الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في عيار ابن طباطبا العلوي / واثق الواثق

واثق الواثق

2017 / 10 / 16
الادب والفن



المقدمة :
تناول المؤلف في الكتاب نماذج من الشعر العربي في مختلف مراحله التي أدركها تناولا نقديا ليبين لنا كل الأدوات التي تساعد على صناعة الشعر وإتقان ضروبه المتنوعة لان الشعر في نظره لا يقتصر نظمه على امتلاك الموهبة فحسب بل يجب ان تردف تلك الموهبة أيضا أدوات كثيرة تهذبه وتصقله وتشحذه ويرى على كل من يحاول نظم الشعر أن يحاول المران والمراس والاطلاع الوافي على ما قالته العرب في هذا الموضوع حتى ينسج أشعاره على غرار ما نسجوه ويستبعد في ذوقه عما نفر منه أذواقهم .
فالشاعر الحق في نظره هو الذي يصفي شعره من الشوائب ويراجع مراجعة دقيقة ويحسن حبك وسبك أبياته في القصيدة حتى تالف وتتجانس لفظا ومعنى . والشعر عنده صناعة يلعب فيها الفكر دوره الرائد المميز فهو الذي ينظم المعاني ويرتب الأبيات ويحيل السياق ويهذب العبارات وينقح الصور والتشبيه والاستعارات .
وهو لا ينكر دور العاطفة اذ يقول :
فإذا وافقت هذه الحالات تضاعف حسن موقعها عند سمعها لا سيما إذا أبدت بما يجذب القلوب من الصدق عن ذات النفس يكشف المعاني المختلجة فيها والتصريح بما كان يكتم منها "
من هنا نستطيع أن ندرك إن ابن طباطبا العلوي قد ادر كان العقل والعاطفة هما عماد الشعر الذي لا يقوم بناؤه بدونهما ، كما أدرك العلاقة القائمة بين اللفظ والمعنى إلا إن رأيه ظل أسير العلاقة الاتباعية لسابقيه ( ابن رشيق القيرواني وابن قتيبة ) فهو لم يدرك ان الشعر بلفظه ومعناه معا وان كلا منهما متمم للأخر كالجسد الواحد ولا يمكن الفصل بينهما لأنهما وجهان لعملة واحدة.
ويذكر لنا نماذج لكل ما تعارف النقاد على جودته ورداءته من الشعر فهو يذكر أمثلة كثيرة وضروب متنوعة التشبيهات التي جاءت في أشعار السابقين تدليلا على ما ذكر ثم بين لنا صفات الشعر المحكم وأضدادها ويتحدث عن سنن العرب وتقاليدها .
وعن الاستعارة المنسقة والاستعارة الغثة .
كما تعرض لمشكلة المعاني المشتركة : السرقات والى أكثر مما يمت إلى صناعة الشعر بصلة لان الهدف الرئيسي لتأليف الكتاب هو جميع مختلف الأدوات المساعدة على تقييم الشعر وبناءه ضمن الذوق الأدبي الذي كان سائدا حتى عصره .
ذكر شروط النظم وذكر أداة النظم بينها :
" التوسع في علم اللغة البراعة في فهم الإعراب ، الرواية لفنون الآداب المعرفة بأيام الناس وأنسابهم ومناقبهم ومثالبهم والوقوف على مذاهبهم في تأسيس الشعر والتصريف بمعانيه في كل فن قالته العرب فيه واجتناب القبيح ووضع الأشياء مواضعها .
فالشاعر إذا أسس شعره على أسس يأتي فيه بالكلام البدوي الفصيح لم يخلطه الحضري المولد وإذا أتى بلفظه غريبة اتبعها إخوانها ، وكذلك سهل ألفاظه لم يخلط بها الألفاظ الوحشية النافرة الصعبة،ويقف على مراتب القول والوصف ويعتمد الصدق .ويسلك منهاج أصحاب الرسائل في بلاغتهم .
ويقول فمن الأشعار أشعار الحكمة ، متسقة أنيقة الألفاظ حكيمة المعاني عجيبة التأليف ومنها أشعار مموهة مزخرفة عذبة تروق الأسماع والإفهام ..
المعاني والالفاظ :
يقول وللمعاني ألفاظ تشاكلها فتحسن فيها وتقبح في غيرها ، فهي لها كالمعرض للجارية التي تزداد حسنا في بعض المعارض دون بعض وكم من معنى حسن قد شين بمعرضه الذي ابرز فيه وكم حسن قد ابتذل على معنى قبيح إليه .
شعراء المولدين :
يقول ابن طباطبا ستعثر في أشعار المولدين بعجائب استفاد وها ممن تقدمهم ، ولطفوا في تناول أصولها منهم ولبسوها على من بعدهم وتكثروا بإبداعها فسلمت لهم وعند دعائها للطف سحرهم فيها وزخرفتهم لمعانيها .
