الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فصل مو عالبال

جواد البياتي

2017 / 9 / 28
كتابات ساخرة


فصل مو عالبال
جواد البياتي
لا أعتقد ان ثمة شيء يستهوي الفئران على اقتحام حقيبتي فليس فيها غير الاوراق وبعض الكتب الخفيفة والاقلام وما أهل به لغير الله ، ولذلك فأنا مطمئن على سلامة اللوجستيا المتعلقة بعملي من حركات التحرش غير المبرر للفئران التي تجوب منزلنا في بعض المواسم حيث تتصدى لها الحاجة بإعلان الحرب الضروس عليها عن طريق عمل الكمائن والافخاخ وتهيئة كل العوامل اللوجستية الاخرى من نعالات واحذية وماسحات وبقايا الطابوق المستعمل من اجل تحجيمها في مواقعها ومنعها من التقرب لمناطق مفردات الحصة التموينية التي تحتفظ بها تحت الدرج أو التسلل الى المطبخ والعبث يأدواته والبحث عن بقايا الطعام في قعر القدور او ماتعلق منه في الطاوة التاريخية التي نسخت بفعل الاستعمال الطويل الذي تجاوز كثيرا العمر الافتراضي لأي وعاء منزلي يمكن ان تستخدمه ربة البيت الى وعاء شبيه بالطاسة .
في الصباح حملت حقيبتي كعادتي لأتجول بين الاماكن التي اجد فيها رزقي المعرفي والمادي وراحتي النفسية ، كان يشاركني في مقعد الكيا الخلفي إمرأة وسيمة في رابع ربيعها حسب تخميني وابنتها التي تشبهها الى حد ما ، ولعل نظرات الام الى غطاء حقيبتي خلق عندي فضولاً لأختلاس بعض النظرات اليها اختصارا للطريق وتخفيفا من الضيق الذي يسببه اختناق الشوارع ، وبدأت ببعض حركات الفات النظر بحثاً عن فرصة للتقرب منها والتودد اليها . وربما هي بداية لمغامرة جديدة قد تكون مسك الختام في هذا الجانب من حياتي التي لم اندم عليها رغم القساوة وبعض الهزائم في معارك المصير التي خضتها خلال عمري .
لاحظت ان الام قد لكزت ابنتها مشيرة بحركة من عينيها وحاجبيها الى غطاء حقيبتي فتلمست سحّاب بنطلوني بطريقة خفية ، صرخت الفتاة وتلتها الام بصرخة اعلى ، قفز شئ ما من حقيبتي ليستقر في حضن الأم ومنه الى حضن الفتاة ثم راح يتقافز بين احضان الراكبين في الكيا ، وتعالى الصراخ بين النساء والرجال الذين راح بعضهم يصرخ : عبوه ... عبوه اللهم استر .. الله اكبر ، اوقف السائق السيارة وسط الشارع وفر منها وهو يصرخ : عبوه ... عبوه تدافع الركاب للهروب بجلودهم فتساقطوا فوق بعضهم عند باب الكيا وعلى الشارع . وهرع من في الشارع للأبتعاد عن السيارة . اما انا فبقيت مندهشا ومتعجبا لما يجري ، نزلت بكل هدوء ثم نظرت الى السيارة فسحبني احد المارة من يدي بعنف : اركض يمعوّد راح تطك .. ابتعدت عن السيارة ولكنني ادركت قبل ان اغادر المكان انني كنت احتفظ بجيب حقيبتي ببعض قطع البسكويت والمكسرات التي اتناولها عند الحاجة .
اعتقد ان الفار قد اساء اختيار الوقت والمكان المناسب للظهور امام العالمين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي


.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل




.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج


.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما




.. حلقة #زمن لهذا الأسبوع مليئة بالحكايات والمواضيع المهمة مع ا