الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إنهم يقتلون البشر.

جعفر المهاجر

2017 / 8 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


إرتكب وحوش العصر المجرمون الدواعش مجزرة مروعة أخرى من مجازرهم الكثيرة ضد الجنس البشري. وهذه المرة في مدينة برشلونة التأريخية الإسبانية. تلك المجزرة البشعة التي أدت إلى إزهاق أرواح خمسة عشر إنسانا بريئا وجرح حوالي مئة من المارة الأبرياء الذين ينتمون إلى عدة جنسيات .وفيهم من يعاني من إصابات خطرة . وبعد تنفيذ المجزرة أصدر القتلة المتوحشون الظلاميون بيانهم الضلالي المخزي وتباهوا به كعادتهم وذكروا فيه بأنهم قاموا بـ (غزوة من غزوات الإسلام التي قام بها جنود الدولة الإسلامية ضد دول التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الذي يتصدى للجهاديين في العراق وسوريا. )
فيالمصيبة الإسلام الذي ينطق به هؤلاء الأوغاد الأرجاس الذين يوجهون سهامهم الحاقدة له لتشويه معانيه الإنسانية بعد أن تفننوا في قتل البشر الأبرياء بهذه الطرق الوحشية الوضيعة التي تأنفها حتى الحيوانات المتوحشة، وآخرها مباغتة الأبرياء في الشوارع ودهسهم بواسطة العجلات. وأقل مايقال عن بيانات القتل التي يتباهون بها بأنها بيانات الجبن والسقوط والخزي والعار والظلام التي تنطلق من نفوسهم المظلمة الحاقدة على البشر. وبهذه الأساليب الوحشية يعمقون رفض العالم المتمدن لهمجيتهم النكراء والتي غالبا ما تؤدي إلى توجيه أصابع الإتهام ضد الغالبية العظمى من المسلمين الذين يتبرأون منها ويدينونها بأشد عبارات الإستنكار والإستهجان.
لقد كان لتلك الجريمة وقعا مؤلما على نفوس ملياري مسلم في شتى أنحاء العالم وعلى رأسهم المنظمات الإسلامية في أمريكا والغرب . نتيجة لما تفعله هذه الفئة الضالة المعبأة بأبشع الأفكار الظلامية بعد أن ألصقت نفسها بالإسلام ظلما وعدوانا.
ولطالما كرر كاتب هذا المقال في مقالات سابقة إن هؤلاء الأوباش قد تسببوا في كره الملايين من شعوب دول الغرب لمئات الآلاف من المسلمين المسالمين الذين اندمجوا في تلك ألمجتمعات وانخرطوا في مجالات ألعمل ويساهمون بعملية التقدم الحضاري والتكنولوجي في دول الغرب، ويدفعون الضرائب كمواطنين في هذه الدول بعد أن تركوا أوطانهم مرغمين نتيجة لسوء الحكام. لكن كل ذلك لم يشفع لهم بحيث إن كل مسلم في هذه الدول أصبح متهما بالإرهاب. وهم اليوم يعانون من مصاعب جمة حتى الحجاب في نظر الغالبية العظمى من شعوب أوربا صار = الإرهاب، وأدى إلى صعود الأحزاب اليمينية المتطرفة على حساب قوى اليسار الرافضة للعنصرية والتمييز العرقي .وعلى سبيل المثال أنا وزوجتي في السبعينات من أعمارنا من الذين فرضت عليهم الغربة فرضا لانسلم من نظرات الشك والريبة التي تحاصرنا في كل مكان نحل به. وحين نسافر إلى أوطانناعسى أن نقضي ماتبقى من أعمارنا في ترابها نصطدم بعقبات كثيرة إحداها عدم توفر الأدوية التي نحتاجها. وهناك العديد من أبنائنا ومعارفنا يحتفظون بقصص كثيرة عن معاناتهم في دول الغرب لايسمح المجال بتدوينها.
