الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ندوب السفن او Nyimbo

عائشة جرو

2017 / 10 / 4
الادب والفن


ندوب السفن ...او Nyimbo

لا شيء يكسر صقيع الهواء
خارج موقف الحافلة رقم2 المهترىء
سوى نحيب رفيقتي الإفريقية Nyimbo » «نيمبو "
رغم الجلبة الدائبة من أجل لاشيء
على الساعة السادسة صباحا بموقف مسنانة بطنجة
جراحها طازجة كخبز ساخن في يد طالبة في عمق الباص
Nyimbo » «نيمبو " ودعت حبها في عرض البحر كما ودعتها بلادها
ركبت الموج انطلقت تقص روحها العباب، كما قص الفقر و الدبابات حقول الخيزران في قريتها ،
هجرها الحب و أفراد العائلة ، واستقبلتها الجراح بحفاوة ، كأن كل ذلك يختبىء بين لحمها و العظم،
فيزيد وزنها، ولا تخسر سوى الدمع والدم، الذي سال أسودا وعلمت خطاه الطريق ،
الى الكوخ القديم عبر حقول أشجار البامبو الحانية المنكسرة ألان فيها ولا قرنفل تحفر مساميره أصابعها ليسري في روحها الحب، ندوب السفن تسربه إلى فم الموت الهائل ...
كأنها حامل في السادس ...متى و الحب لم يتحقق ؟
والحبيب قفز وتبدد كبلادها في بحر البرابرة الجدد
ذاب كما أغنيات المهاجرين في سوق كاسا بارطا
" ندوب جديدة ستغوص عميقا، السفن المثقوبة بالغرقى تمر، ومع ذلك الساعة تدور ، ستطفو كما جثة حبيبي وبلادي على شاطئ ما"
قالت والحافلة تبتعد عن موقف الحافلة رقم 2 المهترىء وهي تصدح بأغان سوداء
ألوح لها بلا يد وأردد، الندوب كل الندوب قد تلتئم مع الوقت ولا تنسى
سيعلوها الصدأ كموقف الحافلات العمومية
ستشحب كجدران مدارس خربة
وتصفر كفستان عروس ضاع عريسها في حرب
ندوب الحب وحدها لا تنسى
كما أفعى لا تنسى ضحيتها
و كأغنيات بوب مارلي على محطة باردة لا تسند ظهرا من ملح
ندوب الحب ستقتحمك في منتصف أهزوجة إفريقية وأنت تلقن "الدارجة المغربية"
لامرأة معنفة من جنوب الصحراء !
ستشم جبينك تذكرك بوشم ريفي آخر
ندوب الحب لا تنطفئ وأنت تضرم النار في غابات الذكريات
لا تسيل ساخنة كما الدموع والدماء الحارة
لا تنقطع كماء أحياء المهاجرين المرمية على هامش هوامش المدينة المنسية
و مع أننا لم نقابل الحب قط في أي محطة باردة، لم يصافحنا يدا بيد، لم يسر في أعيننا ودمنا كما في الأغنيات الزنجية،
ولا حتى لوح لنا بمناديله مبللة من كوى سفن عميقة
ولم يأت إلينا بسلال شكولاطة التى تذكرنا بمخاط أطفال أفارقة
عمال في حقول الكاكاو ولم تذب في أفواههم الخشنة قطعة منها
لم نسمعه يشهق ،حين مسحنا غبار الصمت الكثيف، و لملمنا زجاج الكلمات المهشم ، وجدناه في تابوته القارب
مجمدا لاجئا مهاجرا الى بلاد أكثر موتا
يترك لنا ندوبه نجمعها في عكاز العميان ونمضي بها إلى نشيج أسرتنا نشيخ ولا تشيخ معنا، تظل خضراء طرية كجراح Nyimbo
في ذلك الصباح الطازج في موقف الباص المهترئء
حيث كتب الطالب رسالة للطالبة في آخر الحافلة:
" هو الحب كذبتنا الصادقة " ولم تظهر الندوب على السيلفي
سيهاجر أحدهما يوما من آجل الأخر دون أن تحملهما معا السفينة
سيرتطم قلب أحدهما بصخرة بلد آخر ما ، وسيطلق عليه رقم ما، وسيصدح بأشعار درويش في حافلة برقم اخر
وتدور عقارب الساعة رغم أن الباص يمر ويقف وسط كائنات لا مرئية ،كأنها وجوه الحب الواجمة، في محطات الصقيع المتآكلة ورغم أن السفن تثقبها ندوب الحب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الموسيقي طارق عبدالله ضيف مراسي - الخميس 18 نيسان/ أبريل 202


.. فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024




.. السجن 18 شهراً على مسؤولة الأسلحة في فيلم -راست-


.. وكالة مكافحة التجسس الصينية تكشف تفاصيل أبرز قضاياها في فيلم




.. فيلم شقو يحافظ على تصدره قائمة الإيراد اليومي ويحصد أمس 4.3