الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المجلس الوطني الكردي - ازمة قيادة ام ازمة خطاب

علي مسلم

2017 / 9 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


المجلس الوطني الكردي ازمة قيادة ام ازمة خطاب
"عندما تفقد المؤسسة السياسية قدرتها على التجديد والمقاربة سوف تفقد بالضرورة قدرتها على تجسيد المشروع السياسي الذي خرج من اجله على ارض الواقع وستتحول بفعل الزمن الى ما يشبه النادي الاجتماعي الذي ينحصر جلً اهتمامه في الحفاظ على مصالح البعض من اعضائه سالمين غانمين ليس الا .."
بالرغم من التحولات العميقة التي طرأت على مسار الحراك في سوريا خلال السنوات السبع الماضية سيما في جانب التدويل الكلي للازمة السورية وخروجها من قبضة النظام لم يستطع المجلس الوطني الكردي التكيف بأي شكل من الاشكال مع مجمل هذه المستجدات والتحولات وبقي اسير الانفعالات المشتتة ليس من جانب فشله في طرح المشروع السياسي اللازم فحسب بل طال ايضاً بنيته التنظيمية القائمة هذه البنية الهشة التي ساهمت الى حد بعيد في ترتيب خروجه المتسارع من المشهد السياسي فكل اللجان والمؤسسات التي انبثقت عنه بدءاً من امانته العامة وممثليه في مؤسسات المعارضة السورية ولجنة العلاقات الخارجية التابعة له وكل لجان المتابعة والتنسيق لم يستطع الخروج من دائرة الهيمنة المتهالكة والمتآكلة فالمجلس الوطني الكردي منذ نشأته اواخر عام 2011 لم يتسنى له فرصة التحرر من هيمنة بعض الشخوص غير الفاعلة والذين ما زالوا يحلقون في دائرة الفراغ اللامتناهي كالجسم الذي فقد القدرة على الاقتراب من المركز نتيجة انعدام الجاذبية وغياب الوزن ، بالرغم من اتاحة المجال امامه للعب دور مهم وريادي ليس في الوسط الكردي فقط بل ضمن الوسط الوطني السوري أيضاً ...!
ولم تكن مصادفة اغترابه عما يجري في دهاليز السياسة والقرار سواء في جنيف أو استانة أو باقي المحطات الدولية التي تناولت الشأن السوري وكذلك تخلفه عن ركب ما يجري في الداخل السوري واغترابه عن لعب أي دور فاعل في قلب المناطق التاريخية للشعب الكردي ناهيك عن فقدان اية فرصة حقيقة للعمل على عودة الفارين من الموت والفوضى نحو دول الشتات والمنفى فدائماً المقدمات تقود الى النتائج وما من نتيجة عندما تغيب المقدمات الصحيحة .
وقد تعرض المجلس لانتكاسات عديدة في مسار نضاله خلال السنوات التي اعقبت نشأته بدءاً من اخفاقه في التوصل الى صيغة توافقية واضحة مع حلفائه في المعارضة السورية حول ماهية الحق الكردي في سوريا ومروراً بإخفاقه في اقناع المجتمع الدولي خصوصاً أقطاب القوة العالمية في مشروعية نضاله وتسويق مشروعه السياسي ومبررات وجوده بالرغم من امتلاكه لمجمل اسباب القوة .
الى جانب كل ذلك فشل المجلس فشلاً ذريعا في اقناع حلفائه في الداخل بما في ذلك ائتلاف قوى المعارضة وباقي المنصات المماثلة واصدقائه في الخارج بأنه يمثل ولو جزء من تطلعات الشارع الكردي سياسياً لذلك كنا نجد ان ممثل الامم المتحدة ستيفان ديمستورا وكذلك الجانب الروسي كانوا وما زالوا يصرون على تمثيل الكرد في المحادثات الدولية بالرغم من الحضور المستمر لممثلي المجلس الوطني الكردي في مجمل المفاوضات الاممية التي خصت الازمة السورية وهذا يوحي بدون ادنى شك ان المجلس الوطني الكردي كان امام ازمة وكان من الواجب الوقوف عندها ومعالجتها والوقوف على اسبابها بدل الاستمرار على نفس التواتر غير المجدي في مسار عمله الدبلوماسي ، ففي الوقت الذي يجري التحضير الممنهج لإقصائه عن لعب أي دور في المفاوضات الاممية القادمة ما زال يترنح في فضاء غروره ويطالب المجتمع الدولي بأن يكون حضوره في المفاوضات القادمة ضمن سياق وفد مستقل في الرياض أو جنيف ضاربأ عرض الحائط مجمل القواعد الناظمة للمفاوضات وترتيبات الحضور كونه ما زال يمثل جزءاً لا يتجزأ من مكونات ائتلاف قوى المعارضة ولا يحق له بأي شكل من الاشكال التقدم بهكذا مطلب وهو بذلك يضع المسمار الاخير في نعشه حيث ان البديل السياسي بات جاهزاً وينتظر اشارة البدء وكل المؤشرات تتجه نحو هذا الخيار ليس من جانب المختلفين معه فقط بل شمل ذلك بعض الاقطاب السياسية من داخل الائتلاف أيضاً ناهيك عن وجود رغبة امريكية ضمن نفس السياق .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اتساع رقعة الاحتجاجات في الجامعات الأمريكية للمطالبة بوقف فو


.. فريق تطوعي يذكر بأسماء الأطفال الذين استشهدوا في حرب غزة




.. المرصد الأورومتوسطي يُحذّر من اتساع رقعة الأمراض المعدية في


.. رغم إغلاق بوابات جامعة كولومبيا بالأقفال.. لليوم السابع على




.. أخبار الصباح | مجلس الشيوخ الأميركي يقر إرسال مساعدات لإسرائ