الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من أجل السلام العالمي إذا لم تضع البشرية حدا للحرب ... فإن الحرب ستضع حدا للبشرية .

صباح راهي العبود

2017 / 10 / 11
الارهاب, الحرب والسلام


لعل من أهم دواعي قيام الحروب في العالم هي محاولة سيطرة دولة (أو مجموعة دول متفقة ) على أخرى بغرض الهيمنة والسيطرة وبالتالي الاستحواذ على موارد تلك الدولة, وربما لمكاسب جغرافية أخرى. وقد تكون الغاية من إعلان الحرب هي القضاء على الطرف المناوئ سياسياً بدعوى الاختلاف في نسق الأفكار والمعتقدات أوالفلسفات أوالآيدلوجيات أوالمفاهيم أوالاتجاهات العامة (إجتماعية , أخلاقية , دينية طائفية ....). وغالباً ما تتفجر هذه الحروب عندما يتصدر المشهد السياسي قائد صلف يمتلك ميولاً سادية حادة تدفعه للتلذذ بايذاءالآخرين وحتى قتلهم بعد أن تتوفر له فرصة القفز الى رأس السلطة فيجر البلاد إلى حرب غير عادلة ولا مبررة ,وستكون هذه الحرب إحدى وسائل تسليته التي يسمح بها لأفراد شعبه بالمشاركة فيها ليموتوا وليلف جثمان كل ضحية منهم بوشاح ملون وتحت إسم شهيد أو بطل مقدام بينما يحظى هو بالشهرة (والمجد !!) بعد كل إعتداء غادر أو معركة خاضها ضد أحد الشعوب المظلومة.وفي كل الأحوال فإن الحرب بين أي طرفين على وجه الكرة الأرضية ومهما كانت مبرراتها وأسبابها فإن بالإمكان تلافيها وقبل اندلاع شرارتها الأولى لو توفرت الرزانة والحكمة وحسن التدبير والتوازن السلوكي والروح الإنسانية لدى قيادات الأطراف المعنية بذلك الأمر.
وعلى الرغم من الاختلاف في أشكال وذرائع تلك الحروب فهي بالنتيجة تقود الى الدمار وبث الرعب لدى الناس مخلفة وراءها عدداً مخيفاً من الثكالى والجرحى والمشردين والمعاقين والأرامل والأيتام, إضافة إلى ما يحل من دمار للبنى التحتية وللإقتصاد وما تتركه من آثار نفسية سلبية قاتلة على مواطني تلكم الدول وما تسببه من تلوث بيئي خطير. وبالتالي فإن إعادة ما تخربه تلك الحروب يتطلب جهوداً كبيرة كان يفترض تكريسها للتطور العلمي والتكنولوجي لخدمة وسعادة البشرية.
لقد تطورت السبل المتبعة في خوض الحروب هذه الأيام كثيراً ,فلم تعد مثل ما كانت عليه في السابق عندما كان سلاحها السيوف أو المسدسات والبنادق يتواجه بها المتحاربون ,بل هي الآن تدار بالأزرار ومن مسافات بعيدة جداً عن مكان المعركة ,فإذا رغب المتحارب في تدمير هدف ما وفي أية نقطة على سطح الأرض فما عليه إلا أن يلمس زراً من الأزرار في لوح معلق في سفينته المبحرة أوفي غواصته التي تمخر في أعماق المحيط ليصيب ذلك الهدف وبدقة متناهية مشيعاً الدمار والقتل والخراب في ذلك المكان. ولقد تنوعت وسائل التدمير في الوقت الحاضر وتوزعت مابين التدميرالألكتروني الذي يشل عمل الأجهزة الكهربائية ,وقنابل الوميض الكهرومغناطيسي التي تخترق المخابئ من خلال فتحات التهوية لتدمر الأسلحة الكيمياوية والألكترونية بالكامل بطاقة تقدر بملياري واط. (أستخدم هذا السلاح في العراق عام 1991وأدى الى تعطيل محطات توليد الطاقة الكهربائية مسبباً مشاكل لم تحل لحد اللحظة). أما قنابل الدفق الكهرومغناطيسي (أسلحة الموجات المايكروية عالية التردد) فهي تنشأ كأمواج كهرومغناطيسية كثيفة تنتج من حدوث تفجير نووي على إرتفاع شاهق فوق سطح الأرض يؤدي الى إنبعاث أشعة كاما ذات الترددات الفتاكة,وهذه الأشعة تولد (طبقاً لقانون فراداي) مجالاً كهرومغناطيسياً هائلاً تصل قيمته أحياناً لبضعة ملايين من الفولطات محدثة موجة صدمة لها تأثير الصاعقة على جميع أجهزة (الكومبيوتر,الاتصالات,أجهزة التحكم الصناعية بما فيها إشارات المرور والقاطرات وأبراج المراقبة الجوية للمطارات والهواتف المحمولة وأجهزة الاتصال بالأقمار الصناعية وأجهزة الإرسال والاستقبال مثل التلفزيون واللاسلكي.... الخ.) ويجعلها معرضة للدمار والانهيار لما تسببه من تأثير حراري مدمر يصعب على أجهزة الحماية والعزل من الصمود أمامه. ويُعد هذا النوع من القنابل أخطر ما يهدد البشرية اليوم إذ أنها تهاجم ضحاياها من مصدر مجهول يستحيل رصده لتنهي كل معالم الحضارة والمدنية الحديثة برمشة عين (استعمل هذا السلاح في حرب الخليج الثانية) . وهناك الأسلحة الجيوفيزياوية التي تعتمد أساساً على التلاعب في العمليات والتفاعلات بقشرة الأرض وبغطائها الغازي والسائل,وحصول تغيرات دراماتيكية في التوازن الحراري للجو. ولعل من أبرز هذه الأسلحة هي التي تستعمل صاروخاً يحمل غاز الفريون الذي يتم تفجيره في طبقة الأوزون المحيطة بالكرة الأرضية ,وهذا الغاز يتفاعل هناك محدثاً ثقباً في هذه الطبقة يسمح بمرور الأشعة فوق البنفسجية ذات الترددات العالية جداً التي تحدث مشاكل عديدة منها تغيرات في تركيب خلايا الكائنات الحية وأنظمتها الوراثية (تغيير الشفرة الوراثية) ,واحتمال حدوث تغيرات في الجينات الوراثية للأحياء على الأرض بضمنهم البشر.وهناك القنابل التي تبعث بعد إنفجارها مواد مشعة كفيلة بالقضاء على كل أشكال الحياة في المنطقة التي تحل بها . يستخدم عادة في هذه القنابل أحد نظائر (الكوبالت أو الذهب أو الزنك أوالصوديوم). وهناك قاذفات اللهب وغاز الخردل وقنابل النابالم وغازات الأعصاب والتي تعطل الجهاز العصبي بأكمله وتؤدي الى صعوبة التنفس والنزف الدموي ثم الموت وغيرها. أما منظومة هارب التي تتحكم بالطاقة الكهرومغناطيسية المؤثرة على مخ الإنسان فعلاوة على قيامها برفع درجة حرارة الطبقة السفلية للأرض ,فإنها تسبب حدوث الزلازل والأعاصير ,والتحكم بالغلاف الجوي للأرض ( حدوث عواصف ترابية وارتفاع في درجة الحرارة ... ).