ويقول والمحنة على شعراء زماننا في أشعارهم اشد منها على من كان فيهم لأنهم قد سبقوا إلى كل معنى بديع ولفظ فصيح وحيلة لطيفة وخلائق ساحرة ..والشعراء في عصرنا يثابون على ما يستحسن من لطف ما يوردونه من أشعارهم وبديع ما يغترفون من معانيهم وبليغ ما ينظمونه من ألفاظهم ومضحك ما يوردونه من نوادرهم .. دون حقائق ما يشتمل عليه من المدح والهجاء وسائر الفنون التي يصرفون القول فيها .
فينبغي للشاعر في عصرنا لا يظهر شعره إلا بعد ثقته بجودته وحسنه وسلامته من العيوب التي فيه وأمر بالتحرز منها ونهي عن استعمال نظائرها ولا يضع في نفسه إن الشعر موضع اضطرار وانه يسلك سبيل من كان قبله ، ويحتج بالأبيات التي عيبت على قائليها ويقتدي بالمسيء وإنما بالحسن .. ولا يغير على معاني الشعر فيودعها شعره .. بل يديم النظر في الأشعار التي قد اخترناها لتلتصق معانيها بفهمه ، وترسخ أصولها في قلبه .
طريقة العرب في التشبيه :
واعلم ان العرب أودعت أشعارها في الأوصاف والتشبيهات والحكم ما أحاطت به معرفتها وأدركه عيانها ومرت به تجاربها وهم أهل وبر وصحونهم البوادي وسقوفهم السماء .. فأحسن التشبيهات ما إذا عكس لم ينتقص به صورة ومعنى وربما أشبه الشيء بالشيء صورة وخالفه معنى وربما أشبه معنى وخالفه صورة وربما قاربه وداناه او شامه وأشبه مجازا لا حقيقة ، والكلام الذي لا معنى له كالجسد الذي لا روح فيه .
عــــــــــــــــيارُ الـــــــــــــشعر :
عّلةُ حسنِ التعليل :
يقول ابن طباطبا : وعيار الشعر ان يورد على الفهم الثاقب فما قبله واصطفاه فهو واف وما مجه فهو ناقص والعلة في قبول الفهم الناقد للشعر الحسن الذي يرد عليه ونفيه للقبيح منه ، واهتزاز لما يقثبله وتكرهه لما ينفيه .. وعلة كل حسن مقبول الاعتدال كما ان علة كل قبيح منفي الاضطراب والنفس تسكن الى كل ما وافق هداها .
وتقلق لما يخالفه .. والشعر الموزون ايقاع يطرب الفهم لصوابه ويرد عليه من حسن تركيبه واعتدال أجزائه فإذا اجتمع للفهم مع صحة وزن الشعر صحة المعنى وعذوبة اللفظ فصفا مسموعة ومعقولة من الكدر ثم قبوله اشتماله عليه .. وان نقص من جزء أجزاءه التي يعمل بها وهي : اعتدال الوزن ، وصواب المعنى وحسن الألفاظ وكان إنكارهم الفهم إياه على قدر نقصان أجزائه
.
فإذا أورد عليك الشعر اللطيف المعنى الحلو اللفظ التام البيان المعتدل الوزن مازج الروح ولاءم الفهم ، وكان أنفذ من نفث السحر ..
ولحسن الشعر وقبول الفهم إياه علة أخرى وهي موافقته للحال التي يعد معناها كالمدح في حال المفاخرة ..ً22
والشعر ما إن عري من معنى بديع لم يعر من حسن الديباجة وما خالف هذا فليس بشعر ,,ظ ومن أحسن المعاني والحكايات في الشعر وأشدها استفزازا لمن يسمعها الابتداء بذكر ما يعلم السامع له إلى أي معنى يساق القول فيه قبل استتمامه :
ضروب التشبيهات :
والتشبيهات ضروب مختلفة منها : تشبيه الشيء بالشيء صورة وهيئة ، و منها تشبيه به معنى ، ومنها تشبيه به حركة وبطئا وسرعة ومنها تشبيه به لونا ومنها تشبيه به صوتا وربما امتزجت هذه المعاني ببعضها البعض ، فإذا اتفق في الشيء المشبه بالشيء معنيان او ثلاثة معان من هذه الأوصاف قوىّ التشبيه وتأكد الصدق فيه وحسن الشعر به للشواهد الكثيرة المؤيدة له .
فأما تشبيه الشيء بالشيء صورة وهيئة فكقولي امرئ القيس :
وكأنّ قلوبَ الطيررطبا ويابسا لدى وكرها العناب والحشف البالي
وأما تشبيه الشيء بالشيء لونا وصورة كقول النابغة الذبياني :
تجلو بقادمتي حمامة أيكةٍ بردا أسف لثاته بالاثمدِ
كالأقحوان غداة غبّ سمائه جفت أعاليه وأسفله ندَي
وأما تشبيه الشيء بالشيء معنى لا صورة فكتشبيه الجواد الكثير العطاء بالبحر ، وتشبيه الشجاع بالأسد ، وتشبيه الجميل الباهر الحسن بالشمس ....فالشاعر الحاذق يمزج بين هذه المعاني في التشبيهات لتكثر شواهدها ويتأكد حسنها . وتوقى الاقتصار على ذلك بالمعاني التي يغير عليها دون الإبداع فيها والتلطف لها لئلا يكون كالشيء المعاد المملول .
