الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصر و نشر التطرف الديني .

صالح حمّاية

2017 / 10 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



رغم أن الجميع من محلليين و سياسيين و باحثين يرون أن الدولة السعودية هي الطرف الأبرز في نشر التطرف الديني في العالم ، و في المنطقة المدعوة "عربية" خاصة ، وهو الأمر الصحيح ، فالسعودية تبنت مشروع اسلمة المنطقة بإتفاق سعودي امريكي لمحاصرة المد الشيوعي ،و لكن ورجوعا للواقع فنحن نجد ان السعودية ما كانت لتفعل هذا بدون دعم خارجي يمنحها كل تلك القوة ، فالسعوية ورغم امتلاكها المال ، و لكنها لا تملك الإمكانيات التي تتيح لها ان تحوز على كل ذلك النفوذ وعليه استعانت السعودية في ظل نقص الكوارد بالدولة المصرية ، و التي كانت تملك آلة جبارة من وسائل الدعاية الموروثة عن الحقبة الناصرية ، فبعد وفات جمال عبد الناصر و إعتلاء الرئيس المؤمن انور السادات سدة الحكم ، بدا التحالف السعودي المصري المصري لنشر التطرف في العالم ، وفي ظل مكانة مصر المعتبرة في المنطقة ، كان من السهل جدا تحويل مسار الدعاية الناصرية الى الدعاية الاسلامية ، و بالنسبة لمصر فهي تمتلك من الكوادر المتطرفة الكثير ، فالسادات اخرج جميع المتطرفين الإسلاميين من السجون و فتحلهم الباب ليعملوا ما يريدون و تحديدا ان يحاربو اليساريين و الناصريين ، وعدى هذا تم تكلف مجمع مسبيرو ليكون مجمع لبث التطرف الديني ، وقد ساد في تلك الفترة سيطرة لشيوخ الدين على المجال الإعلامي كما كان الشيخ كشك و الشعراوي و الغزالي الذي اهدر دم فرج فودة ، و مصطفى محمود ، و بدل المسلسلات الراقية والجميلة التي كانت تصدرها مصر ، صارت تصدر أفلام الخلفاء ، و السلاطين ، وتم غسيل دماغ للجمهور الذي لا يجد غير الفضائيات المصرية امامه ، مما أدى الى موجة من التدين المسعور ، خاصة وقد ترافق مع حرب أفغانستان ، والتي تم تجنيد الوف المقاتلين من اجلها ليحاربو العدو الكافر المزعوم الاتحاد السفياتي ، و رغم ان نهاية الرئيس المؤمن كانت على يد احد من اخرج من السجون ، إلا ان مصر استمرت في نفس النهج فقد ظل الخطاب الديني هو السائد وكل ما جرى هو انه تم استبدال الدعاة القدامى الداعين للجهاد و الإرهاب ، الى الدعاة الجدد الداعين للالتزام الديني المعتدل كما سموه ، بينما كان في الحقيقة مجرد عملية تجميل شكلية لافكار إجرامية واحدة ، ولم تدخل السعودية باب نشر التطرف الديني الإعلامي الا متؤخرة بعض تكوين دعاة من السعودية ينافسون الدعاة المصريين كالعريفي و العودة وغيره .

