الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


- عندما يؤذي الشاعر نفسه-بقلم / مؤمن سمير

مؤمن سمير
شاعر وكاتب مصري

(Moemen Samir)

2017 / 10 / 6
الادب والفن


" عندما يؤذي الشاعر نفسه"بقلم / مؤمن سمير
جالَ عنوان هذه المقالة في خاطري بعد قراءتي لديوان " له علاقة بالمطر " للشاعر / أحمد إبراهيم جاد والصادر 2016 عن الهيئة المصرية العامة للكتاب ، وذلك لأننا وبسرعة نضطر إلى قسمة الديوان قسميْن متمايزيْن ، القسم الأول يحوي القصائد الثلاث الطوال نسبياً " مُحيِّرتي زماناً " ،" تميمة المغني " ، " دوائر السؤال "، والقسم الثاني ويحوي باقي قصائد الديوان وهي قصائد قصيرة ومتوسطة الطول تتراوح بين الصفحتين والثلاث. ويأتي التمايز بينهما في كون القسم الأول يصدر عن وعي شفاهي قديم يرى الشعر في اللغة التقريرية المباشرة وفي الشعارات الثورية التي تظن أن دورها النبوي هو أن تقوم بنفخ البوق لتهب الجماهير العريضة من سباتها وفي الروح الوطنية التي لا تحيا ولا تتنفس إلا تحت التكلف والتصنع وبالتالي فالتعبير بلغة الشعرسوف لا يكون إلا بالصوت العالي الذي يخفف نفسه من الفنية شيئاً فشيئاً إلى أن تنتفي تماماً ويعتاد المتلقي غيابها باعتبارها غير هامة وزائدة وليست مقصودة لذاتها مادامت الرسالة قد وصلت والنتيجة قد آبت لبيتها الدافئ والكفاح قد أتى ثماره وانتصرنا على أعداءنا واجتمعت الأمة العربية تحت راية واحدة خفاقة عالية " بوحدة لا يغلبها غلاب " وصار كل منا صلاح الدين وتحت منه فرسه الأشهب الذي يحمحم في الفضاء فتنكسر شوكة إسرائيل ويرعوي كل من يفكر في لمس شارب العربي الجبار ويخذله الله ويذله فيموت من ساعته !!يقول الشاعر :صحراؤنا نادت/فكان هديرنا/ لبيكِ/نزرعُ كل شبرٍ قنبلة .أو يقول : كذلك قد أعزَّ اللهُ/ جندَهْ/ شبابٌ شيَّدوا للمجدِ/ صرحاً/ سيركعُ سادة التاريخِ/عندَهْ !
بينما يختلف القسم الثاني تماماً في اعتماده البساطة وفي الرقة في التناول وفي الصدق في الأداء – في إطار وحدود ما تطمح إليه التجربة – وفي الاعتماد على تقنية المفارقة بطريقة مقبولة وليست منفرة ، وإن كانت القصائد في هذا القسم تخرج من وعي رومانسي بسيط يرى العلاقات بين البشر والأشياء في صورتها المباشرة والعادية التي تبدأ من نقطة وتنتهي عند أخرى بلا أية مفاجآت أو انعطافات قد تحث المتلقي على التجاوب الخلاق والفعال والمشاركة المثمرة بالتشارك مع مبدع النص في إنتاج المعنى والدلالة،قصائد تخشى المغايرة والمغامرة والتجريب والاختلاف فتكون مكبلة الأقدام والخطوات ويكون خيالها مقيداً وقاصراً .يقول الشاعر:الواحدة !/ يا أيها المجذوبُ عُدْ/لا فائدة .أو يقول :أكتبكِ الآن/ قصيدة/وأُوسِّد رأسكِ/صدر الريح/َأخُطُّكِ نعياً/ في ذيْلِ/جريدة !ولكن ورغم العيوب الفنية في القسم الثاني إلا أنها عيوب فنية يمكن التعامل معها بوضعها في إطارها وقيمتها الحقيقية لكن ما الحل في القسم الأول الذي يخرج بالكتابة من دولة الشعر ويدحرجها لدركٍ أسفل بعيد وغريب وقديم وضعيف؟ المقارنة تكون ظالمة وفي صالح القسم الثاني الملئ بالمآخذ أساساً –ولنفترض مثلاً والحال كذلك أنك تعرف الشاعر و طالعتَ مخطوطة الديوان وطالبته بعدم اعتماد هذه القصائد المعيبة فنياً –هل هذا يصح ؟ لا أظن، لأنك بهذا تكون قد حاولت أن تقصي وتتجاهل جزء أصيل من وعي الشاعر - بدليل فرد كل هذه المساحة له - ومن اختياره الحر ومن توجهاته ومن عقيدته الفنية التي لم تثقفي طريق الفن واختارت تدبيج الشعارات و الوعظ الحكمي المباشر...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال


.. االموت يغيب الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81




.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد


.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه




.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما