الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أسلمة الثورة ليست تفاصيل

فاضل الخطيب

2017 / 11 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


الفيتو الروسي أو الأميركي أو الموزامبيقي من جديد، لا نستطيع منعه، لكن ماذا يمكننا فعله أكثر من "الكسكسة" لأم بوتين وأوباما؟ هل عندنا مشروع نقدمه كبديل عن حجج بوتين؟ هل حاول ممثلوا الثورة ومموليهم وآبائهم الروحيين فعل شيء حقيقي لفضح ذلك الفيتو؟ هل يستطيع من يتاجر بدماء السوريين وأثرى من رواتب الثورة وعلاواتها أن يفكر بفيتو أو بالزعتري إلا بمقدار ما يستطيع توظيفه لزيادة علاواته؟ طالما لم يقم القائمون على الثورة والمتحدثون بإسمها من ناشطين ومثقفين ومفكرين بفضح أسلمة الثورة والجماعات الجهادية بدون دوران ولف، سنبقى نكرر انتقاداتنا لبوتين وأوباما وإسرائيل.. تبين واضحاً أنه لا يمكن كسب عطف وتضامن العالم من خلال فضح الأسد، لكنه يمكن ذلك من خلال فضح الجماعات الجهادية والخطاب الإسلامي المعادي للغرب وثقافته وعلمانيته، ويقول بعض الأصدقاء أن الغرب وشعوبه لم تقف مع الثورة يوم لم يكن قد ظهرت الجماعات الجهادية والخطاب الإسلامي، وهذا صحيح، لكن هل نريد من الغرب أن يتأثر من "خطاب" الثورة في الشهور الأولى لها أكثر من تأثيره من ماكينة النظام الإعلامية وحلفائها من سفارات وشراء صحفيين في الغرب والشرق؟ لماذا ننتقد تلكؤ من لم ينصر الثورة في شهورها الأولى بدون حجج كافية، ونتجاهل حججه المنطقية خلال ست سنوات لاحقة؟ كيف تنتظرون أن يتضامن الغرب مع الذي يسعى للقضاء على الغرب/وهنا لا يمكننا نحن أيضاً فضلاً عن الغرب التمييز بين خطاب "علماني شيوعي مسيحي في قيادة الثورة كجورج صبرا وبين أمير جهادي يجلد ويقطع الرقاب"، وخطاب الإسلاميين في قيادة الثورة أكثر فظاعة من خطاب أمثل جورج صبرا، والغرب لا يرى من الثورة إلا اللحى وخطابها القروسطي التكفيري المعادي للعالم كله.. لا نحتاج لإقناع أنفسنا أو بعضنا نحن "غلابا" السوريين بالإجرام الروسي المباشر والأوبامي غير المباشر، من يعز عليه وضع السوريين الأبرياء في الداخل وفي مخيمات اللجوء، عليه البدء بفضح "الأقربون" الذين ساهموا في خدمة مشروع الأسدية من خلال إجهاض ثورة الحرية، كيف تستطيع إقناع مواطن أميركي أو أوربي أن جرائم الأسد أفظع من السياسة التي تعمل على تحويل سورية إلى دولة إسلامية قروسطية/حتى لو كنا نحن نعرف ويعرف صناع القرار في الغرب استحالة تحقيق ذلك، لكن هل تطلب من الشارع الغربي أن يدعمك وأنت نادراً ما تنتقد ذلك الخطاب المعادي للغرب، بل أنت أيضاً تقوم بعداء الغرب من خلال تلك السياسة الحولاء التي لا تخلو من براءة التعاطف مع الجماعات الجهادية أو حلفائهم.. لماذا لا نعتبر موقف المانيا وغالبية شعبها وحكومتها وكندا وغيرها من دول الغرب في استقبالها للاجئين أنه تضامن مع شعبنا وحريته؟ هل نتذكر فلسفة الإسلاميين أن المانيا تريد أسلمة أطفالنا باستقبالها اللاجئين.. اخرجوا أولاً من معطف الإسلاميين أو اخرجوا الإسلاميين من معطفكم وقولوا ماذا تريدون لسوريا والعالم قبل كل شيء.. هل فعلتم ما يكفي لمنع إجهاض الثورة وأسلمتها؟ هل فضحتم الفساد وبزنس الدم والجهاد ما يكفي؟ هل دافعتم عن ضحايا أسلمة الثورة، خاصة الروحية والثقافية كما دافعتم عن ضحايا الأسدية؟.. هل تكفي تلك الشماعة للمؤامرة العالمية على سورية؟ وبماذا تختلف عن المؤامرة الدولية على سورية الأسد؟ وإن أقرينا معكم بذلك، هل نسأل أنفسنا، لماذا تلك المؤامرة علينا؟ وهل نتحمل بعضاً من المسؤولية عن ذلك؟ وهل تكفي شماعة إسرائيل، وإن كانت تلك الشماعة الإسرائيلية تكفي لإراحة ضمائرنا اليوم، لكن ماذا فعلنا ضدها أو لتخفيف آثارها على ثورتنا؟ لماذا لا نحاول توقع أن موقف الغرب هو نتيجة للأزمة التي نعيشها وحاولت الثورة خلخلتها لكن تلك الأزمة خنقت الثورة وساهمت بمنع انتصارها، بل ساهمت بمنع سقوط الأسد أيضاً.. عندما نذكّر بالثورة الفيتنامية على أميركا وليس على الأسد، يقول ذلك الكثير أن الدعم السوفييتي هو ضمانة انتصار الفيتناميين حينها، يعني لو ما فيه دعم سوفييتي كان هوشي منه والجنرال جياب ورفاقهم في قيادة الثورة يقودون الثورة من فنادق موسكو؟ شجاعة مفرطة ضد عائلة الأسد، ومفروطة ضد عائلات لحى الرايات السوداء.. كما يردد شبيحة النظام قصيدتهم "أن دمار سوريا سببه الثورة"، بينما الكثير من أنصار الثورة يضعون السبب الرئيس على الغرب والباقي جزئيات وتفاصيل، متجاهلين أن الشيطان هناك يقبع في التفاصيل، وهذا يُذكّر ببعض الطلاب العرب الدارسين/الراسبين في جامعات أوربا بأن "سبب فشلهم هو أن المدرس يهودي"...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انفجارات أصفهان.. قلق وغموض وتساؤلات | المسائية


.. تركيا تحذر من خطر نشوب -نزاع دائم- وأردوغان يرفض تحميل المسؤ




.. ctإسرائيل لطهران .. لدينا القدرة على ضرب العمق الإيراني |#غر


.. المفاوضات بين حماس وإسرائيل بشأن تبادل المحتجزين أمام طريق م




.. خيبة أمل فلسطينية من الفيتو الأميركي على مشروع عضويتها | #مر