أدواتُ التشبيه :
كلما كان التشبيه صادقا قلت في وصفه كان هاو قلت ككذا وما قارب الصدق قلت فيه تراه او تخال هاو يكاد فمن التشبيه الصادق قول امرئ القيس:
نظرت إليها والنجوم كأنها مصابيح رهبان تشب لقفال
فشبه النجوم بمصابيح رهبان لفرط ضيائها وتعهد الرهبان لمصابيحهم وقيامهم عليها لتزهر إلى الصبح . فكذلك النجوم زاهرة طوال الليل وقال : تشب لقفال ، لان إحياء العرب بالبادية قفلت إلى مواضعها التي تأوي إليها من مصيف إلى مشتى ومن مشتى إلى مربع وقد ت نيرانها على قدر كثرة منازلها وقلتها ليهتدي بها ..ومنه تشبيه الشيء بالشيء كقول النابغة الذبياني :
فانَّك كالليل الذي هو مدركي وان خلت إن المنأى عنّك واسعُ
ومنه تشبيه الشيء بالشيء في الحركة والبطأن ، قول امرئ القيس :
مكر مفر مقبل مدبر معا كجلمود صخر حطّه السيلُ من علِ
وأما الابتداء بما يحسن السامع ، كقول النابغة :
إذا ما غزونا بالجيش حلّق فوقهم عصائب طير تهتدي بعصائب
وأما التعريض الذي ينوب عن التصريح بالاختصار الذي ينوب عن الإطالة كقول عمرو بن معد يكرب :
فلو ان قومي أنطقتني رماحهم نطقتُ ولكنّ الرماحُ أجرت
ومن لمدح البليغ الموجز قول امرئ القيس :
وتعرف فيه من أبيه ووفاء ذا ومن خاله ومن يزيد ومن حجر
سماحة ذا وبر ذا ووفاء ذا وتأمل ذا إذا صحا وإذا سكر
"الاشعار المحكمة واضدادها "
وذكر ابن طباطبا الأشعار المحكمة الرصف والمستوفاة المعاني السلسة الألفاظ والحسنة الديباجة ونبه على الخلل الواقع فيها والأبيات التي اغرق قائلها فيما طرحتها من معاني ..والأبيات التي قصروا فيها عن الغايات والقوافي القلقة والألفاظ المستكرهة والنافرة والمعاني المسترذلة والأبيات القبيحة نسجا وعبارة والعجيبة معنى وحكمة وإصابة .

سنن العرب وتقاليدها :
ذكر من سنن العرب أمساك العرب عن بكاء قتلاها حتى تطلب بثأرها فإذا أدركته بكت حينئذ قتلاها كقول الشاعر :
من كان مسرورا بمقتل مالك فليأت نسوتنا بوجه نهار
يجد النساء جواسرا يندبنه يلطمن اوجههن بالأسحار
ومن سنن العرب أيضا فقأهم عين الفحل إذا بلغت ابل احدهم الفا فان زادت عن الألف فقأوا العين الأخرى ، كقول الشاعر :
وهبتها وأنت ذو امتنان يُفقأُ فيها أعين البعران
ومن سنن العرب أيضا إيقادهم خلف المسافر الذي لا يحبون رجوعه نارا كقول الشاعر :
وذمة أقوام حملت ولم تكن لتوقد نارا اثر هم للتندم
ومن سننهم أيضا ضرب الثور إذا امتنعت البقر من الماء ويقولون إن الجن تركب الثيران فتصد البقر عن الشراب كقول الأعشى :
فاني وما كلفتموني وربكم ليعلم من أمسى أحق واحوبا
لكا لثور واجنّي يركب ظهره وما ان تعاف الماء إلا ليضربا
وكزعمهم ان المقبلات وهي التي لا يبقى لها ولد وإذا وطئت قتيلا شريفا بقي ولدها كقول الكميت :
وتظل المؤزراتُ المقاليت يطلن القعود بعد القيام
وإنما بفعل النساء ذلك بالشريف، إذا كان مقتولا غدرا او قوة .
وكحد ف الصبي منهم سنه إذا سقطت في عين الشمس ، وقوله أبدليني بها أحسن منها وزعم العرب ان الصبي إذا فقد ذلك لم تنبت عوجا ولا ثعلا كقول طرفة بن العبد :
بدلته الشمس من منبته بردا ابيض مصقول الأشر
والأبيات المتفاوتة النسج :
وهي الأبيات المستكرهة الألفاظ المتفاوتة النسج القبيحة العبارة والتي يجب الاحتراز منها كقول الأعشى :
لفي الطواف خفت علىَّ الردى وكم من رد أهله لم يرم
وقول النابغة :
يصاحبنهم حتى يغرن مغارهم من الضاربات بالدماء الذوائب .
