الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كتاب نظرات مضيئة في القصة والرواية والنقد الأدبي للكاتب المبدع حسن الجوخ

احمد الباسوسي

2017 / 10 / 18
الادب والفن


كتاب نظرات مضيئة في القصة والرواية والنقد الأدبي
للكاتب المبدع حسن الجوخ
في هدوء تام، وفي سياق اجتماعي/اقتصادي/سياسي/ثقافي منهك، مفعم بالارتباك، والجدل والاضطراب، استقبلت القاهرة العتيقة عاصمة الثقافة والعلوم والفنون في محيطها العربي والإقليمي كتاب من طراز فريد في النقد الأدبي لكاتب من طراز فريد أيضا. هذا الكاتب بمجرد أن بزغت صورته في سماء الحياة الثقافية المصرية قاصا يمارس فعل الحكي على طريقته حتى تأكد للجميع إنهم بصدد كاتب يرسم بقلمه الواقع بصورة مختلفة، وإن صوره أو لوحاته الأدبية تنضح بالصدق والعفوية والجمال. وكتاب نظرات مضيئة في القصة والرواية والنقد الأدبي الصادر عن مؤسسة يسطرون للطباعة والنشر والتوزيع هذا العام (2017) الذي استقبلته القاهرة في هدوء رغم غمامة الارتباك ليس المحاولة الأولى للكتابة في النقد الأدبي لهذا القاص الكبير الشغوف الى جانب مهارته الفائقة في التحديق في خلايا البسطاء والمهمشين ورسم أحوالهم وعلاقاتهم وهمومهم ومشاكلهم بقلمه داخل نصوص أدبية غاية في البساطة والدقة والسلاسة الممتنعة، فهو شغوف أيضا بالتحديق الأعمق داخل أفكار ونصوص الآخرين، والنبش والتنقيب عن الجماليات والإشكاليات المختبئة داخل أدمغة وصدور وشرايين كتابها إن أمكن، وتتملكه قدرة مدهشة على تقييم، بل والحكم على أفكارهم ونصوصهم بمختلف صنوفها والتي تحمل في طياتها تراكيب ومضامين لغوية وانسانية وفكرية متباينة الطرز والأساليب والتوجهات. للكاتب محاولتين أو مغامرتين في مجال النقد الأدبي حملا توقيعه قبل إصدار هذا الكتاب لم يخلوا من مغامرة التأصيل والتنظير العلمي المبدع في هذا المجال، وهذا في حد ذاته يمثل مستوى متميز من الموسوعية، وحضورا وتفوقا ابداعيا لافتا يستحق الإهتمام والمتابعة، والكتابان السابقان هما اوراق ومسافات، دراسات وقراءات في الإقصوصة المصرية المعاصرة، الذي صدر عام 2002، ضمن سلسلة كتابات نقدية، العدد 120، عن الهيئة العامة لقصور الثقافة. والكتاب الثاني بعنوان جماليات التفاعل في القصة والرواية عام 2016، الصادر عن المجلس الأعلى للثقافة. وكتاب نظرات مضيئة في القصة والرواية والنقد الأدبي يشتمل على 198 صفحة من القطع المتوسط يتضمن في ذلك الإهداء والمقدمة وفهرس الكتاب باقسامه الثلاثة، داخل غلاف يحمل صورة تقليدية عبارة عن قلم وريشة كتابة والوان زاهية نوعا ما، والعنوان مسطور باللون الأبيض في إشارة الى الضوء. وفي الخلف صورة شخصية للكاتب وسطور مقتطفة من المقدمة تحدد الهدف من الكتاب. فرض الطابع الموسوعي لفكرة الكتاب تقسيمه الى ثلاثة اقسام، القسم الأول في القصة القصيرة، يتناول خمسة وثلاثين عملا ينتسبون الى واحد وثلاثين كاتب قصة قصيرة. والقسم الثاني في الرواية، يتناول اثنتين وثلاثين عملا روائيا ينتسبون الى ثلاثين كاتب رواية. والقسم الثالث والأخير في النقد الأدبي، يعرض فيه الكاتب اثني عشر كتابا نقديا ينتسبون الى اثني عشر ناقدا أدبيا. يفتتح الكاتب عمله النقدي الموسوعي بإهداء الى شخص، أو شيء، تعمد إخفاءه، واحالته الى الغموض، يعتبره النور الذي اضاء حياته. على طريقة المعنى في بطن الشاعر، واذا كانت وظيفة الناقد الأدبي سبر غور بطن الشاعر من أجل استخراج مافيها (أي شعره) من جواهر ولألئ، فإن كاتبنا يخبئ إهدائه في مفتتح كتابه ليفتح شهية القارئ الى الشغف بالبحث عما هو قادم لاحقا في الأعماق.
في مقدمة الكتاب نجد تبريرا لسبب اللجوء الى استخدام النظرة النقدية السريعة المضيئة، أو الومضة النقدية، تلك النظرة التي تتسق مع متغيرات الحياة الحديثة حيث استولت التكنولوجيا وأجهزة التواصل الالكترونية على عقول ووقت البشر على كوكب الأرض، وبالتالي أصبح الناس يعتمدون على استخدام العبارات القصيرة أو التويتات في مجمل مظاهر التواصل الإنساني فيما بينهم، وكذلك في مجمل الأشكال الصحفية والادبية والفنية. ويحدد الكتاب مجموعة الأهداف المأمولة من استخدام هذه التقنية التي تعتمد "الشكل الموسوعي" اطارا لها في الكتابة على النحو التالي:
اولا: إنها تتناسب والمساحات المحدودة للنقد الأدبي في الصحف والدوريات.
ثانيا: تتيح الفرصة لمناقشة العديد من الاصدارات وتسليط الضوء عليها من خلال هذه النظرة المضيئة المركزة.
ثالثا: تتيح الفرصة للقارئ والمهتم ان يختار ما يروقه من هذه النصوص، أو يكون في حاجة اليها وفقا لوجهة نظر نقدية جادة.
رابعا: توفر وقت وجهد القارئ المهتم والباحث.
خامسا: تقرب المسافة بين النقد الأدبي والقارئ العادي.
سادسا: تنمية الذائقة القرائية والارتقاء بالذوق العام.
سابعا: المساهمة في تنشيط حركة الكتابات النقدية الملتزمة، وتخفيف شعور الكتاب بالظلم واحساسهم بالتهميش.
القسم الأول من الكتاب عنوانه " في القصة القصيرة"، عرض عدد (35) نص في فن القصة القصيرة يمثلون عدد(31) كاتب. ويستلفت النظر ما يلي:
اولا: عرض الكتاب طيف واسع من النصوص في القصة القصيرة، هذه النصوص متباينة على مستوى الشكل والمضمون وكذلك الحجم فيما يتعلق بالتكنيكات المستخدمة في الكتابة سواء كانت تكنيكات حداثية أوتقليدية، وأيضا فيما يتعلق بالأفكار المطروحة وتباين مستويات التجريد والعيانية في الطرح سواء كان هذا الطرح مباشرا أو غير مباشر.
ثانيا: عرض الكتاب طيف واسع من كاتبات وكتاب القصة القصيرة من أجيال متعاقبة، متباينون في الخلفية الثقافية والفكرية، وخبرة وتاريخ الكتابة، ويشكلون تيارات أدبية/فكرية ثقافية حاضرة بقوة في المشهد الثقافي العام.
ثالثا: هناك أربعة من المؤلفين ناقش الكتاب عملين لكل منهم مقارنة بباقي الكتاب وهم: الكاتب فؤاد قنديل وكتابيه الغندورة، وزهرة البستان. والكاتبة عبير درويش وكتابيها زهرة اللانتانا، وتعاريج وهي عبارة عن "متتالية قصصية". والكاتب محمد على سعد وكتابيه لوحة ممنوع، وحبات الرمل، والكاتب التونسي فوزي الديناري وكتابيه تصاوير من الماء والنار، و البحار والجمجمة.
رابعا: تضمنت الكتب التي تم مناقشتها في الكتاب شمولية واتساع في افق دور النشر الصادرة عنها وتنوعها بين دور نشر حكومية، وخاصة مثل سلاسل الهيئة المصرية العامة للكتاب، وسلاسل الهيئة العامة لقصور الثقافة ومركز الحضارة العربية ومركز الدلتا، ومكتبة مدبولي، ودار النسيم، ودار الأحمدي، ودار الهدى، ومطبعة التسفير الفني في تونس، ودار المدى في سوريا، والسلاسل الخاصة باتحاد الكتاب ونادي القصة، وكتاب الجيل الجديد، ونصوص 90...الخ.
خامسا: اتسعت رؤية الكتاب لمناقشة بعض من الكتابات العربية ممن يعيشون خارج القطر المصري مثل كتاب امرأة ورجل للكاتبة البحرينية فوزية رشيد، وكتابي فوزي الديناري من تونس تصاوير من الماء والنار، وكتاب البحار والجمجمة.
سادسا: اهتم الكتاب بابراز مشكلة وصعوبات النشر في مصر في سياق عرضه لكتابات بعض الادباء الشباب ممن نشروا أعمالهم الابداعية على نفقتهم الخاصة مثل رأفت سليم وكتابه "في لهيب الشمس" عن مركز الحضارة العربية، وكتاب محمد جابر "سي السيد الديك والبحث عن الدفء"، وكتابي عبير درويش "زهرة اللانتانا" وكتاب "تعاريج" عن دار النسيم، وكتاب ايمان يونس "الغائب" عن مركز الدلتا للطباعة. الأمر الذي يكشف عن اهتمام الكتاب بالمتابعة النقدية الجادة لحركة النشر في الساحة الابداعية على وجه العموم، ومنح هؤلاء الادباء الشباب القدر المناسب من الرعاية والعناية النقدية ولفت الانتباه اليهم وادماجهم في الحياة الثقافية بالدرجة التي تستحقها كتاباتهم الابداعية.
سابعا: فيما عدا التعرض لكتابات بعض الأسماء المعروفة في سماء القصة المصرية مثل يوسف الشاروني وجمال الغيطاني ومحمد قطب وفؤاد قنديل على سبيل المثال فان الكتاب إهتم في معظم صفحاته بمناقشة والقاء الضوء على كتابات الكثير من الادباء الشبان وغيرهم ممن لم يبلغوا بعد نفس الشهرة أو البريق على الساحة الثقافية، الأمر الذي يؤكد هدف الكتاب الأساسي وهو الكشف عن اللألئ والجواهر الأدبية في نصوص الكتاب خاصة غير المعروفين جيدا على الساحة الأدبية وتقديمها الى جمهور المثقفين والمهتمين، وتلك هي الوظيفة الأصيلة للنقد الأدبي، ونعتقد إن الكتاب نجح بامتياز في ادراك هذا الهدف.
ثامنا: حظوظ المرأة الأديبة من الاهتمام النقدي والأدبي ما تزال غير كافية ولاتتناسب مع تواجدها الفعلي على الساحة الأدبية بصفة عامة في المجمل، وبصفة خاصة في هذا الجزء من الكتاب، اربعة كاتبات فقط تم تسليط الضوء على كتاباتهن من بين (31) كاتبا وكاتبة بنسبة (13)% فقط: نادية الكيلاني ومجموعتها القصصية "اتهام". عبير درويش ومجموعتيها "زهرة اللانتانا" و"تعاريج"، فوزية رشيد البحرينية ومجموعتها القصصية " امرأة ورجل"، ونعمات البحيري ومجموعتها القصصية " ارتحالات اللؤلؤ".
تاسعا: التناول النقدي والروئ التفسيرية للابداعات المطروحة تباينت بتباين الاعمال الابداعية، ويمكن وضعها على متصل أو تدريج يبدأ من الاحتفاء والتشجيع وابراز أخطاء العمل الأول، وينتهي بالكشف عن جماليات النص الفائقة كما في نصوص كبار الكتاب وغيرهم من المبدعين المتمرسين.
عاشرا: الاحتفاء بالاعمال الإبداعية الأولى لكتابها بصورة لافتة مثل مجموعتي الكاتب محمد على سعد الأولى " لوحة ممنوع" الصادرة عن مركز الحضارة العربية، والثانية "حبال من رمل" الصادرة عن مركز الحضارة أيضا، وكذلك المجموعة القصصية الأولى للكاتب طنطاوي عبد الحميد " مطلوب أفضل جحش" الصادرة عن دار الأحمدي للنشر على نفقته. والمجموعة القصصية الأولى للكاتب محمود احمد علي " الحقيقة المرة"، الصادرة على نفقته. والمجموعة القصصية الأولى للكاتب عصام الصاوي " سور القاهرة الوردي" الصادرة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب. الأمر الذي يؤكد التزام الكتاب بالوظيفة الحقيقية للنقد الأدبي، ومدى حيادية وموضوعية الناقد الأدبي والتزامه الفني والأخلاقي في متابعة كل جديد في عالم الابداع بصرف النظر عن الإسم والقيمة والشهرة.
الحادي عشر: نجح الكتاب في لفت الإنتباه الى إمكانية عمل ما يمكن تسميته "بالموسوعة النقدية" حيث يمكن تجميع مئات المجموعات القصصية أو الاعمال الروائية أو الدواوين الشعرية لمئات المبدعين ومن خلال سطور قليلة مختصرة كاشفة نتعرف على خلفياتهم وأهم اعمالهم، ورؤية نقدية تفسيرية مختصرة كاشفة لأهم الملامح الاسلوبية والفكرية لكل عمل ادبي في هذه الموسوعة، وهذا باختصار ما تم تقديمه في هذا الجزء من كتاب نظرات مضيئة في القصة والرواية والنقد الأدبي بكل جدارة وتفوق. وكنت اتمنى أن يضيف الكاتب السنة التي نشرت فيها المجموعة القصصية الى جانب المعلومات التي افصح عنها بالنسبة لكل كاتب.
القسم الثاني من الكتاب عنوانه " في الرواية"، عرض عدد (32) عمل روائي يمثلون عدد(30) كاتب. ويستلفت النظر ما يلي:
اولا: ما تزال حظوظ المرأة الروائية من الدراسات النقدية في الكتاب غير متناسبة مع ابداعاتها الفعلية على الساحة الابداعية. اربعة كاتبات فقط حظين بالكتابة عن ابداعاتهن: عفت حسن وروايتها " الحب في شق الثعبان" الصادرة عن عربية للطباعة والنشر. اريج ابراهيم وروايتها " زمن قراقوش" الصادرة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب. غادة فاروق وروايتها " قلب صغير " الصادرة عن سلسلة ابداعات الهيئة العامة لقصور الثقافة. وأخيرا الكاتبة مديحة ابو زيد وروايتها " زائر بعد منتصف الليل " الصادرة عن مطبوعات الفجر. بنسبة (13)% تقريبا.
ثانيا: حرص الكتاب على الاحتفاء بأول عمل روائي صادر للمبدع ولفت الأنظار له بقوة. عرض الكتاب خمسة أعمال روائية تمثل باكورة أعمال مبدعيها وهي: رواية " الصفر الحادي والعشرين " للكاتب محمود حامد الصادرة عن سلسلة ابداعات، الهيئة العامة لقصور الثقافة. رواية " يوميات مدرس بنات" للكاتب خليل الجيزاوي، الصادرة عن مدبولي الصغير. رواية " كلما رأيت بنت حلوة أقول ياسعاد " للكاتب سعيد نوح، الصادرة عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، سلسلة ابداعات. رواية" إجمان وحافة الأمل " الثانية، للكاتب مصطفى سليمان على نفقته. وأخيرا رواية "موتك يقتلني" للكاتب عباس سليمان من تونس، الصادرة عن دار الإرتجاف للنشر. بنسبة (16.6)% من مجموع الروايات التي تم عرضها في الكتاب، وهذا يؤكد الوعي بقيمة وأهمية النقد الأدبي في ملازمة الأعمال الابداعية المبكرة لكتابها، والانتصار لقيمة الابداع المجرد عن الغرض والهوى.
ثالثا: ما يزال الكتاب مهتم بعرض كتابات الروائيين التي نشروها على نفقتهم الخاصة بالتحليل والنقد، وملقيا الضوء على أزمة النشر الحالية مثل رواية الكاتب محمد صدقي "رغبات وحشية" الصادرة عن دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر. ورواية الكاتب خيري عبد الجواد " يومية هروب" الصادرة عن مركز الحضارة، ورواية الكاتب خالد السروجي " الشطرنجي" الصادرة عن الصديقان للنشر. ورواية الكاتب مصطفى سليمان " إجمان وحافة الأمل".ورواية محمد هجرس " انثى لاتنام".
رابعا: كتاب الرواية من الشعراء كان لهم نصيب من الاحتفاء عن طريق التحليل والنقد ومتابعة صورهم واسلوبهم الروائي مثل الشاعر سمير درويش وروايته " طائر خفيف" الصادرة عن اتحاد الكتاب. والشاعر عماد سالم وروايته " نظرة لليزا" الصادرة عن مؤسسة يسطرون. وهنا يبحث الكتاب قضية التكامل بين فن الشعر من جهة وفن الرواية والحكي من جهة اخرى، والفروق الاسلوبية في اللغة والعاطفة والتفكير.
خامسا: هناك تباين واضح في اللغة والتكنيك الذين استخدمهم الكتاب في تحليل الأعمال الابداعية، والكشف عن مناطق الجمال وأوجه القصور في تلك الأعمال فيما يتعلق بالمجموعات القصصية مقارنة بالروايات. في الأولى كان التحليل أكثر شمولية واختزالا، وكاشفا لمناطق الدهشة الابداعية كما في مجموعتي شهقة وسي السيد الديك والبحث عن الدفء للكاتبين سعيد بكر ص27، ومحمد جابر ص41 على سبيل المثال.وفي الثانية استدعى الكتاب مقاطع من الروايات في بداية المقال النقدي لكي يستشكف مواضع مفاتيح العمل الابداعي قبل ان يبدأ في الكشف عن مناطق هذا العمل واسراره وخفاياه، ثم يعلن موقفه لاحقا. وهذاالتحول أو التطور في استخدام تكنيك البحث داخل النص منح المزيد من التشوق لدى القارئ لمتابعة التحليل الأدبي ابتداء، ثم البحث بجدية عن النص سواء كان رواية أو مجموعة قصصية ومتابعة مبدعه لاحقا. وهذا هو الهدف النهائي من عملية النقد والتحليل الأدبي للنصوص.
وتستمر مغامرة الكتاب، وتستمر الدهشة حينما يقدم لنا في قسمه الثالث " في النقد الأدبي" اصدارات لاثنتي عشر دراسة نقدية هامة في القصة والرواية في حكم المراجع العلمية في هذه المجالات لاثني عشر مبدعا من كبار الكتاب والاكادميين منهم على سبيل المثال لا الحصر الدكاترة سعيد الورقي، صلاح رزق، مدحت الجيار، محمد نجيب التلاوي والكتاب الاساتذة محمد جبريل، ماهر شفيق فريد، عبد الرحمن ابو عوف. وكأن الكتاب منذ مبتدأه وحتى الخاتمة يتبنى فكرة تكامل الفكر الابداعي على الرغم من فروق شكل الابداع ذاته سواء كان ابداعا في القصة القصيرة أو في الرواية أو في الشعر وكذلك في النقد الادبي الذي يعتبر عملية ابداعية بامتياز ربما تتحقق بفضلها فكرة التكامل أو وحدة الابداع والتفكير الابداعي.
وأخيرا
الكتاب حقق اهدافه كاملة فيما يتعلق بطريقته المكثفة أو الومضة أو التويتية في تحليل وتفسير الأعمال الابداعية والتي تتناسب مع ايقاع وواقع التطورات الحديثة التي طرأت على عقل ووقت المتابعين مع ظهور مواقع التواصل الاليكترونية، وكافة أشكال التواصل الحديثة ،كذلك التغيرات التي طرأت على الصحف والمجلات والدوريات الأدبية. أيضا فكرة هذا الكتاب كشفت بوضوح عن امكانية ظهور اعمال موسوعية ضخمة مستقبلا في النقد الأدبي تستوعب مئات الأعمال الادبية لمئات الأدباء في كافة صنوف الادب من قصة ورواية وشعر ومسرح، تكون هادية للقارئ وتفتح أمامه آفاقا رحبة لمطالعة والتعرف على اعداد كبيرة من المبدعين واعمالهم، وتدفعه الى متابعة اعمالهم الأصلية لاحقا. أيضا حقق الكتاب هدفه الأسمى وهو تعريف القارئ العادي بعشرات الكتاب والمبدعين والنقاد مرة واحدة عن طريق القاء الضوء على اعمال هؤلاء المبدعين الذين يغيب معظمهم عن ساحات الضوء والشهرة. الى جانب اثراء الحياة الثقافية والنقدية بهذه الأعمال التي وجدت من يسعى الى الكشف عن مكنوناتها. ومن الاهداف التي تحققت ايضا تسليط الضوء على مشكلات واقعية تواجه الكتاب بصفة عامة وشباب المبدعين بصفة خاصة تتعلق بنشر اعمالهم الابداعية لجماهير القراء والمهتمين .
د. احمد الباسوسي
كاتب
15اكتوبر 2017








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. آخر ظهور للفنان الراحل صلاح السعدني.. شوف قال إيه عن جيل الف


.. الحلقة السابعة لبرنامج على ضفاف المعرفة - لقاء مع الشاعر حسي




.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال


.. االموت يغيب الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81




.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد