الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


توفيق المتناقضات1

مهرائيل هرمينا

2017 / 11 / 9
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ظهرت اسطورة ميلاد الاله من عذراء قبل المسيحية بمئات السنين فى كافة الحضارات والثقافات القديمة , ففكرة الالهة الذين ولدوا من عذراء بدون جنس كانت سائدة ومقبولة فى ازمنة كانت الخرافة والاساطير تتربع على عرش العقلية القديمة.

فى مصر القديمة اشتد الصراع حول من يحكم مصر , فكان الملك المصرى الذى يعتلى عرش مصر يلجأ الى عدة حيل لتبرير حقه فى الحكم . ومن بين هذه الحيل استخدام رجال الدين فى الترويج بين الشعب ان جلالة الملك له حق الهى فى الحكم وذلك لانه ممثلا للاله على الارض او انه ابن الاله او ان الاله حبل بامه فانجبته دون تدخل من رجل بشرى , ومن بين حكام مصر الذين زعموا ولادتهم الالهية العذراوية الملوك تحوتمس الثالث وتحوتمس الرابع وامنحوتب الثالث والملكة حتشبسوت .

يقول سيد القمنى :

" على ان السياسة الداخلية لحكام الاسرة الثامنة عشرة لم تستمر على نهجها الجديد , فعادت حمى الوراثة الملكية للظهور من جديد , وعادت المركزية وحق الحكم الالهى , والوراثة المقدسة بالتناسل الالهى .

وحتى يتمكن هؤلاء الملوك – شعبيو الاصل – من تدعيم سلطانهم وتوريثه , ونظرا لانهم فى حالات كثيرة لم يكونوا من سلالات ملكية الدم , وانما قيادات شعبية او عسكرية انقلابية , فقد لجأوا الى المنطق الاكثر فعالية مع الجماهير , اقصد الدين , فسارع كل منهم الى تاكيد بنوته المباشرة للاله , بترويج رجال الدين لوحى يؤكد تجسد الاله كروح فى جسد الملك الاب , , او مضاجعة الرب بذاته أم الملك , لانجاب الذات الملكية القدسية , واشهر ثمرات هذه المضاجعات الالهية حتشبسوت و تحوتمس الثالث وتحوتمس الرابع وامنحوتب الثالث"



( أوزيريس وعقيدة الخلود فى مصر القديمة , سيد القمنى , دار الفكر ط 1 , ص 39 )



ويلقى عالم المصريات الاستاذ عبد العزيز صالح الضوء على هذه الادعاءت المقدسة ويزودنا بترجمة للنصوص القديمة التى روجت لذلك , يقول :



" وعادة ما ازداد تمسح اولئك الفراعنة بالدين وكرامات " آمون رع " كلما احس احدهم بشبهة يمكن ان تمس شرعية ولايته للعرش , وحينئذ يسارع الى تأكيد تدخل آمون رع رب الدولة بنفسه فى اختياره , او يسارع بتأكيد بنوته المباشرة له نتيجة لتقمصه روح ابيه حين انجبه .

وعبرت عن هذه الادعاءات اربع روايات للفراعنة : حاتشبسوت وتوحتمس الثالث وتحوتمس الرابع وامنحوتب الثالث .

وكانت حاتتشبسوت ابنة للفرعون تحوتمس الاول من زوجة رئيسية , وكان المفروض ان تخلفه على العرش , لولا ان سوابق حكم الملكات فى مصر القديمة لم تشجعه ولم تشجعها على اعلان حكمها دفعة واحدة , فزوجها من اخ لها غير شقيق ولد له من زوجة اقل مرتبة من امها , وولى العرش بعده باسم تحوتمس الثانى . ونجحت هى فى ان تؤكد شخصيتها فى عهد هذا الزوج وعلى حسابه وان تمهد لخلافتها اياه . ثم حالفها الحظ واختطفه الموت بعد ان انجب منها بنتين وانجب ولدا من زوجة اخرى , ولكنها آثرت الحذر مرة اخرى , فلم تعلن نفسها ملكة على التو , وانما قدمت ابن زوجها الذى ولى العرش باسم تحوتمس ( الثالث ) وزوجته بنتها وجعلت نفسها شبه وصية عليه نحو ثمان سنوات او تسع استغلتها فى تجميع الانصار حولها . وعندما اطمأنت الى قوة مركزها وكثرة مريديها نحت الغلام جانبا وارغمته على الاعتكاف , وبررت فعلتها فأوحت الى اتباعها بقصة نشروها بين الناس ثم سجلوها تصويرا فى لوحات فنية كبيرة على جدران معبدها فى الدير البحرى بطيبة الغربية . وأكدوا فيها ان الاله آمون رع انجبها بنفسه , وان اباها البشرى تحوتمس الاول ارتضى هذه البنوة واعلنها شريكة له فى الحكم خلال حياته واوصى لها بالملك بعد وفاته . وبدأت القصة بتصوير مشاعر آمون ازاء امها " أحمس " , فصورته يدبر امره لايجاد وريث شرعى من صلبه يحكم مصر ويعوضها عما سلف من امرها , ثم صورته ينصرف بتفكيره ورغبته الى الملكة أحمس بعد ان تشاور فى شأنها مع صفيه ورسوله الاله " تحوتى " وسمع منه الثناء المستفيض عليها , وحينئذ اعلن لبقية الارباب انه سيهبها مولودا من صلبه سيعتلى العرش , وانه قضى بجعل مولوده المرتقب انثى . وتحققت المعجزة وحملت الملكة , واوحى آمون فيما ادعت القصة الى المعبود خنوم المتكفل بخلق البشر بان يصور بدن الجنين من صلصال ففعل . واختار آمون اسم المولودة من سياق حديث شائق دار بينه وبين امها , فسماها " حاتشبسوت خنمة آمون " بمعنى : " ذروة النهيلات صفية آمون " , وقدم مولودته الى الارباب باعتبارها وريثته على الارض . ثم تلقى ابوها البشرى تحوتمس ارادة آمون عن رضا واعلنها على الناس . ولما اصبحت الابنة شابة جميلة نضرة تضارع الربة " إحو " فى زمانها , طاف بها على المعابد الكبرى واعلنها خليفته على العرش ."



( الشرق الادنى القديم , الجزء الاول , مصر والعراق , د . عبد العزيز صالح , طبعة ثانية , ص 198 – 199 )



وفى سوريا القديمة نجد الاله آتيس هو ابن الاله من عذراء



يقول فراس السواح عن الاله آتيس :



" بلغ من تشابه هذا الاله مع آدونيس ان القدماء كانوا فى كثير من الاحيان يطلقون عليهما الاسمين تبادليا . كان آتيس راعيا شابا غض الاهاب , وكان محبوبا للام الكبرى سيبيل احيانا وابنا لها احيانا اخرى . ويحكى عن مولده ان امه " نانا " واسمها يذكرنا " أنانا " السومرية قد حملت به وهى عذراء . وذلك عن طريق احتضان غصن من شجرة اللوز او الرمان , ولكن عنزة ارضعته حتى شب وكبر . ومن هنا جاء الاسم " آتيس " اى التيس

( مغامرة العقل الاولى , فراس السواح , ط 9 , دار المنارة سورية , ص 332 مقتبسا ومترجما لما جاء بكتاب الغصن الذهبى لفريزر J . Frazer , The Golden Bough , London , 1971 , ch xxxix ))



ويقول الباحث الدكتور سيد القمنى بصراحة يحسد عليها ان فكرة الميلاد العذراوى , ان تحبل امرأة وتلد دون ممارسة جنسية مع رجل , هى من الميراث الاسطورى الخرافى الذى انتقل للديانات الكبرى ويقصد المسيحية , والاسلام الذى وافق على هذه الاسطورة

يقول :

" بل ان هناك من يعتقدون حتى اليوم فى بعض المجتمعات المتخلفة التى تحيا حياة شبه بدائية انه يمكن للمرأة الحمل دون رجل يأتيها , بل وتدخل هذه الفكرة الخاطئة تماما كأساس فى بعض الديانات الكبرى القائمة الى الان "



( الاسطورة والتراث , د. سيد القمنى , سينا للنشر , ط 1, 1992 ص 90 )



بعد هذه المقدمة الضرورية نقول :


من اساسيات الايمان المسيحى الاعتقاد بالوهية المسيح واستناد هذه العقيدة على الميلاد العذراوى له حيث انه ولد من عذراء بطريقة تخالف ناموس التناسل الطبيعى , فلم تحبل به امه العذراء نتيجة علاقة جنسية مع رجل , بل ان حبلها سببه الروح القدس , وعلى حد تعبير الملاك فى انجيل متى :

لان الذي حبل به فيها هو من الروح القدس

ويؤمن المسيحيون ايمانا يقينيا ان هذا الميلاد العذراوى العجيب لم يأت فجأة فى العهد الجديد وانما تنبأ به انبياء العهد القديم وخاصة اشعياء النبى , وهذا ليس مجرد استنتاج او تلميح وانما نص صريح فى انجيل متى يقتبس من اشعياء ما يراه نبؤة صريحة على ميلاد المسيح من عذراء .

فهل كان بالفعل هناك نبؤة فى اشعياء تذكر ذلك حتى تجد المسيحية مبررا كافيا لاعتقادها بالميلاد العذراوى للمسيح والذى يعتبر من اهم براهين المسيحية على لاهوت المسيح ؟
وقبل ان نبحث عن ذلك نقدم نص انجيل متى الذى جاء فيه ان ميلاد المسيح سبق ان تنبأ به اشعياء ونرى كيف اقتبس هذه النبؤة المزعومة , ثم نورد نص اشعياء المقتبس منه كاملا لنرى هل بالفعل ما ذكره اشعياء ينطبق على يسوع أم لا

متى 1

18 اما ولادة يسوع المسيح فكانت هكذا لما كانت مريم امه مخطوبة ليوسف قبل ان يجتمعا وجدت حبلى من الروح القدس
19 فيوسف رجلها اذ كان بارا و لم يشا ان يشهرها اراد تخليتها سرا
20 و لكن فيما هو متفكر في هذه الامور اذا ملاك الرب قد ظهر له في حلم قائلا يا يوسف ابن داود لا تخف ان تاخذ مريم امراتك لان الذي حبل به فيها هو من الروح القدس
21 فستلد ابنا و تدعو اسمه يسوع لانه يخلص شعبه من خطاياهم
22 و هذا كله كان لكي يتم ما قيل من الرب بالنبي القائل
23 هوذا العذراء تحبل و تلد ابنا و يدعون اسمه عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا
24 فلما استيقظ يوسف من النوم فعل كما امره ملاك الرب و اخذ امراته
25 و لم يعرفها حتى ولدت ابنها البكر و دعا اسمه يسوع

سفر اشعياء 7

14 و لكن يعطيكم السيد نفسه اية ها العذراء تحبل و تلد ابنا و تدعو اسمه عمانوئيل
15 زبدا و عسلا ياكل متى عرف ان يرفض الشر و يختار الخير
16 لانه قبل ان يعرف الصبي ان يرفض الشر و يختار الخير تخلى الارض التي انت خاش من ملكيها
17 يجلب الرب عليك و على شعبك و على بيت ابيك اياما لم تات منذ يوم اعتزال افرايم عن يهوذا اي ملك اشور
18 و يكون في ذلك اليوم ان الرب يصفر للذباب الذي في اقصى ترع مصر و للنحل الذي في ارض اشور
19 فتاتي و تحل جميعها في الاودية الخربة و في شقوق الصخور و في كل غاب الشوك و في كل المراعي
20 في ذلك اليوم يحلق السيد بموسى مستاجرة في عبر النهر بملك اشور الراس و شعر الرجلين و تنزع اللحية ايضا
21 و يكون في ذلك اليوم ان الانسان يربي عجلة بقر و شاتين




دراسة نقدية

ماذا يقول متى ؟
او لنحدد ما قاله متى :

فى حلم جاء الملاك ليوسف خطيب مريم وطمأنه ان مريم ليست زانية وانما الذى فى بطنها من الروح القدس

واخبره ان يوسف نفسه هو الذى سيطلق اسم يسوع على هذا الطفل , فالملاك يخاطب يوسف عن مريم قائلا :

" فستلد ابنا و تدعو ( أنت ) اسمه يسوع "

and thou shalt call his name JESUS .

ويقول كاتب او مؤلف الانجيل ان هذا كان لابد ان يتم لان هناك نبؤة تتنبأ عن ذلك ثم يورد نص هذه النبؤة التى تقول :

ان عذراء ( فتاة غير متزوجة ) ستحبل وتلد ابنا وان هناك قوم سيدعون اسمه عمانوئيل

" و يدعون اسمه عمانوئيل "

they shall call his name Emmanuel,(kjv)

هذا ما سجله متى فى انجيله , هو يريد ان يقول لنا ان ميلاد المسيح العذراوى سبق ان تنبأ به نبى فى العهد القديم وتدعيما لما يقول اقتبس نص تلك النبؤة التى تحققت فى يسوع .

وعندما نريد ان نتحقق من ذلك فليس امامنا سبيل الا العودة الى نص نبؤة النبى القديم التى اقتبسها متى من اشعياء الاصحاح السابع , فماذا جاء بنص اشعياء ؟

من المفترض اننا سنجد ما قرأناه فى انجيل متى لان متى كان يقتبس ولم يكن يؤلف من رأسه

فهل باشعياء وهو النص المقتبس منه ما اقتبسه متى ؟



يقول اشعياء :

ها العذراء تحبل و تلد ابنا و تدعو ( هى ) اسمه عمانوئيل

وهنا تبدأ المشاكل :

1 - اشعياء يقول ان تلك العذراء التى تحبل وتلد هى نفسها التى ستطلق اسم عمانوئيل على مولودها , بينما متى لم يكن أمينا فى نقل الاقتباس فغير فى النص وجعل من سيطلق اسم عمانوئيل على الطفل قوم من الناس (و يدعون اسمه عمانوئيل ) وليس ام الطفل كما جاء بالنص المقتبس منه !!

2 - لم يذكر اشعياء فى هذه الاية من المسئول عن الحمل , لكن فى الاصحاح التالى سنعرف من اشعياء نفسه من الذى جعل العذراء تحبل , كل ما اهتم به هو ان امرأة شابة ستحبل , وعدم ذكره من سيسبب هذا الحمل دليل على انه لم يخطر بباله مطلقا اى حمل اعجازى خارق للطبيعة , ويدل على ان الطفل القادم سيجئ مثل غيره من الاطفال عن طريق حبل امرأة بواسطة رجل , لم يلمح اشعياء لاى شئ غريب فى ميلاد الطفل .

اما متى فقال ان الروح القدس هو الذى حبل بالعذراء التى جاء منها الطفل , ولا ندرى على اى نص او برهان من النص المقتبس منه استند على هذه المزاعم !!

نعتقد ان متى كان معذورا فى هذه المزاعم التى بلا دليل بسبب الخطأ الذى وقع فيه عندما اقتبس هذه النبؤة من ترجمة اوحت له بفكرة الميلاد العذراوى للمسيح , وعذره انه قرأ اشعياء من ترجمة مترجمة عن العبرية وجد فيها نبؤة اشعياء تتحدث عن عذراء تلد طفلا فاستنتج ان المسؤل عن ميلاد هذا الطفل العظيم ليس بشرا وانما الروح القدس !!

وهذا يؤدى بنا للبحث فى هذه القضية فى النقطة التالية

3 - الترجمة المغرضة للكلمة التى اعتمد عليها متى فى نظرية العذراء الى تلد

عندما اقتبس متى نص سفر اشعياء لم يقتبسه من النص العبرى الاصلى وانما اقتبسه من الترجمة اليونانية للعهد القديم المعروفة باسم السبعينية Septuagint (LXX ) التى يقال انها كتبت فى القرن الثالث ق.م بواسطة حوالى سبعين عالم يهودى يجيد كلا من العبرية واليونانية

وبالفعل جاءت الاية بهذه الترجمة ان :

عذراء تحبل وتلد ابنا ...الخ

وعنها اقتبس متى من اشعياء , فهو لم يقتبس من النص الاصلى العبرى وانما اعتمد على ترجمة للنص باليونانية

لكن هل النص العبرى الاصلى كان فعلا يتحدث عن عذراء virgin فتاه او شابة لم تعرف رجل وما زالت تحتفظ بغشاء بكارتها وتحبل بدون رجل ؟
ان الكلمة التى ترجمتها النسخة السبعينية ونقل عنها متى , كلمة " عذراء" وباليونانية (parthenos ) وتنطق " بارثينوس " هى بالعبرية ( ָעַלְמָה ) . وتنطق : " علمه " او almah



وتعنى معانى كثيرة وليس معنى محدد ومن هذه المعانى :

امراة شابة وامرأة حديثة الزواج , وفتاة وخادمة وعذراء

جاء فى معجم كلمات العهد القديم للكلمات العبرية Old Testament Hebrew Lexicon هذه التعريفات للكلمة

( علمه ) :


1. 1. virgin, young woman

a. a. of marriageable age

b. b. maid´-or-newly married

http://bible.crosswalk.com/Lexicons/Hebrew/heb.cgi?number=05959


من وسط المعانى الكثيرة للكلمة اختارت السبعينية كلمة عذراء " بارثينوس" parthenos كترجمة لهذه الكلمة وعنها نقل متى !!

اذا رجعنا للنص العبرى ونرى كيف ترجمه اليهود انفسهم للغات الاخرى سنكتشف انهم لم يترجموا كلمة ( علمه ) بعذراء وانما ترجموها بكلمة ( شابة ) التى تعنى أمراة شابة سواء كانت متزوجة او عذراء لم تتزوج

واليك النص العبرى , ولننظر كيف ترجم اليهود هذه الاية الى الانجليزية مصحوبة بالنص العبرى فى ( الكتاب المقدس باللغة العبرية والانجليزية بحسب النص المازورى )

A Hebrew - English Bible According to the Masoretic Text and the JPS 1917 Edition

وذلك من الموقع اليهودى الذى يورد نصوص العهد القديم والتلمود :

http://www.mechon-mamre.org/p/pt/pt1007.htm

יד לָכֵן יִתֵּן אֲדֹנָי הוּא, לָכֶם-אוֹת: הִנֵּה הָעַלְמָה, הָרָה וְיֹלֶדֶת בֵּן, וְקָרָאת שְׁמוֹ, עִמָּנוּ אֵל.

وترجمه علماء اليهود الى اللغة الانجليزية هكذا :

14 Therefore the Lord Himself shall give you a sign: behold, the young woman shall conceive, and bear a son, and shall call his name Immanuel


وكما هو واضح من الترجمة الانجليزية فالاية تتكلم عن أمرأة شابة young woman وليس عن عذراء حصرا وتحديدا

ولقد وردت هذه الكلمة العبرية ( علمه ) سبع مرات فى العهد القديم

تكوين 24 : 4

بل الى ارضي و الى عشيرتي تذهب و تاخذ زوجة لابني اسحق

خروج 2 :8

فقالت لها ابنة فرعون اذهبي فذهبت الفتاة و دعت ام الولد

مزامير 68 : 25

من قدام المغنون من وراء ضاربو الاوتار في الوسط فتيات ضاربات الدفوف

نشيد الانشاد 1 : 3

لرائحة ادهانك الطيبة اسمك دهن مهراق لذلك احبتك العذارى

نشيد الانشاد 6 :8

هن ستون ملكة و ثمانون سرية و عذارى بلا عدد

اشعياء 7 : 14

و لكن يعطيكم السيد نفسه اية ها العذراء تحبل و تلد ابنا و تدعو اسمه عمانوئيل

الامثال 30 : 18

طريق نسر في السماوات و طريق حية على صخر و طريق سفينة في قلب البحر و طريق رجل بفتاة

ويلاحظ ان الترجمة العربية ترجمت كلمة ( علمه ) باكثر من معنى فترجموها بكلمات متعددة : زوجة وفتاة وعذراء

اما اذا رجعنا للترجمات الانجليزية فنجد ان ترجمة الملك جيمس King James Version التى كتبت من اكثر من اربعة قرون وهى اكثر الترجمات انتشارا فى العالم وان لم تكن اكثرها دقة فجاءت بكلمة عذراء virgin فى هذه الاية موافقة للترجمة السبعينية اليونانية

اما فى ادق النسخ الانجليزية بشهادة جميع علماء الكتاب المقدس من كافة الطوائف والمذاهب , وهى Revised Standard Version والتى تعتبر تنقيحا لترجمة الملك جيمس وتصحيحا لكثير من أخطائها بالاستناد على مخطوطات اكتشفت فى العصر الحديث لم تظهر وقت تدوين ترجمة جيمس , فترجمت كلمة ( علمه ) بعبارة : امرأة شابة young woman :



Therefore the Lord himself will give you a sign . Behold , a young woman shall conceive and bear a son and shall call his name Immanuel .) rsv (


وكما هو واضح فا ن اشعياء كان يتكلم عن امرأة شابة ستحبل وتلد ابنا , وليس فى هذا اى شئ اعجازى او خارق لطبيعة الحمل والولادة .

اما متى فقد اعتبر هذه العذراء او المرأة الشابة هى مريم ام يسوع التى حبلت به من الروح القدس !!

فاذا رجعنا لنص اشعياء نجده يتحدث عن امرأة شابة ستلد ابنا وهى بنفسها ستسميه عمانوئيل وان هذا الصبى قبل ان يكبر ويصل للسن الذى يستطيع فيه ان يميز الخير والشر , اى يصير ناضجا فكريا , قبل ان يصل الى هذا السن , اى فى صباه , ستخلى الارض التى كان آحاز ملك يهوذا يخشى من ملكيها ( ملك ارام وملك اسرائيل )

كان هناك حروب بين ملك يهوذا آحاز من ناحية وملك اسرائيل وملك أرام ( سوريا ) متحدين من ناحية اخرى , وكان يهوه فى صف آحاز فاراد ان يطمئنه ان النصر له وان لا يبالى باعدائه الملك الاسرائيلى والملك السورى الذين اتحدا معا ليحاربوا آحاز , ونظرا لحالة الخوف والذعر التى اصابت مملكة يهوذا ارسل يهوه اشعياء لآحاز يتنبأ له بنبؤة وشيكة الوقوع , ستحدث قريبا جدا فى حياته وها هى النبؤة وملابساتها بنص اشعياء :

اشعياء 7

1 و حدث في ايام احاز بن يوثام بن عزيا ملك يهوذا ان رصين ملك ارام صعد مع فقح بن رمليا ملك اسرائيل الى اورشليم لمحاربتها فلم يقدر ان يحاربها
2 و اخبر بيت داود و قيل له قد حلت ارام في افرايم فرجف قلبه و قلوب شعبه كرجفان شجر الوعر قدام الريح
3 فقال الرب لاشعياء اخرج لملاقاة احاز انت و شارياشوب ابنك الى طرف قناة البركة العليا الى سكة حقل القصار
4 و قل له احترز و اهدا لا تخف و لا يضعف قلبك من اجل ذنبي هاتين الشعلتين المدخنتين بحمو غضب رصين و ارام و ابن رمليا
5 لان ارام تامرت عليك بشر مع افرايم و ابن رمليا قائلة
6 نصعد على يهوذا و نقوضها و نستفتحها لانفسنا و نملك في وسطها ملكا ابن طبئيل
7 هكذا يقول السيد الرب لا تقوم لا تكون
8 لان راس ارام دمشق و راس دمشق رصين و في مدة خمس و ستين سنة ينكسر افرايم حتى لا يكون شعبا
9 و راس افرايم السامرة و راس السامرة ابن رمليا ان لم تؤمنوا فلا تامنوا
10 ثم عاد الرب فكلم احاز قائلا
11 اطلب لنفسك اية من الرب الهك عمق طلبك او رفعه الى فوق
12 فقال احاز لا اطلب و لا اجرب الرب
13 فقال اسمعوا يا بيت داود هل هو قليل عليكم ان تضجروا الناس حتى تضجروا الهي ايضا
14 و لكن يعطيكم السيد نفسه اية ها العذراء تحبل و تلد ابنا و تدعو اسمه عمانوئيل
15 زبدا و عسلا ياكل متى عرف ان يرفض الشر و يختار الخير
16 لانه قبل ان يعرف الصبي ان يرفض الشر و يختار الخير تخلى الارض التي انت خاش من ملكيها
17 يجلب الرب عليك و على شعبك و على بيت ابيك اياما لم تات منذ يوم اعتزال افرايم عن يهوذا اي ملك اشور



اشعياء 8

1 و قال لي الرب خذ لنفسك لوحا كبيرا و اكتب عليه بقلم انسان لمهير شلال حاش بز
2 و ان اشهد لنفسي شاهدين امينين اوريا الكاهن و زكريا بن يبرخيا
3 فاقتربت الى النبية فحبلت و ولدت ابنا فقال لي الرب ادع اسمه مهير شلال حاش بز
4 لانه قبل ان يعرف الصبي ان يدعو يا ابي و يا امي تحمل ثروة دمشق و غنيمة السامرة قدام ملك اشور
5 ثم عاد الرب يكلمني ايضا قائلا
6 لان هذا الشعب رذل مياه شيلوه الجارية بسكوت و سر برصين و ابن رمليا
7 لذلك هوذا السيد يصعد عليهم مياه النهر القوية و الكثيرة ملك اشور و كل مجده فيصعد فوق جميع مجاريه و يجري فوق جميع شطوطه
8 و يندفق الى يهوذا يفيض و يعبر يبلغ العنق و يكون بسط جناحيه ملء عرض بلادك يا عمانوئيل
9 هيجوا ايها الشعوب و انكسروا و اصغي يا جميع اقاصي الارض احتزموا و انكسروا احتزموا و انكسروا
10 تشاوروا مشورة فتبطل تكلموا كلمة فلا تقوم لان الله معنا
11 فانه هكذا قال لي الرب بشدة اليد و انذرني ان لا اسلك في طريق هذا الشعب قائلا
12 لا تقولوا فتنة لكل ما يقول له هذا الشعب فتنة و لا تخافوا خوفه و لا ترهبوا
13 قدسوا رب الجنود فهو خوفكم و هو رهبتكم
14 و يكون مقدسا و حجر صدمة و صخرة عثرة لبيتي اسرائيل و فخا و شركا لسكان اورشليم
15 فيعثر بها كثيرون و يسقطون فينكسرون و يعلقون فيلقطون
16 صر الشهادة اختم الشريعة بتلاميذي
17 فاصطبر للرب الساتر وجهه عن بيت يعقوب و انتظره
18 هانذا و الاولاد الذين اعطانيهم الرب ايات و عجائب في اسرائيل من عند رب الجنود الساكن في جبل صهيون
19 و اذا قالوا لكم اطلبوا الى اصحاب التوابع و العرافين المشقشقين و الهامسين الا يسال شعب الهه ايسال الموتى لاجل الاحياء
20 الى الشريعة و الى الشهادة ان لم يقولوا مثل هذا القول فليس لهم فجر
21 فيعبرون فيها مضايقين و جائعين و يكون حينما يجوعون انهم يحنقون و يسبون ملكهم و الههم و يلتفتون الى فوق
22 و ينظرون الى الارض و اذا شدة و ظلمة قتام الضيق و الى الظلام هم مطرودون


فكما هو واضح من النص ان يهوه اراد ان يعطى آحاز آية او علامة sign عندما يراها يتاكد ان وعد يهوه بالنصر قريب , ففى سنين قليلة من ميلاد الطفل وقبل ان يصل لسن الرشد سوف تنهار المملكتين المتحدتين التى ارادت بمملكة آحاز الشر والدمار

هذا ما جاء باشعياء بوضوح لا يحتمل اى تأويل فالطفل الذى ستلده المرأة الشابة سيكون معاصرا لزمن الملك آحاز وليس انه سيأتى بعد مئات السنين من موت آحاز , لانه لا معنى حينئذ لهذه القصة التى دونها اشعياء

ففى زمن هذا الطفل ستخلى ارض مملكة سوريا ومملكة اسرائيل التى كان آحاز يخشى منهما !!

فماذا فعل متى بهذه النصوص الواضحة ؟

انه نزع جملة واحدة من سياق النص وانطقها بما لم يخطر على بال اشعياء نفسه

" هوذا العذراء تحبل و تلد ابنا و يدعون اسمه عمانوئيل "

وجعل منها نبؤة عن يسوع وامه مريم العذراء , جعلها تنطبق على يسوع الذى جاء بعد زمن آحاز بمئات السنين , وتجاهل باقى النص الذى أكد بجلاء ان الطفل كان فى زمن آحاز وكان مجرد علامة sign ليطمئن الملك ان يهوه سينصره على اعدائه

ودليل آخر على صحة ما نقول ما جاء بسفر اشعياء نفس الاصحاح

حيث نجد يهوه يسأل آحاز ان يطلب منه آية ( علامة sign ) ليطمئن قلب آحاز ان يهوه معه وسينصره

فرفض آحاز ان يطلب آية من منطلق التقوى والايمان بان الرب لن يخلف وعده

ومع ذلك اصر الرب ان يعطيه آية او علامة عندما يراها آحاز يوقن ان النصر قريب , وكانت الآية او العلامة هى ان طفلا سيولد قريبا – فى زمن آحاز – من امرأة شابة , و قبل ان يصل للبلوغ العقلى وسن الادراك لن تقوم للملكتين اللتين كان آحاز يخشاهما قائمة .

فالآية كانت آية لآحاز وتحققت فى زمنه وليست معجزة تأتى بعد مئات السنين تتنبأ عن ابن الله الذى تلده العذراء مريم من الروح القدس كما لفق متى فى انجيله متلاعبا بالنص الذى اقتبس منه بعد اقتطاعه من سياقه

وما يؤكد على ان الاية التى قدمها يهوه لآحاز تمت فى زمن آحاز ما جاء فى الاصحاح التالى 8 : 3-4

حيث نقرأ :

فاقتربت الى النبية فحبلت و ولدت ابنا فقال لي الرب ادع اسمه مهير شلال حاش بز

لانه قبل ان يعرف الصبي ان يدعو يا ابي و يا امي تحمل ثروة دمشق و غنيمة السامرة قدام ملك اشور


فهنا يكشف اشعياء الستار عن الاية التى تحدث عنها فى الاصحاح السابق

" ها العذراء تحبل و تلد ابنا و تدعو اسمه عمانوئيل "

وخير مفسر لهذه الاية هو اشعياء نفسه , فلقد وضح بنفسه ماذا كان يقصد بتلك الاية sign

فيقول انه اقترب من امرأة اطلق عليها كلمة ( النبية ) فحبلت وولدت ابنا وطلب منه الرب ان يسميه (مهير شلال حاش بز) وطبعا الاسم بلفظه العبرى يعنى كما جاء بدائرة المعارف الكتابية :

" عبارة عبرية معناها : "يعجل الغنيمة ، يسرع النهب" (كما جاءت ايضا في حاشية الكتاب المقدس ذي الشواهد). وهو الاسم الذي أمر الرب إشعياء النبي أن يسمي به ابنه، " لأنه قبل أن يعرف الصبي أن يدعو يا أبي ويا أمي، تُحمل ثروة دمشق وغنيمة السامرة قدام ملك أشور" (إش 8: 1-4). فقد كانت أسماء أبناء إشعياء عبارة عن نبوات حتى قال إشعياء : "هأنذا والأولاد الذين أعطانيهم الرب آيات وعجائب في إسرائيل من عند رب الجنود الساكن في جبل صهيون (إش 8: 18- ) "

فاسم الطفل " يعجل الغنيمة ، يسرع النهب " ابن اشعياء يؤكد على انه هو نفس الطفل الذى ذكر فى الاصحاح السابع بانه سيولد من امراة شابة وانه قبل ان يعرف ان يرفض الشر و يختار الخير تخلى الارض التي كان آحاز يخشى من ملكيها , فبمجئ هذا الطفل سيحل الخراب بما يتبعه من غنائم ونهب بالمملكتين المعاديتين لآحاز الملك , ويؤكد اشعياء انه بمجئ ابنه وقبل ان يصل لسن الادراك تكون المملكتين تحت حكم الامبراطورية الاشورية التى تنهب ثرواتهما وهكذا يستريح آحاز من شرهما وحروبهما على مملكته .

وهكذا وضح اشعياء فى الاصحاح الثامن بالتفصيل ما ذكره موجزا فى الاصحاح السابع , فالعذراء التى اشار اليها فى الاصحاح السابع وضح انها المرأة النبية التى اقترب منها ( تزوجها ) اما الابن الذى اشار اليه فى الاصحاح السابع فهو ابنه الذى كان اسمه الرمزى " يعجل الغنيمة ، يسرع النهب " يدل على تحقق نبؤته لاحاز بان اعداءه سوف لا تقوم لهم قائمة

وفى الاية 18 من نفس الاصحاح الثامن يصرح و يفتخر اشعياء بان ابنه كان الآية التى ذكرها فى قوله

" و لكن يعطيكم السيد نفسه اية ها العذراء تحبل و تلد ابنا و تدعو اسمه عمانوئيل "

فيقول :

" هانذا و الاولاد الذين اعطانيهم الرب ايات و عجائب في اسرائيل "

فكان له اكثر من ابن وكل ابن كان آية واعجوبة فى اسرائيل , ومن بين هؤلاء الابناء كان الابن الذى جاء ذكره فى العبارة التى اخذها متى وحرفها واقتطعها من سياقها ووظفها واخرج منها بدون وجه حق نبوات ملفقة تتحدث عن يسوع وامه والميلاد العذراوى !!

ومن ناحية اخرى هناك من العلماء ومن باحثى الكتاب المقدس من رأى ان ( العذراء او المرأة الشابة ) فى اشعياء 7: 14 تعود على زوجة آحاز او احدى حريم الملك , وكأن اشعياء يبلغ الملك آحاز ان آيته ( علامته ) هو ان تحبل احدى نسائه بطفل وقبل ان يبلغ هذا الطفل لسن الرشد يتخلص الملك من اعدائه , قال بذلك ( لاجارد ) Lagarde و( ماكردى ) M curdy وغيرهما ( انظر لمادة Immanuel ) فى موسوعة الكتاب المقدس Encyclopedia Biblica .

وكذلك جاء بهذه الموسوعة ان :

العلامة ( هيتزيج ) Hitzig و العلامة ( ريوس ) Reuss يروا ان عمانوئيل هو نفسه هو ( ماهير شلال حاش بز) ذلك الطفل الذى ولدته النبية لاشعياء عقب مقابلته للملك آحاز

وتقدم الموسوعة ايضا رأيا قويا يدعمه نص اشعياء ولغته حيث جاء بها :

" ان العلماء ( روردا ) و (كونين ) و ( سميث ) و ( سمند ) و ( دوم ) و ( شينى ) و ( مارتى ) لهم وجهة نظر مختلفة ولكنها تبدو لاول وهلة انها وجهة نظر مثيرة ولكنها مع ذلك تتفق اتفافقا كليا مع قواعد اللغة العبرية .

وملخص رأيهم ان اشعياء لم يكن يشير الى شخص محدد وانما كان يقول فقط ان امرأة شابة ستصبح ام فى خلال عام وسوف تسمى ابنها " الله معنا " لانه قبل ان يبدأ الطفل فى نضجه العقلى فان اراضى فقح بن رمليا ملك اسرائيل و رصين ملك ارام سوف تنهب وتدمر . ومن يأخذ بهذ الرأى سيعتبر كلمتى ( عمانو ئيل ) فى هذه الاية وغيرها ما هى الا خبر معناه : الله مع يهوذا , وليس اسم علم ."

4 - متى يزعم ان نبؤة اشعياء تقول :

هوذا العذراء تحبل و تلد ابنا و يدعون اسمه عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا

بينما عندما نرجع لنص اشعياء نجد النص يقول :

ها العذراء تحبل و تلد ابنا و تدعو اسمه عمانوئيل

وكما اوضحنا سابقا فان هناك اختلاف فى من هو الذى سيطلق اسم عمانوئيل على الطفل

بحسب اشعياء المرأة الشابة نفسها هى التى ستطلق هذا الاسم على ابنها

وبحسب متى ليست الام وانما قوم او ناس آخرون هم الذين سيطلقون عليه اسم عمانوئيل !!

والغريب فى الامر ان متى ناقض نفسه فى اسم هذا المولود فذكر ان اسمه يسوع وليس عمانوئيل , فعندما جاء الملاك ليوسف امره ان يسمى الطفل يسوع :

" و تدعو اسمه يسوع لانه يخلص شعبه من خطاياهم " !!

ولا نجد فى العهد الجديد اى اشارة تفيد ان اسم المسيح كان عمانوئيل !!

لم ينادى ابدا بهذا الاسم لا من امه او يوسف او تلاميذه او اعدائه !!

فحتى لو كان اشعياء قد تنبأ عن مولود سيدعى اسمه عمانوئيل فهذه النبؤة لا تنطبق على يسوع لانه لم يسمى عمانوئيل ابدا !!

الخلاصة :
لقد استغل كاتب انجيل متى آية من سفر اشعياء واقتطعها من سياقها وغير من معناها وجعلها نبؤة تتنبأ عن يسوع وعن ميلاده العذراوى , بينما الاية فى سياقها ومكانها بآيات قبلها وبعدها لا علاقة لها البتة بهذا التلفيق

ولمن اراد المزيد فى هذه القضية ( قضية ميلاد المسيح العذراوى ) , اقدم له هذه الدراسات العلمية التى قام بها علماء الكتاب المقدس وعلماء تحقيق نصوصه وترجمته من اللغات العبرية واليونانية ومفسريه , والعلماء المتخصصين الذين شاركوا فى دوائر المعارف المعتبرة , وبعض نقاد الكتاب المقدس .

وقد قمت بترجمة بعضها للعربية , وتركت بعضها بلا ترجمة لضيق الوقت

والدراسات الاتية من موقع نصوص الكتاب المقدسفى تفسيرهم لاشعياء 7

http://www.bibletexts.com/versecom/isa07v14.htm


جاء فى كتاب The New Oxford Annotated Bible with Apocrypha

الترجمة :
كلمة " علمه " العبرية تعنى " امرأة شابة " وهى مؤنث كلمة " عِلم " العبرية وتعنى " شاب "


1. The New Oxford Annotated Bible with Apocrypha: New Revised Standard Version (edited by Bruce M. Metzger and Roland E. Murphy, New York: Oxford University Press, 1994, page 876 OT) states:
Young woman, Hebrew " almah," feminine of " elem," young man (1 Sam 17:56 20:22) the word appears in Gen 24:43 Ex 2:8 Ps 68:25, and elsewhere, where is is translated "young woman," "girl," "maiden."

--------------------------------------------------------------------------------

جاء فى كتاب تفسير الكتاب المقدس The New Jerome Biblical Commentary

الترجمة :

كلمة " علمه " العبرية تعنى : " امراة شابة " وهى ليست الكلمة التى تفيد العذراوية التى بالعبرية هى " بتولا " , وهذه المرأة الشابة يعتبر افضل فهم لها باعتبارها زوجة آحاز .
والطفل الموعود به يعتبر ضامن لمستقبل الاسرة الملكية ولهذا السبب يمكن ان يطلق عليه اسم " عمانوئيل " الذى يعنى : الله معنا

ملاحظة لنا :

عندما يقصد اليهود كلمة الفتاة الغير متزوجة والتى مازالت تحتفظ بعذراويتها فانهم يستخدمون كلمة " بتولا " , ويلاحظ ان نفس الكلمة تستخدم بالعربية كما هو الحال فى كلمة " البتول " التى تقال على الفتاة العذراء , وجدير بالذكر ان مريم يطلق عليها "مريم البتول " بالعربية !!


2. The New Jerome Biblical Commentary (edited by Raymond E. Brown, Joseph A. Fitzmyer, and Roland E. Murphy, Englewood Cliffs, NJ: Prentice Hall, 1990, page 235) states:
the young woman: Ha alma is not the technical term for a virgin (betula). This is best understood as a wife of Ahaz the child promised will guarantee the dynasty s future (note again "the house of David" in v 13 cf. v 2) and for this reason can be called Immanuel ("with us is God").

--------------------------------------------------------------------------------
وفى تفسير الكتاب المقدس المعروف باسم The Interpreter s Bible



الترجمة :

كلمة " عذراء " اخذت من الكلمة اليونانية " بارثينوس " التى وردت فى الترجمة السبعينية اليونانية للعهد القديم بالرغم من عدم انطباق ذلك الا مع الكلمة العبرية " بتولا "
ان اقتباس متى 1: 23 مأخوذ من الترجمة السبعينية وليس من الاصل العبرى , وهذا الاقتباس هو احد الاقتباسات التى استخدمها مؤلف هذا الانجيل ( انجيل متى ) لكى يبين ان العهد القديم سبق وان تنبأ عن يسوع المسيح .
ومن الواضح انه يستخدم هذه الاقتباسات دون مراعاة لمعانيها فى سياقاتها الاصلية , وتضح هذه الحقيقة من اقتباسه من سفر هوشع 1: 11 فى متى 2 : 15
ان هذا التفسير او التأويل المسيحى المتأخر مشتق من الاعتقاد بان الآمال الخاصة بمجئ المسيا تحققت فى يسوع .
ويمكننا ان نتمسك بقوة بهذا الاعتقاد , بينما نعى وندرك ان استخدام العهد الجديد لاشعياء 7 : 14 يستند على ترجمة غير صحيحة للنص العبرى الذى لا يجب ان يعمينا التعصب فى تاويله فى سياقه الاصلى .


3. The Interpreter s Bible, Volume 5 (edited by George Arthur Buttrick, Nashville, TN: Abingdon, 1956, page 218) states:
Behold, a [or "the"] young woman shall conceive and [or "has conceived and shall"] bear a son. Young woman, "maiden," is the only correct translation of the Hebrew almah, as is recognized by Aq., Symm., and Theod., who render it by neanis. Virgin is taken from the Greek word parthenos, found in the LXX [the Greek Old Testament Septuagint], although this corresponds rather to the Hebrew word bethulah. The quotation in Matthew 1:23 is taken from the LXX, not from the Hebrew, and is one of a number of such quotations used by the author of that Gospel [Matthew] to show that the O.T.[Old Testament] foreshadowed the life of Jesus Christ. That he uses these without particular regard to their meaning in their original context is clear from the quotation of Hos. 11:1 in Matt. 2:15. This later "messianic interpretation" is derived from the conviction that the messianic hope had been fulfilled in Jesus. This conviction we may firmly retain, while recognizing that the N.T. s use of Isa. 7:14 is based on an inaccurate translation of the Hebrew text, which must not prejudice our interpretation of this verse in its original setting...



وجاء بكتاب : نصوص العهد القديم The Text of the Old Testament

الترجمة :
ان الترجمة السبعينية مكنت اليهود الذين يعيشون فى الجاليات اليونانية من قراءة كتابهم المقدس بلغتهم المألوفة ( اليونانية ) , كما قدمت فرصة لغير اليهود لدراسة العهد القديم .
وكان هذا هاما جدا للكنيسة المسيحية الاولى لان هذا اعطى انتشارا كبيرا للافكار التى ساهمت فى توصيل الرسالة المسيحية .
بالاضافة الى ذلك فان الترجمة السبعينية صارت الكتاب المقدس لمسيحيي القرون الاولى . وهذا وضع الجاليات اليهودية فى وضع غريب تجاه النسخة ( السبعينية ) التى انتجوهاوترجموها وكانت تحظى بتقديرهم
وفى الجدل والمناظرات التى كانت تحدث بين اليهود والمسيحيين كان المسيحيون يلجأون الى الترجمة السبعينية كما هو الحال فى مناقشاتهم حول اشعياء 7 : 14
فكان اليهود يزعمون ان هذه الفقرة تشير الى " امراة شابة " (نينيس باليونانية ) وليست الى " عذراء " ( بارثينوس باليونانية )
وكان يرد المسيحيون قائلين ان النسخة التى انتجها وترجمها اليهود انفسهم تذكر " عذراء " ( بارثينوس ) .
ان استيلاء الكنيسة المسيحية على العهد القديم اليونانى أدى باليهود الى التبرأ من الترجمة السبعينية اليونانية وجعلهم يقوموا بترجمات يونانية اخرى تنقيحا لها او باستقلال عنها .

4. The Text of the Old Testament, Second Edition, by Ernst Wurthwein, translated by Erroll F. Rhodes (Grand Rapids, MI: Eerdmans, 1995, page 54) states:
[The Septuagint] made it possible for Jews living in the Greek diaspora to read their Holy -script-ures in their own familiar language. But is also provided an opportunity for non-Jews to study the Old Testament (cf. Acts 8:26f.). This was very important for the early church, because it gave wide currency to ideas with which the Christian message could be related. Furthermore, [the Septuagint] became the holy book of the Christians of the early centuries. This placed the Jewish community in a peculiar situation with regard to the version it had produced and held in honor. In disputes between Jews and Christians the Christians would often appeal to [the Septuagint], as in the discussion of Isa. 7:14. The Jews claimed that this passage refers to a young woman (neanis), not to a virgin (parthenos). The Christians could respond by pointing out that even the version the Jews themselves had produced read parthenos. In the course of time Christian insertions crept into the text, as in [the Septuagint] Ps. 95, Ps. 13, and elsewhere. This appropriation of the Greek Old Testament by the Christian church led the Jews to disown [the Septuagint] and create for themselves new forms of the text in Greek, whether by revision´-or-by independent translation..
--------------------------------------------------------------------------------

وجاء بقاموس اكسفورد للكتاب المقدس , تحت مادة : الميلاد العذراوى

الترجمة :

الميلاد العذراوى

قول انجيل متى وانجيل لوقا ان يسوع ولد من مريم دون علاقة برجل

ان الحمل وراءه الروح القدس ( متى 1 : 18 ولوقا 1 : 35 )

ان كتاب العهد الجديد الاوائل مثل مرقس وبولس لا يظهر من كتاباتهم اى معرفة بمثل هذ الحمل العذراوى , وهناك من يرى ان تلك القصص ( قصص متى ولوقا ) ما هى الا شروحات ( مدراش ) على آية اشعياء 7 : 14 بنصها كما اوردته الترجمة السبعينية والتى تتنبا عن ميلاد من " عذراء " ( باللغة اليونانية ) . كلمة " بارثينوس " اليونانية استخدمتها الترجمة السبعينية كترجمة للكلمة العبرية " علمه " التى تعنى " امرأة شابة " .

وقامت الترجمات الحديثة للكتاب المقدس بترجمتها بتعبير " امرأة شابة " ومن بين هذه الترجمات : النسخة القياسية المنقحة الجديدة NRSV , ونسخة اورشليم الجديدة NJB , ونسخة REB . وهكذا قاموا بتصحيح هذه الكلمة " العذراء " كما جاءت بنسخة الكتاب المقدس المعتمدة ( الملك جيمس ) Authorized Version , والنسخة المنقحة Revised Version .

لكن احدث نسخ الكتاب المقدس عادت واستخدمت كلمة " عذراء " لان متى كان يقتبس النص من النسخة السبعينية , ومن هذه الزاوية فان وجهة نظر المحررين كانت فى محلها .

فى بدايات القرن الثانى المسيحى اشار العلامة اليهودى " تريفو " Trypho ان العبرانيين لم يقصدوا " عذراء " وانما اشعياء 7 : 14 تسير الى الميلاد الطبيعى لحزقيا , والحق يقال ان الترجمة السبعينية لم تلق القبول من اليهود المتكلمين باليونانية والذين كانوا يفضلون الترجمة الحرفية التى قام بها " اقيلا " Aquila فى بدايات القرن الاول . وفيما بعد فى القرن الثانى زعم الفيلسوف الوثنى " سيلسوس " Celsus ان والد يسوع هو الجندى الرومانى " بانثيرا " Panthera .

ولان الابحاث التاريخية ليس بمقدورها ان تجزم وتبت فى حقيقة هذه القصص الانجيلية , فان المناقشات اللاهوتية كان عليها ان تدلى بدلوها .

فان الفكر اللاهوتى المؤيد للتعليم التقليدى يرى ان فكرة ( الميلاد العذراوى ) مناسبة كوسيلة حاسمة يفصل الله بها بين طبيعة الانسان القديمة الآثمة وبين طبيعة البشرية الجديدة النقية والتى بدأها يسوع , ان الميلاد العذراوى ينظر اليه كعلامة لطبيعة يسوع الالهية

وعلى الجانب الاخر فان بعض اللاهوتيين الحديثين يروا ان هذا التعليم يؤدى الى القول بان بشرية يسوع كانت مشوهة وناقصة الى حد ما , فبسبب مولده من أم فقط فانه لم يكن انسانا كاملا . لو ان يسوع زوده الله بطريقة اعجازية بكروموزومات خاصة بدون ان يكون له اب بشرى , فكيف يكون له وراثة بشرية من بيت داوود ( متى 1 : 17 و 20 , ورومية 1 : 3 ) ؟





Oxford Dictionary of the Bible

by W.R.F. Browning (NY: Oxford University Press, 1996)

virgin birth The assertion in the gospels of Matthew and Luke that Jesus was born of Mary without the intervention of a human partner. The pregnancy was initiated by the Holy Spirit (Matt. 1:18 Luke 1:35). The earliest writers in the NT (Mark and Paul) show no knowledge of such a virginal conception, and it is suggested that the narratives are a midrash on the LXX [Septuagint] of Isa. 7:14 which prophesies a birth from a virgin (in the Greek). The Greek parthnos was used to translate the Hebrew almah, which means a young woman , and is so translated at Isa 7:14 by NRSV, REB, NJB, thus correcting the virgin of AV, RV. But modern translations of Matt. 1:23 correctly translate the Greek parthnos by virgin because Matt. is quote the LXX. As early as the 2nd cent. CE the Jewish trontroversalist Trypho was pointing out that the Hebrew did not mean a virgin but that Isa. 7:14 was referring to the natural birth of Hezekiah. Indeed the LXX went out of favour with Greek-speaking Jews, who opted for the literal translation by Aquila in the early and cent. CE. Later in the 2nd cent. the pagan philospher Celsus claimed that Jesus father was Panthera, a Roman soldier.

Since historical enquiries cannot settle the truth´-or-otherwise of the gospels accounts, theological arguments are brought in. In favour of the traditional doctrine it is argued that it is appropriate as a means by which God made a decisive break with the old, sinful humanity and inaugurated in Jesus a new, untainted humanity. The miraculous birth came to be regarded as a sign of the divine nature of Jesus. On the other hand, some modern theologians argue that the doctrine must imply that the humanity of Jesus was somehow impaired, since with only one parent he could not have been fully human. If Jesus was provided miraculously with chromosomes, specially created by God, with no human ancestry, how did he have a human inheritance, of the house of David (Matt. 1:17,20 Rom 1:3)?

--------------------------------------------------------------------------------

ولمن اراد المزيد من الدراسات حول هذه القضية اقدم هذه النصوص والدراسات دون ترجمة

Harper’s Bible Dictionary

edited by Paul J. Achtemier (San Francisco: Harper and Row, 1985)

virgin (Heb. bethulah, lit. ‘separated’ Gk. parthenos), in the ot a woman who has not had sexual intercourse with a man, although the word translated ‘virgin’ (bethulah) may also mean simply a young woman of marriageable age, as does the word almah (incorrectly translated ‘virgin’ in the rsv). Bethulah is also used of Israel in the ot (e.g., Jer. 18:15), and frequently in a figurative way when the fate of cities is at issue (e.g., Isa. 23:10, 12).

