الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إيماني الجديد! وكيف لملحد أن يكون مؤمن في ذات الوقت؟!

توماس برنابا

2017 / 9 / 6
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


قد يظن البعض أن هذه الأفكار منطلقة من كتابات ديباك شوبرا و روندا بايرن مؤلفة كتاب السر The Secret بجزئيه ولكن التوجه مختلف كثيراً!! فقد تكون هذه الأفكار مجالاً من مجالات فيزياء الكوانتم في المستقبل!

إن كوكب الأرض الذي ينبض بالحياة بل بالحيوات المتنوعة والمتباينة في الطبيعة يشبه جسم الإنسان ومدى تماسكه في خلاياه وجزيئاته العصبيه... فمخ الإنسان يتصل عن طريق الخلايا العصبية بكافة أجزاء الجسم ويتواصل هذا التواصل العصبي بطريقة لا إرادة للإنسان فيها ... فحواس الإنسان الخمس/ أو أكثر تتفاعل سوياً ليدرك الإنسان عالمه المحيط به، ومخ الإنسان دائما في عمل دؤوب يتصل ويتواصل عبر الجسم الموجود به حتى أثناء النوم ودائما يُطلق موجات عصبية للبيئة المحيطة به يتلقاها أمخاخ كائنات أخرى خاصة البشر...

هذا التواصل هو ما نحن بصدده! فهذا التواصل هو المسئول الأوحد عن العدوى النفسية وأحيانا العقلية والحضارية لمجموعة من البشر يعيشون سوياً وقد تصيب حيواناتهم أيضاً! فمثلاً عندما يتواجد المرأ في بيئة تنتشر فيها مشاعر ( وذبذبات الأمخاخ والعقول الأخرى المحيطة) مُحملة بالإكتئاب مثل بيئة الجنازات أو المصحات النفسية ؛ هذه المشاعر تجتاح مخ أي أحد يتواجد في هذا المكان ويرجع بيته وهو في حالة نفسية مُحطمة مُحملة بالإكتئاب والحزن والتدهور!

فهناك تواصل غير مرئي، ربما تستشعره بعض الأجهزة في المستقبل، بين أمخاخ وعقول الكائنات المتواجدة في مكان واحد... وهذا التواصل مسئول عن حالة التشابه الشعوري وأحيانا العقلي الموجودة بينهم! هذا التواصل موجود في أي بيئة حية بين الحيوانات وبين النباتات بأنواعهها وبين البشر ... نوع من التواصل غريب لكن الوصلات العصبية بين الخلايا بعضها وبعض هي المسئولة عن هذا التواصل! فوجودك في بيئة نباتية أو حيوانية هادئة يبعث لك الشعور بالطمأنينة والأمان... رغم إضطراب مشاعرك من جراء ما يحدث لك في مجتمعك الفعلي... والعكس بالعكس! فوجودك في بيئة إفتراس أو قتل أو ذبح أضحيات قد يَقلب كيانك الشعوري من الهدوء والطمأنينة الى التهديد والإضطراب!

هذا التواصل يمكن أن تتطلق عليه (الحياة) ، (الطبيعة)، أو ( الإله)... الذي به نحيا ونتحرك ونوجد... أو هو يحيا بنا ويتحرك ويوجد!!! فعقول أو أمخاخ كافة الكائنات الحية في أي مكان تمثل إله هذا المكان... فمتوسط ذكاء هذه الكائنات ومدى قوة تفكيرها وتعقلها... أو مدى تواصل عقول هذه الكائنات وبعضها البعض... يُمثل الإله الذي يجب أن يُعبد في هذا المكان!!! فنحن جزءً من الإله الذي يحتوينا في هذا الجزء من الكرة الأرضية فبه وبنا يحيا ويتحرك هذا الإله ويوجد!!!

فمن الأمور التي تثبت هذه الأفكار حالات التمني والتوقع الإيجابي التي غالباً ما تتحقق ... فحينما يكون أمر ما هو الشغل الشاغل لعقل إنسان، دائم التفكير فيه، فمخ هذا الإنسان يطلق موجات وذبذبات في الجو والبيئة المحيطة تتلقاها العقول المتشابهة مع عقل هذا الإنسان ... وبطريقة لا إرادية وغير مقصودة يمهدون الدرب لتحقيق ما يتمناه المرأ ويتوقعه!

