الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قبلة تتسبب في فصل تلميذة عن الدراسة!

محمد مسافير

2017 / 10 / 31
التربية والتعليم والبحث العلمي


خارج المغرب، أو بالأحرى، في أي بلد آخر غير متخلف، يمكنك أن تجول شوارعه وأماكنه العمومية أو وسائل نقله العمومية، وتمتع بصرك بمناظر الحب بين العشاق، ليس المهم أين؟ لكن الأهم هو إحياء الحب وإنعاشه وفرضه في كل مكان رغما عن أنف الكارهين، قُبل حارَّة وعناق دافئ، إنهم لا يخفون الحب إطلاقا، بل يبادرون إلى إظهاره علنا كل ما أتيحت لهم الفرصة، لأنه ليس عيبا، بل هو كل الفضيلة! فبالحب وحده يمكننا مواجهة الأحقاد وقهر الإرهاب والقضاء على الفكر المتطرف...
لكن في بلادي تنقلب الآيات كما العادة، لقد قررت الإدراة التربوية لمؤسسة تعليمية بمدينة مكناس وأد الحب بين تلميذ وتلميذة، فربما لو تبادلا اللكمات أو السباب بدلا من تبادل القبلات ما واجهوهما بهذه الأحكام، فصل تلميذة وتنقيل التلميذ، ربما نحن أحسن حالا من السعودية، فقد تكون العقوبة أكثر تطرفا، لكن يكفي تجريم الفعل، يكفي تحريم الحب، إنهم يخشون من انتشار الحب، فهم يعتبرونه وباءً، وربما أفعال صادري الحكم أبلغ من فعلة التلميذين المسكينين، لكنهم يمارسون الحب في الخفاء، يمارسون التحرش والابتزاز في الخفاء، من يدري، يخونون زوجاتهم في الخفاء، من يدري، لكن يجب عليهم أن يظهروا الطهر والوقار في حضرة من يعتبرون دونهم! مجرمون فعلا!
مسألة ثانية، استحضار الميز في محاكمة البريئين، فلأنها أنثى، عوقبت بالفصل عن الدراسة، لأن مكانها في اعتقادهم هو المطبخ، أو لأنها حواء، أصل الخطئية، هي من قامت بإغوائه واستغلال سذاجته، ولحسن حظه ولد ذكرا فقاموا بتنقيله إلى مؤسسة أخرى، هو لا يصلح للمطبخ، يجب أن يدرس ويشتغل ويعيل أسرة أو يتسيدها، إنها عقلية البدو والرحل، عقلية لا تزال تطغى على مؤسسات القرن الواحد والعشرين في بلادنا!
نحن بعيدون جدا عن ركب الحضارة والتقدم، فكيف لنا بعد اليوم، أن نناقش قضايا أهم كنا نصبوا إليها، مثلا ترسيم مادة الثقافة الجنسية في المؤسسات التعليمية، أو قضية مساواة المرأة مع الرجل في الإرث، قضية حقوق المثليين، فبالأحرى مناقشة مسألة العلمانية!
لقد كنا خاطئين جدا في التوجه نحو هذا الشعب بخطاب متقدم جدا تفصلهم عن بلوغه مسافة قرون من الزمن، إننا لا نحاسب غير المتعلمين على جهالتهم، لكن المصيبة في المثقفين من النخبة أنفسهم، لقد هاجموا العاشقين واعتبروهم مذنبين يستحقان الركل واللطم، وهم أنفسهم غير كارهين لقبلة يختسلونها في الظلمات، شعب سكيزوفريني بامتياز!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقوبات أميركية على مستوطنين متطرفين في الضفة الغربية


.. إسرائيلي يستفز أنصار فلسطين لتسهيل اعتقالهم في أمريكا




.. الشرطة الأمريكية تواصل التحقيق بعد إضرام رجل النار بنفسه أما


.. الرد الإيراني يتصدر اهتمام وسائل الإعلام الإسرائيلية




.. الضربات بين إيران وإسرائيل أعادت الود المفقود بين بايدن ونتن