The Greek word parthenos, used to translate both Hebrew words in the lxx, does not necessarily mean ‘virgin,’ but it is so used in the NT. Paul encourages virgins, both male and female, not to marry, but he does permit it (1 Cor. 7:25-38). The four virgin daughters of Philip who prophesied (Acts 21:9) may be related to the origin of the later order of virgins. Ignatius’ letter to the Smyrneans refers to women in the order of widows (see 1 Tim. 5:9) as virgins. The word is also used metaphorically of the church (2 Cor. 11:2-3) and of the morally faithful (Rev. 14:4).

virgin birth, the tradition of Mary’s conception of Jesus by the Holy Spirit apart from sexual intercourse, explicitly mentioned in the nt only in the birth stories of Matthew and Luke. In Matt. 1:18-25 it appears as the fulfillment of Isa. 7:14 that a virgin (Gk. parthenos, used in the lxx to translate the Heb. almah, a young woman of marriageable age) would conceive and bear a son. In Luke 1:26-38 miraculous conception (vv. 34, 37) is linked with the title Son of God applied to Jesus, a title formerly used of Davidic kings (cf. vv. 32, 35 with 2 Sam. 7:12-14, Ps. 2:6-7).

Suggested allusions to the tradition elsewhere in the nt (e.g., Matt. 13:55 Mark 6:3 Luke 4:22 John 1:13, 14 Gal. 4:4-5 Heb. 7:3) are generally regarded by scholars as uncertain´-or-implausible. The genealogies in Matt. 1:1-16 and Luke 3:28-38 assume Joseph’s paternity, as do Luke 2:41-51 and John 1:45, 6:42.

Mary’s virginal conception is mentioned in early post-nt writings, some of which show it was contested (see The Gospel of Philip 55:23-25)





5. The Old Testament Library: Isaiah 1-12, by Otto Kaiser (Philadelphia: Westminster, 1972, see pages 100-106), comments (page 103):
I cannot see that there is any doubt that the whole sense of the sign of God [in Isa 7:10-17] which Isaiah is proclaiming is that of a prophecy of doom. Yet it would be too simple to see the passage as merely a warning. Rather, the divine sign has a double aspect. On the one hand it confirms the promise of vv. 4 ff., given to Isaiah with regard to the existing situation, and in addition it serves as a warning for the future...

A refusal of the king to ask for a sign, and thereby to place his trust in God who gives his promise and demands obedience, does not simply result in the abrogation of what Isaiah said previously concerning the fall of the coalition against Judah. Here, as in 8:1-4, Isaiah holds firmly in the first instance to the view that its attack is doomed to fail. The danger will disappear so rapidly that women who are now with child will name their sons, in thankfulness for being saved, Immanuel , God with us (cf. Judg. 6:16 Ps. 46:7, 11)

Kaiser s translation below of Isa 7:10-17 (page 96) is very consistent with the context and with the exegesis that he and other notable biblical authorities offer:

10 Again Yahweh [Jehovah, the Lord] spoke to Ahaz: 11 Ask a sign of Yahweh your God. Go deep into the´-or-high into the heavens. 12 But Ahaz said, I will not ask, and I will not tempt Yahweh. 13 And he said: Hear then, O house of David! Is it too little for you to weary men, that you weary my God also? 14 Therefore the Lord himself will give you a sign: if a young woman, who is now pregnant, bear a son, she will call his name Immanuel. 15 Cream and honey shall he eat, when he knows how to refuse evil and choose good. 16 For before the child knows how to refuse evil and choose good, the land before whose two kings you are in dread will be deserted. 17 Yahweh will bring upon you and upon your people and upon your father s house days such as have not come since the day that Ephraim departed from Judah -- the king of Assyria.

Regarding Isa 7:15 -- eat curds and honey (NRSV)´-or-drinking milk and eating honey (TEV ) -- Kaiser comments (pages 103-105):

The life of the children who were born in what was apparently so fortunate a time will be lived in utter contrast to what is implied by their name [Immanuel, God with us]. When they know how to distinguish between good and evil, when their conscious freedom of choice based on personal experience is fully developed, which is the case at about the twentieth year, they shall eat cream and honey (v. 15). Although even for the later Deuteronomic historian milk and honey may have seemed splendid and desirable food for those who lived in the desert (cf. Ex. 3.8, 17 Deut. 6.3 11.9 etc.), they would not have been so to anything like the same extent for children who had grown up in a cultivated region... The development which was apparently so favourable for Jerusalem, and which led to the giving of the name Immanuel, will first be confirmed in the fate which is to come upon the Aramaean state and the northern kingdom of Israel. Both countries will be devastated before the children who are being born now have reached the twentieth year of their lives (v. 16)... In twenty years at the most, god s judgment upon the king s unbelief will be realized in new wars and terrible defeats. Then the population that remains will be reduced to the level of nomads and shepherds (cf. v. 15). Because Ahaz did not accept the offer of the God of grace, he will not escape his punishment.

Kaiser continues beyond his exegesis into some very insightful exposition of Isa 7:10-17 (page 105):

The prophet now pronounces that the sinner does not escape his punishment and that God s word prevails. We are meant to observe that God s time is his own. Man may often think that God s time is finally concluded and that he has lost his control over the world´-or-never possessed it, but he nevertheless still rules and in good´-or-evil holds firm to the word he has once uttered (cf. Hab. 1.3 II Peter 1:19 3.9). The reality of life and the judgment of God is so hard that there are events, the consequences of which never cease to exist. In the crisis of the Davidic kingdom the end of the old covenant is prophesied. The word of judgment upon the son [Ahaz] who dared not be a son, receiving what was offered, arouses the expectation of one who is the Son [Christ Jesus] (cf. 10.33-11.9)... Thus the Christian knows only that it is better for him in every case to remain faithful to his God rather than to save himself without trust in God and in alleged self-reliance... Faith, as an infinite trust, demands the self-abandonment of the whole man, for in this alone can God be experienced as his helper in the struggle.

Kaiser s commentary on Isa 10:33-11:9 (pages 156-162) explains the truly prophetic nature of Isaiah s message:

[10.33-34] ...The king and the people , who do not believe, will not endure (7.9).

[11.1-5] The righteous ruler of the future. But the judgment is not God s last word. Behind it lies his purpose of salvation, his resolve to consummate the work he has begun. Of course the royal house itself is condemned to ruin. but just as David was once chosen in a truly miraculous way from the insignificant family of Jess (cf. I Sam. 16:1-13 II Sam 7:18) to receive the highest honour, once again a new shoot will spring up from the root stump of the family, a second David (v.1). Just as the spirit of Yahweh once rested upon David (cf. I Sam. 16:13 II Sam. 23.2 f.), the second David will also be equipped for his office by the spirit, which will bring about agreement between the will of God and that of the king (v.2). [page 157]

Christian faith has always asserted that the prophetic oracles concerning the future king from the time of David were fufilled in Jesus of Nazareth... Because it is God s creation, it will not relapse into nothingess it will itself be transformed and consummated (cf. Rom. 8:19-22 Rev. 21:1). [page 162]


--------------------------------------------------------------------------------

See also Bible dictionary explanations, "Virgin & Virgin Birth," at http://www.bibletexts.com/glossary/virgin.htm.


See also Bible dictionary explanations, "Son of God," at http://www.bibletexts.com/glossary/sonofgod.htm.

http://www.bibletexts.com/glossary/virgin.htm

-------------------------------------------------------------


Thomas Paine

. "Age of Reason," pages 122-124.

"Behold a virgin shall conceive, and bear a son," Isaiah, chap. vii. ver. 14, has been interpreted to mean the person called Jesus Christ, and his mother Mary, and has been echoed through Christendom for more than a thousand years and such has been the rage of this opinion that scarcely a spot in it but has been stained with blood, and marked with desolation in consequence of it. Though it is not my intention to enter into controversy on subjects of this kind, but to confine myself to show that the Bible is spurious, and thus, by taking away the foundation, to overthrow at once the whole structure of superstition raised thereon, I will, however, stop a moment to expose the fallacious application of this passage.

Whether Isaiah was playing a trick with Ahaz, king of Judah, to whom this passage is spoken, is no business of mine I mean only to show the misapplication of the passage, and that it has no more reference to Christ and his mother than it has to me and my mother. The story is simply this: The king of Syria and the king of Israel, (I have already mentioned that the Jews were split into two nations, one of which was called Judah, the capital of which was Jerusalem, and the other Israel), made war jointly against Ahaz, king of Judah, and marched their armies toward Jerusalem. Ahaz and his people became alarmed, and the account says, verse 2, "And his heart was moved, and the heart of his people, as the trees of the wood are moved with the wind."

In this situation of things, Isaiah addresses himself to Ahaz, and assures him in the name of the Lord (the cant phrase of all the prophets) that these two kings should not succeed against him and to satisfy Ahaz that this should be the case, tells him to ask a sign. This, the account says, Ahaz declined doing, giving as a reason that he would not tempt the Lord upon which Isaiah, who is the speaker, says, ver. 14, "Therefore the Lord himself shall give you a sign, Behold, a virgin shall conceive and bear a son" and the 16th verse says, "For before this child shall know to refuse the evil, and choose the good, the land that thou abhorrest, (or dreadest, meaning Syria and the kingdom of Israel) shall be forsaken of both her kings." Here then was the sign, and the time-limit-ed for the completion of the assurance´-or-promise, namely, before this child should know to refuse the evil and choose the good.

Isaiah having committed himself thus far, it became necessary to him, in order to avoid the imputation of being a false prophet and the consequence thereof, to take measures to make this sign appear. It certainly was not a difficult thing, in any time of the world, to find a girl with child,´-or-to make her so, and perhaps Isaiah knew of one beforehand for I do not suppose that the prophets of that day were any more to be trusted than the priests of this. Be that, however, as it may, he says in the next chapter, ver. 2, "And I took unto me faithful witnesses to record, Uriah the priest, and Zechariah the son of Jeberechiah, and I went unto the prophetess, and she conceived and bare a son."

Here, then, is the whole story, foolish as it is, of this child and this virgin and it is upon the barefaced perversion of this story, that the book of Matthew, and the impudence and sordid interests of priests in later times, have founded a theory which they call the Gospel and have applied this story to signify the person they call Jesus Christ, begotten, they say, by a ghost, whom they call holy, on the body of a woman, engaged in marriage, and afterward married, whom they call a virgin, 700 years after this foolish story was told a theory which, speaking for myself, I hesitate not to disbelieve, and to say, is as fabulous and as false as God is true.[*]

But to show the imposition and falsehood of Isaiah, we have only to attend to the sequel of this story, which, though it is passed over in silence in the book of Isaiah, is related in the 28th chapter of the second Chronicles, and which is, that instead of these two kings failing in their attempt against Ahaz, king of Judah, as Isaiah had pretended to foretell in the name of the Lord, they succeeded Ahaz was defeated and destroyed, a hundred and twenty thousand of his people were slaughtered, Jerusalem was plundered, and two hundred thousand women, and sons and daughters, carried into captivity. Thus much for this lying prophet and imposter, Isaiah, and the book of falsehoods that bears his name.

* In the 14th verse of the 7th chapter, it is said that the child should be called Immanuel but this name was not given to either of the children otherwise than as a character which the word signifies. That of the prophetess was called Maher-shalal-hash-baz, and that of Mary was called Jesus.

------------------------------------------------------------------------

Thomas Paine

Examination Of The Prophicies

The verses that follow those I have quoted, are the words of the writer of the book of Matthew. "Now, [says he,] all this [that is, all this dreaming and this pregnancy] was done that it might be fulfilled which was spoken of the Lord by the Prophet, saying, Behold a virgin shall be with child, and shall bring forth a son, and they shall call his name Emmanuel, which being interpreted, is, God with us.

This passage is in Isaiah vii. 14, and the writer of the book of Matthew endeavors to make his readers believe that this passage is a prophecy of the person called Jesus Christ. It is no such thing, and I go to show it is not. But it is first necessary that I explain the occasion of these words being spoken by Isaiah. The reader will then ea
=========================


تلفيق النبؤات 2

تلفيق النبؤات : كيف لفق كتبة الاناجيل نبؤات تتنبأ عن يسوع رغم انف النصوص اليهودية

(الجزء الثانى من اربعة اجزاء )

وفى النهاية

عرضنا وجهة نظرنا المستندة على النصوص وحاولنا اثبات ان نبؤة العذراء لا يمكن ان تنطبق على يسوع المسيحية , ومع ذلك سأحاول ان اعرض وجهات نظر مسيحية مخالفة مدافعة , وساتبعها بتفنيد يبين عدم موضوعيتها


الاعتراض الاول :

تلقيت هذا الاعتراض من مسيحى يقول ان سفر اشعياء تنبأ بان الله سيعطى نفسه آية , اى سيتجسد فى صورة انسان يولد من عذراء , يقول :



" السيد يعطيكم نفسه آية : أى أن الله يعطى نفسه آية ... أى أن الله يولد من عذراء "



وردنا على مثل هذا الزعم :

التمس لك العذر فى اعتقادك ان يسوع هو الله بحسب هذه الترجمة

لانه بالفعل لو ان النص يقول :ان الله يعطى نفسه آية , فهذا يدل على ان يسوع هو الله او ان الله سيقدم نفسه آية متجسدة فى يسوع , لكن الترجمة العربية المغرضة والغير دقيقة والتى لم تخطر على بال كاتب السفر هى السبب فى سوء فهمك وسوء فهم كثير من اخواننا المسيحيين المتكلمين بالعربية ومنهم قساوسة وكهان !!

ان الاية يخاطب فيها يهوه آحاز الملك قائلا :

" ان الرب نفسه ( اى بنفسه ) سيعطيك علامة sign "



( الرب بنفسه) هو الذى سيقدم الاية وليس (الرب نفسه ) هو الاية , وشتان الفرق !!



وحتى تتأكد من هذا ارجع لاى ترجمة غير الترجمة العربية الميمونة التى ترجمها فاندايك فى القرن التاسع عشر والتى اوحت لك بهذه الفكرة المغلوطة !!

على سبيل المثال

ترجمة الملك جيمس تقول :



Therefore the Lord himself shall give you a sign



لم تقل الترجمة الانجليزية ذائعة الصيت مثلا :

Therefore the Lord shall give you himself a sign

( الرب سوف يعطيك نفسه آية ) !!



وها هو النص العبرى للآية متبوعا بترجمة علماء اليهود للانجليزية

יד לָכֵן יִתֵּן אֲדֹנָי הוּא, לָכֶם-אוֹת: הִנֵּה הָעַלְמָה, הָרָה וְיֹלֶדֶת בֵּן, וְקָרָאת שְׁמוֹ, עִמָּנוּ אֵל.

وترجمه علماء اليهود الى اللغة الانجليزية هكذا :

14 Therefore the Lord Himself shall give you a sign: behold, the young woman shall conceive, and bear a son, and shall call his name Immanuel



وذلك من الموقع اليهودى الذى يورد نصوص العهد القديم والتلمود :

http://www.mechon-mamre.org/p/pt/pt1007.htm


وها هو النص كما جاء بالترجمة القياسية المنقحة RSV

Therefore the Lord himself will give you a sign



وارجع لاى ترجمة بأى لغة فستجد فكرة (ان الاله يقدم نفسه آية ) لا اساس لها كما اوحت لك الترجمة العربية , الا اذا كنت تؤمن بوحى ترجمة فاندايك العربية !!



الاعتراض الثانى

قال لى احد الاساتذة المسيحيين ان النص يتكلم عن آية ( بمعنى معجزة او شئ خارق للطبيعة miracle ) والمعجزة تتمثل فى تجسد الله ودليل ذلك ان الابن مولود العذراء سيسمى عمانوئيل والتى تعنى ( الله معنا ) اى ان الله سيتجسد ويشاركنا بشريتنا فيكون حينئذ معنا , وهكذا فاسم عمانوئيل يشير الى تجسد الله ويدل على انطباق الاية على يسوع



وردنا على مثل هذا الاعتراض :

بناء على الفهم المسيحى الخاص ان كلمة ( آية ) تعنى معجزة او شئ خارق للطبيعة .
فان من ضمن معانى الكلمة ايضا : علامة او اشاره , عندما يراها الشخص يستريح ويطمئن ان شيئا متفقا عليه بين طرفين سيحدث , وهذا المعنى لا علاقة له بامور اعجازية او خارقة للطبيعة
مثال للتوضيح
اتفقت انا وانت ان نتقابل فى مكان متفق عليه ومعروف لكلانا عندما تحدث ظاهرة قوس قزح , علما باننا انا وانت نعيش فى نفس القرية .
قوس قزح هنا هو علامة او اشارة عندما ستراه سوف يعنى هذا اقتراب موعد مقابلتنا
لا يمكن اعتبار قوس قزح فى هذه الحالة معجزة او شئ خارق .
اذن ماذا قصد اشعياء بكلمة ( آية ) كما جاءت الكلمة فى ترجمة فاندايك التى تستند عليها ؟
هل قصد انها معجزة خارقة أم انه قصد علامة او اشارة , علما بان الكلمة تحتمل المعنيين ؟
بالرجوع الى سياق النص وبالرجوع لاكثر الترجمات دقة سيتضح اى المعنيين كان يقصد .
جاء نص اشعياء 7 بترجمة الكتاب المقدس ( كتاب الحياة ) :
" ثُمَّ عَادَ الرَّبُّ يُخَاطِبُ آحَازَ ثَانِيَةً قَائِلاً: "اطْلُبْ عَلاَمَةً مِنَ الرَّبِّ إِلَهِكَ، سَوَاءٌ فِي عُمْقِ الْهَاوِيَةِ أَوْ فِي ارْتِفَاعِ أَعْلَى السَّمَاوَاتِ". اشعياء 7 : 10 - 11
وهنا نجد ان الترجمة تستخدم كلمة ( علامة ) وليس ( آية )

وفى الترجمة القياسية الامريكية American Standard Bible :


Ask thee a sign of Jehovah thy God ask it either in the depth,´-or-in the height above


وهنا نجد ان الترجمة استخدمت كلمة sign اى علامة , ولم تستخدم كلمة معجزة

وفى الترجمة القياسية المنقحة Revised Standard Version :


Ask thee a sign of the LORD thy God ask it either in the depth, or
in the height above.


وايضا نجد ان الترجمة استخدمت كلمة sign اى علامة , ولم تستخدم كلمة معجزة
وبالمثل اذا رجعنا لكلمة ( آية ) فى 7 : 14 فسنجد ان جميع الترجمات الانجليزية ترجمتها sign اى علامة
فى الترجمة القياسية الامريكية American Standard Bible :


Therefore the Lord himself will give you a sign: behold, a virgin shall conceive, and bear a son, and shall call his name Immanuel.


وفى الترجمة القياسية المنقحة Revised Standard version :


Therefore the Lord himself will give you a sign . Behold , a young woman shall conceive and bear a son and shall call his name Immanuel .)


وفى ترجمة الملك جيمس King James Version


Therefore the Lord himself shall give you a sign Behold, a virgin
shall conceive, and bear a son, and shall call his name Immanuel.



وفى ترجمة علماء اليهود للنسخة المازورية بالانجليزية :

http://www.mechon-mamre.org/p/pt/pt1007.htm


Therefore the Lord Himself shall give you a sign: behold, the young woman shall conceive, and bear a son, and shall call his name Immanuel


من كافة هذه الترجمات المعتبرة تلاحظ استخدام كلمة sign ( علامة ) التى لا تفيد اى معنى اعجازى خارق للطبيعة , بينما الترجمة العربية ( فاندايك ) استخدمت كلمة ( آية ) لتوحى بالمعجزة وهذا يعتبر تأويل اكثر منه ترجمة .
هذا عن الدليل اللغوى وكما رايت رجعنا لاكثر من ترجمة لاثبات ان ما قدمه يهوه لاحاز مجرد ( آية بمعنى علامة ) sign وليس ( آية ) بمعنى معجزة خارقة للطبيعة , انها علامة يراها آحاز عندئذ يطمئن بنصر يهوه على اعداء يهوذا , عندما يجد شابة تحبل وتلد ابنا , فهذه هى العلامة المتفق عليها بين يهوه وآحاز
اما عن الدليل الاخر الذى نثبت به ما نقول فهو سياق الاصحاح باكمله
ان الاصحاح السابع باكمله
من اول الاصحاح نجد الكاتب يخبرنا عن قوتين متحدتين ( ملك آرام وملك اسرائيل ) ارادتا ان تحتلا مملكة يهوذا وملكها آحاز , يحكى الكاتب هذه الواقعة من الاية الاولى حتى التاسعة بالتفصيل , ويوضح كيف ان يهوه ارسل اشعياء وابنه شارياشوب ليقابلا الملك آحاز ليطمئناه الا يخاف من هذا الخطر الوشيك , ويبلغاه وعد يهوه ان هذا لن يكون :

1 و حدث في ايام احاز بن يوثام بن عزيا ملك يهوذا ان رصين ملك ارام صعد مع فقح بن رمليا ملك اسرائيل الى اورشليم لمحاربتها فلم يقدر ان يحاربها
2 و اخبر بيت داود و قيل له قد حلت ارام في افرايم فرجف قلبه و قلوب شعبه كرجفان شجر الوعر قدام الريح
3 فقال الرب لاشعياء اخرج لملاقاة احاز انت و شارياشوب ابنك الى طرف قناة البركة العليا الى سكة حقل القصار
4 و قل له احترز و اهدا لا تخف و لا يضعف قلبك من اجل ذنبي هاتين الشعلتين المدخنتين بحمو غضب رصين و ارام و ابن رمليا
5 لان ارام تامرت عليك بشر مع افرايم و ابن رمليا قائلة
6 نصعد على يهوذا و نقوضها و نستفتحها لانفسنا و نملك في وسطها ملكا ابن طبئيل
7 هكذا يقول السيد الرب لا تقوم لا تكون
8 لان راس ارام دمشق و راس دمشق رصين و في مدة خمس و ستين سنة ينكسر افرايم حتى لا يكون شعبا
9 و راس افرايم السامرة و راس السامرة ابن رمليا ان لم تؤمنوا فلا تامنوا


وواضح من السياق الانزعاج والشعور بالذعر الذى انتاب آحاز من الخطر الوشيك , لذلك نجد فى الايات التاليات كيف كان يهوه حريصا على نزع الخوف من آحاز , فنقرأ :


10 ثم عاد الرب فكلم احاز قائلا
11 اطلب لنفسك اية ( علامة ) من الرب الهك عمق طلبك او رفعه الى فوق


هنا يهوه يبلغ آحاز ان يطلب لنفسه علامة ( آية بترجمة فانديك ) , ولنلاحظ ان النص يؤكد ان هذه العلامة لاحاز تحديدا , لانه هو الذى سيراها ويتحقق منها فيطمئن قلبه , هذه العلامة بحسب سياق النص مقدمة لاحاز وبالتالى لا يعقل ان العلامة المقدمة لاحاز نفسه لن يراها آحاز ولا يعقل ان تحدث بعد موته بمئات السنين
ان آحاز ما زال خائفا من الخطر الوشيك فطمئنه يهوه على زوال ذلك الخطر عندما يرى العلامة !!
ونستمر مع النص لنرى ما هى هذه العلامة التى ستحقق الطمأنينة ووعود يهوه لاحاز :

14 و لكن يعطيكم السيد نفسه اية ( علامة ) ها العذراء تحبل و تلد ابنا و تدعو اسمه عمانوئيل
15 زبدا و عسلا ياكل متى عرف ان يرفض الشر و يختار الخير
16 لانه قبل ان يعرف الصبي ان يرفض الشر و يختار الخير تخلى الارض التي انت خاش من ملكيها

السياق يقول بلا ادنى ريب ان العلامة التى يقدمها يهوه هى مولد طفل سيولد من شابة , هذا الطفل سيكبر للسن الذى عنده يستطيع ان يرفض الشر ويختار الخير , حينئذ يدرك آحاز ان الوقت قد جاء للقضاء على القوتين اللتين تهددان مملكته , فبرؤية هذه العلامة سيعى ان وعد يهوه قريب .
ان السياق من اول الاصحاح الى آخره يتحدث عن عصر آحاز الملك وعن خطر القوتين المتحالفتين ضده وعن كيف ان يهوه سيقضى عليهما فى بضع سنين ( المدة التى يستغرقها مولد طفل ونموه لسن التمييز بين الخير والشر )
ان سياق الاصحاح السابع يشير الى نبؤة ستتحقق فى مدة زمنية قصيرة ( بضع سنين ) وفى زمن آحاز , وآحاز نفسه هو الذى قدمت له هذه النبؤة وان العلامة ( الاية بحسب ترجمة فاندايك ) هى لاحاز نفسه .

هكذا قدمت دليلين ( دليل اللغة ودليل سياق النص ) يثبتان ان الاصحاح السابع يتحدث عن وعد يهوه لاحاز بالقضاء على خطر القوتين المعاديتين لمملكة يهوذا , ولا يوجد ادنى اشارة لنبؤة مستقبلية تحدث بعد مئات السنين كما لفق كاتب انجيل متى واقتطع آية 14 من سياقها وجعلها تتنبا عن يسوع

.
ونأتى الان لاسم عمانوئيل الذى يستند المسيحيين عليه لاثبات مزاعمهم
يقول الفكر المسيحى ان اسم مولود الشابة هو عمانوئيل التى تعنى ( الله معنا ) وبالتالى فيسوع هو الله متجسدا لانه شاركنا فى بشريتنا وصار معنا !!
تأويل لكلمة نزعت من سياقها وحملت ما لا تحتمله من معانى !

يتناسى ويتجاهل الفكر المسيحى ان هذه الكلمة وردت فى النبؤة التى قدمت لاحاز شخصيا , النبؤة بان القوتين المعاديتين له سيزول خطرهما بمجرد ان يرى العلامة sign
ونسأل :
من سياق النص للاصحاح السابع:
اين يهوه ؟ او مع من يهوه ؟
بمعنى:
هناك جبهتين يحكى عنهما الاصحاح باكمله , جبهة القوتين المتحدتين وهما مملكة آرام ومملكة اسرائيل , وجبهة مملكة يهوذا التى يحكمها آحاز
مع من يهوه ؟
مع مملكة يهوذا أم مع المملكتين المتحدتين ؟
ان نص الاصحاح يكاد ان ينطق باعلى صوته ان يهوه مع مملكة يهوذا
ان الله معهم , وعلى لسانهم : ان الله معنا , وبالعبرية ( عمانوئيل )!!
سياق الاصحاح يقول ان الاله معهم بمعنى انه يقف بجوارهم ضد اعدائهم , لذلك عندما قدم يهوه نبؤة لاحاز وشعبه اعتبر الطفل علامة على انه معهم ولن يتخلى عنهم , ولذلك فاسم الطفل الذى هو علامة اعطى معنى رمزى يجسد هذا الوعد فكان اسمه عمانوئيل , اى ان الطفل يجسد آمال الأمة ان الله معهم ضد اعدائهم , هذا ليس تفسيرا او تأويلا تعسفيا من جانبنا لكن هو نتيجة حتمية لما ينقله السياق من فحوى ومضمون .
وما توصلنا اليه يتفق مع آراء بعض علماء الكتاب المقدس المتخصصين , فنقرأ فى موسوعة الكتاب المقدس Encyclopedia Biblica تحت مادة :عمانوئيل Immanuel الاتى الذى قمت بترجمته من الانجليزية :


" ان العلماء ( روردا ) و (كونين ) و ( سميث ) و ( سمند ) و ( دوم ) و ( شينى ) و ( مارتى ) لهم وجهة نظر مختلفة ولكنها تبدو لاول وهلة انها وجهة نظر مثيرة ولكنها مع ذلك تتفق اتفافقا كليا مع قواعد اللغة العبرية .

وملخص رأيهم ان اشعياء لم يكن يشير الى شخص محدد وانما كان يقول فقط ان امرأة شابة ستصبح ام فى خلال عام وسوف تسمى ابنها " الله معنا " لانه قبل ان يبدأ الطفل فى نضجه العقلى فان اراضى فقح بن رمليا ملك اسرائيل و رصين ملك ارام سوف تنهب وتدمر . ومن يأخذ بهذ الرأى سيعتبر كلمتى ( عمانو ئيل ) فى هذه الاية وغيرها ما هى الا خبر معناه : الله مع يهوذا , وليس اسم علم ."

اما الفكر المسيحى فتغاضى عن كل شئ , لغة وسياق النص , وأبى الا يرى فى الاسم غير تجسد الاله فى شخص يسوع الذى جاء بعد مئات السنين من الواقعة التاريخية التى كان ( عمانوئيل :الله معنا ) كان الله مع آحاز وشعبه .
والغريب ان نبؤة اشعياء تقرر بجلاء ان اسم الطفل سيكون عمانوئيل ومع ذلك لم يسمى يسوع بهذا الاسم ابدا لا من امه ولا من يوسف النجار ولا من الملاك ولا من تلاميذه ولا من اعدائه !!
حتى ان الملاك نفسه الذى ظهر ليوسف اخبره ان مريم ليست زانية واخبره بانها ستلد ابنا وسيسمونه يسوع وليس عمانوئيل !!



الاعتراض الثالث

تلقينا هذا الاعتراض من صديق مسيحى وهذا نصه :

----

أشعياء 7 : 3فَقَالَ الرَّبُّ لإِشَعْيَاءَ: «اخْرُجْ لِمُلاَقَاةِ آحَازَ أَنْتَ وَشَآرَ يَاشُوبَ ابْنُكَ إِلَى طَرَفِ قَنَاةِ الْبِرْكَةِ الْعُلْيَا إِلَى سِكَّةِ حَقْلِ الْقَصَّارِ
لقد طلب الرب من أشعياء النبي أن ياخذ أبنه شآر ياشوب معه لملاقاة الملك آحاز …….فلماذا ؟؟؟؟؟؟
لماذا يطلب من النبي أشعياء أصطحاب أبنه معه ؟؟؟؟؟؟
الأجابة نراها في النبؤة التالية : 16لأَنَّهُ قَبْلَ أَنْ يَعْرِفَ الصَّبِيُّ أَنْ يَرْفُضَ الشَّرَّ وَيَخْتَارَ الْخَيْرَ تُخْلَى الأَرْضُ الَّتِي أَنْتَ خَاشٍ مِنْ مَلِكَيْهَا».
لقد أراد الله أن يكرم النبي أشعياء و أبنه فجعل أبنه شآر ياشوب علامة لآية سيعملها الله مع شعب يهوذا و الملك آحاز , أن شآرياشوب أبن أشعياء النبي كان صبي صغير في ذلك الوقت و قد أوضحت سيادتك أن عمره كان حوالي 10 سنوات
و في الشريعة اليهودية هناك سن للطفولة و سن لمعرفة الخير و الشر و هو ما نعرفه عندنا حاليا بسن البلوغ أو الرشد
و يكون في حدود من 16 الى 18 عاما ثم سن لأكتمال الرجولة و هو سن الثلاثين .
شأرياشوب لم يكن قد بلغ سن معرفة الخير و الشر بعد و لهذا جعل الله بلوغ شآرياشوب تلك السن علامة على أخلاء أرض آرام و اسرائيل من ملكيهما

----

وردنا على هذا الاعتراض :

تسأل :
لماذا طلب يهوه من اشعياء ان يأخذ ابنه شارياشوب معه فى مقابلة آحاز ؟
وتطوعت سيادتكم مشكورا بالاجابة على سؤالك وقلت ان الاجابة نراها فى نبؤة الاية 16 لأَنَّهُ قَبْلَ أَنْ يَعْرِفَ الصَّبِيُّ أَنْ يَرْفُضَ الشَّرَّ وَيَخْتَارَ الْخَيْرَ تُخْلَى الأَرْضُ الَّتِي أَنْتَ خَاشٍ مِنْ مَلِكَيْهَا

اى انك ترى ان الصبى المذكور فى الاية 16 هو شارياشوب
اى ان النبؤة تقول :
قبل ان يعرف شآرياشوب ان يرفض الشر ويختار الخير تخلى الارض التى كان آحاز يخشى من ملكيها ( ملك آرام وملك اسرائل )
واعذرنى صديقى العزيز فسأرد عليك بصراحة دون نفاق او مجاملة
ان هذا التأويل للنصوص من ناحيتكم اما انه سوء فهم غير مقصود ( واتمنى ذلك ) واما انه تدليس وتلفيق متعمد ينكشف زيفه من النصوص التى تستند عليها نفسها
تقول ان شارياشوب هو الاية ( العلامة )
----
لقد أراد الله أن يكرم النبي أشعياء و أبنه فجعل أبنه شآر ياشوب علامة لآية سيعملها الله مع شعب يهوذا و الملك آحاز
-----
ما هذا ؟
هل حقا قال النص ان الله اعطى آحاز شارياشوب علامة لاية سيعملها الله مع يهوذا وآحاز ؟
من اين لك هذا ؟
ان العلامة الاية التى قدمها يهوه لاحاز لم يحبل به بعد ولم يولد بعد , بينما شارياشوب كان حيا يرزق ويسير على قدمين وسبق ان قابل الملك مع ابيه !!!

لو قرأت نص الاصحاح بموضوعية ستجد ان اشعياء وابنه ذهبا الى آحاز ليطمئناه , وما يعنينا هنا ان هناك شخص موجود سبق ان حبل به وولدته امه اسمه شارياشوب اصطحبه ابوه وقابل آحاز , ومرت مدة من الزمان على وجود ابن اشعياء شارياشوب لم يحددها الكاتب , ثم بعد هذه المدة يقول الكاتب :
10 ثُمَّ عَادَ الرَّبُّ فَقَالَ لِآحَازَ: 11«اُطْلُبْ لِنَفْسِكَ آيَةً مِنَ الرَّبِّ إِلَهِكَ.

ماذا تعنى كلمة " ثم " ؟
بعد المقابلة والتى حضرها اشعياء وابنه , عاد الرب مرة ثانية يكلم آحاز وفى هذه المرة طلب من آحاز ان يطلب آية ( علامة sign )
وبديهى ان الاية ( العلامة ) لم يكن لها وجود حتى هذه اللحظة
ورفض آحاز اى اية من منطلق التقوى ومن منطلق كيف يجرب الرب الهه
لكن يهوه اصر على ان يقدم لاحاز آية ( علامة )

حتى هذه اللحظة مشروع الاية لم يعلن بعد وليس له اى وجود
ثم يحسم يهوه الامر ويعلن عن الاية :
14وَلَكِنْ يُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً: هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ «عِمَّانُوئِيلَ».
وهكذا بدأ مشروع الاية ( العلامة ) المقدمة لاحاز
وما هى هذه الاية ؟
انها نبؤة عن عذراء ( شابة ) تحبل وتلد ابنا
اى ان الاية ( الابن ) مازال فى عالم الغيب ولم يحبل به بعد ولم يولد بعد
ان الاية المقدمة لاحاز هى فى هذا الطفل الذى ستحبل به تلك العذراء
فما دخل شارياشوب بهذه النبؤة ؟
ان شارياشوب كان قد حبل به وولدته امه وكبر واصطحبه ابوه فى مقابلة آحاز وذلك قبل الاية ( العلامة ) التى قدمها يهوه لاحاز بسنين
فاذ بك يا صديق تخلط الاوراق وتجعل شارياشوب هو الاية التى قدمها يهوه لاحاز !!

وليتك قدمت ولو مببرات واهية على هذا الزعم , لكنك للاسف تغاضيت عن سياق النص , وقمت بلا وجه حق وباسلوب تعسفى بربط الاية 16 بشآرياشوب

ان الاية 16 تقول :
قَبْلَ أَنْ يَعْرِفَ الصَّبِيُّ أَنْ يَرْفُضَ الشَّرَّ وَيَخْتَارَ الْخَيْرَ تُخْلَى الأَرْضُ الَّتِي أَنْتَ خَاشٍ مِنْ مَلِكَيْهَا»
على اى اساس تستند ان " الصبى " فى هذه الاية هو شارياشوب ؟
ان ذكر شآرياشوب جاء فى الاية الثالثة وانقطع ذكره
وبدأ الحديث من الاية 11 عن آية ( علامة ) الطفل الذى ستحبل به الشابة وعن كيف ان امه ستسميه عمانوئيل , وكيف انه سيأكل زبدا وعسلا عندما يصل لسن معرفة الخير والشر , ويستطرد النص :
16لأَنَّهُ قَبْلَ أَنْ يَعْرِفَ الصَّبِيُّ أَنْ يَرْفُضَ الشَّرَّ وَيَخْتَارَ الْخَيْرَ تُخْلَى الأَرْضُ الَّتِي أَنْتَ خَاشٍ مِنْ مَلِكَيْهَا».
فكيف تزج بشارياشوب فى هذا السرد المتصل عن مولود العذراء ؟
ان هذا تعسف ما بعده تعسف لا منطق ولا سياق يؤيده
البديهى ان النص بدأ من الاية 11 حتى الاية 16 فى الحديث عن مولود العذراء
فلماذا اقحام شارياشوب فى الاية الاخيرة علما بان الكاتب لو كان يقصد شارياشوب لذكره بالاسم بدلا من الحديث عن افعال وملابسات تعود جميعها الى مولود العذراء الاية التى قدمها يهوه لاحاز , والا فان كاتب السفر اراد تضليل القارئ ولجأ للغموض عمدا !
وواضح انك لجأت لهذا التعسف التأويلى للهروب من مأزق كبير
ان الاية 16 تعلن بجلاء ان فى زمن الصبى " الاية او العلامة المقدمة لاحاز " سوف تخلى ارض المملكتين التى كان آحاز يخشى منهما , وهذا يعنى ان اية يهوه لاحاز بان طفلا سيولد من عذراء وانه اسمه سيكون عمانوئيل , يعنى ان هذا سيتم ويتحقق فى زمن وفى حياة آحاز
ومن ثم لا علاقة لهذا المولود ولهذه النبؤة بيسوع المسيحية الذى جاء بعد موت احاز بمئات السنين
فكان لابد من اختراع مثل هذا التأويل الذى قمت سيادتكم بعرضه للهروب من هذا المأزق فجعلت من الطفل الواحد المذكور فى النبؤة طفلين احدهما يسوع وتنطبق عليه جزئية ميلاده من عذراء والاخر شارياشوب وتنطبق عليه جزئية اخلاء المملكتين فى زمن آحاز , هذا بالرغم من ان نبؤة اشعياء نفسها تطبق الجزئيتين على نفس الطفل !!