وأيضا الأحلام والرؤى التي تملأ الكتب في مختلف الأديان ... هي بمثابة أمور من كثرة تفكير المرأ فيها ... جاءته في أحلامه كرؤى غير مُحققة تنتظر التحقيق في العالم الواقعي ... ويتعاون مخ المرء مع عقول المفكرين والمبدعين من حوله - لا إراديا – في تحقيق هذه الأحلام التي تنتاب هذا الإنسان كثيراً من جراء إنشغاله الدائم بمحتوى هذه الأحلام!

فحينما تريد النجاح والسعادة في حياتك فقط تأمل في ذلك وفكر فيه وتوقعه من كل خلايا قلبك ... فأنت مجرد خلية في مخ الطبيعة ( أو الإله) وسيجيبك ويجلب لك ما تريد من باقي خلايا ذلك الكائن... أي من باقي البشر القاطنين من حولك! وقد تأتيك الإجابة من بلد أخر! فعقلك ربما يكون قد تواصل مع عقول من بلاد أخرى! فقط تحلى بالإيجابية ودائماً توقع الخير وسيأتيك من أي مكان!

وحالات الشفاء النفسي أو الجسمي الغير مفهومة لدى البعض ... قد يكون لهذا الإيمان التوقعي الإيجابي للفرد المريض أو للأفراد المُحيطين به على هيئة صلوات أو دعوات أو أمنيات هو المسئول عن جلب المعونة من باقي العقول القوية المحيطة بهذه البيئة الطبيعية ... حتى تسيطر عقولهم على المجريات الفسيولوجية في عقل وجسم المريض فيحدث الشفاء اللحظي أو بعد حين!


وأيضا هناك ما يثبت ما أحاول تبريره هنا وهو أن هناك أفكار ونظريات وأحيانا إختراعات قد تنتاب أكثر من واحد في وقت واحد في أماكن متفرقة بدون أي مقابلة بينهم! وهذا حدث مع إختراع التليفون وأمور أخرى كثيرة في التاريخ!


وبذلك فالعقول البراقة الذكية في أي مجتمع هي المسئولة عن تحضره وتقدمه وخلو مجتمع ما من أناس فلاسفة وعلماء كافي لجعله خلف ركاب الدول! فوجود شخص واحد – فقط وجوده!- يتصف بالهدوء والتعقل؛ قد يُعقل ويهدأ مجتمع صاخب أصابته الفرقة والتنازع حتى بدون أن ينبت بكلمة!!! فوجودك في أسرتك و مجتمعك له تأثيره الإيجابي / أو السلبي أردت أو لم ترد على من هم حولك!


وكما يمكن أن تكون هناك بعض الخلايا الخبيثة في جسد أي كائن حي قد تكون المسئولة عن موته ودماره ... ربما يوجد بعض الخلايا الحياتية ( أو الكائنات) الخبيثة في جسد طبيعة أي مجتمع وجب إستئصالها سريعاً وإلا قد تكون هي المسئولة عن موت الكثيرين في هذا المجتمع! وهذا يفسر حالات الإعدام أو إبادة بعض القبائل البربرية التي تهدد الكيان الحضاري للكرة الأرضية بإجماع من الضمير الجمعي البشري!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - معك حق
ماجدة منصور ( 2017 / 9 / 7 - 10:15 )
التواجد في بيئة إيجابية منتجة و فاعلة و محبة..يجعلك أشد صفاءا و تماسكا...هذا حقيقي و واقع أعيشه0
أتمنى أن لا تبخل علينا بشرح إيمانك الجديد0
احترامي

اخر الافلام

.. 90-Al-Baqarah


.. مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى وسلطات الاحتلال تغلق ا




.. المقاومة الإسلامية في لبنان تكثف من عملياتهاعلى جبهة الإسناد


.. يديعوت أحرونوت: أميركا قد تتراجع عن فرض عقوبات ضد -نتساح يهو




.. الأرجنتين تلاحق وزيرا إيرانيا بتهمة تفجير مركز يهودي