الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا تعود

حيدر محمد الوائلي

2017 / 9 / 14
الادب والفن


لا تعود

حيدر محمد الوائلي
[email protected]

لا تعود
قبرك محفور موجود
ستدفن فيه الذكريات
بعدما تبصق بوجوه كثيرة
وتحرق الكتب القديمة
وترفس لافتة مكتب سماحته
ستهين فضيلة الاستاذ
تلك الايادي البيضاء
صارت حالكة سوداء
ياوَلَدي طريقك مسدود

آه يا جرح السنين
قد مرّ أمامي
موكب حمايته العتيد
ياليتني لم أره
صاح بي مسلحٌ من زبانيته انتبه
حاذر...
قف...
انتبه
فانتبهت لذكريات مضت
سنين المِحنة وأيام الحصار
كان زاهدا لانه لم يملك
فلما مَلك سال بالدم أبطح
ركب السلطة
طار بها عالياً
يرى الناس صغارا
وهم يرونه كبيراً جداً
يهتفون له من مساكنهم المنهارة
يركضون له مبايعين في شوارعهم البائسة
أن الجرح عميق
اضغط عليه فيدك ضماتدك الاخيرة
دوى صوت يُسْمِعني
يهتف بيّ
يصرخ من ورائي عليّ
اضغط على جرحك فيدك ضمادتك الاخيرة
ومن ثم اختفى
غطى وجهه بين زحام الروؤس
كانت رؤوس قد أينعت
إرتفعت ناظرة فاستمتعت
انتخبوهم وهم فاشلين
اعادوا انتخابهم وهم فاسدين
وأعادوا انتخابهم فاشلين وفاسدين
هذه الجماهير تهتف وهي منومة
ناظرة موكب سياراته الفاخرة
تتحرك ذات اليمين وذات الشمال
لترى بشكلٍ أفضل بركات ماتبقى من سير سيارات الحماية
لم أعرف الصارخ فيّ
ليس الصوت غريبٌ عليّ
خاف مني أن أعرفه
وخفت منه أن عَرَفني
سيصب دمي لو عرفوني
يارب الوطن المسلوب اخاف ان كانوا رأوني
يارب الوطن المسروق أغثني فقد مسكوني
حدوا حدود
بنوا سدود
ومن خلف جدار القصر هتاف وحشود
لن يصل اليهم صوتك ياهذا المفقود
قطعوا يدي أن كتبت ضميرها
والسارقين يدهم الطولى
تطول كل يوم
باقية وتتمدد
تلتف كثعبان يعصر فريسته
وتتركها مهشّمة
يأكلها الدود








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحلقة السابعة لبرنامج على ضفاف المعرفة - لقاء مع الشاعر حسي


.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال




.. االموت يغيب الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81


.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد




.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه