الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كرد العراق وسياسات المحاصصة

عبدو خليل

2017 / 10 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


كرد العراق و سياسات المحاصصة ؟
ربع قرن لم يستطع كرد العراق بناء مؤسسات حقيقية. ديمقراطية وتشاركية، كان التركيز على الناحية الأمنية، وهي النقطة الوحيدة التي تحسب لصالح حكومة الإقليم. كإنجاز يشاد به، كونه انتشل مواطنيه من كابوس المفخخات والعمليات الإرهابية، لكن وتيرة الخلافات حول عائدات النفط والتجارة لصالح كتل وشخصيات معينة. بذريعة أنها دفعت فاتورة باهظة عبر نضالاتها الطويلة، لم تتراجع. دخلت حالة كمون، وراوحت بين مد وجزر. لتظهر فجأة، وبقوة بعيد وفاة جلال الطالباني الذي يعتبر أحد أفرع جذور المشكلة.
وبعيداً عن المصفوفات السياسية. الكردية، وكيل الاتهامات المتبادلة بين محوري الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني. تبدو الحقائق ومقدمات النتائج الراهنة بعيدة المنال بالنسبة للشارع الكردي برمته. سواء داخل العراق أو بالنسبة لجمهوره المتحمس في دول الجوار، وأخص هنا كرد سوريا. نتيجة العلاقة ذات الأس. التابعي، للنواظم السياسية لكتلة الاحزاب الكردية السورية التي تتبع لكرد العراق منذ نصف قرن، حتى حزب العمال الكردستاني الذي طالما تظاهر بأنه بعيد عن هذه المعادلة يتقاطع في مكان ما مع الاتحاد الوطني الكردستاني وكلاهما يتبعان للأجندة الإيرانية، رغم بعض الخلافات التي تطفو على السطح من وقت لأخر، لكن سرعان ما يتم احتوائها على وجه السرعة. بسبب متانة الروابط الطائفية لقادة العمال الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني مع طهران.
فما يجري اليوم في كركوك ومحيطها هو تكملة لصراع كردي / كردي. صرف، أولاً وأخيراً، بغض عن النظر عن التفصيلات التي أفضت لتلك النتائج، ونقصد هنا التدخل التركي والإيراني. إذ لم تستطع مظاهر التمدن . المزيفة، من مولات وفنادق ومطاعم ونوادي أن تردم الفجوة الحقيقية ، فجوة بناء الانسان المسلح بالوعي والمعرفة، والقادر على نسج علاقات متوازنة مع محيطيه الداخلي والخارجي، ظل أبناء السليمانية حذرين في تعاملهم مع ابناء اربيل و الروح العدائية لدى كلا الطرفين بقيت معلقة دونما حلول ناجعة، بسبب غياب ثقافة التسامح، واستيراد ثقافة استهلاكية سريعة مبنية على أسس مادية بحتة. ربحية، لذا تم تسطيح الشخصية الكردية لصالح الكتل السياسية مع إضفاء بعض المغريات، من قبيل رخص الاستيراد وعمولات التجارة، وما إلى ذلك من رشاوى مبطنة ومغلفة بسلوفان يخفي الحقائق أو يعمل على تجميلها.
أما على الصعيد الخارجي لم تعمل. الحكومتين، أربيل والسليمانية . على بناء علاقات استراتيجية سواء مع الدول الاقليمية أو الدول الغربية، ولم تعتمد في سياساتها على توطيد علاقاتها مع الأحزاب أو مراكز الأبحاث ووسائل الإعلام إنما ظلت تبحث عن القشور. التي من شأنها إعطاء صورة براقة لا أكثر ولا أقل. مثل بعض الحفلات الموسيقية لمشاهير عرب و أجانب أو التسويق لنفسها في سوق الاستثمارات، لذا كان التشبه بدبي أو ببعض الدول الخليجية مسعى بحد ذاته. متناسين أن تلك الدول شقت طرقاً صعبة عبر بناء منظومات مؤسساتية في شتى المجالات خلال قرابة نصف قرن أو أكثر،
لذا نجد من خلال مجريات الاحداث وتواترها أن الكرد مازالوا يمارسون السياسة عبر مزجها بجرعات عاطفية. تصاعدية، تبنى على الفعل ورده، تثقل كاهلهم وتضعهم في مفترقات صعبة ومآلات صادمة لتوقعاتهم، وهذا ما يتجلى في مفاعيل الاستفتاء الذي كانت أولى نتائجه قصقصة أجنحتهم في مدينة كركوك المتنازع عليها من قبل الحكومة الاتحادية وبدعم إيراني وتركي وتخاذل امريكي وغربي، في ذات الوقت تبدو فيه المنظومات الشمولية / الدولتية ، خاصة تلك التي لفحتها رياح الانتفاضات الشعبية، أكثر قدرة على التماسك وقيادة دفة الأمور. مع الأسف، عبر رسم استراتيجيات بعيدة المدى وتحالفات البعض منها أنجز على أنقاض فشل الساسة الكرد. كما هو في حال التقارب الإيراني التركي السوري.
وما يجري لكرد العراق بات قاب قوسين أو أدنى من تكرار السيناريو ذاته في سوريا، حيث يعيش كرد سوريا تفككاً وتخبطاً بينياً داخلياً ضمن بحر من العداوات الخارجية، راكمها العمال الكردستاني نتيجة سياساته التسلطية وتعهداته لحروب لا ناقة للكرد ولا جمل، لقاء بعض المنافع والمكاسب الحزبية الأنية، لذا لم يكن بالأمر الغريب عندما علقت الخارجية الأمريكية على صورة اوجلان التي تم رفعها في الرقة بأنه شخص لا يستحق الاحترام. تل الجملة هي مقدمة لرمي العمال الكردستاني في سلة المهملات، و للتضحية بهم في أي منعطف قادم خاصة مع تدهور الوضع الصحي لمنظومة داعش، تماماً كما مسحت الإدارة الامريكية الجديدة ملف الخدمات التي قدمها كرد العراق خلال عقد ونيف من تواجدها في العراق.
اليوم عندما يجد الكرد انفسهم وحيدين في مهب عواصف سياسات دول المنطقة لا يملكون سوى أقسى الخيارات. المواجهة ، مواجهة كل دول المنطقة. أي الانتحار بشكل أو بأخر ، و العودة لنقطة الصفر، ومن ثم الدخول في عمليات كر وفر و تتبع هجرات مليونيه في الجغرافيا الوعرة لكردستان، مع بعض الاحتجاجات المتفرقة هنا وهناك دون جدوى أو طائل، أما العمل بهدوء وصمت وتوظيف أموال النفط والمعابر في البنى التحتية والمؤسساتية بعيداً عن سطوة ونفوذ العوائل المتنفذة تبدو على الأقل ضمن المدى المنظور خارج رؤى طرفي النزاع. الكردي، وما نراه من تخوين وتبادل للاتهامات يؤكد فرضية أن الكردي اذا لم يصادف حفرة حتى يقع فيها يحفرها بنفسه ثم يأخذ بشتم الأخرين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شولتز: المساعدات الأميركية لا تعفي الدول الأوروبية من الاستم


.. رغم التهديدات.. حراك طلابي متصاعد في جامعات أمريكية رفضا للح




.. لدفاعه عن إسرائيل.. ناشطة مؤيدة لفلسطين توبّخ عمدة نيويورك ع


.. فايز الدويري: كتيبة بيت حانون مازالت قادرة على القتال شمال ق




.. التصعيد الإقليمي.. شبح حرب يوليو 2006 | #التاسعة