الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة لإبنتي....2

ماجدة منصور

2017 / 8 / 27
ملف 8 آذار / مارس يوم المرأة العالمي 2017 - أثر النزاعات المسلحة والحروب على المرأة


مازلت قادرة على الحديث يا إبنتي...ربما تسخرين مني الآن و من لغتي العربية...فطالما وددتي أن تنسيها..في الوقت الذي كنت به مصًرة على تعليمك في مدرسة
متخصصة باللغة العربية و أقصد بها مدرسة (الكمال) في أستراليا...كنت أعلمك في مدرستين عريقتين جدا في ملبورن...الأولى هي ثانوية (كامبرويل) و المدرسة
الثانية هي مدرسة الكمال في ضاحية (بلاكبورن)0
يبدو أنني قد أصابني الخرف المبكر...إعذريني يا إس إس...لقد تذكرت الآن...أنني كنت قد سجلتكي في معهد إسمه (جوني يانغ) لتعليم الموسيقى و صقل الأصوات
الفنية الراقية في مدينة ملبورن ...لقد كنتي عاشقة للموسيقى و أحببتي أن تتعلمي العزف و الغناء...فقمت بإختيار أرقى معهد فني على مستوى أستراليا و العالم..كي
يتولى تعليمك...أرقى الفنون.
لقد أحببتكي يا إبنتي حبا غير مشروط
و أنت أحببتني أيضا....لكن ...بحساب و شروط.
هنا الفارق و هذا هو الفارق...بين حب مشروط...أو حب بلا شروط.
ذات يوم...قلتي لي...أريد أن التنس...فشجعتكي و إنتسبتي لنادي..كي تتعلمي التنس.
كنتي دائما النقطة المركزية التي تدور حولها...تفاصيل حياتي.

قد تسخرين مني الآن...كعادتك دائما...و تقولين ،،في سركي،،هههه...ها هي Mum..قاعدة تربحني جميلها!!!! لا أعرف من علمك هذه العبارة...ولكن قطعا
ليس أنا من يعرف هذه العبارة الغريبة.
لقد وضعكي المرحوم والدكي ( أمانة )في عنقي ...قبل أن يغادر الحياة بلحظات قليلة....يا بنت العائلة...الكبيرة.
هذا أولا.
ثانيا: أنا لم أكن أسمح لكائن من كان أن ينزعكي من بين أحضاني...فعائلة والدك...كانت قد قررت...نزع حضانتي عنكي...و أخاك الألماني...كان البطل الرئيسي
لتلك المسرحية (الدموية).
يعجبني أنكي ما زلتي تتذكري...كيف أنه قد تمً توقيفي بمطار دمشق الدولي و أنتي برفقتي...حين قررت (تهريبك ) الى مصر و من الجميل أنك لن تنسي..أنني قد
ناولت النقيب ن ج...مبلغ عشرة آلاف دولار أمريكي...التي كنتي أحملها في حقيبة يدي..وقتئذ...كي يدعكي تسافرين معي الى مصر.
لقد قررت (الهرب )معك...إلى أي مكان...لا يهدد وجودي و وجودك.
هربت من حلب تاركة ثروات ورائي...فتلك الثروة لا تلزمني..ما يلزمني هو أن أحافظ على إنسانيتيك و إنسانيتي من الدمار الذي كان يحيط بي و بك ايضا.
لا أقصد الثروات المادية فقط...بل إني تركت ورائي ...عائلتي الكبيرة أيضا...و اللتي طالما نصحتني بأن أرميكي ...لكلاب الليل و ذئاب الشوارع العتيقة.
أنا...أحببتك....دون....شروط
و أنتي..أحببتيني..بشروطك و مقاييسك.
هذه إبنتي...وهذه..هي إبنة (العائلة) الكبيرة!!!!!!!!
صدق من قال: إن العرق..دسًاس
العرق دسًاس..للجد السابع..و ربما الجد رقم 100!!!من يدري.
أرجع دائما الى حلب....جورة الهم...رغم أنف الجميع.
عائلة والدك..هي عائلة عجيبة بكل المقاييس...فمعظم أفراد العائلة الكريمة...يتخذون من جدًك الحرامي....الوزير السابق...قدوة لهم...و يا بخت..من كان..وزير..
الأوقاف..جدًه!!!!!!
عائلة والدك متدينة جدا...ولكنهم يأكلون مال اليتيم و يستولون على ستر النساء...رجالها مخصيون...و نساءها مبرقعات بالأسود...كغربان الموت و نحس إبن تيمية.
يسرقون بإسم الله..ويهتكون عرض النساء...بإسم الله...ويقتلون النساء باسم الله..ويسترجلون على النساء...و هم في حقيقة الأمر (حريمات).
عائلة والدك...تتمتع بعنصرية (بغيضة)...عزً وجودها...ويقولون لي: إننا نحن من يصلي الفجر...ويقوم الليل,
أذكر لياليهم الإيمانية...في رمضان...حيث كانوا لا يتوقفون عن الأكل..من لحظة الإفطار...للحظة الإمساك...أرأيتم قيام الليل و تقوى الله كيف تكون؟؟؟ومع ذلك
ما زال هؤلاء الأصاغر..يلاقون عبارات الإستحسان و المديح و يتمتعون بالسلطة...السلطة في كل شيئ...ومنها سلاطة اللسان...و يعيشون دائما كقطعان الغنم.
لم أرى منهم سوى حقارتهم و وضاعتهم و دنائتهم..و بخلهم...وشحهم...إنهم شحيحون يا إس إس.
هؤلاء الشحيحون: تمنًوا في سرهم أن يقذفوا اليً -بصدقة-أو بنظرة شهوانية...ولكنني لم أكن متسولة ..ولم أكن عاهرة...كي أستغلهم جميعهم..بل كنت إنسان..أبحث
بين جموع مدينة حلب...عن إنسان...يشبهني و أشبهه...يا بنت العيلة.
حين قررت الهرب معك...نجوت بكلينا من جوقة (المشفقين) يا س س.
لتكوني حذرة جدا في فهمي يا إبنتي...فليس ثمة شيئ أغلى لدي اليوم من الصدق.
نعم..إنه الصدق...الذي أتباهى به منذ لحظة ولادتي و وجودي...و أنت تعلمين جيدا...و يعلم كل من عرفني...أنني أتخذ من الصدق إلها لي و ربًا لحياتي...رغم أنف
الجميع.
كاد الصدق...أن يكلفني حياتي...مرات كثيرة...ولكني لن أتوقف عن الصدق..لحين خروج..روحي..من جسدي ..يا اس اس.
( وحيثما تكون كل محبتكم مركًزة على طفلكم،فهناك تكون كل فضيلتكم!عملكم و إرادتكم،تلك هي __أقرب الأقربين__إليكم، فلا تدعوا أحدا يلقنكم قيما زائفة)
هكذا تحدث زرادشت.
نراكم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن يوقع حزم المساعدات الخارجية.. فهل ستمثل دفعة سياسية له


.. شهيد برصاص الاحتلال الإسرائيلي بعد اقتحامها مدينة رام الله ف




.. بايدن يسخر من ترمب ومن -صبغ شعره- خلال حفل انتخابي


.. أب يبكي بحرقة في وداع طفلته التي قتلها القصف الإسرائيلي




.. -الأسوأ في العالم-.. مرض مهاجم أتليتيكو مدريد ألفارو موراتا