النبؤة الثانية

النبى الذى تنبأ موسى ان يأتى بعده هو يشوع بن نون تلميذه وليس يسوع المسيحية


ادعى الفكر المسيحى ان موسى تنبأ عن مجئ المسيح , ونجد هذا الادعاء عند كاتب انجيل يوحنا الذى نسب للمسيح ان موسى كتب عنه وكاتب اعمال الرسل الذى جعل بطرس يقتبس تلك النبوة ويطبقها على المسيح

يوحنا 5 : 46

لانكم لو كنتم تصدقون موسى لكنتم تصدقونني لانه هو كتب عني
اعمال الرسل 1 : 22-23
فان موسى قال للاباء ان نبيا مثلي سيقيم لكم الرب الهكم من اخوتكم له تسمعون في كل ما يكلمكم به
و يكون ان كل نفس لا تسمع لذلك النبي تباد من الشعب

واذا رجعنا الى هذه النبوة المزعومة التى فى سفر التثنية 18 ونصها :

15 يقيم لك الرب الهك نبيا من وسطك من اخوتك مثلي له تسمعون
16 حسب كل ما طلبت من الرب الهك في حوريب يوم الاجتماع قائلا لا اعود اسمع صوت الرب الهي و لا ارى هذه النار العظيمة ايضا لئلا اموت
17 قال لي الرب قد احسنوا في ما تكلموا
18 اقيم لهم نبيا من وسط اخوتهم مثلك و اجعل كلامي في فمه فيكلمهم بكل ما اوصيه به
19 و يكون ان الانسان الذي لا يسمع لكلامي الذي يتكلم به باسمي انا اطالبه


18:15 The LORD thy God will raise up unto thee a Prophet from the

midst of thee, of thy brethren, like unto me unto him ye shall

hearken

18:16 According to all that thou desiredst of the LORD thy God in Horeb

in the day of the assembly, saying, Let me not hear again the voice

of the LORD my God, neither let me see this great fire any more,

that I die not.

18:17 And the LORD said unto me, They have well spoken that which

they have spoken

18:18 I will raise them up a Prophet from among their brethren, like unto

thee, and will put my words in his mouth and he shall speak unto

them all that I shall command him.

18:19 And it shall come to pass, that whosoever will not hearken unto my

words which he shall speak in my name, I will require it of him. Kjv



ماذا تقول هذه الايات بلا تأويل او تلفيق ؟

يبلغ موسى قومه من بنى اسرائيل ان يهوه ( الاله اليهودى ) سوف يقيم لهم نبيا من وسطهم ومن اخوتهم , هذا النبى مثله , مثل موسى , وكما سمعوا لموسى عليهم ان يسمعوا لهذا النبى , وكما ان الاله كان يجعل كلامه فى فم موسى سيجعل كلامه ايضا فى فم هذا النبى فيكلمهم بكل ما يوصيه الله به , لذلك فان من لا يسمع كلام هذا النبى , الذى هو كلام يهوه نفسه , فان يهوه سوف يطالبه

وهذا المشروع – مشروع اقامة نبى بعد موسى – كان له اسباب ذكرت بجلاء فى الاية 16

فاقامة الاله لهذا النبى جاءت بناءا على طلبات ورغبات اليهود , فتذكر الاية 16 ان بنى اسرائيل سبق وان اجتمعوا فى حوريب وهناك اتفقوا على ان لا يسمعوا كلام يهوه من فم يهوه مباشرة وان لا يروا النار العظيمة التى كانوا يرونها عندما يتجلى لهم يهوه , وسبب ذلك هو خوفهم من ان يموتوا من سماع صوت الاله ورؤية ناره .

وعندما سمع يهوه لطلب اليهود هذا رأى انه طلب معقول ومقبول , فقال يهوه :

" قد احسنوا في ما تكلموا "

واضح بلا اى تأويل ان اقامة يهوه لنبى من بعد موسى كان تلبية لمطالب اليهود حتى يكون هذا النبى الوسيط بينهم وبينه , كما كان موسى وسيطا بينهم وبينه . هم يخشوا من تعامل الاله مباشرة معهم فعبروا عن رغبتهم فى اقامة رجلا من وسطهم ليقوم بنفس الدور الذى كان موسى يقوم به , فعن طريقه يعرفوا اوامر ووصايا يهوه

فالهدف من اقامة هذا النبى هو قيادة اليهود وتبليغهم بوصايا الاله

من ناحية اخرى واضح من النص ان مكانة هذا النبى الذى سيقيمه يهوه لليهود لا تزيد باى حال من الاحوال عن مكانة موسى

فهو سيقام من وسط اليهود , وهو من اخوتهم , وهو مثل موسى , وهو سيكون اداة لتبليغ اليهود وصايا يهوه .

لا نجد فى النص اى اشارة يفهم منها ان هذا النبى اعظم من موسى

فمن هو هذا النبى الذى سيقيمه يهوه ؟


اذا رجعنا لسفر العدد سنجد اجابة واضحة لهذا السؤال وسنجد ما يزيل اى لبس ازاء شخصية هذا النبى الموعود :

العدد 27

12 و قال الرب لموسى اصعد الى جبل عباريم هذا و انظر الارض التي اعطيت بني اسرائيل
13 و متى نظرتها تضم الى قومك انت ايضا كما ضم هرون اخوك
14 لانكما في برية صين عند مخاصمة الجماعة عصيتما قولي ان تقدساني بالماء امام اعينهم ذلك ماء مريبة قادش في برية صين
15 فكلم موسى الرب قائلا
16 ليوكل الرب اله ارواح جميع البشر رجلا على الجماعة
17 يخرج امامهم و يدخل امامهم و يخرجهم و يدخلهم لكيلا تكون جماعة الرب كالغنم التي لا راعي لها
18 فقال الرب لموسى خذ يشوع بن نون رجلا فيه روح و ضع يدك عليه
19 و اوقفه قدام العازار الكاهن و قدام كل الجماعة و اوصه امام اعينهم
20 و اجعل من هيبتك عليه لكي يسمع له كل جماعة بني اسرائيل
21 فيقف امام العازار الكاهن فيسال له بقضاء الاوريم امام الرب حسب قوله يخرجون و حسب قوله يدخلون هو و كل بني اسرائيل معه كل الجماعة
22 ففعل موسى كما امره الرب اخذ يشوع و اوقفه قدام العازار الكاهن و قدام كل الجماعة
23 و وضع يديه عليه و اوصاه كما تكلم الرب عن يد موسى

عندما ادرك موسى ان يوم موته اقترب , تساءل فى نفسه عن من سيكون خليفته فى قيادة الشعب اليهودى وفى تبليغ وصايا الاله لهم , فاقترح على يهوه اقامة رجلا على الجماعة ليقودهم فى شتى امورهم .

ووافق الاله على هذا الاقتراح , وبالفعل اعلن يهوه ان هذا الرجل هو يشوع بن نون , فيشوع سيكون هو هذا القائد بعد موسى وهوالذى سيسمع له كل جماعة بنى اسرائيل !!

وبالفعل عندما تقرأ السفر المنسوب ليشوع ستجد ان نبوة موسى قد تحققت بحذافيرها فى يشوع بن نون


فهو ينطبق عليه كل تفاصيل النبوة فى سفر التثنيه

" يقيم لك الرب الهك نبيا من وسطك من اخوتك مثلي له تسمعون " تث 18 : 15

ويشوع اقامه يهوه نبيا من وسط اخوته وهو مثل موسى , وله سمع اليهود كما جاء بسفر يشوع ,

بل هناك نص صريح يؤكد على سماع بنى اسرائيل ليشوع , وكأن كاتب السفر يقول باعلى صوته ان يشوع تمت فيه النبؤة بحذافيرها :

"و يشوع بن نون كان قد امتلا روح حكمة اذ وضع موسى عليه يديه فسمع له بنو اسرائيل و عملوا كما اوصى الرب موسى "تثنية 34 : 9
النبؤة تقول ان بنى اسرائيل سيسمعون للنبى الموعود , وفى اخر اسفار التثنية ياتى التأكيد على ان اليهود سمعوا ليشوع !!!


" اقيم لهم نبيا من وسط اخوتهم مثلك و اجعل كلامي في فمه فيكلمهم بكل ما اوصيه به " تث 18 : 18

وبالفعل كان يشوع يكلم بنى اسرائيل بكل ما يوصيه يهوه حيث كان يهوه يجعل الكلام فى فمه

" و يكون ان الانسان الذي لا يسمع لكلامي الذي يتكلم به باسمي انا اطالبه "

وكم من اليهود الذين عاقبهم يهوه او قتلهم لانهم خالفوا وصاياه التى تكلم بها على لسان يشوع مثل ما جاء عن عخان بن كرمى وبنيه وبناته الذين قتلهم يشوع واحرقهم بالنار لانهم لم يسمعوا كلام يهوه ( انظر التفاصيل فى يشوع الاصحاح السابع )


تؤكد نبوة موسى على ان النبى القادم مثله :

" يقيم لك الرب الهك نبيا من وسطك من اخوتك مثلي "

" اقيم لهم نبيا من وسط اخوتهم مثلك "

وبالفعل كان يشوع يشبه موسى فى كل شئ , كان مثله فى قيادة الشعب , وكان مثله فى تبليغ وصايا وأوامر يهوه للشعب , ومثله فى قسوته وهمجيته . فكلاهما ابادا بحسب ما جاء بالاسفار مئات وآلاف من شعوب المنطقة !!


ننتقل الان للعهد الجديد لنرى كيف استغل مؤسسي المسيحية هذه النبوة استغلالا تلفيقيا وقحا وجعلوا من يسوع المسيح هو ذلك النبى الذى ذكره موسى

يوحنا وضع على لسان المسيح ان موسى كتب عنه !!

وبطرس اقتبس تلك النبوة محرفا لحرفها ومعناها على هذا الشكل :

" فان موسى قال للاباء ان نبيا مثلي سيقيم لكم الرب الهكم من اخوتكم له تسمعون في كل ما يكلمكم به

و يكون ان كل نفس لا تسمع لذلك النبي تباد من الشعب "

يقول ان كل نفس لا تسمع لذلك النبى تباد من الشعب , بينما فى النص المقتبس منه :

" و يكون ان الانسان الذي لا يسمع لكلامي الذي يتكلم به باسمي انا اطالبه "

هذا عن انطاق النص المقتبس منه ما لم يقله !!

اما عن مضمون النبوة , فلقد صار يسوع المسيح هو النبى الذى تنبأ عنه موسى !!

موسى كان يخاطب شعبه اليهودى ويحدثهم عن خليفة له فى جيلهم وزمنهم سيقودهم وسيخبرهم باوامر ووصايا يهوه وله يسمعون ومن لا يسمع سوف يطالب او يحاسب او يعاقب او يقتل , واهم من هذا ان هذا النبى مثله ولا يزيد عنه شيئا



بينما مؤسسى المسيحية تجاهلوا كل هذه الحقائق وجعلوا يسوع المسيح هو ذلك النبى رغما عن انف موسى واسفار العهد القديم !!

كيف يعقل ان يطلب موسى من قومه المعاصرين له انتظار نبيا يقودهم فى الدخول للارض الموعودة ويكلمهم بكلام الاله بعد أكثر من الف وخمسمائة سنة عندما جاء المسيح , وبعد ان يكونوا ماتوا واكلهم دود الارض ؟؟

كيف يوفق المسيحيون بين كون النبى الذى تحدث عنه موسى هو مثله بينما المسيح فى العقيدة المسيحية هو الله نفسه ؟

كيف يوفق المسيحيون بين نبوة موسى التى تقرر ان من لا يسمع لذلك النبى يباد ويقتل , بينما من لم يسمع ليسوع لم يباد من شعبه ولم يقتل ؟؟

نبوة موسى تجعل النبى مجرد انسان مثله مثل موسى سيقيمه يهوه من بين اليهود كقائد عسكرى وكوسيلة لتوصيل وصايا الاله للامة اليهودية , بينما فى المسيحية المسيح هو الاله المتجسد الذى جاء ليفدى جميع البشر وليس اليهود فقط

نبوة موسى لا يمكن استخلاص ألوهية النبى منها باى حال من الاحوال , بل ان هذه الفكرة لم تطرأ على موسى صاحب النبوة نفسه الذى أكد على ان النبى الموعود مثله لا اكثر ولا اقل !!

وخلاصة الامر ان موسى تنبأ فى زمنه لاخوانه من اليهود ان بعد موته سيقيم الاله لهم خليفة يخلفه ليقودهم وليبلغهم وصايا الاله لانهم طلبوا الا يكلمهم الالة مباشرة خشية ان يموتوا , واستجاب يهوه لطلبهم فاقام لهم يشوع بن نون تلميذ موسى ليكون نبيا وقائدا ومتحدثا بكلام الاله لهم .

فجاءت المسيحية واستغلت هذه النبوة استغلال انتهازى تلفيقى فزعمت ان النبوة كانت عن يسوع بالرغم من التناقضات الكبيرة التى تنتج عن اعتبار النبى الذى تكلم عنه موسى هو الاله المتجسد يسوع

فلا توفيق بين هذه المتناقضات الا بالتلفيق !!


بحث تجميعى نمقول للمعرفة والمناقشة قبل الخراب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - csshqhnz
Fastest Payday Loan ( 2018 / 6 / 29 - 03:33 )
loans online no credit check installment loans online lowest personal loan rates online loan application

اخر الافلام

.. مزارع يتسلق سور المسجد ليتمايل مع المديح في احتفال مولد شبل


.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت




.. #shorts - Baqarah-53


.. عرب ويهود ينددون بتصدير الأسلحة لإسرائيل في مظاهرات بلندن




.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص