الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اللاوعي و السفسطة

صلاح الحريري
(Salah Alhariri)

2017 / 9 / 4
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


بسم الله ،


اللاوعي هو دوامة و متاهة من المقدمات و النتائج الفاسدة ، التي تعمل على ضلال الفرد و المجتمع ، ومن ثم شقاء الفرد و المجتمع .

اللعب على وتر الفضيلة وما يتْبَعه من تمرير عقائد و شرائع و أخلاق فاسدة ، تحت حُجّة الفضيلة ، هو اللاوعي ، هو الجنون بعينه .

أفي الله شك ، هذه هي الحقيقة التي لا يتمارى فيها اثنان ، هذا هو الأصل الأصيل ، عرِّض باقي حقيبة الأفكار للفحص و الفرز ، تعالى الله عن أن يكون فكرة .

اللاوعي نوعان :

لاوعي جماعي وهو : إطار من المقدمات الخاطئة مفروض بسلطة المجموعة .
ومن هنا تأتي خطورة المجموعة ، الجماعة ، القطيع .

لاوعي شخصي وهو : إطار من المقدمات الخاطئة مفروض بسلطة العقائدية (الدوجمائية) ، و الميول الشخصية الخاطئة (الهوى)
العقائدية و الهوى هي عيوب خِلقية يولد بها بعض الأشخاص و يمكن علاجها .

المقدمة هي ما يتقدم الشئ ، هي ما يأتي أولاً ، هي ما يليه النتيجة : مقدمة تؤدي إلى نتيجة ........ سبب يؤدي إلى نتيجة .

معظم البشر يولد بميل فطري لأن يعتقد ، و بميل فطري لأن يكون فاضلا .
ما يفعله السلفيون و أشباههم هو أنهم يضربون الميل للإعتقاد بالميل للفضيلة ، بطرح أجوبة سفيهة لقضايا وجودية خطيرة من خلال اللعب على وتر الفضيلة ، و بالتالي يعطلون آلية الجَدَل ، فيتسببون في شلل وجودي للواقع تحت قبضتهم .

أُطُر اللاوعي من الأدنى للأعلى :

اللاوعي الشخصي ثم إطار المذهب ثم إطار المذاهب المتشابهة ثم إطار المذاهب المتنافرة ثم إطار الدين ككل .

بعض الأديان هي (أديان لا وعيية ) مثل الدين الإسلامي ، الدين اليهودي .
بعض الأديان هي (أديان وعيية نوعاً ما) مثل الدين المسيحي و الهندوسية .
لم يوجد حتى الآن الدين أو المذهب الذي يمنح الوعي الكامل .


هل اللاواعي هو السوفسطائي ؟
بالطبع اللاواعي هو السوفسطائي .

سفسطة السوفسطائي تكون خارجة عن إرادته ، فهو لا يسفسط بإرادته ،
السوفسطائي قد يكون السلفي أو السني أو الإسلاموي ، و قد يكون المسيحي المتدين ، وقد يكون الليبرالي أو العلماني ،
فأيٌّ من هؤلاء يتبنى حقيبة من الأفكار بناءً على ميوله الشخصية الخاطئة (هواه) ، وبناءً على دوجمائيته .

أسلوب السوفسطائي هو استدعاء و استدرار التعاطف ، و الشخصنة ، والإرهاب الفكري ، في قالب وعظي خُطَبي .

بعكس الحكيم أو الفيلسوف الحقيقي ، فإن كلامه وأفعاله ، تعتمد على الجَدَل و المنطق ولغة 1+1=2
ولا يعمد الحكيم إلى استدرار التعاطف أو الشخصنة ، هذا لأن أفعاله وتصرفاته و أقواله نابعة عن عقل سليم و قلب سليم .

فَ الجَدَل هو مَلَكة يتمكن منها ذو العقل السليم و القلب السليم .

يمكن تدريب و تمرين السوفسطائي على الجَدَل ،

أحسن وسيلة لعلاج الخلل المنطقي اللغوي النفسي عند السوفسطائيين هو العكوف على حفظ القرآن ثم دراسته و تأمله .


الفرد : هو من تصرفاته نابعة من أناه الحقيقة .
الشخص : هو من تصرفاته نابعة من أناه الزائفة .

الأشخاص يمكن أن يتطوروا إلى أفراد .

يوجد بشر كثيرين يولدون أفراداً ، من لحظة الميلاد يولدون أفراداً .

الجَدَل غير الجِدال ،
الجَدَل هو أداة الحكيم أو الفيلسوف
الجِدال هو أداة السوفسطائي .

أخوكم صلاح الحريري .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. امتعاض واعتراض وغرامات.. ما رأي الشارع العراقي بنظام المخالف


.. عبد الله حمدوك: لا حل عسكريا للحرب في السودان ويجب توحيد الم




.. إسرائيل أبلغت دول المنطقة بأن استقرارها لن يتعرض للخطر جراء


.. توقعات أميركية.. تل أبيب تسعى لضرب إيران دون التسبب بحرب شا




.. إبراهيم رئيسي: أي استهداف لمصالح إيران سيقابل برد شديد وواسع