الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ويلفريد أوين: عبث

أنطونيوس نبيل

2017 / 9 / 6
الادب والفن




1.

احمِلُوه إلى الشَّمسِ؛
فلمستُها الحَنونُ
قد أيقظتْهُ مِن قبلُ
في الوطنِ،
هامسةً لهُ بحقولٍ
تشتهي تَمامَ غَرْسِها.

احمِلُوه إلى الشَّمسِ؛
فهي لم تغفلْ يومًا،
حتَّى في ساحةِ الوغى،
عن أن تَمُدَّ أناملَها الرَّهيفةَ؛
لتنفضَ عنهُ غبارَ الغفوةِ.

إلى أن جاءَ هذا الصباحُ،
وبين كفيهِ ركامٌ
مِن أكفانِ الصَّقيع.

إن كانَ هنالك شيءٌ
بمقدورِهِ أن يبعثَه مِن رقدتِهِ،
فليسَ إلا هذي الشَّمسَ الرَّءُومَ
المُترَعةَ أثداءَها مُنْذُ الأزلِ
بحَليبِ الرَّحمةِ.

2.

تأملوا الشَّمسَ
كيف تُوقظُ البِذارَ بلا كللٍ،
تأملوها
كيف نفختْ مِن رُوحِها
في رَحِمِ الحَمإِ المسنون.

هذي الأطرافُ
المصقولةُ
بعنايةٍ بالغةٍ بليغة،
أيُعقلُ أن يستحيلَ على الشَّمسِ
أن تبعثَها مِن رقدتِها؟

هذان الجنبان
المُفعمان بالأعصابِ
والقابضان
على رَمَقٍ مِن الدِّفءِ،
أيعقلُ أن يستحيلَ على الشَّمسِ
أن تبعثَهما مِن سُباتِهما؟

أمِن أجلِ هذا الموتِ
صارَ للصلصالِ حياةٌ؟

آهٍ، في البدءِ كانَ الصمتُ،
فلِمَ تحمَّلتِ الشَّمسُ الرَّعناءُ
مشقةَ أن تُؤرِّقَ الأرضَ
بأظفارِ شُعاعِها
مِن غفوتِها؟
أمِن أجلِ هذا؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جيران الفنان صلاح السعدنى : مش هيتعوض تانى راجل متواضع كان ب


.. ربنا يرحمك يا أرابيسك .. لقطات خاصة للفنان صلاح السعدنى قبل




.. آخر ظهور للفنان الراحل صلاح السعدني.. شوف قال إيه عن جيل الف


.. الحلقة السابعة لبرنامج على ضفاف المعرفة - لقاء مع الشاعر حسي




.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال