الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إستحالة الإستدلال تَهدي للإيمان

عاد بن ثمود

2017 / 10 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


إستحالة الإستدلال تَهدي للإيمان


الإيمان بظاهرة ما من الظواهر، يتطلّب منّا إثبات وقوعها بالبرهان و الدليل، و إلاّ عُدّت هذه الظاهرة لاغية و غير ذات مصداقية.

فمثلاً، ظاهرة موجات الجاذبية الكونية التي " تنبّأ " بوجودها ألبيرت إينشتاين قبل مائة عام بناءً على " تكهّنات" و حسابات فيزيائية، تمّ رصدها لأول مرّة بالدليل القاطع في فبراير-شباط 2016. بل تمّ رصدها لمرّتين أخريتين بعد ذلك، آخرها كانت في الشهر المنصرم، و بواسطة ثلاث مراصد و ليس فقط مرصد واحد (مرصدان في الولايات المتحدة الأمريكية و مرصد ثالث في إيطاليا)
و قد أعتبر هذا الإستدلال أهم حدث علمي في القرن الواحد و العشرين لحد الآن.

طيّب،

(نحن في انتظار زغلول النجار أو غيره حتّى يدلّنا على آية قرآنية كان لها السبق في إثبات وجود موجات الجاذبية الكونية، كما سبق أن أتحفنا بوجود النجم الطارق في القرآن... لسنا مستعجلين).

و على عكس ذلك، الإيمان بالظواهر الدينية لا يستوجب من " المؤمن " أن يطالب بالدليل على صحتها " حتى يطمئنّ قلبه " بل يترك عقله مُشْرَعاً لتلقّي كل أصناف المعجزات الأسطورية التي يستحيل إثبات وقوعها في الزمان و المكان.

و أوّل شيء يحرَّم على المؤمن مناقشته أو طلب الدليل على صحته، هو وجود الله نفسه.

ثمّ بعد ذلك، عدم الشك في أن الرسل و الأنبياء هم مبعوثون حقّاً من عند الله.

ثمّ بعد ذلك، عدم الشك فيما يقولونه، و في ما يدّعون الإتيان به من معجزات.

سلسلة لا تنتهي من المُسَلّمات، لا يرى المؤمن أدنى حرج في تقبّلها دفعة واحدة.

فهو لم يرَ إنشقاق البحر الأحمر بعصى موسى، و لا شاهد ناقة صالح تخرج من الصخر، و لا رأى محمداً يمتطي البراق، و لا سمع دويّ الصيحة التي أهلكت قوم ثمود، و لا سجّل ذبذبات الرجفة التي أخذت أهل مديَن فأصبحوا في ديارهم جاثمين...

لكنه رغم ذلك، يقضي عمره يهلّل و يكبّر لكل وميض بسيط يدلّه على أنه على صواب، كغريق يتشبث بقشّة في بحر متلاطم الأمواج، و في ذلك دليل على أنه غير واثق ممّا يؤمن به.

العلماء الذين أثبتوا صحة وجود موجات الجاذبية الكونية بالدليل و البرهان، نشروا ما توصّلوا إليه في مجلة علمية قيّمة و انتهى الأمر.

لم ينتشروا على وجه الأرض ليقيموا حَلَقات الوعظ و الإرشاد إلى نظرية النسبية، أو حاولوا إقناع الغوغاء من الناس بأنه – من الآن فصاعداً – يجب عليهم تصديق كل ما يتنبّؤون به في علوم الفيزياء و الكيمياء و الطب...

لا، إن الباب يظل مفتوحاً لنفي أو إثبات كل ما هو متداول من نظريات و أبحاث، بدون رمي الآخر بتهمة الخروج عن ملّة العلم الصحيح الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه، تنزيل من حكيمِ حميد.

هاذا هو الفرق بين عقل المؤمن المُستَسلِم للدّجل الربّاني و عقل العالم الباحث عن دليل قاطع بين ردهات المراصد و المختبرات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - إيمان كارثي
عاد بن ثمود ( 2017 / 10 / 2 - 21:24 )
المؤمنون يفتخرون بأنهم يؤمنون بمعتقداتهم بالرغم من غياب الأدلة على صحتها، و يُعزون ذلك لفضلٍ من الله و رسوله عليهم، و بأن أمور الغيب لا يعلمها إلاّ الله...
لكنهم يتناسون بأن الرسل و الأنبياء يعلمون الغيب كذلك.

مافيش منطق خالص في عقل المؤمن
كارثة تمشي على رجلين


2 - بالصدفة: جائزة نوبل للفيزياء في موضوع المقال
عاد بن ثمود ( 2017 / 10 / 3 - 13:30 )
بالصدفة: جائزة نوبل للفيزياء في موضوع المقال

تم الكشف اليوم عن أسماء الفائزين بجائزة نوبل للفيزياء لسنة 2017.

و لحسن الصدف أو مكرها، فقد فاز ثلاثة علماء فيزيائيين بجائزة نوبل للفيزياء لهذه السنة و ذلك لمساهمتهم في الرصد المباشر لأمواج الجاذبية بواسطة مرصد -ليغو-

(للإشارة فقط، فليس من ضمنهم زغلول النجار)


3 - و ما لكَ أنت و ما لزغلول النجار؟
عاد بن ثمود ( 2017 / 10 / 3 - 13:42 )

قد يقول قائل: و ما لكَ أنت و ما لزغلول النجار؟

أمثال هؤلاء لا يكفّون عن التبجّح على القنوات بعلمهم الغزير في الكشف عن المعجزات التي يزخر بها القرآن، فيُضلّون بتدليسهم سُذّج القوم ممّن سلّموا مفاتيح عقولهم لهؤلاء الشيوخ يعيثون فيها فساداً.


4 - مؤامرة على علماء الأُمَّة
بارباروسا آكيم ( 2017 / 10 / 3 - 14:45 )
لا حول ولا قوة إِلا بالله

معقولة !!

يعني الزنداني والكحيل وزغلول لم يأخذوا أَي جائزة !!!

كيف يحصل هذا ؟ ، والله هذه مؤامرة من الغرب الكافر

يعني زغلول الذي إِكتشف فوائد السواك للجهاز العصبي
والزنداني الذي اكتشف فتوى النفاس و الحيض على المريخ
والقرضاوي مكتشف فوائد نكاح البغبغان الميت
ومجمع الملك فهد للإعجاز الذي إكتشف فوائد بول البعير في علاج السرطان والشخير
لم تُذكر أَساميهم !!!

معلش .. إحنا بنتبهدل


5 - اللهم أرسل عليهم الصيحة و الرجفة
عاد بن ثمود ( 2017 / 10 / 3 - 15:24 )

خيوط المؤامرة واضحة للعيان أخي بارباروسا

حظنا منيّل و ما فيش حد ينصفنا من هؤلاء المتزندقين أتباع اليهودي إينشتاين و
الدجّال نوبل الذي كان يمارس سحر هاروت و ماروت لعنهم الله جميعاً.


اللهم ثبّط تجاربهم

اللهم أرسل عليهم الصيحة و الرجفة فيصبحوا في مراصدهم جاثمين.


6 - بن باز
ركاش يناه ( 2017 / 10 / 3 - 20:19 )

بن باز
___

كلامك مظبوط و ماية ( 100 ) ماية ... العبرة بالنتائج ألعملية ، و تكرارها و بواسطة ثلاث مراصد و ليس فقط مرصد واحد (مرصدان في الولايات المتحدة الأمريكية و مرصد ثالث في إيطاليا)

ربنا يديك العمر الطويل و تشوف اليوم اللى يعلنوا فيه الطليان و الالمان و الامريكان ؛ ان الارض طلعت مسطحة

و ملك السويد يعلن فوز بن باز بجائزة نوبل

دى مصيبة سودة يا جدعان

.....


7 - ركاش يناه يرشّح -بن باز- للجائزة
عاد بن ثمود ( 2017 / 10 / 3 - 21:16 )

قد يفوز بالجائزة عالم أمريكي يحمل إسم
Ben Boaz

فيختلط الأمر على الإخوان في جزيرة العرب، و يخرجون عن بكرة أبيهم يهلّلون و يُحمدلون حتى مطلع الفجر.

اخر الافلام

.. لابيد: كل ما بقي هو عنف إرهابيين يهود خرجوا عن السيطرة وضياع


.. عام على حرب السودان.. كيف يعرقل تنظيم الإخوان جهود الحل؟ | #




.. خالد الجندي: المساجد تحولت إلى لوحة متناغمة من الإخلاص والدع


.. #shorts yyyuiiooo




.. عام على حرب السودان.. كيف يعرقل تنظيم الإخوان جهود الحل؟ | #