ويعلل ابن طباطبا ذلك باضطرار الشاعر الى اقتصاص خبر في شعره دبره تدبيرا يسلس له معه القول ويطر د فيه المعنى ، فبنى شعره على وزن يحتمل ان يخشى بما يحتاج الى اقتصاصه بزيادة من الكلام يخلط ب هاو نقص بحذف منه وتكون الزيادة والنقصان بسيرين غير مخدجين لما يستعان فيه بهما وتكون الألفاظ المزيدة غير خارجة من جنس ما يقتضيه بل تكون مؤيدة له وزائدة في رونقه وحسنه . كقول الأعشى فيما اقتصَّهُ من قول السموأل :
كف كالسموأل اذا طاف الهمام به في جحفل كرهاء الليل جرار
بالأبلق الفرد من شيماء منزله حصن حصين وجار غير غدار
يقول ابن طباطبا : انظر إلى استواء هذا الكلام وسهولة مخارجه وتمام معانيه وصدق الحكاية فيه ،ووقوع كل كلمة موقعها .
الابيات التي اغرق قائلوها في معانيها :
كقول النابغة الجعدي :
بلغنا السماء نجدة وتكرما وإنا لنرجوا فوق ذلك مظهرا
وقول الطرماح :
ولو كان يخفى على الرحمن خافية من خلقه خفيت عنه بنو اسد
وقول زهير :
أو كان يقعد فوق الشمس من كرم قوم بأولهم او مجدهم قعدوا
وكقول قيس بن الحكيم :
طعنت ابن عبد القيس طعنة ثائر لها نفذ لولا الشعاع أضاءها
وكقول النابغة :
وانك كالليل الذي هو مدركي وان خلت ان المنتأى عنك واسع
وإنما قال : كالليل الذي هو مدركي ولم يقل كالصبح لأنه وصفه في حال سخط ، فشبهه بالليل ، فهي كلمة جامعة لمعان كثيرة .
ومن أشعار الحكمة المتقنة والمستوفاة المعاني الحسنة الرصف السلسة الألفاظ كقول زهير :
سئمت تكاليف الحياة ومن يعش ثمانين حولا لا أبالك يسأم
ومن يجعل المعروف من دون عرضه يفره ومن لا يتق الشتم يشتم
ومن يك ذا فضل فيبخل بفضله على قومه يستغن منه ويذمم
الاشعارُ الغثة المتكلفة النسج :
ومن الأشعار الغثة الألفاظ الباردة المعاني المتكلفة النسج القلقة القوافي المضادة للإشعار التي قدمناها قول الأعشى :
بانت سعاد وأمسى حبلها انقطعا واحتلت الغمر فالجسدين فالفرعا
المعاني المشتركة ( السرقات ) :
يقول ابن طباطبا العلوي : واذا تناول الشاعر المعاني التي قد سبق إليها فأبرزها في أحسن من الكسوة التي عليها لم يعب بل وجب له فضل لطفه وإحسانه فيه كقول أبي اؤاس :
وان جرت الألفاظُ منّا بمدحةٍ لغيرك إنسانا فأنت الذي نعني
وقد أخذه من الاحوص في قوله :
متى اقل في أخر الدهر مدحة فما هي إلا لابن ليلى المكرم
وكقول دعبل الخزاعي :.
أحب ُّ الشيب لما قيل ضيف كحبي للضيوف النازلينا
أخذه من قول الاحوص :
فبان مني شبابي بعد لذتةٍ كأنما ضيفا نازلا رحلا
وقول دعبل الخزاعي :
لا تعجبي يا سلم من رجل ضحك المشيب برأسه فبكى
أخذه من قول الحسين بن مطير :
كل يوم بأقحوان جديد تضحك الأرض من بكاء السماء
ويعلق ابن طباطبا على ما تقدم :
يحتاج من سلك هذا السبيل إلى ألطاف الحيلة وتدقيق النظر في تناول المعاني واستعارتها وتلبيسها حتى تخفى على نقادها والبصراء بها ، وينفرد بثمرتها كانه غير مسبوق إليها ، فان عكس المعاني على اختلاف وجوهها غير معتذر على من أحسن عكسها واستعمالها في الأبواب التي يحتاج إليها منها وان وجد المعنى اللطيف في المنثور من الكلام او في الخطب والرسائل فتناوله وجعله شعرا كان أضفى وأحسن .
حسن التوظيف :
يقول ابن طباطبا : ربما أحسن الشاعر في معنى يبدعه فيكرره في شعره على عبارات مختلفة وإذا انقلبت الحالة التي يصف فيها ما يصف قلب ذلك المعنى ولم يخرج عن حد الأصالة فيه كما قال عبد الصمد بن المعذل في مدح سعيد بن سلم الباهلي :
إلا قل لسارق الليل لا تخش ضلة سعيد بن سلم ضوء كل بلاد
فلما صار رثاه قال :
يا ساريا حيرة ضلاله ضوء البلاد قد خبا ذباله .
