الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصيدة الدولة

سائد أبو عبيد

2017 / 9 / 7
الادب والفن


الشاعر - سائد أبو عبيد
قصيدة الدولة
الدولة

حلمُ الثورةِ في أوطاني ان تنجبَ طفلتَها السمراءَ الدولةْ ..
فتمشطُها كفُ الشمسِ يعطرُها زهرُ الوادي
أكتافُ الجبلِ الموشومِ بوجهِ الفلهْ
وتكحلُها الجداتُ
تغني النسوةُ من فرحٍ
فنغني..
ترقصُ أفراسُ الخيالةِ في وادينا
تحتَ الشمسِ
بوجهِ الشمسِ
وفوقَ الشمسْ
تأتي من صفدَ إلى الأقصى
تعبرُ مع انسامِ البحرِ بيافا
تشربُ من نبعٍ في الرملة ْ

سيفيقُ النايُ لضحكتنا
نُنْشِدُ لحنَ بلادي
نعلي علمَ الأرضِ الحرةْ
ينهضُ من اجداثِ الموتِ يغني
كلُّ شهيدٍ
كلُّ أسيرٍ خطَّ على الجدرانِ السوداءِ بكفٍ أبيضَ
إسمَ
ورسمَ
وحدَ الدولةْ ..

يا مولاتي يا سيدتي الأرض الحبلى ..
هذا حُلُمي ..
حُلُمُ العشاقِ ..
فقومي
ننسى موجعَنا
وضياعَاً يهزمُنا فينا ..
ننهي هذا الحدَ الفاصلَ بين الضفةِ والكتفِ المبتورِ بغزهْ ..
ما بين مدينةْ ومدينةْ ..
بينَ اصابعِنِا
ضاقت أحلامي في وطني
واللهفةُ تكويها اللهفة ْ
فبأيِ جنونٍ نعلنُها للعالمِ نملكُها الدولةْ؟!

الدولةُ تبكي سيدتي
والنكبةُ ما زالت نكبةْ
والنكسةُ تطرقُ ابوابي
تخدشُ قلبي
وجهَ سحابي
هل نحيا حقاً في الدولةْ ؟!

نقتسمُ الوهمَ لنصفينِ ..
غزةْ والاخرَ رام اللهْ ..

فأنا تعصُرني خيباتي وتنكسُني ..
مخزيٌ من وصفِ الحالةْ ..

وأنا اتنقلُ في وطني الهاجسُ يلحقُ خُطُواتي ..
والحاجزُ يوقفُ خُطُواتي ..
فيفتشني أزرعَ صبرا ..
يصلبُني اتنهدُ قهرا ..
يحجزُني اتحرقُ جمرا ..
يشتُمُني
جنديٌ من تحتِ حذائي
والآمرُ في شأنِ الدولةْ
يا سيدتي هذا قهري والحالةُ تذبحُها الحالةْ
في أي جنونٍ نحياها احلاماً لا تحمي وردةْ ؟!!
او قطفةَ نعناعٍ طَلَعتْ في حوضِ البيتِ فداستها عجلاتُ العربةْ ..!
سقطت من أجفانِ الوردةِ دمعةْ ..
انفجرت بالدمعِ الساخنِ مقلةْ..

قد صحتُ ,,الشيك يحاصرُني
صحتُ,,, الشيك يحاصرُني
وأصيحُ ,,الشيك يحاصرُني
ويحاصرُني
يخنقُني ..
يفتحُ جيبي ..
يقفلُ جيبي ..
يغتالُ الرعشةَ من قلمي ..
يعصرُ قلبي خلفَ قميصي ..
يعلي او يهبطَ احساسي ..
يوجعُني بالمخلبِ ..
يغرسُهُ جهرا في قلبي ..
ابكي في صمتٍ يحرِقُني ..
وأسبُ الخذلانَ العربي ..
غضبي في رأسي مشتعلٌ ..
من اطفأَ في رأسي الشُعلة؟! ..

وانا أَذرِفُ دمعَ الخيبةِ ..
والسيدُ يخطبُ مبتسما ..
ان الدولةَ في كفيهِ ..
يقلبها
ويعطرها بالنفط العربي ..
يلبسها ثوبا من لندن ..
قبعة تبدو روسية ..
ريشتها من ديك فحل في باريسْ
يشربها من كأس صلب من امريكا
فتسب الدولةْ......... وتصيح ..
عريني من كذبِ الدولةِ
قل لي هل انهيتَ الجولةْ ..
يسكتها
لا تفشِ السرَّ وما يكوي صدري
فانا وسط العالم هذا
شخص لا يملك شيئا ..
فاغضب وارفع رأسك يا ابن الحرة ..
واصعد نحو الشمسِ شموخا ..
لم نحيَ يوما في السفلى
لن نحيا يوما بالسفلى
هذا الرأسُ شبيهُ الشمسِ
ولا يهزُمُهُ ليلُ اليأسْ ..
نزرعُها في القلبِ الجملةَ يا سيدتي ..
تخفقُ
تخفقُ
تخفقُ في الشريان الجملةْ ..
يتدفقُ حباً لبلادي ..
نحملُها
ونسيجُها القلبَ الدولةْ
لو قتلوا الأطفالَ الرضعْ
لو كسروا العكازَ بنيرانِ الرشاشِ المَدفعْ
لن نركعْ ..
لو كسروا الاطرافَ ستبقى ..
لو قلعوا الابصارَ ستبقى..
لو غرسوا الخنجرَ في الاضلاعِ ستبقى
لو واروا الاجسادَ بأجداثِ الموتى فستبقى
ننهضُ مثلَ أغاني الحبِ وتبقى
تبقى في صدرِ العشاقِ الدولةْ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ربنا يرحمك يا أرابيسك .. لقطات خاصة للفنان صلاح السعدنى قبل


.. آخر ظهور للفنان الراحل صلاح السعدني.. شوف قال إيه عن جيل الف




.. الحلقة السابعة لبرنامج على ضفاف المعرفة - لقاء مع الشاعر حسي


.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال




.. االموت يغيب الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81