الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
سيد المقاومة وعميدها
ضياء رحيم محسن
2017 / 9 / 4مواضيع وابحاث سياسية
كثيرة هي المواقف التي تعرضت لها المقاومة الإسلامية أثناء قتالها العدو الصهيوني، من قبل محور التسوية مع العدو، الى درجة أن وصل بهم الأمر الى منع مواطنيهم من السفر الى لبنان وسورية (بعد أحداث 2011) بحجة الخطر المحدق بهم، في حين نعلم جميعا أنهم يتصورون أن السفر لهذين البلدين يعني رفدهما بالعملة الصعبة أولا، وإرسال رسالة بأن الوضع الأمني فيهما مستقر.
وبعيدا عن هذا وذاك، فإن المسألة المهمة هنا هي عدم قدرة هذه الدول على محاربة العدو الإسرائيلي، لأن هذه الدول عقدت إتفاقات مع الراعي الرسمي لهذا الكيان المغتصب؛ ونقصد به الولايات المتحدة.
مع دخول عصابات داعش الى محافظات عراقية في حزيران 2014، بدا أن كل الفرق أخذت تكشف أوراقها علانية، بعد أن كان اللعب على المكشوف، من محاولة الضغط على سورية للقبول بمد أنبوب الغاز الى أوربا لحصار روسيا، الى محاولة تقسيم العراق الى كانتونات يسهل التعامل معها بعيدا عن اللاعب الشيعي الأكبر (حتى مع هوانه وضعفه بسبب التشتت الحاصل داخل البيئة التي يعيش فيها)، وهنا كان لابد من أن تتدخل الجمهورية الإسلامية، وهي التي تقف في المثابة الأولى للدفاع عن محور الممانعة والمقاومة الإسلامية.
كان حسن نصر الله وهو يقود حزب الله في لبنان دائما يؤكد، على أن الحرب مع الإرهاب ليست لها مكان محدد بجغرافية معينة، فأينما كان الإرهاب كانت حربنا معه، بغض النظر عمن يقاتل هذا الإرهاب يتفق معنا أم لا، بمعنى أن ((عدو عدوي صديقي)) ذهب وقاتل مع العراقيين وامتزجت دماؤهم مع دماء العراقيين من رجال القوات المسلحة والحشد الشعبي، وقاتل في سورية ليس دفاعا عن المقدسات في سورية فحسب، بل أنه ورجاله قاتلوا دفاعا عن الحق الذي دونه الأرواح الغالية تصبح رخيصة.
جاءت الضربات الأخيرة لمقاتلي حزب الله في جرود عرسال والحدود السورية، لتؤكد مرة أخرى قدرة هؤلاء الرجال على القضاء على الإرهابيين أينما كانوا، ومهما كانت إمكانيات الجهات التي تقف ورائهم وتمولهم، وعندما جاءت لحظة الحقيقة، لم يتفق حسن نصر الله على خروج الإرهابيين من المناطق التي تحصنوا فيها، ليس ضعفا، بل لأنه يعلم يقينا أن هناك من يتصيد في الماء العكر، فكان الإتفاق من خلال الجيش اللبناني، والذي سمح بخروج المقاتلين الى (مناطق نفوذهم) كما يعتقدون هم، بعوائلهم وجرحاهم الذي يشكلون عبئا كبيرا عليهم، كما هو معروف في السياقات العسكرية.
حاولت أبواق محور التسوية مع العدو إيهام المواطن أن الإتفاق يعني تجمع الإرهابيين في هذه المناطق، لإعادة تنظيمهم ومهاجمة الأراضي العراقية! في وقت يعلم الكل أن مجموعة لا تزيد عن 400 مقاتل في أفضل الحالات لن تغير من موازين القوى شيئا، (فما زاد حنون في الإسلام خردلة) كما يقول المثل.
لقد كانت محاولة يائسة من هذه الفضائيات، وعندما لم تجد هذه الخطوة شيئا، قامت طائرات التحالف الدولي بضربة جوية للطريق الذي تسلكه قافلة هؤلاء الإرهابيين، لعله يفشل الإتفاق ويعودون الى مكانهم السابق، وفشلت المحاولة أيضا.
أما أنت يا حسن نصر فكنت سيدها فحسب، لم تشعر بالغرور الذي يصيب بعضهم، حينما يصفه الآخرون (بالقائد أو الزعيم) لأنك يقينا تشعر أن مسؤوليتك الأخلاقية تحتم عليك مقاتلة الإرهاب في عقر داره، وأن ما قمت به معهم له مثيل في تأريخنا الإسلامي، فذاك رسول الإسلام محمد (صلى الله عليه وآله) حتى مع قدرته على النصر، لكنه أمضى صلح الحديبية مع قريش، وذاك أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) عندما نزل الى التحكيم يوم صفين، ومن بعدهم الإمام الحسن في توقيعه الصلح مع معاوية، حيث وقف كثيرون بالضد من هذه الإتفاقات لجهلهم بما هو أبعد مما ينظرون إليه، ثم تبين لهم بعد ذلك صحة ما قاموا به.
إذا يا سيد حسن نصر الله يكفيك عزا ورفعة أن تكون: سيد المقاومة وعميدها
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الحملة الانتخابية لبايدن تجمع أموال أكثر من حملة ترامب |#امي
.. 33 قتيلا من المدنيين والعسكريين بينهم 5 من عناصر حزب الله ال
.. فيديوهات متداولة على منصات فلسطينية لاقتحام منطقة جبل النصر
.. حرب غزة.. محادثات مبكرة لتمويل مهمة قوات حفظ سلام في القطاع
.. هل فقدت الشهادة الجامعية أهميتها؟ |#رمضان_اليوم