الشـــعرُ الحـــسن والــلفظ الــــواهي :
يقول ومن الأبيات الحسنة الألفاظ والمستعذبة الرائقة سماعا كقول جميل ؟
فيا حسنها اذا يغسل الدمع كحلها وإذا هي تذري الدمع منها الأنامل
عشية قالت في العتاب قتلتني وقتلي بما قالت هناك تحاول
وكفول الأعشى :
قالت هريرة لما جئت زائرها ويلي عليك وويلي منك يارجل
يقول ابن طباطبا : المستحسن من هذه الأبيات حقائق معانيها الواقعة لاصحابها الواصفين لها دون صنعة الشعر وإحكامه .
وأما المعرض الحسن الذي ابتذل على ما يشاكله من المعاين كقول كثير :
فقلت لها ياعزُّ كلُّ مصيبةٍ إذا وطنت يوما لها النفسُ ذُلتْ
فقد قالت العلماء لو ان كثيرا جعل هذا البيت في وصف الحرب لكان اشعر الناس .
وكقول القطامي في وصف النوق :
يمشين رهوا فلا الإعجاز خاوية ولا الصدورعلى الإعجاز تتكلُ
يقول ابن طباطبا : لو جعل هذا الوصف للنساء دون النوق كان أحسن .
وكذلك قول كثير أيضا :
أسيئي بنا أو أحسني لا ملومةً ألينا مقلّية اذا ما تقلّت
قال ابن طباطبا : قال العلماء لو قال : البيت في وصف الدنيا لكان اشعر الناس .
الشعرُ الصحيح المعنى ، الرث الصياغة :
يقول ابن طباطبا : ومن الحكم العجيبة والمعاني الصحيحة الرثة التي لم يستذوق في معرضها الذي أبرزت فيه قول القائل :
تراع اذا الجنائز غالبتنا ونسكن حين تمضي ذاهبات
كروعة ثلة لمغار ذئب فلما غاب عادت رائعات
المعنى البارع في العرض الحسن :
يقول المؤلف : فأما المعنى الصحيح البارع الحسن الذي ابرز في أحسن معرض وأبهى كسوة وارق لفظ ،فقول مسلم بن الوليد الأنصاري :
واني واسماعيل بعد فراقه كالغمد يوم الروع زايله النصل
فان أغش قوما بعده وأزرهم فكالوحش يدنيها من الإنس المحلّ
التشبيهات البعيدة :
ومن التشبيهات البعيدة التي لم يلطف أصحابها فيها ، ولم يخرج كلامهم في العبارة عنها سلسل سهلا كقول النابغة :
تحدى بهم ادم كان رحالها علق أريق على متون صوار
وقول النابغة الجعدي :
كان حجاج مقلتيها قلب من السمقين اخلق مستقاها
والحجاج لا يغور لانه العظم الذي ينبت عليه شعر الحاجب . وكقول ساعدة بن جؤبة :
كساها طيب الريش فاعتدلت لها قداح كأعناق الفوارق
شبه الهام بأعناق الظباء ولو وصفها بالدقة كان أولى.
الابياتُ التي زادت قريحةَ قائلها على عقولها :
كقول كثير :
فان أمير من تضمنت الأرض وان عاب قولي العيب
يعني الرسول (ص) ، ولا يعيب قوله في وصفه رسول الله ( ص) ، عائب الا كافر بالله مشرك .
وقول حسان :
أكرم بقوم رسول الله شيعتهم إذا تفرقت الأهواء والشيع
يقول ابن طباطبا : كان يجب عليه أن يقول : هم شيعة رسول الله ، لان في هذا الكلام جفاء .
الشعرُ القاصرُ عن الغايات :
يقول المؤلف :
ومن الأبيات التي قصر فيها أصحابها عن الغايات التي اجروا إليها ولم يدركوا الخلل الواقع فيها معنى ولفظا قول امرئ القيس :
فللساق الهوبٌ وللسوط دره وللزجرِ منه وقع اخرج مهذب
فقيل له : ان فرسا يحتاج إلى ان يستعان عليه بهذه الأشياء لغير جواد .
وقول المسيب بن عليس :
وقد أتناسى الهم عند احتضاره بناج عليه الصيعرية مكدم
يقال فسمعه طرفة فقال : استنوق الجمل والصيعرية من سمات النوق .
ونرى ان ما تقدم ربما يدخل ضمن الضرورات الشعرية التي ينزاح او يتجاوز عنها الشاعر ليستقيم المعنى او الوزن ليس الا وليس لقصور في فهم الشاعر فالشاعر يأتي بأقرب الألفاظ والمعاني لتتناسب مع سبكه وحبكه ووزنه ومقصده فليس بالضرورة ان يحافظ على جميع القواعد بل يأخذ ما يناسبه ويترك ما لا يناسبه ويتجاوز على ما يقف عائقا أمامه .
