الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اعرف الحقيقة أولا ..ثم ضللها كما تشاء! حتى في الفكر..الرشوة حرام.......

عزيز حميد

2017 / 11 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ليس هناك شخص عاقل، يمكن أن يعتبر"صحيح البخاري " كتابا مقدسا. فالإمام البخاري نفسه بشر يؤخذ منه ويرد عليه. ومن يجرؤ على الكتاب بالشرح والنقد والتحليل، لا يتهمه بالتجاوز والتطاول، إلا من يرى في نفسه وصيا، ليس على الدين فحسب، بل على علومه وتاريخه أيضا. وكل من يفعل، إنما يؤسس لكهنوت متجبر مستبد، يحلل ويحرم على هواه، أو وفق ما تقضيه مصالحه.
وكما حدث مع الشبخ الأزهري محمد عبدالله نصر في مصر، والذي حكم عليه ب 13سنة سجنا،بتهمة ازدراء الاديان،أو بالاصح بتهمة النظر في صحيح البخاري، بدأ الهجوم على كاتب مغربي (رشيد أيلال) تجرأ هو الآخر على التفكير، وأصدر كتابا في الموضوع (صحيح البخاري..نهاية أسطورة). وبغض النظر عن محتوى الكتاب، فان ما يثير في الموضوع، هو ما صاحب نشره منذ البداية، من هجوم ليس له ما يبرره، سوى الخوف من عنوانه (نهاية اسطورة). وأغرب ما في الأمر، أن عالما، هو رئيس المجلس العلمي لمدينة وجدة، بدل أن يخصص جزءا من وقته لقراءة الكتاب، وإعداد ما يراه ردا مناسبا وتفنيدا لما اقترفه الباحث من احتمالات الخطأ والصواب...لجأ إلى المال، وخصص عشرة ملايين سنتيم لمن يرد ويدحض. إنها مغامرة عبثية لا طائل منها. فالفكر لا يتطور بالطلب وإغراءات المال. والصدق سينتفي حتما من أي مننوج يكون هدفه حيازة مال غير مستحق. ثم ماذا لو "تطوع" مائة شخص لهذه المهمة، استجابة لنداء الأستاذ بنحمزة؟ لمن سيتم صرف المبلغ؟ وبناء على أية معايير؟ ومن سيقرر في الأخير أحقية أطروحة على أخرى؟ أسئلة سنظل نعاني من حرقتها مع كل جديد، إلى أن يقضي العقل والبصيرة أملا طال انتظاره.
فإذا كانت مواجهة الفكر بالفكر وحده أمرا محمودا يباركه الجميع. وإذا كان حق الرد مطلبا لا يرفضه أو ينكره إلا متطرف أو عاجز أو مغرض، فإن عالمنا الجليل قد أخطأ الطريق، بلجوئه إلى فعل تأسيسي لبدعة متهافتة. فسلوكه ينم عن أحد أمرين لا ثالث لهما. إما أنه لا يريد الدخول في مواجهة مباشرة، قد تخدش هالة الاعتدال التي يحاول تصديرها منذ زمن بعيد، فيجد نفسه بمنطق قانون التداعي، في خندق أعداء الحرية الفكرية، وإما أنه يعتبر نفسه أرفع وأعلى قدرا ومقاما من الخوض في حوارات سجالية، ليس لها أفق واضح، في ظل سيادة الفوضى في مجال الفكر، وغياب التأطير المنهجي لمساراته المختلفة. ولهذا السبب أو ذاك، اختار الطريق الأسهل والأضمن، فقرر تخصيص رشوة لكل باحث عن مال أو شهرة. وهو منزلق خطير في حقول الفكر والمعرفة. لا يليق بفقيه يفترض أنه أكبر من التحريض والوشاية. خاصة وأنه قد صرح بجهله لمحتوى الكتاب. ولم بجشم نفسه عناء البحث فيه .حتى إن لم يجد فيه جوابا يريحه، فقد يفتح أمامه بابا لسؤال جديد، قد ينفع في فتح باب لحوار منتج. ولأنه لم يفعل، واكتفى بالتلويح من بعيد بسياط الترهيب، فقد فتح بابا للنار أمام شيوخ الفتنة. وكان أول الغيث ما أفتى به الشيخ عبدالله المكناسي، من تحريم للتعامل مع الكتاب طبعا وتوزيعا وقراءة، وجلد وتعزير لصاحبه. متجاوزا قوانين البلد، ودستوره الذي يضمن للجميع حرية التفكير والتعبير.
إن شر البلية ما يفتح شهية العنف. ولله في شيوخنا حكم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. يهود أمريكا: نحن مرعوبون من إدارة بايدن في دعم إسرائيل


.. مجلس الشؤون الإسلامية في أمريكا: الرد القاسي على الاحتجاج ال




.. نحو 1400 مستوطن يقتحمون المسجد الأقصى ويقومون بجولات في أروق


.. تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون




.. الجزائر | الأقلية الشيعية.. تحديات كثيرة يفرضها المجتمع