الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


== الحرية والارادة الالهية !!

رمضان عيسى

2017 / 8 / 28
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تصور أن هناك ممراً طويلاً معتماً وله جدران عالية جداً ، والرؤية الى الأمام معدومة تماماً ..... وحدث أن وُضعت في أول الممر وأُغلق الباب خلفك ، وليس لديك أي تصور عن المكان ، ولا تستطيع أن تتسلق الجدران لترى ماذا في الخارج !! في هذه الحالة لا يمكنك التراجع ، فالزمن لا يعود الوراء ، والباب مغلق ، وليس لك حركة جانبية ، طبعاً ستسير في الاتجاه الممكن وهو الى الأمام . ولكن ليس لديك أي فكرة عن ماذا يوجد في الأمام !! وهل الطريق سهل أم وعر ، موحل أم جاف ، أم مليء بالحُفر والمنحنيات ؟ وأيضا ، لا تمتلك القدرة العقلية النابعة من تجربة سابقة لتُخمن ماذا بعد !! ولا أن تتوقع ماذا سيحدث لك ، ولا أن تعرف هل ستواجهك صعوبات كثيرة أو بعضاً من الصعوبات ، وليس لديك أي فكرة عن نوعية الأضرار التي ربما تحدث لك ، ولا كيفية تحاشيها ، فربما تتعثر في أول الطريق ، أو بعد برهة ، أو تفقد إحدى ذراعيك ، أو احدى عينيك ، أو تسقط وتصبح قعيداً لا تستطيع الحراك ، أو تموت !!
... في هذه الحالة ، ليس أمامك من مفر إلا أن تسير في الاتجاه الممكن ، وهو الأمامي !! هذا الممر هو الارادة ، المشيئة الالهية !! القدر الالهي !!
في هذا الممر تسقط أي امكانية لاختيار طريق آخر ، ولا حتى التراجع !! .. فأنت تُقذف الى الحياة ، ولا تستطيع أن تختار أبويك ، ولا اسمك ، ولا شكلك ولا مكان ولادتك ، ولا بلدك ، ولا لغتك ، ولا ديانتك ، ولا عاداتك !! فكل هذا فُرض عليك بالإرادة الالهية بمجرد ولادتك في ذلك المكان !!
فالإرادة الالهية تقرر أين تولد ، وأين تسير ، وما نوعية المصائب والأحداث التي ستواجهك ، وهذا كله لا تعرف أنت عنه شيئاً ، فهذا في علم الغيب ، ويسقط عليك دون سابق انذار ، والله لا يعطي علمه لأحد !!
جاء في القرآن الكريم : (ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير ( الحديد - آية 22 )
معنى هذا أن الكوارث والفيضانات والزلازل والبراكين والحرائق والأعاصير والحروب ، وأضرارها ، هي أحداث أرادها الله ، ومسجلة في اللوح المحفوظ .
كما أن الضرر أو الخير الذي تواجهه في حياتك ليس من صنع يدك بل هو قدر لك مسجل عند الله في كتاب .. كما جاء في الحديث : وَاعْلَمْ أَنَّ الأمة لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ رُفِعَتْ الْأَقْلاَمُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ" رواه الترمذي ، وأحمد ، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (7957) . :
وفي قوله صلي الله عليه وسلم "رُفعت الأقلام وجفت الصحف" هو كناية عن أن كتابة المقادير كلها والفراغ منها من أمد بعيد ، فإن مقادير الخلائق قد كُتبت قبل أن يخلق الله السماوات والأرض بخمسين ألف سنة ، كما في صحيح مسلم .
جاء في الحديث القدسى : "يا ابن آدم أنت تريد وأنا أريد ولا يكون إلا ما أريد " .
وجاء في قصص الأنبياء : ((والله خلق اللوح المحفوظ وقال للقلم قبل أن يخلق الخلق: اكتب علمي في خلقي، فجرى بما هو كائن إلى يوم القيامة)).
("وما تشاؤون إلا أنْ يشاء الله رب العالمين")".[ التكوير : 29 ] و" ما رميتَ إذ رميتَ؛ ولكنَّ الله رمى". هنا يكمن لغز "القضاء والقدر"؛ وهنا يكمن حله أيضاً ، فالإنسان يفعل ما يشاء؛ لكنَّ "مشيئته تظل ضمن مشيئة الخالِق"، لا تنفصل عنها، ولا تعلوها، أبداً.
من هنا نفهم انتفاء اختيار الانسان لأفعاله ، وأن الله قد ــ قدّر ــ جميع أفعال الإنسان الكلية والجزئية ..وهي في علمه السابق على الخلق ، ومعنى أنه في علمه ، أي ضمن ارادته ، وهذه هي مشيئته !! ، ولا يستطيع أي من مخاليقه أن يشذ عن هذا العلم المسبق ، ولو حاول الشذوذ ، فإن هذه المحاولة مسجلة ضمن أعماله ووجب عليه القيام بها !!
وقد يقول قائل : إنَّ الله، ومنذ الأزل ، يَعْلَم عِلْم اليقين أنَّكَ سترتكب هذا الشر؛ لكنَّ ارتكابكَ له كان من نفسك ، ولم يكن من مشيئته أو إرادته.....
ان هذا القول يعزل العلم الالهي عن الارادة الالهية ، وهذا خطأ براح ، فلا فصل ولا عزل بين العلم والارادة ، فالله كامل العلم ، وكامل الارادة ، فأن "يعلم " ، أي أن "يريد" ، ولا راد لما أراد !! والله لا يقبل المفاجآت ، ولا الالتواءات ، ولا التراجع عن ما تم تسجيله ، نحن علينا أن نقبل مفاجئاته ، فهو لا يعطينا علمه ، بل يحتفظ به في علمه الغيبي الى أن يُقرر سقوطه علينا دون سابق إنذار.
فالله الواحد الأحد خالق كل شيء ، " كل شيء " ، الجميل والقبيح ، والضار والنافع ، أي خالق الأخيار وأفعالهم الخيرية ، وخالق الأشرار وأفعالهم الشريرة !! ولم يختص يوما لوحده بالأعمال الخيرية ، ويترك لغيره الأعمال الشرية !! فكل ما يحدث في الأرض وسكانها يحدث بعلمه وارادته ، ولا يشذ عن مشيئته !!
قد ينحو البعض منحى آخر بالقول بأن الله جعل للانسان " عقلا" يميز به الأفعال الخيرة والأفعال الشرية !!
ولما كان علم الله وارادته متلازمتان ، فكل ما هو مسجل للانسان في اللوح المحفوظ لا بد أن يمر به ، وأفعاله ستظل مرهونة بمشيئة الخالِق ، ولن ينزلق عنها ، أو يعلو عليها، أو يخالِفها أبداً ، فالخالِق لا يسمح لأحد أن يفعل عكس ما تم تسجيله مسبقاً ، فهو لا "يَعْلَم" فحسب، وإنَّما "يُريدُ ما يَعْلَم". والخالِق لا "يُريد" فحسب، وإنَّما "يفعل ما يُريد".
إن القول بأن الله جعل للإنسان " عقلا" يستخدمه للتمييز بين الصالح والطالح ، يعني أنه منحه وسيلة للتهرب من ، أو للانحراف عن ما هو مسجل في اللوح المحفوظ !! فهل إرادة الله تسمح لأحد أن يزوغ منها ، أو يشذ عنها ؟ بالطبع لا.
فليس لـ "المخلوق" أن يريد شيئاً لم يُرِدْهُ "الخالِق"، أو يُخالِف إرادته ويعارضها. حتى تمرُّد "إبليس" على "الخالِق" كان في عِلْم "الخالِق" ومن إرادته، ولو شاء "الخالِق" لظلَّ "إبليس" على طاعته له ، ولكن الله أراد لإبليس هذا الوضع بأن جعله عنواناً للإغواء والوسوسة !! ففي سورة "الحجر (الآية 39)"، خاطب إبليس ربَّه قائلا:".. رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي " ، أي أن الله هو المبتدأ ، السبب الأولي ..
القضاء والقدر هو الاستسلام ، والتسليم المطلق ، وانتظار ما هو مقضي عليك أن تفعل ، أي لم يكن لك أي دور في فعل أي من أفعالك بل أن تسير حسب البرنامج !! سواء كان هذا ضار بك بشكل من الأشكال ، أو نافع لك !! وليس لك إلا الصبر .
وقد ينسحب الكثير من الناس مع هذا الفهم ، في لحظة من لحظات اليأس أو المصيبة .. فنجد "غوته " شاعر ألمانيا العظيم ، يقول بعد وفاة صديقه الدوق كارل أغسطس: “إنها مشيئة الله التي اختارها بحكمته، بينما نحن البشر الهالكين لا نملك سوى التحلي بالصبر”. ويصرح في حالة أخرى: “إن حياتنا وأعمارنا رهن بمشيئة الله”. وفي حالة ثالثة: “إن الله أعظم منا وأحكم، لذلك فهو يقدر لنا ما يشاء”.
وبعد هذا يبرز السؤال : هل تستطيع رغبات الناس وعواطفهم ودعواتهم ورجواتهم ونذورهم ونوافل صلواتهم تغيير القدر الإلهي أو التخفيف منه ، أو ايقافه ؟ بالطبع لا !! فدعوات الأمهات لأبنائهن في الحرب لن تحميهم من الرصاص أو شظايا انفجارات القنابل . واذا حدث وتجرع طفل سم قاتل ، أو سقط من علو شاهق ، فلن يحميه الدعاء ولا النذور من الموت ، فقدر الله ومشيئته لا تكترث بالعواطف !!
ولما كان الله قد خلق الانسان وقال للقلم اكتب حياته وموته وأفعاله وماذا يكسب ، فأصبح كل شيء مُحدد ومعروف سلفاً . وهو ضمن العلم الالهي المسبق !!
عندئذٍ ، لا معنى لوجود رقيب أو حسيب أو قرين أو مرافقين . ، فلا حاجة لمن يعيد التسجيل لأفعاله !! فهو مخلوق ومغلف بالمشيئة الالهية التي لا يستطيع أن يفر منها أو أن يحيد عنها ، فلا حاجة لمخابرات وجواسيس بعد ذلك... ولا معنى أيضاً للقول أن الشيطان يغوي الانسان ويجعله يسلك طريق غير الموجود في العلم الالهي ، فحتى لو رأينا أن شخصاً قام بفعل مُستهجن ، فهو مسجل أن يسلكه ، وقد سلكه تطبيقا لما هو مرصود له ، وما هو مكتوب له سلفاً .
...بعد كل هذا ، ما هو الموقف الإيماني للإنسان ؟
فإذا آمن بأن الله ترك له كامل الحرية في الاختيار ، ولم يقوده بمشيئته ، وقدرته الخارقة ، فهو بذلك يصبح مسئولاً عن أعماله ، ومن حق الله أن يسأله عن سوء أعماله ، وأستحق كامل العقاب ، والجزاء والنار الشعواء إذا غرد خارج أطنان شرائعه ووصاياه !! وهذا حق وحقيقة ، أي من حقه أن يسأله ، ويجب عليه أن يتحمل كامل المسئولية ، وذلك لارتباط المسئولية بالحرية !!
أما اذا وُضع الانسان في داخل شبكة المشيئة ، الارادة الالهية الطاغية الشاملة لكل حركة وكل نأمة وكل همسة ، وكل خطوة ، وكل نفس ، وكل فكرة ، فهو بذلك يسحب منه صلاحية الاختيار ، ولن يبق له مجال ، مساحة لفعل أي فعل ، أو يخطو أي خطوة ، أو يهرب من أي نزوة ، بتلقاء نفسه ، أو استجابة لإرادته الشخصية ، فحبال المشيئة تشده ، وتسحبه لفعل هذا ، وترك هذا !! فهو مأسور داخل الإرادة الالهيه !! وهو بهذا لا يزيد عن مُنفذ لما هو مكتوب عليه أن ينفذه ... كما جاء في الحديث القدسي : "يا ابن آدم أنت تريد وأنا أريد ولا يكون إلا ما أريد " .
وفي هذه الحالة تسقط فكرة أن هناك إرادة عابثة ، شاذة ، تعبث وتغوي ، وتدفع الانسان الى فعل المنكرات !! وهي فكرة الشيطان ، إبليس !! فإبليس نفسه لا يفعل شيء ولا حركة إلا اذا كانت ضمن المشيئة ، فإن ظهر للآخرين أن إنسان شذ ، أو هرب ، أو مال ، أو انحرف يميناً بدل الشِمال ، أو الشِمال بدل اليمين ، فهذا لأن المشيئة الالهية تريد ذلك ، وليس الشيطان أو الانسان !!
وحسب المنظور الديني ، الميثولوجي ، خُلق الانسان ضعيفاً ، ناقص القدرة ومسلوب الإرادة ، فهو وإرادته ، وحركته وتفكيره وتنفسه مُغلف بإرادة عليا لا قِبل له بالهروب منها ، مشيئة ساحقة تجعله من هول جبروتها وسطوتها ، لا حول له ولا قوة !! وهو لا يزيد عن كونه أداة تنفيذ ، عقرب ساعة !!
= والسؤال : كيف يكون الانسان ضمن هذا النوع من السطوة الطاغية ، وفي نفس الوقت ممكن أن تكون له شذرة من حرية سواء في القول أو الفعل ؟ فلا حرِّية في أن نعلو على مشيئته (إرادته)"، فـ "مشيئتنا ضمن مشيئته".
واذا وصل الانسان الى هذا الفهم ، وكانت هذه هي سيرورة حياة الانسان على هذه الأرض ، فهنا تنتفي عنه صفة المسئولية ، ولا يحق لأحد أن يسأله عن نتائج أعماله ، أي أن يسأله لماذا فعلت كذا ، ولماذا انحرفت عن كذا ؟ أو لماذا لم تطع الأمر كذا؟ فهو يعلم ، وهو يريد منك أن لا تطيعه ، وهو القائل : لن تجد لسنة الله تبديلا . وعليك أنت أن تفسرها كما تريد كأن تقول أنها ابتلاء ، أو حكمة الله في خلقه .
ولمزيد من الايضاح ، اذا آمنا بقدرة الله علينا ، ولا تفوته شاردة ولا واردة منا وفينا إلا ويعلمها ، ويكون قد قال قولته فيها ، والى أين منتهاها ، وما نحن إلا منفذين لها ، وليس لنا حول ولا قوة ، ولا نستطيع الانحراف عنها ، أو الفرار منها !! فهنا تنتفي عنا المسئولية ، أي أن نُسأل عما بدر منا من أفعال ، فإن لم يُعجبه شيء فيما بدر منا من أفعال ، فليسأل نفسه ، فهو من قرر لنا هذا ، وهو مالك كل شيء في المبتدأ والخبر ، في المادة والأثر !!
وهنا يجب مراجعة فكرة إله كامل القدرة يخلق بشراً مذنبين ، ثم يعاقبهم على الذنب ، أو يخلق بشراً ملاحقين طوال حياتهم بسوط الذنوب ، وسوط جهنم !!
وبهذا تصبح فكرات مثل عقاب وثواب أُخروي ، فكرات ليس لها معنى ، بل وتمتد الى أعلى من ذلك بأن الصورة المعروفة عند أتباع الأديان عن مملكة السماء والرعب والأهوال التي تنتظر الانسان بعد الموت ، تصبح خاضعة للكثير من التساؤلات وعلامات الاستفهام !!
وأيضاً اذا اشتغل العقل الانساني وأدخله في مطارحات ومقارنات مثل : اذا ما داخله الايمان بأنه " حر " ، وله كامل الحرية في القيام بالأعمال متى يشاء وكيفما يشاء ، وأنه بهذا يتحمل كامل المسئولية عن تبعات أعماله .. !! نجد بالمقابل ، في الجهة الأخرى المعاكسة لهذا الايمان ، ما يُوحي إليه بالتنكر وعدم الاعتراف بأي إرادة خارجة عنه ، ولو كانت من الآلهة !!. وهنا ففكرة الحرية الكاملة للانسان تُلغي أي سلطة أُخرى ، أي تدخل خارجي على الفعل الإنساني ، وتعني النكران أو الاستهتار بالأوامر الالهية ، كما تنادي الفلسفة الوجودية !!
.. بعد كل هذا !! ما هو موقف المجتمع والقانون الجزائي من الانسان ومسلكياته في المجتمع ؟ الموقف ينطلق من أن الانسان حراً كامل الحرية ، وبالتالي فهو مسئول كامل المسئولية عن أفعاله !!
ولكن فهمنا للحرية ينطلق من الوعي والمعرفة ، فالوعي يخلق الانضباط والالتزام !! فاذا كان هناك وعياً للضوابط والضرورات الاجتماعية ، وحدث الشذوذ ، هنا تقع المسئولية والجزاء . إذن ، ما هي الحرية ؟
يفهم البعض أن الحرية هي الانعتاق ، القدرة على التخلص من كل الموانع ، والقوانين الوضعية والموضوعية ، والأوامر والروابط الاجتماعية التي كرستها العادات والتقاليد !!
إن هذا الفهم خاطئ لأن الانسان بقدرته الذاتية وامكانياته الجسدية لا يستطيع أن يقهر قوانين الطبيعة ، ولا أن يهرب منها ، وأن أي انسان يريد أن يحافظ على حياته يجب أن يعيش في مجتمع ، والحياة الاجتماعية تضطره أن يراعي الروابط والعادات والأعراف الاجتماعية السائدة .
أين الحرية من كل هذا ؟ الحرية هي الوعي ، أي وعي الضرورة !! أي وعي الضرورات المحيطة بك كإنسان تعيش في مجتمع إنساني !! فإذا عرفت الضرورات الموضوعية الطبيعية ، عرفت كيف تسخرها لصالح حياتك ، فإذا عرفت أن القذارة تسبب الأمراض ، والأمراض تسبب الموت ، سعيت الى مراعاة النظافة ، واذا عرفت قانون الجاذبية ، عرفت أن السقوط من الأماكن المرتفعة يعني الموت .. فالحرية هي أن تعي كيف تحافظ على حياتك !!
واذا كنت تجهل الضرورة – مجموع القوانين وخواص الأشياء التي تتعامل معها – فحياتك تكون مشحونة بالعثرات ، ف" الضرورة عمياء ما لم تُعرف " .
واذا كنت في مجتمع وأدركت القوانين الموضوعية التي تفعل فعلها في المجتمعات البشرية ، وأدركت كيف ينشأ الفقر ، وكيف تنشأ الطبقات الاجتماعية ، وما هي المقدمات الذاتية والموضوعية للثورة الاجتماعية ، وكيف تتغير وتتطور المجتمعات ، وما هي أشكال الدولة ، وكيف ينظم الدستور العلاقة بين أفراد المجتمع ؟
اذا عرفت كل هذا ، تحركت لديك الدوافع للتعاضد والتفاعل مع الآخرين لتغيير قوانين المجتمع ودستوره الى الأفضل ، وتشارك في بناء مجتمع العدالة والرفاهية ، المجتمع الخالي من الظلم الاجتماعي .
====================








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الشعراوي وقضاء الله
رمضان عيسى ( 2017 / 8 / 30 - 17:43 )
انتشر مؤخرًا مقطع فيديو للشيخ الشعراوي في حوار مع الأستاذ طارق حبيب يدعو من خلاله إلى عدم علاج المرضى بأمراض مزمنة لأنهم طاقة معطلة لا يقدمون شيئ للحياة بل يعطلون حياة ذويهم أيضًا!! وضرب مثلا بمرضى الفشل الكلوي وقال لا يجب أجراء غسيل كلوي لهم لأنه إهدار للمال بلا فائدة!! وقال دعوهم يموتون لا تعطلوا لقائهم مع الله!!
وقال عن أصحاب الإعاقات أنها شذرات يجب أن تترك كما هي لأنها حكمة الله في خلقه إذ رأيتهم تدفع الأصحاء إلى شكر الله على نعمائه ، وهم مجرد عظة وعبرة للغير من الأصحاء وعليه أن “احمد ربنا أنك مش زي ده”.
علامات تعجب كثيرة أكبرها هي كيف صدر مثل هذا الكلام عن رجل دين يعتبر إمام عصره يأخذ الناس كلامه مصدقًا دون تفكير. كيف أدعى أن علاج المرضى تعطيلا عن لقاء الله، عن أي تعطيل يتحدث هل يملك الإنسان في الأساس تأخير أجله ولو ساعة أليس الله من قال “فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون” أليس عمر الانسان محدد قبل ميلاده
إن أي محاولة من جانب الطب لعلاج هذه الإعاقة يعتبر تعديًا على حكمة الله وتغيرًا لها أبقى كما أنت ولا تلتفت إلى أي تقدم علمي لأنك ستكون معارضًا لإرادة الله وحكمته.


