الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
نظام الأسد بين الإنكسار والإنتصار
محمد أحمد الزعبي
2017 / 9 / 8مواضيع وابحاث سياسية
نظام الأسد بين الإنكسار والانتصار
د. محمد آحمد الزعبي
06:09:2017
بين الإزالة والإزاحة (ت 6.2.17 )
في محاولتنا لتحديد مفهومي الانكسار والانتصار يمكن لنا ـ كما يقول المثل الشعبي ـ أن نضرب عصفورين اثنين بحجر واحد ، بمعنى أن نحدد مضمون المفهومين الانتصار والانكسار ( المذكورين في عنوان هذه المقالة ) ، من خلال ربطهما بمفهومين سسيولوجيين آخرين ، أكثر وضوحاً وأقل تشاكلاً وإشكالاً هما مفهوما الإزالة والإزاحة .
فإزالة نظام عائلة الآسد مثلاً تقتضي ليس فقط أن يحمل بشار الآسد زوجته وأبناءه والمتنفعين والمتنفذين من عائلته على كتفيه ويرحل إلى حيث ألقت ... ، وإنما تقتضي أيضاً تدمير وإزالة الأسس والأعمدة التي ارتكز ويرتكزعليها هذا النظام ،ألا وهي " الطائفية " بعناصرها ومستوياتها الثلاثة ( العسكري ، والأمني ، والسياسي ) ، أو بتعبير آخر ، إزالة العناصر والأسباب التي سمحت لعائلة الأسد أن تحكم وتتحكم بمصير الشعب السوري من عام 1970( إن لم يكن قبل ذلك ) وحتى يومنا هذا ، سواء بنفسها ( حافظ وبشار ) أو بغيرها ( إيران وحزب الله وروسيا ) . أما الإزاحة فتقتضي ، إزاحة ذلك المثلث الطائفي ( السياسي ، العسكري ، الأمني ) إيّاه عن طريق الممارسة الديموقراطية للشعب بكل مكوناته الاجتماعية ، الأكثرية منها والأقليات ، بحيث يوضع الرجل المناسب في المكان المناسب ، وهو مايتمثل اليوم بالمطلب الشعبي الذي بات معروفاً ب (جنيف1) أي بتشكيل " هيئة حكم سياسية كاملة الصلاحية " ينزاح بواسطتها كابوس الطائفية عن كاهل وصدر الشعب السوري ، ويسمح بعودة الحياة الديموقراطية الحقيقية والسلمية إلى " الجمهورية العربية السورية " ولاسيما ، التعددية بكل أبعادهما السياسية والاقتصادية والثقافية ، ولايهم بعدها ، ووفق هذا المفهوم ل " الإزاحة " من يرحل ومن يبقى من عائلة الأسد ونظامها وبمن فيهم بشار الأسد نفسه .
إن العصبية والعنصرية بمختلف أشكالهما وأنواعهما ودرجاتهما(الطائفية، القبلية ، الجهوية المذهبية ، القومية. ، العنصرية ... الخ ) هي مفسدة للحياة الديموقراطية في المجتمعات البشريرية كلها ، وبما فيها المجتمع السوري ، بل إنها( العصبية) المرض الخبيث الذي يتوقف التطور الديموقراطي الحقيقي في مجتمعاتنا العربية ومنها مجتمعنا السوري، على استئصاله من جذوره . إن مفهوم ال " إزاحة " يتعادل ويتكافؤ ، واقع الحال ، مع مفهومي " الحرية والكرامة " اللذين كانا منذ اليوم الأول لثورة آذار 2011 المجيدة هما المنطلق الجوهري والأساسي والأخلاقي لهذه الثورة ، كما ويتعادل ويتكافؤ أيضاً مع شعار " الشعب يريد إسقاط النظام " الذي اقتضته وتقتضيه الممارسة العملية الثورية بوصفه ( إسقاط النظام) الممر الإجباري والذي لاغنى عنه للوصول إلى شاطئ الحريّة والكرامة المنشودين .
إن اعتمادنا في تحديد الإشكالية التي تعاني منها ثورة 18 آذار 2011 السورية على مفهوم " الإزاحة " بدلاً من " الإزالة " فلأنه يبقي الأبواب والنوافذ والمنافذ مفتوحة بين الرأي و الرأي الآخر ، ويضع شعار أن " الخلاف في الرأي لايفسد للود قضية " موضع التطبيق العملي . ولا أراني بحاجة هناإلى أن أشير إلى الفارق الفعلي بين مفهومي الخلاف والاختلاف في الرأي ، من حيث أن المفهوم الأول ( الخلاف في الرأي ) هو الذي لا تفسد معه قضية الود ، وهو مالا ينطبق على المفهوم الثاني (الاختلاف في الرأي ) الذي يمكن أن يفسد معه ود هذه القضية ، كما نراه نحن من جهتنا .
إن انتصار ثورة آذار 2011 لابد أن يعني نظرياً وعملياً ، رسوخ مفاهيم مثلث : المواطنة والعدالة والحريّة بعد ( إزالة أو إزاحة ) النظام ، بينما يعني الانهزام والانكسار ، غياب هذا المثلث الذهبي ، فيما بات معروفاً ب ( اليوم التالي )the day after .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الشيف عمر يجهز أشهى برياني وكبسة ومندي شغل أبو راتب ????
.. الذيل أو الذنَب.. كيف فقده الإنسان والقردة قبل ملايين السنين
.. في تونس.. -الانجراف- الاستبدادي للسلطة يثير قلق المعارضين •
.. مسؤول أميركي: واشنطن تنسق مع الشركاء بشأن سيناريوهات حكم غزة
.. إسرائيل تعلن القضاء على نائب قائد وحدة الصواريخ في حزب الله