وكما نلاحظ هنا ، فقبل ان تبدا السعودية بنشر تطرفها فمصر فاتقها بعقود ، بل مصر ومع جماعة الاخوان المسلمين قد بدات في نشر التطرف عبر جماعة الاخوان التي كونت لها في فروع في كثير من البلاد كطابور خامس ، يمكن استغلاله في وقت ن وهذا وفي ظل صمت حكومي مفضوح حيث عمل الاخوان على نشر أفكارهم في كل من سوريا والجزائر وغير ها من البلاد ، وكلها انتهى بها الحال بالدمار بالإرهاب ففي الجزائري عاشت البلاد عشرية سوداء بسبب الأفكار الدينية القادمة من مصر ، و التي جاء بها الغزالي تحديدا حين تسلم عمادة جماعة قسنطينة للعلوم الإسلامية وسوريا تدفع اليوم نفسل الثمن ، ومما يزيد الامر غرابة انه حتى مع دخول السيسي على الخط ودعوته لاصلاح الخطاب الديني بعد ان فاحت ريحته الا ان مصر لم تتخلى عن دعم التيارات الدينية ، ومما نراه ان كل همها الان هو التيارات التي لا تحاربها ، وليس رفض الفكر المتطرف بحد ذاته ، وهو ما نوه عليه الكاتب و الإعلامي إبراهيم عيسى ان الدولة المصرية تحارب الإرهاب ولكن لا تحارب الإرهاب ، فمازال الدعاة الجدد كما سماهم والكاتب الصفحي في روز اليوسف ( الدعاة الجدد) يعملون وبكل ارية وبدعم من الدولة ، بل و اخطر من هذا هو تحالف الأجهزة الأمنية مع إرهابيين مفضوحين هم السلفين بزعم ضرب الاخوان ، وهو الامر الذي يحاول استبدال الكوليرى بالطاعون ، و لا يزال في مصر التحريض جارياو نشر الأفكار المتطرفة سواء في الخارج او في الداخل ، ورغم ان السيسي اقفل بعض القنوات الدينية المحرضة على الإرهاب ، الا انه كان توقيف للمعارضين السياسيين وليس للمتطرفين الارهابييين الذيم يدعون لخراب المجتمع المصري نفسه ، فمن يعود للفتنة الطائفية في مصر سيجد انها تبدا وتنتهي مع مشايخ الفتوى الذي يهدرون دماؤ المسيحييين ، وفي ظل غسيل الدماغ والوعود بالجنة ، لا تنفك تنفجر الأوضاع كل مرة ، بل واكثر من السابق فعلى قول الباحث مجدي خليل على احدى الفنوات ان احدات الاعتداء المسيحيين في وقت السيسي فاقت الاعتداءات في عصر السادات ومبارك مجتمعين .

الشيء العجيب الآخر في مصر ، هو ما نسمعه من ان مصر دولة مدنية ، وهي خرافة يروج لها الاعلام المصري للضحك على العالم ، وهذا لكي تبدو في نظرهم دولة حديثة ، بينما الواقع ان المادة الثانية تقول أن المصدر الرئيسي للتشريع هو الشريعة الإسلامية ، فعن أي مدنية يتكلمون ، و أساسا كيف تسمى جمهورية مصر العربية و الجمهور لا يقرر قوانينه ، فالقوانين تستقى من الشريعة ، أي انها دولة ثيوقراطية بإمتيار ، ثم الازهر له مكانة خاصة ، ما يعني انه فوق الدولة و الدستور بدليل انه لا يمكن عزله حتى من رئيس الجمهورية ، و الازهر يتحكم في5 مليون طالب ويفرض عليهم مناهج تشعر الانسان بالخجل لدى قراءتها ، وكم من كاتب حاول فضح هذا الدجل ، و في النهاية كان مصيره السجن فأي دولة مدنية هذه التي تترك امتال برهامي وحسان يخطبون ويسوقون قطعان الغوغاء ، بينماتحبس إسلام بحيري و تحاكم فاطمة ناعوت وإبراهيم عيسى ، فما الفرق بينها هنا وبين السعودية التي تسجن على الآراء الدينية ، ولكن رغم كل هذا يقال ان مصر دولة مدنية ، في حالة من الاستغباء المفضوح ، او ربما هي البلاهية المصرية ، لان من يعود لمصر الجمهورية او الملكية كان يجد الفكر و الفن و الدب ، و التنوير ، ولكن ماذا تقدم اليوم مصر للعالم سوى مختلين عقليا يعتلون شاشات التلفزون و يهرتلون بكلام عفى عليه الزمن ، بل ان السعودية ذاتها بدات تتبرا منه ، فالسعودية اليوم ومن يتباعها يجدها تذهب نحو الحداثة و سمحت مؤخرا للسيدات بقيادة السيارة وسمحت بإذاعة أغاني ام كلثوم بينما في مصر يحاربون الفن ، ويبجلون في الإرهابيين كما حل في جنازة الإرهابي عمر عبد الرحمان ، فهل هذه هي مصر طه حسين و هدى شعراوي ولوييس عوض و فان حمامة ، ام هي مصر محمد حسان و الشيخ يعقوب وغوته الصندوقية ...
المهم هو شيء مؤسف ما جرى لمصر ولست اجد ما أقول لمصر سوى ما قال شويقي لها ذات يوم