كما نستغرب من ابن طبابطا هذا الحكم او هذه المقاييس التقريرية التي اقترحها على الشعراء دون ان يراعي روحية المعنى وانسجام الأبيات ومقصدية القول ومراعاة المقام ودور المتلقي فلا يمكن ان نصدق ان الشاعر الفحل او غيره ممن يشار اليه بالبنان ان تنطلي عليه مثل هكذا مأخذ او عيوب الا لمقاصد معينة وضرورات مجازة او مجوزة .. ونحن نضعها في ميزان حسنات الشاعر الماهر الحاذق المبدع الذي يحسن التخلص ويجيد السبك والانسجام فهو يولد كيفما أراد ويناسل الألفاظ ويزواجها ويولدها من اجل صوغ وسبك قصيدته .



الشعر الرديء النسج :
يقول ابن طباطبا الألفاظ المستكرهة والألفاظ القلقة القوافي الرديئة النسج فليست تسلم من عيب يلحقها في حشوها او قوافيها او ألفاظها او معانيها كقول العيال الهذيلي :
ذكرت أخي فراودني صراع الرأس والوصب
يقول : فذكر الرأس مع الصداع فضل ونرى أن لاعيب في هذا بل ان الشاعر أجاد حينما ذكر الصداع والرأس معا لعلاقة المشابهة بينهما او السببية ومراعاة الوزن ، كما أن أجمل ما في الشعر هو الخيال والصورة والروحية والإحساس والشعور والشعرية والبلاغة وليس بالتقريرية او الحقائق العلمية .
وكقول حسان بن ثابت :
وتكلفي اليوم الطويل وقد صرت جنا دبه من الظهر
أراد بالظهر حرّ الظهيرة ،حقيقة نحن نستغرب من هذا الحكم القاسي على هذا البيت وغيره دون مراعاة الضرورة الشعرية واستقامة المعنى وبلاغة الشعر بالبيان واللغة الشعرية واللباس الجديد فماذا سيحصل حينما يستبدل الشاعر الظهر بالظهيرة او حر الظهيرة ؟ الم يصبح القول تقرير باهت لا قيمة له ؟!
الشعر المحكم النسيج :
يقول ابن طباطبا : ومن القوافي الواقعة في مواضعها المتمكن من موقعها قول ، مارىء القيس :
وقد اغتدي قبل العطاس بهيكل شديد مشكّ الجنب فعم المنطق
وقول الفرزدق :.
فان نهجُّ آل الزبرقان فإنما هجوت الطوال الشم من هضب يذبل
وقد ينبح الكلب النجوم ودونه فراسخ تنضى الطرف للمتأمل
أرى الليل يجلوه النهار ولا أرى عظام المخازي عن عطية تنجلي
وكقول الحطيئة :
من يفعل الخير لا يعدم جوازيه لا يذه العرف بين الله والناس
دع المكارم لا ترحل لبغيتها واقعد فانك الطاعم الكاسي
التــَــخَلُّـــــصْ :
يقول المؤلف : ومن الأبيات التي تخلص بها قائلها إلى معاني التي أرداها من مديح او هجاء او افتخار او غير ذلك . ولطفوا في صلة من بعدها بها فصارت غير منقطعة عنها ما ابدعه المحدثون من الشعراء دون من تقدمهم لان ما ذهب الأوائل في ذلك واحد وهو قولهم عند وصف الفيافي وقطعها بسير النوق وحكاية يعنون الممدوح كقول الأعشى :
إلى هذه الوهاد أزجي مطيتي أزجي عطاء صالحا من نوالكا
وقوله :
فعلى مثلها ازور بني قيســـ س اذا شطّ بالحبيب الفراق ُ
فيستأنف الكلام بعد انقضاء التشبيب ووصف القبائل والنوق وغيرها فيقطع عما قبله ويبدأ بمعنى المديح، ومنه قول زهير :
وابيض فياض بداء غمامة على معتقيه ما تغب نوافل
أو يتوصل إلى المديح بعد شكوى الزمان ووصف محنه وخطوبه ، فيستجار منه بالممدوح.
او يستأنف وصف السحاب او البحر او الأسد او الثمر او القمر فيقال : فما عرض او فما مزيدا او فما محذورا او فما الثمر والقمر او البدر بأجود وبأشجع وبأحسن من فلان يعنون الممدوح .
فسلك المحدثون غير هذه السبل ولطفوا القول في معنى التخلص إلى المعاني التي أرادوها ، كقول البحتري :
شقائق يحملن الندى فكأنه دموع التصابي في خدود الخرائد
كان يد الفتح بن خاقان أقبلت تليها بتلك البارقات الرواعد
وقوله :
لعمرك ما الدنيا بناقضة الجدّا اذ بقي الفتح بن خاقان والقطر
وقول ابي تمام :
ياصاحبي تقصيا نظريكما تريا وجوه الأرض كيف تصور
تريا نهارا مشرقا قد شابه زهر الربا فكأنما هو مقمر
الشعرُ البعيد الغلق :
يقول ابن طباطبا : ينبغي على الشاعر ان يتجنب الاشارات البعيدة والحكايات الغلقة والايماء المشكل ويتعمد ما خالف ذلك ويستعمل من المجاز ما يقارب الحقيقة ولا يبتعد عنها ومن الاستعارات ما يليق بالمعاني التي يأتي بها فمن الحكايات المغلقة والإشارات البعيدة قول المثقب في وصف ناقته :
تقول وقد درأت لها وضيني اهذا دينه أبدا وديني
أكل الدهر حلٌ وارتحال اما يبقي عليّ ولا يقيني ؟!
فهذه الحكاية كلها عن ناقته من المجاز المباعد للحقيقة وإنما أراد الشاعر إن الناقة لو تكلمت لأعربت عن شكواها ، بمثل هذا القول والذي يقارب الحقيقة كقول عنترة في وصف فرس:
فأزور عن وقع القنا بلبانه وشكا الي بعبرة وتحمحم
ومن الإيماء الذي لا يفهم وقد افرط في حكايته قول الشاعر:
أومت بكفيها من الهودج لولاك هذا العام لم احجج
أنت إلى مكة أخرجتني خبيّاً ولولا أنت لم اخرج
فيقول ابن طباطبا : فهذا الكلام كله ليس فيه مما يدل عليه إيماء ولا تعبير عنه إشارة .ونحن لا نوافق ابن طباطبا في رأيه هذا سيما ان علم السيميائيات الحديث اثبت بالدليل القاطع وجود ما يسمى بسيميائيات الحيوانات ، فالإشارات دخلت في كل المجالات الصوت والجسم والسوك والإنسان والحيوان على حد سواء ..اذا ان الشاعر العربي القديم كان يعني ما يقول ويصف بدقة وفي منتهى الجمالية والروعة ولكن نرى ان طباطبا للأسف تعامل مع النصوص بفلسفة وتقريرية وعلمية عالية محاولا اقتفاء الأقدمين ( المحافظين ) في اغلب ما ذهبوا إليه ، ونرى ان الشاعر العربي ابدع في ابتداع علم السيمياء الحيواني مبكرا .
ملائمة معاني الشعر لمبانيه :
يقول ابن طباطبا : وليست تخلو الأشعار من ان يقتص فيها أشياء هي قائمة في النفوس والعقول فيحسن العبارة عنها وإظهار ما يكمن في الضمائر منها فيتهيج السامع لما يرد عليه مما قد عرفه طبيعة وقبله فهمه فمثار بذلك ما كان دفينا ويبرز به ما كان مكنونا فينكشف للفهم غطاؤه فيتمكن من وجدانه بعد العناء في نشدانه او تودع حكمه تالفها النفوس وترتاح لصدقه القول فيها وما اتشحت به التجارب منها وبلطف في تقريب البعيد فجسده النطق وروحه معناه فواجب على صانع الشعر ان يصنعه صنعه متقنة لطيفة مقبولة حسنة مجتلبة لمحبة السامع له والناظر ببقوله اليه مبتدعه لعشق المتأمل في محاسنه .. ويجتنب إخراجه على ضد هذه الصفة فيكسوه قبحا ويبرزه مسخا ...
مفتتح الشعر مطلعه :
يقول المؤلف : ينبغي للشاعر ان يحترز في إشعاره مفتتح أقواله مما يطير ب هاو يستجفى من الكلام والمخاطبات كذكر البكاء ووصف إقفار الديار ونعي الشباب وذم الزمان لاسيما في القصائد التي تتضمن المائح او التهاني .
وتستعمل هذه المعاني في المراثي ووصف الخطوب والحادثة فان الكلام اذا كان مؤسسا على هذا المثال ينفر منه سامعه وان كان يعلم ان الشاعر إنما مخاطب نفسه دون الممدوح فيستجيب مثل ابتداء الأعشى :
ما بكاء العير بالإطلال وسؤالي وهل ترد سؤالي
ومنه قفر تعاورها الصي ف بريحين من صبا وشمال
وقول ذي الرمة :
ما بال عينيك منها الدمع ينسكب كأنه من كلى مقربة سرب
وأنكر الفضل بن يحيى البرمكي على أبي نؤاس قوله :
اربع البلى ان الخشوع لبادي عليك واني لم أخنك ودادي
وتطير منه فلما انتهى الى قوله :
سلام على الدنيا اذا ما فقدتم بني برمك من رائحين وغادي
استحكم الفضل تطيره فيقال انه لمك ينقص الا اسبوع حتى نزلت به النازلة .
وانشد البحتري ابا سعيد محمد بن يوسف الثعري فقال :
لك الويلات من ليل تطاول آخره ووشك نوى حي ّ تزمّ اباعره
فقال ابو سعيد الويل لك والحرب .
