الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القيمه الفنيه في الشعر الشعبي من خلال شاعر تونسي

سالم المرزوقي

2017 / 11 / 3
الادب والفن


القيمه الفنيه للشعر الشعبي من خلال شاعر تونسي

في مدينة دوز بالجنوب التونسي انطلقت الدوره الثانيه لمهرجان الشعر الشعبي وقد ارتأت هيئة المهرجان مشكورة تكريم شاعر كبير من أبناء المدينه غادر الحياة وهو شاب في مطلع القرن العشرين وقد اشتهر هذا الشاعر " سالم بوخف" بمتانة شعره وغزارته ورقة غزله وبهذه المناسبه سأحاول التعريف به وتقديمه رغم شح المصادر والتحفظ في دقتها لوصولها لنا شفويا.

هو سالم بن بلقاسم بن سالم بن حامد شهر بوخف وهي كنية ورثها عن جده سالم بن حامد الذي كان ينتعل خف جمل لرجله الكسيحه،تاريخ ولادته غير معروف بدقه البعض يقول أنه سنة 1886 ووفاته كذلك فيها خلاف فمحي الدين خريف يروي أنه توفي سنة 1920 أما شقيقه محمد المسجل بالحاله المدنيه سنة 1923 والذي لازال حيا يرزق فيروي أن يوم وفاته كانت أمه حاملا به أي أنه توفي في نفس السنه.
سالم بوخف شاعر غزير العطاء لا يكف عن ارتجال الشعر إلا إذا هدأت نفسه من حملته سواءا كانت غزلا أو هجاء أو فرحا أو حزنا،يعرف ذاته في مطلع قصيد هجائي طويل لامرأة شاكسته فيقول:
أني بوخف ليا ذهبتيني.......قصير ڨدي ونكسر في عيني
لكن أمرأة أخرى أحبته وعرفته فقالت:
بوخف يا ريتك حنّتي في كفوفي....وإلا مراير نكبسك علْ جوفي.

حياته ملؤها المعاناة والجرأة والحب العذري كما كل بدوي رغم قصرها،أحب احدى قريباته حسب العرف الجاري عند اهله المرازيق ولظروف الحاجة والفقر سافر الى طرابلس ليبيا للعمل واشتغل مع الجيش الايطالي فكانت تلك المهنه سبب شقاءه حيث تزوجت حبيبته في غيابه بتعلة أنه "طلين"وهذا يعد عيبا في عرف البدو المرازيق،ورغم شجاعته وقوة عزيمته حسب رواية معاصريه، إلا أنه انهار وهام شعرا وغزلا كما حصل مع الشعراء العذريين ورغم تزويجه من إحدى قريباته، زواج اعتبره أهله وأعمامه علاجا له لتخفيف الصدمة لكنه فارق الحياة بعد أشهر .ملأ الدنيا شعرا حتى نسب الناس له جنية شعر ملهمه اغتالته لشدة غيرتها عليه، لكن تلك ليست إلا أسطورة حاكها الرواة لنبوغ الرجل وغزارته عطاءه الشعري.
كان سالم بوخف شاعرا رقيقا في غزله كثيف الصور عميق المعاني وبالمقابل كان عنيفا صادما في الهجاء أما في الأغراض الأخرى فقد قال عنه محي الدين خريف أنه الأقدر في وصف الجمل المهري ،للأسف أن أغلب شعره ضاع وانتحله البعض ولم يبقى منه إلا القليل النادر ،من أجمل قصائده التي وصلتنا منها بعض المقاطع:
ـ حس القطا وهي أعجوبة في فن الشعر ترجمت للفرنسيه ونشرت كما سنوردها لاحقا
ـ خرصك وصخابك والخلّهْ
ـ على ضربة الطبل نخي ولالي.
يتميز شعر سالم بوخف بالسهل الممتنع السلس فلا تعقيد ولا غموض في معانيه رغم كثافة صوره وجمالها والميزه الكبرى لشعره موسيقاه التي جعلته غناءا يفرض لحنه على المتلقي دون أن يفقد جوهر رسالته التي يريد ايصالها مثل:

علْ ضربة الطبل نخي ولالي...يا أم الغثيث الحمالي

علْ ضربة الطبل نشبح ولايفْ....عليهم مرايف
عوانيد رخفوا خيوط السفايف
تنموت يا بنت والجسم هايف...دموعي سخايف
تاون يهزوا رڨاڨ الشفايف
أني بيك ممحون والقلب طايف... وكاثر هبالي
وبديت في حال ماهوش حالي.....عل ضربة الطبل نخي ولالي....

كلمات سهله في اللهجه العاميه لكنها دقيقه في وصف معاناته مع معشوقته فهي رقيقة الشفاه لكنها عنود حسناء ،جميله وصعبة الانقياد،ثم نجده في قصيد اخر مطلعه "خُرصك وصخابك والخلّهْ" يغير الايقاع مخففا الوزن متلاعبا بالألفاظ لخدمة موسيقى الشعر ولا يعبأ باللغة فيسمي الجبين جبنون كما يفعل كبار الشعراء في العربيه الفصحى ولم يشذ عنهم من حيث الصوره في وصف هذا الجبين بالمرتب وشبه حاجب حبيبته بالهلال في يومه الثاني فوق شفق الغروب وهو ما عبر عنه بالردم في اللهجه العاميه،أما في وصف "السالف" أي جدائل المحبوبه فهي عكس الترتيب الذي رأيناه في الجبين فالجدائل في فوضى هنا متخالفه مخلوطه غير ممكن حلّها من بعضها لكثافتها وطولها.

خرصك وأصخابك وقدودك...سود عيونك ...مسمح ترتيبة جبنونك
عقلي سلّه...هلال زوز من الردم تعلّى
خرصك وخصابك والخلهْ...

خرصك واصخابك والسالف...طاح تخالف...متخلّط من بعضه تالف
واش يحلّه رڨمه في حنايا عِبدللهْ
خرصك وأصخابك والخلّهْ...

في الأخير نختم بالقصيد الأعجوبه في الشعر الشعبي التونسي،قصيد "حس القطا" ،أعجوبة في رقة غزلها وأحاسيس هذا الشاعر العظيم ومناجاته لطائر القطا وسأنشر معها ترجمتها الفرنسيه والتي نشرت في مجلة خيل وليل لقيمتها الفنيه:

حس الڤطا

تره إس حس الڤطا جاي منـّأ *** ضبايح برنّة
والا دلالات كف المحنّة
*
تره إس حس الڤطا جاي واردْ *** ضبيايح أبّاردْ
والا دلالات رڤبة الشاردْ
عَلْ صدر مشكاي نشبح جرايد *** ڤلايد محنـّا
وجمّار كيف فتڤ الليف منّه.
*
تره إس حس الڤطا لم فرڤه *** يحدّر و يرڤى
والا دلالات من حب درڤة
حبك سكن في الكنين زاد حرڤه *** انشغل ما تهنّى
وخايف بنات العرب يلحڤنّه.
*
تره إس حس الڤطا في بلاده *** ضبايح تنادى
والا دلالات سمح القلادة
يا سعد من دار زندك وسادة *** لحڤ ما تمنى
و يوم الآخرة تضمنيله الجنة.
*
تره إس حس الڤطا في سريره *** تسمع زريره
والا دلالات خاوي ضميرة
والجوف شاحب نهار المغيرة *** منين حفـزنّه
و سعيك و سعي العدو يڤدعنّه

الترجمه الفرنسيه مع تقديم للمترجم كما وردت في مجلة خيل وليل:

خيل وليـــــل Khil we lil

DIMANCHE 3 JANVIER 2010

Le son du ganga...إس اس حس القطا جاي منَّأ

Ce poème composé par le grand Salem Boukhoff est une synthèse de trois genres complémentaires : Symbolique, lyrique et épique. En effet le poème démarre sur une image symbolique empruntée à la faune animale dans une relation entre un prédateur (Le chasseur) et une proie (La ganga ou el gata), pour symboliser la femme parée de ses bijoux et son amoureux, ceci dans les trois strophes, le poète conclue dans la dernière strophe sur une conclusion épique très brève mais si expressive. J’espère que cette traduction aidera les lecteurs qui ne sont pas familiarisés avec les termes et les accents des bédouins M’razigs, et pour les exclusivement francophone une petite introduction à ce genre poétique assez typique.

Chut ! Le son du ganga vient de ce coté,
Tintement subtils,
Ou bien les signes des paumes apprêtées au henné
*
Chut ! Le son du ganga qui vient s’abreuver,
Cliquetis de fusils,
Ou bien les signes du cou de gazelle effarouchée
Sur le buste de ma confidente des ramures palmées
De colliers rutilants
Et un cœur de palmier bourgeonnant libéré
*
Chut ! Le son du ganga qui rassemble son envolée,
Dévalant et planant,
Ou bien les signes d’un amour caché
D’avantage brûlant,
Ton amour au fond de mon être s’est installé
Anxieux, réduit et de sa sérénité dépossédé
De peur que des filles des arabes, nous serions traqués
*
Chut! Le son du ganga en son terroir
Tumulte clamant
Ou bien des signes du beau sautoir
Bienheureux celui qui sur ton épaule se laisse choir
Et ses désirs, enfin, entre les mains avoir,
Et le jour du dernier jugement,
Le paradis, par ta grâce tu sauras lui pourvoir
*
Chut ! Le son du ganga en son néant,
Tapages assourdissants
Ou bien les signes du svelte élégant
Au ventre fin, qui le jour de la razzia, prit son élan,
Et reprit tes biens et ceux de l’ennemi le cœur vaillant

ختاما نعتذر للقراء الذين سيجدون صعوبة في فهم لهجة الجنوب التونسي وكذلك الذين لا يتقنون اللغة الفرنسيه.
سالم المرزوقي ـ تونس ـ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعرف وصايا الفنانة بدرية طلبة لابنتها في ليلة زفافها


.. اجتماع «الصحافيين والتمثيليين» يوضح ضوابط تصوير الجنازات الع




.. الفيلم الوثائقي -طابا- - رحلة مصر لاستعادة الأرض


.. تعاون مثمر بين نقابة الصحفيين و الممثلين بشأن تنظيم العزاءا




.. الفنان أيمن عزب : مشكلتنا مع دخلات مهنة الصحافة ونحارب مجه