(أبا الهَولِ طالَ عَلَيكَ العُصُرْ وَبُلِّغتَ في الأَرضِ أَقصى العُمُرْ
تحرك أبا الهول هذا زمان تحرك كل فيه حتى الحجر ) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مغالطات مقصودة من الاسلاميين
نور الحرية ( 2017 / 10 / 19 - 13:09 )
الدولة المدنية يقصد بها الاسلاميون بخبث ودهاء مفضوح دولة المدينة التي اقامها محمد في المدينة لذلك تراهم يتحاشون وصفها بالدولة العلمانية ويصرون في خطبهم البلهاء على اقامة الدولة المدنية اياهم


2 - ظاهرة الصحوة الاسلامية عالمية
عبد الله اغونان ( 2017 / 10 / 19 - 14:44 )
لاتقتصر على مصر وحدها ولاعلى السعودية بل تشمل كل الدول العربية والاسلامية بل حتى الجاليات الاسلامية في الغرب
الصحوة الاسلامية لاترتبط بظروف سياسية معينة فهي دائما في انتعاش حتى ولو اشتد اضطهاد المؤمنين ولايوقفها القتل والسجن والاضطهاد
أتدرون لماذا ؟ لأن النص الاسلامي قرانا وحديثا والذي نؤمن به ونتلوه ونستجيب له هو البعاث على مقاومة التحريف والطغيان


3 - عبيد المخابرات
Amir Baky ( 2017 / 10 / 19 - 15:30 )
فى الدول الفاشية التى حكمها دينى أو عسكرى لا يعتمدون على دعم شعوبهم بل يعتمدون على رضاء أجهزة الإستخبارات لحماية كراسيهم فى مقابل تحقيق مصالح الغرب. المخابرات الإنجليزية هى من بذرت فكرة دعم آل سعود و الإخوان فى مصر. حيث كانت بريطانيا العظمى تتحكم فى بلاد
الخلافة عن طريق التحكم فى الخليفة (الرمز و القائد الدينى للمسلمين) وهذا ما يفسر دعم إنجلترا للخليفة ضد محمد على و أبنائة عندما تمددوا نحو تركيا و حاربوا الوهابية فى أرض الحجاز . و الإنجليز لهم صوابع قذرة فى المنطقة إعتمادا على تحويل الإسلام لحركة سياسية تابعة لهم. مصر لأنها دولة محورية بالمنطقة فنالت القسط الأوفر من تدخل الإنجليز. فالدين أفيون الشعوب و فهمت المخابرات الإنجليزية و من بعدها الأمريكية كيفية غسل عقول شعوب المنطقة بالدين عن طريق الأزهر و القيادة العسكرية فى مصر. و بعد معاهدة السلام وجدنا دعم الرئيس المؤمن للجهاديين و إرسالهم لأفغانستان بعد تسليحهم بالسلاح الروسى القديم الذى تم إستبدالة بالسلاح الأمريكى. صراع التابعين المغيبين للعسكر و الإخوان هو النتيجة الطبيعية لألعيب المخابرات القذرة


4 - الازهر
على سالم ( 2017 / 10 / 19 - 23:02 )
فى تقديرى ان مصر الان تعتبر اكبر دوله ارهابيه فى العالم بعد المجرمه السعوديه , مايسمى بالازهر فهو قلعه اسلاميه ارهابيه دمويه متجذره فى مصر ويرجع تاريخه الاغبر الى مايزيد من الف عام , هذا وقت طويل جدا وكان المفروض هدم الازهر بالديناميت منذ وقت طويل , ميزانيه هذا الصرح الاجرامى مايزيد على خمسه عشر مليار جنيه سنويا , ايضا السعوديه تبعث مليارات الريالات على هيئه رشاوى ومنح واكراميات لكل الاجهزه التنفيذيه والتعليميه والقضاء والشرطه وذلك لكى يغضوا الطرف عن الدور الاجرامى الذى يبثه هذا الازهر القاتل الفتاك والتعاليم البشعه الاسلاميه , هذا الازهر يصرح بدراسه سموم للطلبه صغار السن مثل قتل المرتد واكل لحمه نئ وايضا نكاح الميته ونكاح البهيمه ؟؟ ايضا يدرس للطلبه التعساء اذا نكح قرد رجل فلا يطالب الرجل بالغسل , تخيل الشذوذ فى هذه المقررات الاسلاميه البدويه , من هذا المنبر اقول يجب فضح الازهر المجرم الارهابى واغلاقه والقاء القبض على الشيوخ المجرمين الكذبه الفاسدين وتقديمهم للعداله