الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرقابة الحزبية المركزية هل هي ضرورة ام ديكور؟

مازن الحسوني

2017 / 10 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


يعتبر الحزب الشيوعي العراقي رائد عملية دمقرطة الحياة الحزبية بين جميع الأحزاب العراقية من خلال صياغة نظامه الداخلي والذي أقره المؤتمر الخامس في عام 1993 وفيه ثبت حق الهيئات المختلفة في انتخاب مسؤوليها بعد أن كانت الهيئات العليا هي من تعين المسؤولين . إضافة لمجموعة إجراءات ثبتها النظام الداخلي لزيادة الديمقراطية في الحياة الحزبية مثل (حق الاعتراض على قرارات الهيئات العليا، نشر الأفكار المغايرة لسياسة الحزب في الصحافة الحزبية وغيرها من القضايا).

رغم أن هذه الإجراءات ليست بالضرورة تنفذ بشكل جيد، ولكن تبقى هذه المشكلة طبيعية وهي محور الصراع مثلما يحدث في أي كيان حي يتصارع بداخله من يريد بقاء القديم ومن يحاول التغيير.

*جرى تشكيل لجنة الرقابة المركزية الحزبية كلجنة مهمتها مراقبة تنفيذ بنود النظام الداخلي من جميع اللجان والهيئات ومنحت صلاحية أكبر من اللجنة المركزية وأقرب نموذج إليها هي المحكمة الاتحادية بالدولة العراقية.

- المؤتمر العاشر للحزب أقر بنقص عمل هذه اللجنة رغم كل الصلاحيات الممنوحة إليها ولكن لم يضطلع الجميع على مكمن العلة في عمل اللجنة.

- جرى الاتفاق على توسيع عدد أعضاء اللجنة وتغيير عضويتها من خلال انتخاب رفاق جدد.

وهنا أطرح التساؤلات التالية بعد عمل اللجنة الجديدة ولما يزيد عن عام ونصف:

*هل تقوم اللجنة بعملها بشكل جيد يتماشى والمهمة الملقاة على عاتقها، أي الحفاظ على تنفيذ النظام الداخلي ومن قبل جميع اللجان؟

*هل وصلت إليها شكاوى تطلب التدخل بسبب خروقات للنظام الداخلي؟

* ماهي الخطوات التي قامت بها إذا كان الجواب بنعم (وصلت شكاوى)؟

*هل بلغت الرفاق أو الهيئات بوصول شكاويهم وبالتالي تعمل على إجراء اللازم وستبلغهم بالنتائج؟

*هل ستقدم تقرير دوري عن عملها كأن يكون سنويا، وماذا استطاعت القيام به وما ستقوم به لاحقا؟

*كم من القضايا استطاعت البت بها ونجحت في حلها؟

- هذه الأسئلة أطرحها وغيرها الكثير لأجل تجاوز أخطاء الماضي في احتكار التفكير والقرار بيد مجموعة قليلة أثبتت الحياة عدم صحة هذا النهج وكذلك بعد أن أدرك الجميع أن لا مناص من تعزيز الأسس الديمقراطية بالحياة الحزبية ومشاركة الجميع في التفكير والقرار وتحمل كل واحد مسؤوليته في النجاح والفشل وبسبب قيام البعض بخروقات للنظام الداخلي سواء كانوا أفرادا أو هيئات دون الخوف من وجود رادع.

- إن أداء هذه اللجنة (لجنة الرقابة المركزية) لدورها الصحيح في الحياة الحزبية ستكون صمام أمان لعموم الحزب في عدم التجاوز على النظام الداخلي حسب أهواء البعض بإدارة العمل الحزبي وفق رغباتهم.

- ولكي نقدم نموذج إيجابي للحياة الحزبية ليست على الورق وإنما بالتطبيق الفعلي نثبت من خلالها أن إجراءاتنا كانت ضرورية لتعزيز الديمقراطية والتي بدأناها منذ زمن بعيد ونسعى إلى تطويرها باستمرار وهي ليست للتباهي امام الأخرين وإنما ضرورات العمل تتطلبها.

- لهذا لابد من متابعة كل الخطوات التي اتفقنا عليها وثبتناها سوية بالمؤتمر العاشر وألا ستصبح تلك البنود التي احتواها النظام الداخلي مجرد ديكور حلو للديمقراطية فارغة المضمون، تزيد من عدم الثقة والقناعة بما نقوم به من عمل حزبي.

*ويبقى السؤال الأهم هل وصلت الرسالة لمن يهمه الأمر؟












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأرمن في لبنان يحافظون على تراثهم وتاريخهم ولغتهم


.. انزعاج أميركي من -مقابر جماعية- في غزة..




.. أوكرانيا تستقبل أول دفعة من المساعدات العسكرية الأميركية


.. انتقادات واسعة ضد رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق لاستدعائها




.. -أحارب بريشتي-.. جدارية على ركام مبنى مدمر في غزة