الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثقافة العربية/ موت المركز

علي حسن الفواز

2006 / 2 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


والاحلام الكونية المجهضة في تحقيق النقض لما هو جاهز وقياسي !! ،،ان أدق تفسير يمكن ان يتلمس جوهر ألازمة في ثقافتنا هو نكوص هذه الثقافة عن انتاج مصدات تواجه انهيارات المشروع الحضاري العربي وخطابه القومي وقراءاته لازمة الانسان في الحرية والدولة والفكر والتنمية،،فضلا عن ان هذه الثقافة لم تنتج لنا مدارس واتجاهات راسخة وفاعلة غير قابلة للمحو عند اول اعصار كوني !! ولعل الادهى في ذلك انها ظلت عاطلة وفي أكثر حلقاتها عن انتاج ثقافة نقدية تواجه بها ثقافة الآخر المهيمن والغازي والمتعولم والباحث عن كنوزنا التاريخية والعائلية ...
ان احتلال العراق امريكيا والحلول التعويضية للقضية الفلسطينية والعتمة على تاريخ المقاومة الحقيقية ،، وظهور المارد المالي في دول الخليج العربي الفاقد لخصائصه القومية واللوجستية الحقيقية ، وظهور المدّ العنفي في الحوار الحضاري ،والانهيار التام لثقافة التنوير في المكان العربي وهجرتها الى الحاضنة الغربية ,, ومحاولة تدمير المشروع الثقافي اللبناني المعروف بتلاوينه وتعدد محاوره تحت ايقاع عنف المراكز التي ينتجها المركز السلطوي العتيد ، كل هذا يؤشر في جوهره انهياروفشل المشروع
الحضاري للثقافة العربية التقليدية في التحديث والتنوير ومنع حدوث الكوارث والشروع بتأسيس الثقافات الاجرائية التي تمهد لخلق تقاليد مجتمع ثقافي مدني يتحرر من عقدة الحكومات .. ولعل النموذج المصري في اليات الضغط على بساطته وقلة خبرة منفذيه واستخدامهم احيانا لشعارات انتهازية وبرغاماتية يمثل نقطة ضوء في امكانية ان تكون الثقافة تأسيسا في الاجراء......... لعلي لا أبدو راديكاليا جدا حينما اقول ان هذا النموذج غير القابل للحركة وغير القادر على ضخ الدماء الجديدة في جسده والذي مازال يصرّ على السكنى بعدته ونصوصه ومؤسساته ويواصل لعبة انتاج انماطه، أي تكريس مركزه في رهان قديم مع استمرار الاميات العربية في الثقافة والتعليم والتقنيات والمعلوماتية والحوار المقطوع مع الاخرهو النموذج الذي ينبغي ان يكون محرضا على الاسئلة ،،وربما يضعنا امام حساب اخلاقي وتاريخي ، ليس انخراطا في نصه او شراكه او لانهائيات نصه ، قدر ماهو البحث عن اجابة لاسئلة تفتك فينا وتجعلن نقف عند لحظة الرجم دوما !!!!!، ماذا فعلته ثقافاتنا القياسية التي رفعت الشعارات طوال اكثر من سبعين سنة؟؟ ،،و هل علمتنا سوى ان نقترح حلولا سحرية لازمة امتنا ازاء كل الاحتلالات المكانية والروحية ،،صدقنا اوهامها أم لا رغم انها كانت تسوقها الى كتبنا واحلامنا وثوراتنا الدافئة !!! وربما كانت شعاراتها هي التي اسلمت الاف الشباب الحالمين الى مذابح الجلادين القائمين في صلب المركز القديم والمقدس في الامس واليوم .أو اسلمتهم الى حروبها الواهمة في خطابها التحرري ..
ان هذاالنموذج الذي تجسده الكثير من الانماط الثقافية التي لم تعد حافظة لنوعنا الثقافي الجديد والتي ينبغي وضعها ( مع تقدير انجازها ) ضمن سياق زمن ثقافي معين في المتحف الثقافي مثل خطابات محمد حسنين هيكل وانيس منصور في الصحافة ومطاع صفدي في الفكر ومحمد عابد الجابري في التاريخ ومحمود امين العالم في النقد ،، فضلا عن انماط الثقافة الشعرية والقصصية القائمة على فكرة التجييل الزمني بكل رموزها العاتية والتي شاخت وترهل خطابها امام استحقاقات السؤال الانطولوجي المعاصر....وكذلك النماذج الثقافية التي تمثلها مراحل الانزياح الاضطرارية في ثقافتنا الشعرية باسمائها الرنانة الضاجة باشاعتها وكارزمتها الهائلة ( ادونيس ، محمود درويش ، سميح القاسم ، ، احمد عبد المعطي حجازي وغيرهم ) وثقافة يوسف شاهين في السينما ،وسيدراضي في المسرح..
ان اشكالية اللحظة العربية المعاصرة واسئلتها كشفت حجم الاخطار التي يواجهها العقل العربي في اليات صراعه المعقدة ،،وتفكك الكثير مفاهيمه ازاء معطيات حادة افزها الواقع الثقافي ما بعد مرحلة الثقافة القطبية وتداعيات الحرب الباردة واحداث 11/ ايلول/2001.. اذ لم يجد العقل العربي الكثير من الياته وتقنياته فاعلة في مواجهة الطوفان وخروج الآخر بقبائله وعوائله الى رمي الجمرات على شياطيننا !!! ،فضلا انه لم يعش تحولات عميقة تناسب خطورة الانهيارات الكونية التي رافقت انهيار القطب السوفيتي وتصدع التابو الماركسي السياسي وغياب شكله في الدولة والمؤسسة والنظام المعرفي والتمويلي والجامعات التي كانت تخرج لنا سنويا الاف الثوار والعاطلين. مقابل هذا انتج العقل العربي انماطا نكوصية هي جزء من سايكولوجيا التعويض اسهمت الى حد ما في تهيئة الارضية لما يسمى الان بثقافة العنف وانتاج البطل الاشكالوي المعقد صاحب الحساسيات العالية ازاء أي حوار مع الاخر !! او أي شكل اجرائي لدولة معاصرة تقوم على اساس علمنة السياسة والادارة والاقتصاد والعلاقات الشرعية والحقوق المدنية ..
ان الدولة العربية المعاصرة تعيش ازمتها الاخيرة ،، والمثقف العربي التقليدي المشرعن لقلقه وخوفه وعقمه ازاء اسئلة الحرية والمجتمع المدني يواجه مصيره في العزلة والعطالة مقابل ولادات لم تكتمل بعد لنموذج ثقافي متمرد نافر لم يؤسس حضوره في المشهد المعتم المفتوح على احتمال السؤال والقوة والطوفان!!!.اذ ان رهان وجود هذا المثقف هو رهين بوجود الدولة الجديدة الفاقدة لهيمنة المركز الغاشم ...ولكن تاريخ العدمية في الثقافة العربية مازال يضع امامنا الكثير من المطبات التي ترهن نصها ووجودها مع وجود المراكز التي تمارس الان اقصى نوباتها في ارهاب الفكر وارهاب الدولة وربما ارهاب الوعي ....ان هذا الارهاب الوجودي ذي المركبات النفسية والسياسة يمثل في جوهره ارهاصا لموت المثقف ,,مثقف الدولة القديمة ، مثقف الاحتجاج القديم والمثقف العضوي القديم الذي مازال يؤمن بان الهرولة ستوصلنا الى القمر !!!!!!!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أهلا بكم في أسعد -أتعس دولة في العالم-!| الأخبار


.. الهند في عهد مودي.. قوة يستهان بها؟ | بتوقيت برلين




.. الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين تزداد في الجامعات الأمريكية..


.. فرنسا.. إعاقات لا تراها العين • فرانس 24 / FRANCE 24




.. أميركا تستفز روسيا بإرسال صورايخ سراً إلى أوكراينا.. فكيف ير