الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكردي التائه بين شرق يصادر حقوقه وغرب يتاجر بها

حواس محمود

2017 / 9 / 24
مواضيع وابحاث سياسية




الكردي التائه بين شرق يصادر حقوقه وغرب يتاجر بها
حواس محمود
الكردي - الفرد بدلالة الجمع – وهو يبحث دوما عن مخرج من ازمته الوجودية الكبرى ، اذ هو ما انفك وجد نفسه يعيش في أربعة أجزاء مقسمة لكردستان على أربع دول في الشرق الأوسط ، شاءت سخريات القدر أو تحصيل حاصل توازنات القوى ان يتلظى بنيران وسيف الدول المذكورة معاناة ، فقرا وتمييزا ، قتلا وتشريدا واهانة ، وحطا من الكرامة ، وكل اشكال الظلم السياسي والاجتماعي والاقتصادي ، منذ اكثر من قرن تقريبا والكردي يبحث عن مخرج من حالته الاخطبوطية وهو لا يجد الا قبض الريح ، عند أي حركة صغيرة او كبيرة للخروج من حالة الاضطهاد المزمن تكون الأنظمة الأربعة له بالمرصاد ، رغم خسارة الكرد وخسارة الشعوب التي يتعايش معها فإن حقوق الكرد مصادرة من قبل هذه الانظمة التي لا تعترف بها ويبقى الكرد في حالة جحيمية فظيعة وكأنهم يدورون في متاهة لا منفذ لها للخروج ، تماما كما الطير الذي زج في قفص رغما عنه والصياد ينظر اليه مبتسما مرحا فرحا بمجالداته ومحاولاته ومكابداته للخروج من سجنه دون جدوى !
هذه هي حال الكرد مع الأنظمة التي تقتسم كردستان ، فتتكون لديه ردة فعل نكوصية وسلبية بحيث يتعصب لقوميته أكثر عندما لا يجد – الا نادرا – من ينصره في حقه المشروع في التحدث والغناء والكتابة والتعليم بلغته وإقامة كيانه الخاص به ووضع مؤسساته ودوائره ودساتيره الخاصة به كشعب معترف به إقليميا ودوليا
ماذا يفعل الكردي إزاء هذه الحالة الانكارية لحقوقه القومية ، بصورة طبيعية يلجأ الى الغرب ، الغرب الذي قسم كردستان بين الدول التي يخضع لقمعها وسيطرتها فماذا يحصل ؟
الغرب يحاول الاستفادة من التجاء الاكراد اليه فيستخدمهم كورقة ضاغطة على العرب الفرس والترك ، وهي ورقة رابحة ومفيدة له متى شعر انه بحاجة اليها لاستخدامها ضد نظام من أنظمة الدول المغتصبة لكردستان .
وللكرد تجربة غنية في هذا المجال قريبا في التاريخ اتفاقية الجزائر بين العراق احمد حسن البكر وشاه ايران بالجزائر 5 اذار 1975 التي نصت ان تتوقف ايران عن امداد كرد العراق بالسلاح مقابل تسليم شط العرب الى ايران مما اجهض الحلم الكردي في العراق والتجأ البارزاني قائد الثورة الكردية حينئذ الى ايران وتكبد الكرد خسارة فادحة نتيجة التقاء المصالح الدولية مع المصالح الإقليمية في تلك الفترة – وقبل ذلك ما حصل لجمهورية مهاباد الكردية في ايران وسقوطها نتيجة انسحاب الجيش الروسي من كردستان ايران ابان الحرب العالمية الثانية 1946 واعدام رئيس الجمهورية القاضي محمد .
والآن ما نشهده ربما يعتبر عودة للتاريخ وايذانا بتكرار نفس التجربة مع تغير المرحلة التاريخية لكن دون اخذ الكرد العبر من التاريخ !، بحيث ان الخطأ التاريخي يعود للظهور مرة لا بل مرات أخرى ، والسبب أن القيادات السياسية الكردية لم تتعلم الدرس الكردي بعدم الاعتماد على الأنظمة الغاصبة لكردستان / ، لنسأل ما ذا يحصل ؟ الذي يحصل ان القيادات السياسية الكردية تحاول ان تعقد الصفقات مع احد الدول الغاصبة لكردستان مقابل تجميد الصراع الكردي مع نظام تلك الدولة او على حساب الشعب الكردي ضمن تلك الدولة وهذا كله يضعها تحت رحمة (ويجعلها تحتمي ب)- أحد الدول الغربية ، وهنا في حالتنا السورية تحتمي بأميركا وروسيا ، الدول الكبرى تستفيد من الأكراد في تحقيق أهدافها وخططها ، الآن داعش يتعرض للهجوم والضرب من قوات سورية الديموقراطية لكن بعد اخراج داعش من الرقة ودير الزور مثلا ماذا سيحصل ؟ ربما الأميركان لن يقدموا للكرد ما هم يريدونه ، أي ستتنكر لحقوقهم القومية ولا تساعدهم في نيلها ، بمعنى ستتاجر – كما تاجرت سابقا بهذه الحقوق وتتركهم تحت رحمة الدولة المعنية او تحت رحمة القوى الموجودة في الساحة وهذه مخاوف كبيرة بخاصة في الظرف الحالي وعفرين المدينة الكردية شمالي حلب التي تتعرض لتهديدات تركية مستمرة في ظل انسحاب الروس منها ، يشتم راهنا رائحة صفقة تركية روسية إيرانية بالتخلي عن الكرد من خلال حزب ال ب ي د وهذا متوقع وبخسائر باهظة الثمن ، مشكلة القيادات السياسية الكردية انها لا تلتفت للانتقادات السياسية والفكرية الصادرة من المسيسين الكرد ومثقفيهم .
لهذا فإن الكثير من العقلاء الكرد يحبسون انفاسهم إزاء ما سيحدث في المدى القريب والمتوسط في سورية ، لأن سيناريوهات عدة مطروحة منها فصل عفرين عن المناطق الكردية الأخرى لمنع قيام فيدرالية كردية تصل حدودها الى البحر الأبيض المتوسط .

..................








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غضب في تركيا من شيف سوري ظهر بالزي العسكري


.. بوركينا فاسو تطرد 3 دبلوماسيين فرنسيين




.. بايدن: فرضنا عقوبات جديدة على إيران لتحميل مسئولية الهجوم عل


.. «المطرة التاريخية» تتلف مزارع هورة عالي




.. ضربة إيران لإسرائيل: كيف غيرت قواعد اللعبة؟| بتوقيت برلين