ومن حق أي إنسان عاقل ينتمي إلى عالم البشرية الحضاري أن يتساءل من هي الجهات التي تعبئ عقول هؤلاء الشباب بهذه الأفكار السوداء وتدعمهم ليقوموا بجرائمهم ؟ وما هي الغاية من قتل مجموعة من البشر الأبرياء بين آونة وأخرى ؟ وإلى متى ستقف الحكومات الغربية بما تملك من خبرات أمنية متقدمة عاجزة عن كشف هؤلاء المجرمين قبل إرتكاب جرائمهم.؟
وكشخص متابع للأحداث والواقع المر في أوطاننا العربية أملك شيئا من الحقائق التي تعصف بها ولها علاقة وثيقة بما يحدث والباقي أتركه للخبراء.
لقد وصلت نسب الفقر والبطالة بين سكان الوطن العربي حدا مخيفا ونتيجة لهذه الحالة أخذت تفرخ المئات من الإرهابيين لآنشغال حكامها بملذاتهم ووضع الأرصدة في البنوك الأجنبية. وتهيئة أبنائهم للحكم من بعدهم. وصراعاتهم مع بعضهم ،وبث الفتن الطائفية بين شعوب المنطقة لحرفها عما تعانيه من حرمان واعتبار مناصبهم من أقدس مقدساتهم التي تؤكدها المقولة المعروفة (الإمارة ولو على حجاره ) وتسخير الأموال الطائلة التي ينتزعونها من حقوق شعوبهم عليهم لمد الإرهابيين بالأسلحة من أجل تغيير نظم الحكم التي لاتتوافق مع توجهاتهم. وإهمالهم لشرائح الشباب الذين يعانون من شتى المشاكل الإجتماعية، وأشدها الضياع، وموت الأمل في أرواحهم حيث يدفعهم هذا الضياع إلى الرغبة في الإنتقام من بني جنسهم داخل الوطن. وقد ترسخت القناعة لديهم إنهم أخذوا يشعرون تماما بمستفبلهم المظلم الذي ينتظرهم في بلدانهم فأخذوا يبحثون عن متنفس لهم في دول اللجوء، ووقع البعض منهم ضحية في شراك رؤوس المنظمات الإرهابية التي تعمل بنشاط وتدفعهم إلى ارتكاب هذه الجرائم بعد عملية غسيل الدماغ التي يتعرضون لها، من خلال الحديث عن جنة النعيم والحور العين اللواتي ينتظرنهم على أحر من الجمر. وهذا أحد الأسباب الرئيسية الذي يدفع هؤلاء الشباب لقتل أنفسهم مع بني جنسهم. وهناك سبب آخر مهم أيضا هو الضخ الطائفي والعنصري للعديد من وسائل الإعلام العربية التابعة لهؤلاء الحكام واستضافتها لقادة الإرهابيين ، والتباهي بهم وإطلاق صفة (الثوار)عليهم، وهم يهددون العالم بالويل والثبور وعظائم الأمور من خلال شاشاتها ويعتبرون ذلك (جهادا في سبيل الله ) ومحاربة (دول الكفر) ورغم إن هذه الفضائيات المعروفة قد خففت من لهجتها بعد الأزمة الخليجية التي عصفت بها وأدت إلى أن يفضح الأخوة الأعداء بعضهم بعد التستر عليها لفترة طويلة. ولم يتخذ المجتمع الدولي أي إجراء ضد هذه الفضائيات المعروفة ومنها من تبث برامجها من دول الغرب .
وهناك الوعاظ الشياطين الجاهزين للرقص في بلاطات الملوك والأمراء ،وإصدار الفتاوى الضلالية وفق الطلب. وإطلاق الخطب الشيطانية في المساجد عن ضرورة محاربة (اليهود والنصارى) وهم أتباع ديانتين سماويتين. لكنهم لايذكرون الكيان الصهيوني بسوء أبدا. وتسايرخطبهم نخب معروفة بإثارتها للفتن الطائفية على مدار الساعة ، وتعتبر الحرب على الإرهاب في العراق وسوريا بأنها (حرب على أهل السنة ) ويطلق أفرادها على الدواعش إسم (تنظيم الدولة الإسلامية) التي نتجت عن ( تهميش أهل السنة والجماعة ) من قبل (الشيعة الروافض) ويتجاهلون تماما جرائم داعش الفضيعة بحق أهل السنة ومن أبرزها إنتهاك الأعراض، وبيع النساء في سوق النخاسة . وهذا الأمر لم يعد يستفزهم لأن محاربة الشيعة أهم من ذلك بكثير . وقد كتب أحد هؤلاء الطائفيين الناعقين في الفضائيات على صفحته قي تويتر بعد ارتكاب الجريمة (أتمنى أن لايكون الفاعل مسلما) وأقول له صح النوم . إن هذا ومن على شاكلته هم دواعش السياسة بامتياز، ويحاولون خداع أكبر عدد من المغرر بهم وتلويث أفكارهم . ولا ننسى ازدواجية أمريكا والغرب في محاربة هذا التنظيم فهم لايبغون القضاء عليه في العراق بل يسعون إلى تقليم أظافره فقط ليبقى محدود الفعالية، وتقتصر جرائمه على المنطقة لإشغالها بهذه الحروب خدمة للكيان الصهيوني الذي يسعى لإخضاع المنطقة لهيمنته. واعتقدوا إنهم بهذا الأسلوب إن شره سيبقى محصورا داخل المنطقة العربية. وقد أثبتت الأحداث خطأ إستراتيجيتهم بغضهم الطرف عن الدول التي دعمت الإرهاب فكريا ومولته ماديا، وجلبت بفتاوى شياطينها آلاف القطعان الإرهابية وعلى رأس هذه الدول المملكة السعودية وإمارة قطر.
وحصارهم للدولة السورية التي هي على الخط الأول لمحاربة الإرهاب . وهاهم يقومون بتجويع الشعب السوري كما جوعوا الشعب العراقي من قبل. وأسلوب حصار الشعوب الذي دأب عليه حكام أمريكا والغرب هو من أحط الوسائل اللاأخلاقية التي تؤدي إلى نتائج إجتماعية وخيمة . ولم يكتفوا بهذا بل ابتكروا مسمى ( المعارضة المعتدلة ) التي أخذوا يطلقونها على بعض هذه العناصر الإرهابية التي لاتختلف عن داعش والنصرة في مسلكها الإجرامي وأخذوا يمدونها بمختلف أنواع الأسلحة لكنهم عندما عرفوا إن هؤلاء سلموا الكثير من أسلحتهم التي حصلوا عليها إلى داعش والنصرة ولو دخل أي فرد من هذه الجماعات المسلحة إلى إحدى الدول الأوربية فسيكون قنبلة موقوتة تستخدمه داعش في مخططاتها الإجرامية في الوقت الذي تريد . وقد شعروا مؤخرا بفداحة أخطائهم ولكن بعد خراب البصره.
إن داعش اليوم قد تحول إلى إخطبوط عالمي، وسرطان ينتشر في جسد الكرة الأرضية، وفيه عقول تتقن فن صيد الشباب الضائع عبر وسائل التواصل الإجتماعي التي تحولت إلى مجال خصب للتغرير بهم، وهو يعرف كيف يخترق أقوى المخابرات ويصل إلى المنطقة المراد تفجيرها من خلال خلاياه النائمة حتى إنه لايتورع عن تجنيد الأطفال الأبرياء والفتيات المراهقات ليكونوا وقودا لغزواته في قتل أنفسهم وقتل بني جلدتهم.
وبالرغم من إن هذا الوحش مثخن بالجراح نتيجة للهزائم التي يتلقاها في العراق وسوريا ولبنان. لكنه حين يخسر مدنا كبيرة كالموصل والرقة ودير الزور تتصاعد وحشيته ودمويته ضد المدنيين في أي مكان يحاول الوصول إليه من هذا العالم كرد فعل على هزائمه، ويستهدف بالدرجة الأولى التجمعات البشرية في المدن ، ولابد أن يتعاون العالم برمته للحد من هذا السرطان الخطرالذي كلما تعرض لعملية جراحية لغرض استئصاله فإنه يسعى لقتل المزيد والمزيد من البشر .
جعفر المهاجر.
23/8/2017



23/8/2017








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصف مستمر على مناطق عدة في قطاع غزة وسط تلويح إسرائيلي بعملي


.. عقب نشر القسام فيديو لمحتجز إسرائيلي.. غضب ومظاهرات أمام منز




.. الخارجية الأمريكية: اطلعنا على التقارير بشأن اكتشاف مقبرة جم


.. مكافأة قدرها 10 ملايين دولار عرضتها واشنطن على رأس 4 هاكرز إ




.. لمنع وقوع -حوادث مأساوية-.. ولاية أميركية تقرّ تسليح المعلمي