2 - ماذا يعني هذا ؟
رمضان عيسى ( 2017 / 9 / 13 - 16:28 )
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : سمعت رسول الله سئل عنها ، فقال : سنن الترمذي تفسير القرآن (3075) ، سنن أبي داود السنة (4703) ، مسند أحمد (1/45) ، موطأ مالك الجامع (1661).
إن الله خلق آدم - عليه السلام - ثم مسح ظهره بيمينه ، فاستخرج منه ذرية ، قال : خلقت هؤلاء للجنة ، وبعمل أهل الجنة يعملون ، ثم مسح ظهره ، فاستخرج منه ذرية ، قال : خلقت هؤلاء للنار ، وبعمل أهل النار يعملون . فقال رجل : يا رسول الله ، ففيم العمل ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : - إذا خلق الله العبد للجنة ، استعمله بأعمال أهل الجنة ، حتى يموت على عمل من أعمال أهل الجنة ، فيدخل به الجنة ، وإذا خلق العبد للنار ، استعمله بأعمال أهل النار ، حتى يموت على عمل من أعمال أهل النار ، فيدخل به النار - .
رواه أحمد ، وأبو داود ، والنسائي ، والترمذي ، وابن أبي حاتم ، وابن جرير ، وابن حبان في ( الجزء رقم : 1)- -ص 104- صحيحه ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن .


3 - عمو إقرأ شويه عن الفرق
ربيع أبو كيفه ( 2017 / 9 / 13 - 18:16 )
بين الإرادة الكونية القدرية والإرادة الشرعية الاختيارية وكمان إقرأ عن اعتقاد أهل السنة هل الإنسان مسير ؟ أو مخير ؟ وكمان لو تتوسع وتقرأ في الفكر الإسلامي في باب الاستحسان و القبيح يكون أفضل غريبه هاذا كله في المرحلة الإعدادية مخلصينه


4 - هاك الجواب
ربيع أبو كيفه ( 2017 / 9 / 13 - 18:51 )
هل الإنسان مخير أم مسير ؟ وما موقف الإسلام من القضاء والقدر والجبر والاختيار؟ إذا كان قد سبق في علم الله تعالى من قبل خليقة الإنسان أنه من أهل الجنة أو من أهل النار، ولن يستطيع الإنسان تغيير ما قد سبق في علم الله، فلماذا يحاسب الإنسان؟

وإذا كان الله تعالى قد خلقنا وخلق أعمالنا خيرها وشرها، فلماذا يحاسبنا على هذه الأعمال؟ وإذا كان الله تعالى قد خلقنا وخلق عقولنا، فإن اهتداء العقل إلى الله يكون بفضل من الله. وإذا لم يهتد، فإن الله تعالى كان قادرا على هدايته. وإذ لم يهده، فلماذا يحاسبه؟

وإذا كان إنسان يريد الاهتداء إلى الله والالتزام بطاعة الله في كل صغيرة وكبيرة، فإذا لم يستطع هذا الإنسان ذلك، فلماذا يحاسبه الله وهو قادر على أن يعينه على الاهتداء والالتزام؟

كل هذه أسئلة تعن لكثير منا وتراود كثيرا من العقول والأذهان لاسيما الشباب. شاهد هذا الفيديو للاستماع إلى إجابة الشيخ الشعراوي على هذه الأسئلة!
https://youtu.be/BDt0R1GvFxw


5 - : هل أخذ الله الميثاق على الناس جميعا أول الخلق
مسافر عبدالكريم ( 2017 / 9 / 13 - 21:33 )
: هل أخذ الله الميثاق على الناس جميعا أول الخلق : أنه ربهم ؟

https://islamqa.info/ar/211560

اخر الافلام

.. مزارع يتسلق سور المسجد ليتمايل مع المديح في احتفال مولد شبل


.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت




.. #shorts - Baqarah-53


.. عرب ويهود ينددون بتصدير الأسلحة لإسرائيل في مظاهرات بلندن




.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص