الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أساطير

هادي جلو مرعي

2017 / 10 / 14
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أساطير
هادي جلو مرعي
صديقي يقول، إن داروين محق تماما في وصفنا بأننا تدرجنا في التطور من كائن بدائي الى كائن أكثر تطورا بمرور الوقت وبعمليات متقدمة في التكوين الجسماني والعقلاني، ونحن مجرد حيوانات ناطقة وصحيح أنهامكلفة من الله بأن تعيش وتستمر وتبتكر وتصل الى مديات من المعرفة غير مسبوقة، وبالتالي لاداع بنا الى التباهي وصناعة امجاد غير حقيقية فنحن في النهاية سنزول من معالم الكون وسنفنى ونعود الى الأصل الأول الذي بدأنا منه.
صديقي غير محق بالضرورة لكنه يصدق في الوصف حين يتحدث عن ضرورة الإبتعاد عن المغالاة ورسم خيالات لاتمت الى الواقع بصلة، وبالأمس كنت أستمع الى باحث فرنسي ملحد يحترم رجال الدين الذين يصولون من أجل الإنسان، ولايهتم كثيرا كونهم متدينين فهو ينظر الى الإنسان بوصفه كم من المعاناة والحاجات والضرورات التي لاتربطها الأديان بالضرورة، بل معايير العلاقة المتوازنة بين البشر، ولايهم أن يكون مسلما مسيحيا يهوديا، أو من اتباع أي دين آخر المهم هو إنسانيته، وسيكون الملحد كتفا الى كتف مع المتدين عندما يدافعان عن أسرة مهاجرة في قلب أوربا تعاني من سياسات الإقصاء ومحاولات الإبعاد، أو حين تضرب المجاعة بلدا أفريقيا حينها لن يتردد الملحد في مد يديه الى المتدين.
داعش مثلا ترفع شعار الإسلام وتخطط لقيادة العالم، لكن مدينة الموصل تعاني من إنقطاع الماء الصالح للشرب وهي لاتتمكن من صناعة الأدوية المضادة للكوليرا، وهي تبتكر أساليب القتل والتهجير والتمييز بين الناس وتعذيبهم وإغتصاب نساء المجموعات البشرية المخالفة لهم في الدين، هم لايستطيعون أن يأتوا بالكهرباء لكنهم يعتقدون أن أديسون في النار، وهم برغم إغتصابهم وشرائهم للأيزيديات ببعض السجائر وبيعهن في سوق النخاسة فهم في الجنة التي وعد الله بها عباده الصالحين، أو ليس الصلاح في صناعة الأشياء المفيدة، وإبتكار التقنيات الحديثة؟
هذا يذكرني بنقاش بين متدين متشدد وشخص ليس متدينا، المتدين يقول، أن أديسون في النار، فرد عليه المثقف، لكنه صنع الكهرباء التي أنارت لك الطريق وغرفة نومك، فرد عليه المتدين، لكن زوجتي صعقت عندما كانت تقوم بكي ملابسي بالكهرباء!
وإذن فليس مهما من أجل الإنسانية أن تكون متدينا على طريقة داعش، ولاأن ترفض قيم الدين والإلتزام، المهم أن تحترم خيارات الآخر، ولاتؤمن بالأساطير، لأن هناك من يريد تحويل الدين الى أسطورة. هذا ليس زمن الأساطير بل زمن العقلانية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بل زمن الاساطير وليس زمن العقلانيه
ابو علي التوبي ( 2017 / 10 / 14 - 17:47 )
والدليل توجد الملايين من البشر لازالت تؤمن بوجود انسان ولد قبل الف واربعمائة عام واختفى ليعود ويملئ الدنيا عدلا وقسطا ثم تقوم سعيده التميميه برمي حجره من على سطح دارها لتقتله اثناء تجواله في احد ازقة الكوفه ... هكذا يقول محمد صادق الصدر في مؤلفه عن المهدي المنتظر بأجزاءه الثمانيه وهذا
ما يقوله سائر المراجع والمعممين ... هذا نموذج واحد من آلاف الاساطير التي يصدقها الناس ... اليس هذا زمن الاساطير

اخر الافلام

.. مراسلة الجزيرة: أكثر من 430 مستوطنا اقتحموا المسجد الأقصى في


.. آلاف المستوطنين الإسرائيليين يقتحمون المسجد الأقصى لأداء صلو




.. الشرطة الأمريكية تعتقل عشرات اليهود الداعمين لغزة في نيويورك


.. عقيل عباس: حماس والإخوان يريدون إنهاء اتفاقات السلام بين إسر




.. 90-Al-Baqarah