وهذا السلاح يولد طاقة باستطاعتها ضرب أية مدينة بقوة تعادل قوة قنبلة نووية فتاكة, كما يمكنها توليد صواعق قوية جداُ. وهناك أسلحة أخرى مدمرة مثل الأسلحة الصوتية والأسلحة الضوئية وغيرها الى جانب القنابل الذرية والهيدروجينية التي يعرفها الجميع. وهذه الأسلحة كفيلة بجعل البشر في حالة خوف ورعب أكثر مما تسببه الحرب نفسها. لقد برزت في الآونة الأخيرة بعض التحديات على الصعيد العالمي وتهديدات من دول كبرى لأخرى وتلميحات تفسر على أنها بوادر لقيام حرب عالمية ذرية من خلال ما يحدث من توترات في بقاع مختلفة من العالم لعل أخطرها ما أطلقته كل من الولايات المتحدة الأميركية وكوريا الشمالية من تهديدات متبادلة بشن الحرب وبالأخص بعد قيام الأخيرة من تجارب نووية وهيدروجينية,وإن قامت هذه الحرب فإنها ستعود بالبشرية الى عصر الكهوف إن بقي منهم أحياء.
ازاء التصعيد العدائي الخطير الذي يسود مناطق عدة في الساحة الدولية نرى أن على منظمة الأمم المتحدة والمنظمات والمؤسسات الدولية الأخرى ذات الصلة وكل المثقفين في العالم أخذ دورهم في نشر ثقافة السلام وتجنب ثقافة العدوان والعنف,وتوعية الناس فيما سيحصل فيما إذا قامت الحرب (لا سامح الله) ,والوقوف ضد التصعيد باتجاه الحرب,والعمل على التهدئة ,والدعوة إلى السلام الذي هو شرط أساس للمحافظة على الجنس البشري والحضارة الإنسانية, ومناهضة كل أنواع الحروب والصراعات والقتال بين البشر.
إنها دعوة صادقة للنضال من أجل عالم خال من التعصب والعنف,عالم يسوده السلام والأخوة الصادقة والمحبة بين كل شعوب المعمورة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مادامusaتتحكم .
خليل احمد ابراهيم ( 2017 / 10 / 11 - 17:26 )
سيكون مصير البشرية لا بل كل الأحياء الإنقراض والفناء،وهي لم تتردد في إستخدام القنبلة الذرية في الحرب العالمية الثانية وكانت المحور قد تم دحره.
وهي تقوم بشكل مباشر بالتدخل في شؤون الدول وتسقط الأنظمة الوطنية بغض النظر عن تقدميتها أو دكتاتوريتها مجرد ليس تابع لها بحجة الخطر على الأمن القومي الأمريكي.
وعلى سبيل المثال،ماذا كانت خطر غرينادا على الأمن القومي الأمريكي،وحتى العراق،ليبيا،
سوريا،واخيرٱ-;- محاولتها لإسقاط النظام في كوريا الشمالية،والتي اعطيها كل الحق لتطوير سلاحها الرادع ولولا ذلك لألتحق نظامها بصدام حسين والقذافي،رغم كل ملاحظاتنا على دكتاتورياتهم ولكن الولايات المتحده تمارس إرهاب الدولة العظمى.
وهذا ما ارغم دول الى التسريع في إنتاج أسلحة الدمار الشامل.
لولا وجود هذا الردع لما تردد الأمريكان عن إستخدام هذه الأسلحة،لا بل أستخدم في الحرب ضد العراق،الأورانيوم المخضب كسلاح ضد الدروع،ما أدى إلى تشوهات خلقية للأجنة في المناطق التي استخدمت فيها.
كما استخدم ملايين من اللترات من المواد الكيمياوية في حربها ضد محاربي الفتكونغ في فيتنام.

اخر الافلام

.. لبنان.. مزيد من التصعيد بين إسرائيل وحزب الله | #غرفة_الأخبا


.. ماذا حققت إسرائيل بعد 200 يوم من الحرب؟ | #غرفة_الأخبار




.. قضية -شراء الصمت-.. الادعاء يتهم ترامب بإفساد انتخابات 2016


.. طلاب الجامعة الأمريكية بالقاهرة يهتفون دعما لفلسطين




.. قفزة في الإنفاق العسكري العالمي.. تعرف على أكبر الدول المنفق