسم -2
نضال الربضي ( 2017 / 8 / 21 - 18:52 )
تابع

- أنا ممن يأخذون من كل ِّ شئ ٍ أجمله، و أحسنه، و لا أتحرّّج ُ من اقتباس مفكر أو فيلسوف أو آية توراتية أو إنجيلية أو قرآنية حينما أرى في ذلك قيمة إيجابية تقدِّم جمالاً و خيرا ً ما على أي درجة سواء ً صغيرة أو كبيرة.

- أتمنى أن يرى القراء ما تقول من جهة أنني أقدم عصارة ً جديدة، مفيدة، و أؤيدك في أنني قد أكون فيما مضى ساهمت ُ من غير قصد في ابتعاد بعض القراء عن مقالاتي، لكن أليس ذلك يا صديقي الجميل قانون الحياة: الديناميكية و الجدلية، اللذان ينضج من خلالهما الإنسان لما هو أفضل؟

أتمنى أن تتفضل علي بمزيد ٍ من الإيضاح عن بعض تلك المواقف، و سأعمل ُ على إصلاح ما ذهب قدر المستطاع.

تقبل المودَّة و الاحترام!


8 - العزيز وليد يوسف عطو
نضال الربضي ( 2017 / 8 / 21 - 18:57 )
تحية ً مسائية جميلة يا صديقي الباحث المُجدّ!

أسعدني حضورك الجميل، و مقالك الأخير، و عودتكَ الطيبة، و إن كنتُ قلقا ً لما أخبرتنا عنه من موضوع المشاكل الصحية، أرجو أن تكون بخير، و أن تطمئننا دوما ً عنكم، و ألا تنقطع عنا أبداً، فأنا من محبيك و قرّآئك!

عودا ً على ما تفضلت به من موضوع الأخلاق و أسبقيتها على الدين، أقول أنني أؤيد ما ذهبت َ إليه، فالإنسان الأول استقى أخلاقه من بيئته و محيطه و ما ينفعه، و لذلك أشير دائما ً و بكل وضوح أن الأخلاق نسبية لا ثابتة، و مُستحدثة باستمرار لا صنمية جامدة، و أن الإنسان قادر على العطاء و الإنتاج و استدامة تطوير منظومته الإنسانية بنفسه، إنه: إله نفسه و شيطانُ نفسه!

مودتي و احترامي!


9 - تحية طيبة
عبد الرضا حمد جاسم ( 2017 / 8 / 21 - 21:39 )
عن ادم
ولو خارج عن الموضوع فاعتذر لكن ربما فيه ما فيه عن ثورة آدم
ربما اطلع البعض عليه سابقاً
...................
باللهجة العامية العراقية

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=233212


10 - تحليل صحيح
نضال الربضي ( 2017 / 8 / 22 - 06:53 )
العزيز عبد الرضا حمد جاسم،

يوما ً طيبا ً أتمناه لك في بداية هذا النهار!

تحليلك صحيح 100%
صار آدم حُرَّا ً
صار أبا البشر

ما فائدةُ جنَّة ٍ بعبودية، بلجام، تُساق للمسرات سوقا ً كبهيمة ٍ زينوا حظيرتها فصارت بستاناً.

الحظيرة حظيرة و البهيمة بهيمة، و لا كرامة َ إلا بالحرية.

دمت بود!


11 - الاستاذ الفاضل نضال الربضي
عبد الرضا حمد جاسم ( 2017 / 8 / 22 - 08:50 )
محبة و سلام
ما تكرمت به في ردودك ت6وت7...مقنع جداً في موضوع الاستعارة...شكرا لك في ذلك و عليه.
لكن
نحن اليوم في عالم و في جزءه الذي لم يقرأ منذ زمان طويل
لو تسأل جيل هذه البقعة عن اسماء من كان في الحكم في مصر مثلاً منذ تموز 1952 او لو سألته عن الحكام او المتميزين فلسفياً او ادبياً من السوريين او الاردنيين...لا يعرف ان يقول شيء
انا مثلك في حيرة بين ما يُراد و ما تريد او نُريد
انت تضيف و تُقدم و لك في ذلك فضل حتى لو تَّنَّضد في الارشيف الذي اكيد سيستفيد منه من يبحث...
.........................
ماذا يا عزيزي عن العامة...عن الشباب الاعم الاغلب...عماد القادم الذي لا يسير على هدي او خارطة طريق هو يختارها بحرية او ثقة او امل
...............
اعتقد الحال مرعب...الى اين المسير ؟ لا اعرف
لا مناهج تدريس و لا امان اجتماعي و لا تخطيط ولا و لا و لا
.......................
اكرر الشكر لك و اشاركك الحيرة التي استشفها من بعض ما اقرأ لك سواء في سطور ما اقرأ او بينها
دمتم بتمام العافية


12 - العزيز عبد الرضا حمد جاسم
نضال الربضي ( 2017 / 8 / 22 - 13:48 )
أهلا ً بك يا صديقي!

أقرأُ في تعليقك َ الألم و الخوف و الحيرة أمام حال شبابنا، و غفلتهم، و ضياع طاقاتهم، و انسداد الأفق عن الحلول،،،

،،، هو ذات موقفي بالضبط.

لكن الحياة لا تعرفنا و لا ترتبط بألمنا أو خوفنا أو حيرتنا، أو اشتياقنا أو سعينا لما هو أفضل لشبابنا،،،

،،، تعرفُ الحياة ُ فقط طبيعتها و نفسها و قوانينها، و بالتالي علينا نحنُ أن ننسجم َ معها.

لذلك أقول ُ بكل الحزن و الألم و الحيرة و الأسف و خيبة الأمل: أن مُعطيات الواقع تشهدُ أننا لن نلتحق بركب الحضارة و لن نشارك في الإنجاز الحضاري و لن نرتقي إلى مستوى أعلى من الوعي،،،

،،، لكن سنتردى أكثر و أكثر في تلك الهوَّة السحيقة للتعصب و الجهل و التفكير الخرافي السحري المُعادي للحياة و التطور و الإبداع و الحرية.

ما زلت أردد بكل وضوح:

- ما نكتبه هنا يصلح للتوعية الفردية لمن لديه الاستعداد و الرغبة.

- لكن ما نحتاجه لتغير المجموع العام هو قرار سياسي، و بغيره لا علمانية و لا تغير (و عندها تصبح العودة لما نكتبه مفيدة كتأسيس للمنهج العلماني الجديد الذي سيعم).

ما نكتبه سيؤتي ثمره، و لو بعد مئات السنين، و كفى بذلك َ دافعاً!

دمت بودٍّ!

اخر الافلام

.. مصادر: مقتل مسؤول في منظومة الدفاع الجوي لحزب الله بغارة إسر


.. قبيل عيد الفصح.. إسرائيل بحالة تأهب قصوى على جميع الجبهات| #




.. مؤتمر صحفي لوزيري خارجية مصر وإيرلندا| #عاجل


.. محمود يزبك: نتنياهو يفهم بأن إنهاء الحرب بشروط حماس فشل شخصي




.. لقاء الأسير المحرر مفيد العباسي بطفله وعائلته ببلدة سلوان جن