ويقول ابن طباطبا يجب ان يتجنب الشاعر في التشبيب من يوافق اسماها بعض نساء الممدوح من امه وقرابته او غيرها . فان ارطأة بن سهيل الشاعر دخل على عبد الملك بن مروان فقال له :
رأيت الدهر يأكل كل حي كأكل الأرض ساقطة الحديد
فقال له عبد الملك : ما تقول ثكلتك أمك ! فقال : أبو الوليد أمير المؤمنين وكان عبد الملك يكنى بابي الوليد أيضا ، فلم يزل يعرف كراهته شعره في وجه عبد الملك إلى ان مات .
تأليف الشعر :
يقول العلوي : ينبغي لشاعر ان يتأمل في تأليف شعره وتنسيق ابياته ويقف على حسن تجاورها او قبحه فيلائم بينها لتستقيم له معانيها ويتصل كلامه فيها ولا يجعل بين ما قد ابتدأ وصفه وبين تمامها بحشو يشينها وتفقد كل مصراع هل يشاكه ما قبله وربما وقع الخلل في الشعر من جهة الرواة والناقلين سهوا كقول امرئ ء القيس :
كأني لم اركب جوادا للذة ولم أتبطن كاعابا ذات خلخال
ولم اسبأ الزّق الرّويّ ولم اقل لخليلي كرّي كرةً بعد اجفال
هكذا الرواية وهما بيتا حسان .
القوافي :
يقول ابن طباطبا العلوي : قوافي الشعر كلها تنقسم إلى سبعة أقسام إما ان تكون على فاعِل مثل : ( كاتب ، حاسب ، ضارب ، ) او على فِعَال مثل ( كتاب ، حساب ، جواب ) او على مفعل نحو ( مكتب ، مضرب ، مركب ) او على فَعيل نحو ( حسيب، كثيب ، رطيب) او على فَعَل مثل ( ذهب ، حسب، طرب )، او على فَعْل مثل ( ضرب ، قلب، قطب) ) او على فُعيل مثل (كليب ، نصيب، عذيب). حتى تأتي على الحروف الثمانية والعشرين فمنها ما يطلق ومنها ما يقيد ثم يضاف كل منها إلى هاء المذكر او المؤنثة فتقول : كاتبه او كاتبتها او كتابها او مركبه او مركبها او حبيبه او حببيها او ذهبه او ذهبها او ضربه او ضربها او كليبه او كليبها .. ويتفق هذا في الرجز فهذه حدود القوافي التي لم يذكرها احد ممن تقدم فأدرها على جميع الحروف واختر من بينها أعذبها واحكمها وأشكلها للمعنى الذي تروم بناء الشعر عليه إنشاء الله .
الملاحظات :
1-نرى إن ابن طباطبا العلوي ، قد ركز في اختياراته لنصوص شعراء معينين منهم : ( امروء القيس والنابغة الذبياني والأعشى وابو تمام والبحتري ).
2-نرى إن أراء ابن طباطبا لا تختلف كثيرا عن أراء من سبقه من البلاغيين والنقاد (ابن رشيق وابن قتيبة والجرجاني والامدي ..).
سما ما يخص اللفظ والمعنى وحسن التخلص والابتداء والسرقات والإغراق والغلو والتشبيه ..
3- كما نستشعر من الكتاب ان ابن طباطبا العلوي يميل إلى طبقة المحافظين والمقعدين فهو دائما ما يوجب ويشدد ويدعو الشاعر للالتزام في القواعد الشعرية التي أسسها القدماء .ربما حفاظا منه على التراث الأصيل .او محاولة منه لترسيخ التقعيد النقدي والبلاغي .
4-نلمس من خلال الكتاب ان هناك تأثر واضح في بعض مفردات ومصطلحات ابن طباطبا التي توحي بالطابع الفلسفي والفكري كالتصور والشعور والنفس والإحساس والإدراك والإشارات ..
5-إن طريقة التقسيمات الفرعية للكتاب توحي بتميزه في طريقة تناول القضايا النقدية على أساس فكري .
6- أفضل ما قدمه وتفرد به من ملاحظة قيمة هو تقسيمه للقوافي إلى سبعة أقسام هي ( فاعِل ،فِعال،فُعيل ،مِفْعَل،فَعْل، فَعَل، فُعيل) والتي تأتي على الثمانية والعشرين حرفا ومنها ما يُطلق ومنها ما يُقيد .
7- ما يُؤاخذ على ابن طباطبا- أيضا –انه تعامل في أرائه النقدية مع المفردة او التركيب او البيت بمعزل عن النص او السياق الكامل .وخصوصا في ما يسمى بالضرورة الشعرية التي اعتبرناها ابتداعا وتوليدا وحكمة من قبل الشاعر .
تم وبعون الله تبارك وتعالى ...ومن الله التوفيق .
واثق الواثق :23/9/2017



































التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه


.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما




.. فنان بولندي يعيد تصميم إعلانات لشركات تدعم إسرائيل لنصرة غزة


.. أكشن ولا كوميدي والست النكدية ولا اللي دمها تقيل؟.. ردود غير




.. الفنان الراحل صلاح السعدنى.. تاريخ طويل من الإبداع