الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا يلطمون ؟؟؟

سعد جاسم

2017 / 11 / 9
الادب والفن



العراقيونْ
دائماً يلطمونْ ؟
يلطمونَ على ملكهم السومري
الذي لم يتركْ عذراءً
الا وفضَّ بكارةَ احلامِها
وتركَها هائمةً
في سوقِ المتعةِ والرغبات

ويلطمونَ على علي
حينَ غدرَهُ شيطانٌ
بهيئةِ رجلٍ امويٍّ ودمويٍّ
غدرَهُ حينَ كانَ يحاورُ الله
في لحظةِ تجلٍ وصلاة
حيثُ شجَّ الملجميُّ
رأسَهُ النبويَّ
فسالَ دمُهُ نافراً الى الاعالي
وكانَ مضيئاً مثلَ كوكبٍ دريٍّ
دائماً يتوهّجُ ليضئَ
سماواتِ الحقِّ والحقيقة
ويزيحَ الظلمةَ والظلمَ
عن هذا العالمِ الموغلِ
في وحشته
وفي وحشيتهِ
وفي خرابهِ العظيم

والعراقيونْ
دائماً يلطمونَ
على عثمان وقميصهِ
وعلى عمر وعدالتهِ
القاتلة المقتولة
وعلى فاطمة وجنينِها المهدورْ
وضلعِها المكسورْ
وعلى الحسنِ وبناتهِ
وعلى الكاظمِ والصادقِ والرضا والعليل
وعلى القاسمِ واولادهِ
وعلى زينبِ الغريبة والعقيلة
والقتيلة في شام القسوة والوحشة
والموت الابدي
ويلطمونَ على الحلاجِ
والسهروردي
والمتنبي المقتول

وكذلكَ العراقيونْ
يلطمونْ
منذ أنْ صارَ الحسينُ
وعيالُهُ ومآلُهُ
محضَ مذبحةٍ
من رؤوسٍ وكفوفٍ
وقلوبٍ تبكي
الى اللهِ
تبكي كلَّ هذهِ القسوة
وتبكي كلَّ هذا الغيِّ والغلِّ
وتبكي كلَّ هذا الكفر
وكلَّ هذا الحقدِ والجنون

ياالهي
هلْ يُرضيكَ
أنْ يبقى العراقيونْ
دائماً يلطمونْ
ودائماً ينحبونْ
ودائماً ينزفونْ
على ذنبٍ لم يرتكبوهْ
حيثُ إنهم لم يلمسوا الحسينَ
ولا هُمْ الذينَ قتلوهْ ؟

والعراقيونْ
يلطمونْ
على كريمِ
الزعيمِ الحالمِ الفقير
الذي كانَ
وربما أوهمَهُ الآخرون
بأنه حرٌ وشجاعٌ
ووطنيٌّ
ولكنّهم غدروهْ
وفي ظهيرةِ بغداد الكئيبة
كانَ القتلةُ القساة
والأجلافُ والرعاةْ
قد سحلوه
ثمَّ قتلوه
وبوحشيةِ وصلفِ الزناةِ والشواذِ رموا جثّتهَ في النهرِ
وربما ...
في مستوطنةِ الذئابْ

يالذاكَ الزمانْ
يالهذا الهَوانْ
يالذاكَ العذابْ
يالهذا الخرابْ ؟

والعراقيونْ
يلطمونَ على فهد
وسلام عادل
ومحمد باقر الحكيم
والعلوية بنت الهدى
والصدر الشهيد
ويلطمونَ على شهداءِ الحروبِ
التي تتناسلُ كلَّ يوم
وتنهشهم كعصفٍ مأكول
ولكنّهم صامتونْ

ويلطمونَ على ضحايا ( حلبجه )
وضحايا ( سبايكر )
وضحايا داعش
وضحايا الفتنةِ السوداء
وعلى النساء
والاطفالِ والشيوخِ
والجنودِ والعمالِ والعلماءِ والشعراء
الذينَ أكلتهم أسنانُ الطغاة
ومخالبُ الحصارات
وسكاكينُ المقاصل
ورصاصاتُ الكواتم
وفخاخُ الغفلةِ
ومفخ آآآآآآخ ات
البهائمِ والعواصمِ
والجرادِ والقرادِ
والرمادِ والسوادِ
والتقاريرِ المريبةُ
( ومو غريبه .. ولاعجيبه
العراقي يصير
كبش المحرقهْ
والعراقي يصير
خركَه
ورايه سوده
وركَبه تتلولح
بحبل المشنقهْ
كلها تلعب بيه
ويوميه تسمّه
وتزني باحلامه ومصيره
وقطعهْ قطعهْ
وكبدهْ كبدهْ
وعينْ عينْ
وروحْ روحْ
كلها يااللهْ تريدْ
تدميرهْ وخرابهْ
ومايظلْ عدنهْ عراقْ
ومايظلْ إلْنا وجودْ
نبقى بس احلامْ
واوهامْ وجثثْ
تبقى بَسْ المقبرهْ
الكلْها انينْ وذكرياتْ
وأحنا نبقى بلا وطنْ
وبلا حياة ْ)

ياإلهي :
لماذا العراقيونْ
دائماً يلطمونْ ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نهال عنبر ترد على شائعة اعتزالها الفن: سأظل فى التمثيل لآخر


.. أول ظهور للفنان أحمد عبد العزيز مع شاب ذوى الهمم صاحب واقعة




.. منهم رانيا يوسف وناهد السباعي.. أفلام من قلب غزة تُبــ ــكي


.. اومرحبا يعيد إحياء الموروث الموسيقي الصحراوي بحلة معاصرة




.. فيلم -شقو- بطولة عمرو يوسف يحصد 916 ألف جنيه آخر ليلة عرض با